في لقاءه مع وكالة الصحافة السورية الالكترونية.. أوضح الدكتور خضير المرشدي.. أمين عام الجبهة الوطنية والقومية والاسلامية في العراق :
أكثر من 60 في المئة من ارض العراق باتت تحت سيطرة الثوار والاستعدادات جارية لتحرير بغداد التي ستكون مفتاحا لتحرير كل العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه.. وسيلتقي فيها الاخوة من كل المحافظات محتفلين بيوم التحرير والاستقلال.
وفي مايلي اللقاء كاملا الذي نشر يوم أمس، والذي أجراه الصحفي حلمي العليوي من الوكالة الدولية للصحافة السورية :
س1- قال المالكي في تصريح له : "لاتزال الحرب قائمة بين أتباع الحسين وأتباع يزيد"، ماهو ردكم على ذلك؟
الدكتور خضير المرشدي : تصريح ينم عن عقلية مريضة متخلفة طائفية مهووسة باستحضار الماضي البعيد بكل مآسيه ومحطاته السوداء وإسقاطه على حاضر يفترض أن يكون جزءا من حضارة القرن الحادي والعشرين ومدنيته، ومن المؤكد إنه يقصد مايقول بحيث يستجلب ذلك التاريخ لنصرة حكمه الفاسد المتهاوي من خلال التأثير على عقول البسطاء من الناس وتحشيدهم طائفيا بعضهم ضد البعض الاخر.
س2: إلى أين وصلتم في ثورتكم (ثورة الشعب العراقي) يعني المحافظات المحررة؟
الدكتور خضير المرشدي : أكثر من 60 في المئة من ارض العراق باتت تحت سيطرة الثوار والاستعدادات جارية لتحرير بغداد التي ستكون مفتاحا لتحرير كل العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه.
س3 : من خلال التقدم السريع للمقاومة ميدانيا يمكن أن نستنتج بأن التحضير لما يحصل كان منذ فترة طويلة، فكيف كانت البدايات؟
الدكتور خضير المرشدي : المقاومة العراقية الباسلة عندما انطلقت منذ اول يوم الاحتلال عام في 10 نيسان 2003، كان واحداً من اهم اهدافها هو تحرير العراق تحريراً كاملا وشاملا وعميقا، اي بمعنى تصفية مخلفات الاحتلال وعمليته السياسية وما نتج عنها كونها تمثل نموذجا للمشروع الامريكي الصهيوني الفارسي في العراق ومنه الى بقية أقطار الامة، وقد مرت المقاومة بصفحات عدة، منها صفحة مقاومة الاحتلال، ومنها صفحة الانتفاضة السلمية في معظم المحافظات العراقية بعد هزيمة القوات الامريكية من العراق، ومنها هذه الثورة الساحة، لذا فان الانتفاضة العراقية العروبية الاسلامية في العراق بصفحتيها السلمية والمسلحة، هي إمتداد لتلك المقاومة الباسلة وجزء من فعلها ومن ضمن تخطيطها وأهدافها لإزالة مخلفات الاحتلال كما ذكرنا..
اشترك في الانتفاضة وهي في حقيقتها ثورة شعبية عراقية، جميع فصائل المقاومة الوطنية بدون استثناء وبكافة توجهاتها القومية والاسلامية.. وانضم الجميع مع جهد عشائري وطني عروبي شكل حزاما لهذه الفصائل ليتشكل منها المجالس العسكرية لثوار العشائر في معظم المدن والقصبات العراقية بما فيها محافظات الفرات الأوسط والجنوب وستحين لحظة الحقيقة ليلتقي الشمال والجنوب في بغداد بانتصار الثورة الحاسم واسقاط حكم الجواسيس والفرس.
س4: ماهي الفصائل أو الحساسيات التي تتكون منها جبهة المقاومة؟
الدكتور خضير المرشدي : المقاومة في العراق قد تبلورات في الفترة الممتدة من 2007 وحتى 2011 بثلاث جبهات رئيسية هي جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني التي يقودها حزب البعث العربي الاشتراكي، وجبهة الجهاد والتغيير، والمجلس السياسي لفصائل أخرى.. ولكن بعد انسحاب القوات المحتلة من العراق، وبعد أن انطلقت الثورة العراقية في الانبار والفلوجة قبل اربعة اشهر بعد أن قام المجرم المالكي بضرب المتظاهرين وذبحهم في الحويجة والفلوجة وديالى ومناطق العراق الاخرى.. تشكلت المجالس العسكرية لثوار العشائر في معظم المحافظات والمناطق وانخرطت فصائل المقاومة مع ثوار العشائر في هذه المجالس، وانبثق المجلس السياسي لها.. وهي من تقود الثورة الان التي انطلقت من الموصل باتجاه تحرير بغداد وبقية المحافظات.. ولا توجد خلافات بين فصائل المقاومة وجبهاتها.
س5: هل فعلا، وكما يقول الإعلام العالمي والعربي (بخلاف بعض وسائل الإعلام التي تٌعدّ على أصابع اليد الواحدة) بأن تنظيم داعش، الدولة الإسلامية بالعراق والشام، موجودة معكم بالجبهة؟
الدكتور خضير المرشدي : داعش لم تكن معنا في الجبهة ولا يوجد تنسيق معهم... بل هم موجودون في سوريا والعراق وربما لهم امتدادات في دول اخرى..
وان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» يتكون من مجموعات دخلت العراق بعد الاحتلال تحت اسم «القاعدة»، ومع انطلاق الثورة السورية تكونت منها مجاميع تحت اسم «داعش» وقد اشتركوا في القتال الدائر في سوريا ودخلوا على مسار ثورة الشعب السوري الشقيق واتخذهم النظام السوري ذريعة لضرب الثورة السورية تحت حجة مكافحة الارهاب ووصف كل من يعارضه بانه إرهابي، تماماً كما يحدث في العراق الان، حيث دخلوا على مسار ثورة الشعب في العراق منذ انطلاق الثورة في الأنبار والفلوجة حتى الآن، وقد اتخذتهم حكومة الجواسيس الارهابية في بغداد ذريعة لوصف ووصم ثورة الشعب بانها ارهاب وداعش وحشدت جزء من الشعب العراقي وتخويفهم من خطر داهم بان مايجري هو هجوم كاسح لداعش، متنكرة هذه الحكومة المجرمة الفاسدة لحقوق الشعب وثورته المباركة.. وأؤكد أن داعش موجودة في العراق ولكنه فصيل صغير وبأعداد محدودة، وهي لا تسيطر على المشهد العام للثورة كما يصوره الإعلام.. بل أن من يسيطر ويدير المناطق المحررة هم ثوار العشائر العراقية ومن أبناء تلك المناطق.
س6: من خلال تسمية جبهة المقاومة، نجد كلمة الإسلامية، فماذا تعني هذه التسمية؟ هل تعني الإسلام السياسي مثل حركة الاخوان المسلمين؟
الدكتور خضير المرشدي : تعني بان من يشترك في الثورة هم جميع قوى الشعب الوطنية بكافة توجهاتهم سواءا كانت توجهات قومية أو توجهات إسلامية معتدلة وسطية.. ونود الاشارة الى أن غالبية شعب العراق هي غالبية مسلمة.. ولن يقصد بتلك التسميات انتماءات سياسية من مثل الاخوان المسلمين ممثلة في العراق بالحزب الاسلامي الذي هو ذيل من ذيول الاحتلال والعملية السياسية.
الجبهة بصيغتها المصغرة هي انعكاس لوحدة المجتمع العراقي وتمثيل مكوناته الاجتماعية والسياسية الوطنية المقاومة للاحتلال وعمليته السياسية ومشروعه الاستعماري.
س7: في إطار التوازنات العالمية الجديدة، حيث نلاحظ عودة قوية على المستوى الدولي للدولة الروسية، هل ترون أن هذا سيؤثر على نجاحكم أو فشلكم في مواصلة التحرير، خاصة وأن روسيا كانت دوما مساندة لأحزاب اليسارية العربية وخاصة القومية منها؟
الدكتور خضير المرشدي : للاسف لم يكن الامر كذلك، بل أن روسيا دخلت في أزمات دول الشرق الأوسط ومنها الدول العربية انطلاقا من طبيعة منافستها مع الولايات المتحدة الامريكية لإعادة مجد ضائع من ناحية، وتحقيق مصالحها وفق نظرية المحاور من ناحية ثانية، دون النظر لحقوق الشعوب واستحقاقاتها الوطنية ودون الاهتمام بمن هو صاحب الحق من عدمه.. إن روسيا تمارس لعبة السياسية بمفهومها البراغماتي الغربي بما يفوق الأمريكان والغرب معا!!! كما رأينا موقفها مع الباطل في سوريا وقوى الشر في العراق، ضد ارادة الشعب العربي وتطلعاته المشروعة في البلدين الشقيقين.
س8 : ماهو موقفكم مما يحصل في سوريا؟
الدكتور خضير المرشدي : الموقف الواضح والمعلن هو مع ارادة الشعب السوري وثورته المباركة، وخياراته في اقامة نظامه الوطني الديمقراطي التعددي الذي يحترم حقوق الانسان ويوفر الأمن والاستقرار والعيش الكريم لهذا الشعب العزيز، والمحافظة على سوريا دولة موحدة قوية مهابة في أمتها والانسانية.
س9: في حال نجاح ثورتكم، هل سيكون لهذا تأثير على ما يحصل في سوريا؟ وكيف ذلك؟
الدكتور خضير المرشدي : الثورة في العراق منتصرة لا محالة بعون الله،، وعندما نقول بأنها انطلقت لإسقاط حكومة الجواسيس وعمليتها السياسية التي أنشأها الاحتلال في بغداد، وتصفية النفوذ والتدخل الايراني السافر في شؤون هذا البلد، فهذا يعني كسر حلقة مهمة من حلقات المشروع الايراني الفارسي الصفوي الذي يمتد من ايران عبر العراق وسوريا حتى جنوب لبنان.. وله أذرع وخلايا نائمة في اليمن والسعودية والبحرين والكويت والسودان والمغرب العربي وغيرها... وبتحرير العراق فان بقية أحجار الدومينو التي تشرف عليها ايران سوف تتدحرج بعون الله، وسيكون مفتاحا لتحرير الامة بكاملها من براثن مشروع أمريكي صهيوني فارسي بغيض ومدمر.
س10: على مستوى عربي، هل سننتظر عودة قوية للعراق لا سيما بعد صعود لعديد الدول في تأثيرها سياسيا واقتصاديا على المجتمعات العربية مثل قطر واحتدام الصراع بينها وبين المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، وأمام عودة الحكم العسكري في مصر؟
الدكتور خضير المرشدي : هدف ثورة العراقيين هو اعادة العراق دولة موحدة قوية مهابة لتمارس دورها العربي والإنساني المعهود وفق نظام وطني ديمقراطي تعددي يحترم حقوق الانسان ويقيم افضل العلاقات مع جميع دول العالم وفي المقدمة منها الدول العربية الشقيقة، ويضمن مصالحها وفق القوانين والاتفاقيات الدولية.
س11: ماهي رؤيتكم للحل السياسي الشامل لهذا الوضع المعقد في العراق؟
الدكتور خضير المرشدي : لابد من التأكيد بأنه بعد الذي تحقق، لاعودة للوراء نهائيا ولا تراجع، ولا تنازل، ولن نقبل بانصاف الحلول أو ترقيع العملية السياسية الباطلة والفاسدة والإرهابية المجرمة، وسوف لن يقبل الثوار بحلول تنبع من داخل هذه العملية السياسية الساقطة.
فبعد ان فقدت الحكومة السيطرة على اكثر من نصف مساحة العراق وأصبحت مدنا ومساحات محررة بيد الثوار، فإن العملية السياسية قد سقطت فعليا وواقعيا ولم يبقى الا المجرم الارهابي رئيس الحكومة وعصاباته وميليشياته، أمام تصاعد ثورة عشائر العراق التي تؤكد عزمها الراسخ على عدم التوقف مهما كانت التحديات ووسائل البطش الأعمى الذي تمارسه الحكومة التي أنشأها الإحتلال في العراق وبعد هذه النجاحات الكبيرة المتتالية وألمتصاعدة بتحرير المحافظات وخاصة العاصمة البغداد التي تشكل النقطة المفصلية لتحرير العراق بأكمله، وبالمقابل تشن الحكومة العميلة وأجهزتها القمعية وميليشياتها المسلحة حملة اعتقالات واسعة، وعمليات قتل وإبادة ضد جميع مناطق العراق وبالذات منها المناطق المحررة كمحاولة يائسة منها لإعادة زمام المبادرة لجيشها المنهار عسكريا وماديا ومعنويا بدعم وإسناد وتدخل إيراني صريح ومعلن.
وإزاء إصرار الثوار على المضي قدما لتحقيق أهداف ثورة الشعب بإسقاط العملية السياسية التي أنشأها الإحتلال في العراق وإقامة نظام سياسي وطني ديمقراطي تعددي بديل عنها، فإن المبادئ والعناصر لحل شامل للوضع في العراق آخذين بنظر الاعتبار الوضع الميداني العسكري والسياسي والإنساني، والموقف العربي والإقليمي والدولي.. وبما يحقق للعراق وشعبه وثورته أهدافهم في التحرير والوحدة والاستقرار والعيش الكريم والبناء وإقامة نظامهم الوطني الديمقراطي التعددي الحر المستقل هي :
1- الغاء العملية السياسية وتجميد العمل بالدستور والغاء القرارات والقوانين الظالمة التي صدرت منذ الإحتلال وحتى اليوم مثل قانون المسائلة والعدالة واجتثاث البعث وقرار حل الجيش العراقي وقانون الارهاب.
2- إصدار عفو عام، وبدء حوار وطني شامل لايستني احدا يقوم على اساس الالتزام بحقوق العراق ومصالحه ووحدة اراضيه، مع ضمان حقوق المواطنين وعوائل الضحايا من خلال قضاء عادل ومستقل.
3- اطلاق سراح الأسرى والمعتقلين والمحجوزين كافة منذ بداية الاحتلال ولحد الان.
4- تشكيل حكومة وطنية مؤقته تتكون من المستقلين من ذوي الكفاءات والخبرة المشهودة والسمعة الطيبة لفترة انتقالية لاتتجاوز سنة واحدة.
5- تشكيل مجلس وطني مؤقت يشترك فيه ممثلون من جميع القوى الوطنية العراقية تكون اولى مهماته وضع دستور جديد للبلاد يلبي طموحات وأهداف الثورة والعراقيين في الوحدة والبناء الوطني الشامل والديمقراطية والتعددية السياسية واحترام حقوق الإنسان. وقبل نهاية الفترة الإنتقالية يجري التصويت العام على الدستور وتشكل بموجب إجراءاته السلطتان التنفيذيه والتشريعية المنتخبتان.
6- اعادة بناء القوات المسلحة العراقية والأجهزة الأمنية على وفق قوانينها وأنظمتها وتقاليد عملها الوطنية الراسخة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة.
إن هذه المباديء قابلة للتنفيذ من الآن من خلال مؤتمر وطني عراقي يضع آليات ومباديء الحل الشامل والجذري والنهائي بإقامة نظام سياسي وطني تعددي ديمقراطي وفق الخطوات المشار اليها أعلاه بلا إقصاء أو إجتثاث او استبداد أو تفرد، وأن يكون هذا المؤتمر تحت مظلة عربية ودولية ضامنة وموثوقة،ولينصرف شعب العراق بعد استقرار نظامه السياسي الديمقراطي للبناء ويساهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة والعالم.
معلنين بانها ثورة لحماية وتحقيق مصالح وحقوق أهلنا وعشائرنا في الفرات الأوسط والجنوب، وثورة تحمي وتضمن حقوق جميع العراقيين بمختلف انتماءاتهم الدينية او القومية او المذهبية..
ثورة ليس ضد شخص أو جماعة او أو حزب أو طائفة أو أقلية كما يشيّع ويهرّج اصحاب الغرض السيء ودعاة الفتنة.
إنها ثورة الوحدة الوطنية وتحقيق السلام والحرية والأمن والبناء والكرامة والعيش الكريم.. ثورة استقلال العراق وسيادته ليعود دولة مهابة ليمارس دوره العربي والإنساني.
ونؤكد بانه اذا أصرت أحزاب وميليشيات العملية السياسية المنشأة من قبل الإحتلال والمدعومة عسكرياً وامنياً من قبل إيران الفارسية الصفوية على مواصلة استخدام القوة المفرطة لقمع طموحات شعب العراق والوقوف بوجه ثورته المباركة بحجة محاربة الارهاب الذي يدينه الثوار ويقفون ضده، فإنها ستحكم على نفسها بالهزيمة المنكرة مهما ولغت في دماء العراقيين.. فعليها الرحيل فورا من ارض العراق الطاهرة.
س12 : في الختام، ماهي الكلمة التي تتوجهون بها للرأي العام العربي والعالمي؟
الدكتور خضير المرشدي : كلمتي الاولى والأخيرة هي أن شعب العراق الكريم.. قد تعرض لظلم كبير بسبب احتلال بلده العراق العظيم وتدميره من قبل اميريكا وحلفاءها وبمساعدة عربية ودولية شاملة تحت حجج ومبررات ثبت بطلانها وكذبها.. وقد سالت دماءا غزيرة وتضحيات جمة قدمها هذا الشعب العظيم.. على طريق نيل حريته واسترجاع كرامته وتحرير بلده..
وإن ثورته المتصاعدة الان هي ثورة تحررية انطلقت لتعيد العراق لانسانيته وعروبته وإسلامه الحقيقي... وهي ثورة ليست موجهة ضد فرد او مجموعة او حزب او طائفة او دولة... بل انها ثورة الكرامة والحرية والشرف الرفيع.. ثورة السلام والاستقرار والأمن والبناء الحضاري، فإنها طبقا لذلك تحتاج وتستحق دعم وإسناد عربي ودولي وتاييدها والمساهمة في تعزيز قدرات تيارها الوطني الذي هو الضمانة في بسط الأمن والاستقرار وخلق التوازن المطلوب في العراق والامة بأجمعها والتصدي للفتنة والإرهاب أي كان نوعه ومصدره.
شكرًا جزيلا.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق