بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
موسى الحسيني: أحداث العراق "ثورة شعبية" وفتاوى السيستاني تثير الضحك
|
شبكة البصرة
|
نورالدين لشهب |
اعتبر المفكر العراقي موسى الحسيني ما حصل في المناطق السنية من هجوم من قوى وتيارات عراقية ضد الجيش والشرطة والاستيلاء على مساحات واسعة من المدن والمحافظات العراقية، هو ثورة شعبية شاركت فيها قوى مختلفة بهدف التخلص من بقايا الاحتلال.
وعن اتهام داعش كونها من وراء هذا التمرد، اعتبر الحسيني أن السيطرة المطلقة هي لقوى المقاومة العراقية، مضيفا في، حوار خص به هسبريس، أن الثوار يحرصون على تأمين الخدمات والأمن للمواطنين.
وعن فتوى المرجع العراقي علي السستاني بوجوب الجهاد ضد "المتمردين"، قال الحسيني، وهو المثقف العراقي الذي ينحدر من أسرة شيعية عراقية كبيرة، أن فتاوى السستاني في ظل الاحتلال كانت مضحكة وتجاوبت أكثر مع الاحتلال ولم تدع للجهاد ضد الاحتلال، مضيفا أن "أن السستاني هو أول مرجع شيعي ألغى باب الجهاد من رسالته، فكيف يدعو له الآن".
كيف تتابعون الوضع في العراق حاليا لا سيما ما حصل في المناطق المحسوبة على السنة، هل هي ثورة أم إرهاب؟
إن ما حصل في مدينة الموصل وتكريت لاشك هو ثورة شعبية شاركت بها قوى مختلفة، مجموعات من ضباط الجيش الوطني في عهد الاستقلال ما قبل الاحتلال، ومجموعات من المقاومة العراقية، مستفيدة من تعاطف أبناء العشائر في المنطقة معها، غايتها التخلص من بقايا الاحتلال في العراق ونتائجه.
لكن وكالات الأنباء والمصادر الرسمية العراقية تتهم داعش أنها وراء ما يجري من عمليات في محافظتي الموصل وصلاح الدين؟
لاشك أن أي مدينة أو منطقة من مناطق الثورة ستعيش في مراحلها الأولى خاصة حالة غياب السلطة ما يمكن أن يسهل لكثير من الجماعات المسلحة التسلل لتلك المناطق.
ومعلوماتي من داخل مدينة الموصل، ظهرت جماعات مسلحة لداعش، ورفعت أعلامها وشعاراتها في اليوم الأول للثورة، إلا أن هذه الشعارات أزيلت في اليوم التالي، ولوحظ غياب داعش من المناطق الرئيسية في المدينة. وهي تتواجد الآن في مناطق قليلة في أطراف المدينة لكن السيطرة الحقيقية هي لقوى المقاومة. وقد أكد الناطق الرسمي باسم حزب البعث الدكتور خضر المرشدي ذلك في مقابلتين له مع وكالة أنباء الأناضول، وجريدة الرياض السعودية أمس الأربعاء.
وبشهادة مصادر من أهالي مدينة الموصل وتكريت فإن تصرف الثوار وسلوكهم مع الأهالي لا يؤشر لسلوكيات داعش التي تعتمد الموت والقتل ونهب الأموال وحرق ممتلكات العامة، بالعكس يحرص الثوار على تأمين الخدمات والأمن للمواطنين، وسياراتهم تدور في شوارع المدينة تطلب من المواطنين الإبلاغ عن أي عمل عدواني يمكن أن يتعرضوا له.
هل ما يحصل هو انتفاضة سنية كما نسمع؟
عند النظر للأمر من زاوية مذهبية وطائفية فهذا ليس صحيحا بتاتا، هي انتفاضة شعب أاحتل بلده، ودُمرت بناه التحتية، صحيح أن قوات الاحتلال انسحبت من العراق لكنها تركت مجاميع من الحكام والسياسيين هم أقرب لعصابات اللصوص، ولم يقدموا للشعب أي من الخدمات الأساسية، فهم لا يزالون مشغولين بالنهب والسرقات وكسب الأموال وتهريبها للخارج.
إن العراقيين، اليوم، منقسمون بين شعب مهدورة حقوقه بكل طوائفه وأديانه، في مقابل ذلك هناك جماعات صنعها الاحتلال لتُكمل أهدافه، وهناك شيعة وسنة في كلا الطرفين، فالحزب الإسلامي أكبر الأحزاب السنية في العراق وشخصيات وتجمعات سنية أخرى يقف مع الحكومة ضد الانتفاضة مثل صالح المطلق وبعض شيوخ العشائر في الأنبار، بينما ينتمي الدكتور خضر المرشدي الأمين العام للجبهة الوطنية العربية الإسلامية لعائلة شيعية، وإذا صدق الإعلام الحكومي حول ما روجه عن مقتل رئيس أركان الجيش العراقي الوطني قبل الاحتلال الفريق الأول الركن عبد الواحد شنان ال رباط، وهو شيعي من مدينة السماوة. ما يعني أن هناك تواجد شيعي في قيادة الانتفاضة.
لكن هناك ظاهرة عامة في العراق وهي أن مدن العراق شمال بغداد تتميز بأغلبية سنية، ومدن جنوب بغداد تتميز بغالبية شيعية، والكثير من عشائر العراق تتوزع بين الطائفتين، مثل جبور وشمر وآل بو علوان ودليم وآل غزي وغيرها الكثير من التجمعات العشائرية. وبحكم التوزيع الجغرافي هذا، يبدو طبيعيا أن يكون حجم المتعاطفين مع الانتفاضة هم من السنة دون أن يعني هذا أن ثمة موقفا طائفيا.
لماذا اختصت المناطق السنية بما يسمونه بـ"الإرهاب" أو "الثورة" بتعبيركم؟
هذا ليس صحيح أبدا. إن اللهجات التي يتكلم بها الإرهابيون التي تُنشر على صفحات التواصل الاجتماعي تؤشر إلى أن لهجات اغلب المشاركين بالجماعات الإرهابية هم ليسوا عراقيين، هذا أولا، وفي الطرف الأخر هناك مليشيات تمارس الإرهاب حتى ضد الشيعة المعارضين للعملية السياسية والرافضين للطائفية، فالإرهاب لا دين ولا مذهب له هو عبارة عن تجمعات من محبطين يعانون من مشكلات نفسية تنفس وتعبر عن نفسها وتوجهاتها العدوانية للمجتمع بغطاء ديني كي تبرر سلوكياتها المعادية للمجتمع.
كيف تقيم دعوة المالكي وتوسل إيران من وراء دعوة أميركا للقضاء على التمرد؟
في الحقيقة لكل واحد أسبابه، فالمالكي كان قد وقع معاهدة أمنية مع أميركا تنص على استعداد أميركا للتدخل لحماية ما يسمونه العملية السياسية في حالة تعرضها للخطر، والجيش العراقي الحالي ممنوع من التسليح وهو مبني على عقيدة الشرطة المحلية أكثر منه على أساس عقيدة عسكرية مستعدة لمواجهة تهديدات كبيرة. فالعراق ممنوع من التسلح، ولا يمتلك أسلحة استراتيجية فعالة كالقوة الجوية، أو الأسلحة الثقيلة إلا بما يكفي لأداء دور الشرطة، ما يجعل المالكي أقل ثقة بقدرة هذا الجيش على التعامل مع الثورة.
أما إيران فتريد كسب إقرار دولي واعتراف بها كشرطي في المنطقة وكسر الحصار الغربي المفروض عليها، ولتعطي تدخلاتها في العراق طابعا مبررا ومقبولا دوليا.
كيف تقيمون فتوى السستاني بالجهاد ضد الانتفاضة؟
مرجعية السستاني مرجعية صُنعت غربيا وبموافقة إيران وأبناء بعض المراجع السابقة ممن أراد أن يسرق أموال المرجعية ويدعي الحق باعتبارها ورثا خاصا، تحضيرا للحرب على العراق واحتلاله لضمان السيطرة على أكبر قدر ممكن من أبناء الشعب العراقي من الشيعة من خلاله، فتم منحه درجة الاجتهاد بعملية قيصرية لا تشبه ما هو معتمد في مؤسس الاجتهاد، ومنح درجة الاجتهاد دون أن يقدم فعلا ما يعرف بالرسالة العلمية فأخذ رسالة من سبقه (الخوئي) وقال أقر بما ورد فيها، مع إلغائه بعض فقراتها، كطقس الجهاد مثلا، أي كمن يطالب بمنحه درجة الدكتوراة بالقول انه تبنى رسالة دكتوراة طالب آخر.
وقد كشف ذلك السيد محمد صادق الصدر عدم أهلية السستاني لا لحيازة درجة الاجتهاد ولا المرجعية. كما تم اغتيال السيد محمد صادق الصدر المنافس الأكبر لمرجعية السستاني كي تتفرغ له الساحة.
فلا غرابة أن يفتي بالجهاد ضد الثوار مع أنه لم يفت بذلك ضد احتلال العراق حيث أن الحدث يستحق فعلا إعلان الجهاد، وطيلة فترة الاحتلال كانت فتاواه تثير الضحك وتصب في دعم الحكومة المؤقتة للاحتلال مثل التوصية بالاقتصاد باستخدام الكهرباء غير الموجودة بالأصل، وتبرير دعوى الحاكم المدني الأميركي بريمر بالفتوى بغلق الحدود بوجه الإرهابيين وهو ما كان بريمر يقول به ليصور أن المقاومة العراقية هي أعمال إرهابية لجماعات تسللت من خارج العراق.
من أجل ذلك فأنا أرى أن لا غرابة أن يفتي السستاني بالجهاد فتلك هي وظيفته المكلف بها ممن نصبوه مرجعا، واكرر أن السستاني هو أول مرجع شيعي ألغى باب الجهاد من رسالته، فكيف يدعو له الآن.
الهسبرس المغربية 21/6/2014
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الأربعاء، 25 يونيو 2014
موسى الحسيني: أحداث العراق "ثورة شعبية" وفتاوى السيستاني تثير الضحك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق