بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
.. وما زالت تقف مكتوفة الأيدي!!
|
شبكة البصرة
|
السيد زهره
|
بعد طول صمت عما يجري في اليمن والكارثة التي حلت به بإسقاط المتمردين الحوثيين الشيعة للدولة والسيطرة على كل مؤسساتها، اجتمع وزراء داخلية مجلس التعاون قبل ايام، واصدروا بيانا حددوا فيه الموقف من الأحداث.
البيان الذي صدر عن الاجتماع اكد أنه تم "تدارس تطورات الأوضاع والمستجدات على الساحة اليمنية". وبعد هذا التدارس شجب الوزراء "الأعمال التي تمت بقوة السلاح واستنكروا عمليات النهب"، واكدوا وقوف مجلس التعاون بجانب اليمن من خلال الشرعية، ودعوا الى اعادة كافة المقرات والمؤسسات الرسمية للدولة وتسليم الأسلحة وكل ماتم نهبه. واعتبر وزراء الخارجية ان امن اليمن ومجلس التعاون كل لايتجزأ، واكدوا ان "دول مجلس التعاون لن تقف مكتوفة الأيدي امام التدخلات الخارجية الفئوية".
بالطبع، من الجيد مبدئيا بصفة عامة ان يخرج مجلس التعاون عن الصمت الطويل، وان يحدد وزراء الداخلية موقفا ورأيا مما يجري في اليمن على هذا النحو.
لكن المشكلة مع هذا الموقف على النحو الذي جاء بالبيان ثلاثة امور:
الأمر الأول: ان اعلان هذا الموقف جاء متأخرا جدا. مجلس التعاون لم يعلن هذا الموقف الا بعد ان حلت الكارثة بالفعل، وبعد ان نفذ الحوثيون انقلابهم المسلح واسقطوا الدولة واستولوا على مؤسساتها وفرضوا انفسهم على الكل.
وحت الآن، لا نعرف حقا، اين كانت دول مجلس التعاون طوال الأشهر الماضية مما يجري في اليمن؟. اين كانت طوال الوقت الذي يعد فيه الحوثيون لهذا الانقلاب بتخطيط ودعم من ايران بطبيعة الحال؟.
حتى الآن يمثل هذا الأمر لغزا محيرا. الم تكن دول مجلس التعاون على أي علم بما يجري؟..هل فوجئت تماما بهذه التطورات؟.. الم يكن بمقدورها ان تفعل أي شيء على الاطلاق؟. ايا كانت الاجابة، النتيجة كما نعلم كارثية.
والأمر الثاني: انه ن الغريب ان يتحدث بيان مجلس التعاون كما لو كان يتحدث عن اشباح او عن قوى غير منظورة او معلومة، ويوجه ادانات عامة غامضة. البيان لم يذكرالحوثيين بالاسم، ولم يذكر ايران بالإسم. مجرد ان يتجنب الوزراء هذا في بيانهم يضعف موقفهم الذي اعلنوه ويجعله يبدو موقفا خجولا مترددا باهتا.
والأمر الثالث: ان البيان انطوى على مجرد موقف انشائي عام. بمعنى انه لم يتضمن اي اشارة من أي نوع الى أي اجراءات عملية او أي تحركات يمكن ان تلجأ اليها دول مجلس التعاون. كل ما تضمنه البيان هنا هو القول بأن دول مجلس التعاون "لن تقف مكتوفة الأيدي".
ولهذا السبب تحديدا، من الطبيعي ان المعنيين بهذا البيان، أي المتمردين الحوثيين وايران، لم يأخذوه بأي جدية. ليس في البيان ما يمكن ان يردعهم او يشعرهم باي شكل بأنهم يمكن ان يدفعوا ثمنا لما يفعلونه باليمن.
وعلى ضوء هذه الأمور الثلاثة، لم يكن غريبا انه بعد صدور البيان، وقد مضى على صدوره نحو اسبوع الآن، مضى المتمردون الحوثيون قدما في احكام قبضتهم على كل مقدرات الدولة وكل مؤسساتها. ليس هذا فحسب، بل انتقلوا الى خطوات اجرامية اخرى.. اصبحوا يداهمون البيوت ومقرات الاحزاب والمؤسسات المدنية وينهبونها، وينفذون عمليات انتقامية ضد خصومهم، وبدأوا يتحركون بحسب التقارير نحو مدن يمنية اخرى.
وفي نفس الوقت، راح مسئولون ايرانيون يفاخرون بما حدث في اليمن، ويتحدثون عن نفوذهم الذي تكرس في المنطقة، وعن سطوتهم وقوتهم في مواجهة دول مجلس التعاون.
ورغم هذا، ورغم صدور بيان وزراء الخارجية، لم نر أي مؤشر على الاطلاق يؤكد جدية ما اعلنوه من ان دول مجلس التعاون "لن تقف مكتوفة الايدي".. ما زالت تقف مكتوفة الأيدي تماما ولا يلوح في الافق غير هذا.
الكارثة ان دول مجلس التعاون تواجه خطرا رهيبا، وتواجه تهديدات جسيمة من جراء ما يجري في اليمن. هي اخطار وتهديدات لا يصلح معها اطلاقا مجرد الاكتفاء بالإدانة والشجب والاستنكار والمواقف الانشائية.
الأمر هنا بوضوح شديد ان دول مجلس التعاون مطالبة بأن تتحرك فورا وأن تضع حدا لهذه الكارثة. مطالبة بان تنهي هذا الانقلاب الحوثي الشيعي بكل السبل والأساليب الممكنة.
ودول مجلس التعاون بمقدورها ان تفعل ذلك لو ارادت ولو اتخذت قرارا بهذا.
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014
السيد زهره : وما زالت تقف مكتوفة الأيدي!!؛
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق