بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
من وحي الثورة
كذبة أمريكية جديدة لتشويه الثورة العراقية
|
شبكة البصرة
|
سلام الشماع
|
لابد أن أحد أهداف الإدارة الأمريكية من غزوها للعراق في العام 2003 كان تخفيف شعور العداء لها في العالم، وذلك بعد أن عملت ماكنتها وشركاتها الإعلامية الكبرى على شيطنة النظام الوطني بقيادة الرئيس الراحل صدام حسين عن طريق تخويفها العالم من علاقة ذلك النظام بتنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن وامتلاكه أسلحة دمار شامل وتهديده السلام في العالم، ولكن سرعان ما انكشفت لعبتها وأكاذيبها وزاد شعور العداء لها في العالم.
وهذه الإدارة سيئة الصيت والسمعة مازالت تختلق الأكاذيب لتشويه صورة الثورة العراقية المظفرة ضد منتجاتها الفاسدة في العراق، وهي لن تصل بذلك إلى نتيجة أفضل مما وصلته في أساليب كذبها السابقة، فسيزداد شعور العداء لها حدة حتى داخل شعبها نفسه.
لفت نظري هذا اليوم خبران وبيان أصدره الحزب الشيوعي الأردني، يقول الخبر الأول: (دانت الولايات المتحدة، الاثنين، المجزرة المروعة التي ارتكبها تنظيم (داعش) في مدينة تكريت بشمال العراق وأعدم خلالها 1700 من طلبة كلية القوة الجوية، فيما اعربت الامم المتحدة عن قلقها من ذلك، محذرة من ان الخطاب الطائفي يمكن أن يشعل الصراع ويحمل عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها).
والثاني بالاتجاه نفسه ويقول: (كشفت منظمة تعنى برصد جرائم الإبادة الجماعية، الاثنين، عن قيام مجاميع مسلحة بارتكاب جرائم ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية اثر اقتحامها لمدينتي الموصل وتكريت خلال الايام القليلة الماضية، فيما دعت مكتب المستشار الخاص للامم المتحدة المعني بمنع جريمة الابادة الجماعية الى البدء باجراء تحقيقات حول تلك الجرائم وطبيعتها).
أما بيان الحزب الشيوعي فيصور العراقيين من العجز وعدم المقاومة بحيث أنهم ينتظرون تنظيمات داعش والقاعدة لتأتي وتقاوم قوات المالكي ثم لتقسم بلدهم وتذبحهم كالنعاج.
الخبر الأول صرحت به المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر ساكي، في بيان، تباكت فيه على 1700 عراقي شيعي من طلبة كلية القوة الجوية في تكريت، كما تقول، مستندة على تقارير وواصفة هذه العملية المفترضة بأنها (أمر مروع وتجسيد حقيقي لمدى تعطش هؤلاء الارهابيين للدماء).
ووصفنا هذه العملية بالمفترضة لأن السيدة ساكي تقول في بيانها: (في الوقت الذي لا يمكننا فيه ان نؤكد صحة هذه التقارير فان واحداً من الاهداف الرئيسية لداعش هو زرع الرعب في قلوب كل العراقيين وبث الفرقة الطائفية في صفوفهم).
وتمضي السيدة ساكي في دجلها لتقول: إن (الارهابيين القادرين على ارتكاب هكذا اعمال شنيعة هم عدو مشترك للولايات المتحدة والعراق والمجتمع الدولي).
هل لاحظتم كيف يكذبون ويشوهون صورة ثورتكم النقية الصافية عندما يعتمدون على تقارير كاذبة يفترضونها أو يضعونها هم ثم يبنون هجومهم على الثورة ومواقفهم منها بناء عليها.
من هذا التصريح تأكد لي أن الصور والأخبار التي تداولتها وسائل إعلام المالكي وصفحات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية هي صناعة أمريكية بامتياز كبير.. وهي الصور والأخبار التي أقلقت حتى بعض أنصار الثورة وزرعت الشك في نفوسهم بأن هذه الثورة ينفذها الدواعش وتنظيم القاعدة، كما القت الخوف في قلوب جميع المواطنين الذين خشوا من أنهم سيستبدلون وضعاً سيئاً يمارس قتلهم يوميا وبالمجان بثورة أسوأ ستنحرهم من الوريد إلى الوريد، ولا أشك بأن الإدارة الأمريكية صنعت تلك الصور والأخبار وطلبت من حكومة المالكي ترويجها لتأتي وتبني مواقفها عليه.
وتأمل أنت كيف أن دولة عظمى تبني مواقفها على تقارير غير مؤكدة باعترافها هي.
وطبعاً تابع الادارة الأمريكية موظفها الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون فأبدى قلقه، ليرسخ هذه الكذبة في الأذهان، من (قتل متشددين اسلاميين لعشرات من الجنود العراقيين الذين اعتقلوا بعد اجتياح البلدات والمدن مقلقة للغاية)، ودعا الى (تقديم المسؤولين عن ذلك إلى العدالة).
وانظر كيف يبرئ كي مون الحكومة الطائفية التي يرأسها نوري المالكي من الطائفية حينما يلصقها بالمجهول، فهو يقول: إن (الخطاب الطائفي يمكن أن يشعل الصراع ويحمل عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها)، معتبراً المرجع الديني السيد علي السيستاني بانه (يمثل صوت من الحكمة والعقل مؤثر للغاية) عندما أفتى بالجهاد ضد الشعب ولم يفت به ضد قوات الاحتلال.
والخبر الثاني هو تقرير يسند هذه الكذبة السافرة والفرية الكبرى أصدرته منظمة الحملة الشعبية الوطنية لإدراج تفجيرات العراق على لائحة جرائم الإبادة الجماعية (حشد)، إذ دعت مكتب المستشار الخاص للامم المتحدة المعني بمنع جريمة الابادة الجماعية الى البدء باجراء تحقيقات حول تلك الجرائم وطبيعتها.
وقال تقرير المنظمة: إن (مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، ومدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين "شمال العراق" تعرضتا لاقتحام من قبل مجاميع ارهابية عدة الاسبوع الماضي، ادت الى فرض تلك المجاميع سيطرتها على المدينيتن بعد انسحاب القوات الامنية منها)، مبيناً أن (تلك المجاميع شرعت على الفور بفرض احكام قاسية على اهالي المدينة مما لم يتمكنوا من الفرار من قبيل الجلد وفرض الحجاب واغلاق محال الحلاقة النسائية، فضلا عن تعرض نساء لتهديدات واجبارهن على نوع من الزواج من قبل اشخاص اجانب).
ووصف التقرير أن المحافظتين تحولتا إلى مسالخ بشرية، متهمة الثورة بأنها (تستعد لارتكاب المزيد من جرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية في المدن التي تفرض سيطرتها عليها، والمدن التي تستعد لاقتحامها وتكرار سيناريو تكريت والموصل فيها، الامر الذي يضع المجتمع امام اكبر مسؤولية).
المعروف عن العراقيين بأنهم يتناقلون أخبار ما يجري في وطنهم بأسرع ما تفعل وسائل الإعلام فإذا حدث أمر في جنوب العراق فسيصل إلى ابن الجنوب خلال ساعة، إن لم يكن دقائق، فكيف لم يتناقلوا حدثاً جللاً بهذه الخطورة تحولت فيه محافظتان عراقيتان إلى مسالخ بشرية، بحسب إدعاء المنظمة؟
ولا يحتاج المرء إلى ذكاء ليعرف أن تقرير هذه المنظمة جاء ضمن صناعة هذه الأكذوبة الأمريكية.
أما بيان الحزب الشيوعي الشيوعي الأردني، فهو لا يعتبر الشعب العراقي شعباً حياً، وأنه شعب يقاد كما تقاد الخراف ـ حاشاه ـ عندما ينكر عليه قدرة مقاومة الظلم، والثورة على الأوضاع المتردية بالغة السوء التي تعيشها، فهو يقول: (تمدد "داعش" السريع في شرق ووسط العراق متوهماً امتلاكه القدرة على اقامة امارة يحلو له ان يسميها "إسلامية" على حساب سلخ المناطق الشرقية من العراق والغربية من سوريا وصولاً الى التوسع في أراضي عدة بلدان عربية مجاورة، ما كان ليحصل لو لم يحظ هذا التنظيم الارهابي الدموي بدعم ورعاية وتواطؤ دول عديدة في المنطقة والأقليم، ولو لم تفتح عشرات الدول في العالم حدودها وتسهل سفر مئات العناصر المسممة عقولها الساذجة بأفكار التطرف والتعصب والكراهية بقصد تقويض دعائم الدولة السورية، وتقليص سيادتها، وتفتيت وحدة أراضيها، ومصادرة إرادة شعبها الحرة المستقلة).
ويقرر البيان الشيوعي الأردني أن (ما يحدث في العراق اليوم ليس ثورة شعبية كما يهذي بعض شيوخ الفتنة المذهبية. انها محاولة بائسة لتفتيت وحدة العراق وسوريا ارضاً وشعباً ودولةً على أساس مذهبي وطائفي، الأمر الذي لا يخدم مصلحة احد سوى أعداء الشعبين الشقيقين وسائر شعوب المنطقة، وفي مقدمتهم اسرائيل والولايات المتحدة، اللتان لن تجدا تبريرا لادعاءاتهما الباطلة والزائفة حول "يهودية" الكيان الاسرائيلي العنصري أفضل من دعوات داعش وأضرابه من المنظمات المتطرفة لاقامة دولة مزعومة على اساس ديني).
انظر إلى هذا التحليل الساذج الذي يلغي بجرة قلم ما حدث في العراق من مظالم لو حدث بعضها في أي بلد في العالم لحدثت فيه ثورات وليس ثورة واحدة، كما أنه يصور شعب العراق من الجبن بحيث أنه يحتاج إلى داعش والقاعدة لتأتي بذريعة تحريره، ثم لتقسم بلده إلى أقاليم ودويلات ومشيخات وإمارات، وأن هذا الشعب لا يمتلك أصلاً قوى وطنية فاعلة بمقدورها أن تعدل الميل وتقضي على الظلم.
إني أنتهز هذه الفرصة لأجدد دعوتي إلى أهلي وأخوتي في المناطق المحررة إلى الكتابة عن الحياة الداخلية في مناطقهم واستثمار كاميرات هواتفهم في تصوير أدق التفاصيل لتفنيد هذه الادعاءات الظالمة وليخدموا ثورتهم التي لا تطلب منهم إلا نقل الحقائق حتى لو كانت هذه الحقائق تضر بها، لينتبه الثوار إلى ما إذا كانت ممارساتهم صحيحة أم خاطئة ليتلافوا الخطأ إن وجد وليعمقوا الممارسات الصحيحة. |
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الثلاثاء، 17 يونيو 2014
سلام الشماع : من وحي الثورة... كذبة أمريكية جديدة لتشويه الثورة العراقية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق