خلافًا لما يروج له الملالي عن تواضع بلادهم
مراهقون فوق القانون: حياة أبناء النخبة الحاكمة في إيران
-
كشف حساب جديد على موقع انستغرام لتبادل الصور وملفات الفيديو عن نمط الحياة الباذخ الذي يعيشه أبناء وبنات الأثرياء في إيران، رافعًا الغطاء عن جانب من الحياة في إيران الملالي، نادرًا ما يكون مرئيًا.
إعداد عبدالاله مجيد: نُشرت على حساب في موقع انستغرام صور شابات إيرانيات أجرين عمليات تجميل متطابقة لأنوفهن، ولشباب إيرانيين يقودون سيارات أوروبية فارهة من أحدث طراز، تحت عنوان "اطفال طهران الأثرياء" الذي سرعان ما استدرج أكثر من 20 ألف متابع.
ثراء فاحش
ويتضح من الصور المنشورة أن حياة البذخ التي يعيشها حديثو النعمة من أثرياء إيران الذين كثير منهم ينتمون إلى عائلات النخبة الحاكمة في إيران، لا تمت بصلة إلى صورة الحياة المتواضعة التي يحاول الملالي ترويجها عن بلدهم، أو الانطباع السائد في العالم عن إيران، بوصفها بلدًا معزولًا يعيش في قوقعة من التزمت الأخلاقي.
وفيما يهاجم الملالي انحطاط الغرب الأخلاقي ونزعته الاستهلاكية في كل مناسبة، إن الشباب الإيراني يقضون الوقت في برك السباحة داخل قصور منيفة أو في حفلات تدور فيها كؤوس الكحول المهرب من الويسكي والفودكا بلا حساب.
واثارت الصور ردود أفعال واسعة تراوحت بين الترحيب بكشف المستور من حياة الأثرياء وابناء النخبة الحاكمة، والغضب على هذا الثراء الفاحش فيما تعيش غالبية الإيرانيين في ضائقة بسبب التضخم والبطالة والغلاء وشح العديد من السلع الضرورية وتعطل قطاعات انتاجية كاملة. فالبطالة خارج الأحياء الراقية في شمال طهران تبلغ معدلات عالية، تصل إلى 50 بالمئة بين النساء، بحسب ارقام صحيفة تايمز.
أين التقشف؟
رغم التحسن الذي طرأ على الاقتصاد الإيراني في الأشهر الماضية، ما زال يعاني وطأة العقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي.
ورغم الصورة الشائعة عن إيران بوصفه بلدًا متقشفًا، فإن الجنس والمخدرات والمشروبات الكحولية متوافرة بحرية لشباب طهران. لكن غالبية الإيرانيين يتوخون الحذر في كل ما يتعلق بوسائل الترفيه البريئة ايضًا، لا سيما بعد أن حكمت السلطات الإيرانية في ايلول (سبتمبر) الماضي بالسجن و91 جلدة مع وقف التنفيذ على ستة إيرانيين بتهمة الظهور في شريط فيديو على يوتيوب وهم يرقصون على اغنية "هابي".
في وقت يقوم المتشددون بحملة متواصلة ضد هوايات وأنشطة تعتبر اعتيادية في مجتمعات أخرى، فإن الحفلات الماجنة التي يقيمها ابناء وبنات النخبة بمنأى عن العقاب، أثارت استياءً واسعًا بين الإيرانيين.
فوق القانون
ونقلت صحيفة تايمز عن سارة، التي تعمل مستشارة في تكنولوجيا المعلومات في طهران، قولها: "الجميع يعرف من هم هؤلاء الأشخاص. فلدى غالبيتهم آباء فوق القانون، وإذا وقعوا في مشكلة فالمشكلة تختفي".
ويكشف ما نُشر من صور على انستغرام أن إيران من أكبر اسواق السيارات الرياضية في الشرق الأوسط، رغم العقوبات.
وعندما أعلنت شركة بورش عن عدد محدود من موديلها الكلاسيكي 911 في العام 2012، طلبت شركتان ترتبطان بالحرس الثوري الإيراني 1400 سيارة لتلبية الطلب الهائل عليها في إيران. لكن بورش لم تستجب لأنها أعلنت عن انتاج 1911 سيارة فقط من ذلك الموديل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق