قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 1 سبتمبر 2012

السيد زهره : ماذا وراء الفضيحة؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ماذا وراء الفضيحة؟
شبكة البصرة
السيد زهره
ماذا وراء فضيحة الاعلام الايراني التي نشرت تفاصيلها امس، المتعلقة بتحريف وتزوير الخطاب الذي القاه الرئيس المصري محمد مرسي في قمة عدم الانحياز؟.. كيف يمكن ان نفسرها ونفهم دوافعها بالضبط؟
بداية، يجب ان نعلم ان هذا النهج من التزوير والتحريف، هو نهج دائم ثابت لجهزة الاعلام الايرانية. لقد سبق ان كتبت اكثر من مقال عن هذه القضية وعن ابعاد نهج التزوير هذا لدى الاعلام الايراني.
والحقيقة ان من يتابع اجهزة الاعلام الايراني وما تنشره، يعرف انها تمارس مثل هذا التزوير والتحريف بشكل يومي بالمعنى الحرفي للكلمة.
ولهذا، عندما قامت اجهزة الاعلام الايرانية بهذا التزوير لخطاب لمرسي، فقد فعلت ذلك بشكل عادي وتلقائي ومن دون تردد، ومن دون ان تفكر ان في هذا ما يشين، فهذا هوما تفعله باستمرار.
لكن الأمر هذه المرة تجاوز كل الحدود فعلا.
الأمر يتعلق هنا بخطاب لرئيس بلد عربي كبير مثل مصر، القاه في حدث حضره ممثلون لعشرات الدول، وتابعه العالم كله على الهواء مباشرة.
لهذا، رغم ان التزوير نهج دائم للاعلام الايراني، فان الأمرهذه المرة جاء غريبا وشاذا جدا، وبحاجة الى فهم وتفسير.

والجوانب التالية نظنها مهمة في فهم وتفسير ما فعله الاعلام الايراني، وما يعبرعنه.
أولا - هذا التزوير هو بداية تعبير عن الصدمة الشديدة في ايران من المواقف التي عبر عنها مرسي في خطابه، وحالة الارتباك التي انتابتها في كيفية التعامل مع هذه المواقف.
الأمر هنا ان ايران كانت قد رتبت نفسها على ان قمة عدم الانحياز هي مناسبة كبرى سوف تستغلها من اجل خدمة مواقفها وسياساتها الاقليمية، وخصوصا فيما يتعلق بالموقف مما يجري في سوريا ومواقفها ايضا تجاه الخليج العربي.
ايران تصورت انه سوف يكون بمقدورها دفع القمة الى اعطاء دفع لمواقفها.
لكن الذي حدث ان المواقف التي عبر عنها مرسي، جاءت على عكس ما تتوقع ايران تماما، وافشلت عمليا مسعاها هذا.
مواقف مرسي، وخصوصا فيما يتعلق بسوريا، جاءت في جوهرها بمثابة ادانة واضحة للمواقف الايرانية واعلان رفض لها من اكبر بلد عربي. والامر الذي لا شك فيه ان ما قاله مرسي له تاثير على مواقف دول عدم الانحياز.

ثانيا - هذا التزوير جاء في جانب اساسي منه ليفضح عنصرية النظام الايراني وطائفيته، ويكشف اكاذيبه في هذا الصدد.
لو لم يكن هذا نظام عنصري طائفي، ما الذي يضيره في ان يتحدث الرئيس مرسي في مستهل خطابه عن الخلفاء الراشدين، ابوبكر وعمر وعثمان وعلي؟.. ما الذي يغضبهم في هذا كي يحذفوا ما قاله؟.. الا يفضح هذا كذب دعاواهم عندما يقولون باستمرار انهم يحترمون كل الصحابة ولا يقبلون بسبهم؟

3 – وهذا التزوير جاء ليكشف مدى العداء والحقد الذي يكنه النظام الايراني للبحرين بوجه خاص. الذي فعلون هنا امر مذهل حقا، ويكشف عن ذروة الحقد والعداء. نعني اقحامهم للبحرين في خطاب مرسي، على الرغم من انه لم يتطرق الى البحرين اطلاقا.
الرئيس مرسي حين تحدث عن ثورات الربيع العربي،ولم يذكر البحرين في هذا السياق، كان يعبر عن الحقيقة، وعما ادركته كل الدول العربية في النهاية عما يجري في البحرين، على اعتبارانها حركة طائفية لا تنتمي الى الثورات العربية.
من الواضح ان هذا الامر اصاب الايرانيين بالجنون. فان يكون هذا هو موقف مرسي، معناه في جوهره ايضا ادانة للموقف الايراني من البحرين، ورفض لحملتها السياسية والاعلامية عليها، ورفض لكل دعاواها في هذا الشأن.
الحقيقة ان هذا الذي فعلوه باقحام البحرين على خطاب مرسي هو اخطر ما في جريمة التزوير التي ارتكبوها، وهو امر يجب ان يتوقف امامه الكل مطولا.

4 – وهذا التزوير هو في النهاية تعبير عن الورطة التي تعيشها ايران عموما. هو تعبير عن تهافت مواقفها وسياساتها، وعن عجزها عن الدفاع عن هذه المواقف او تبريرها بما يمكن ان يقنع احدا.
هو تعبير بصفة خاصة عن عجز النظام عن تبرير مواقفه للراي العام الايراني نفسه وخوفه منه، وحرصه على اخفاء الحقائق عنه حتى لو تعلق الامر بخطاب معلن ومذاع تابعه الكل.
هذه هي في تقديرنا هي ابعاد جريمة التزوير التي اقدم عليها الاعلام الايراني وما وراءها.
شبكة البصرة
الجمعة 13 شوال 1433 / 31 آب 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق