محرقة العامرية: 25 سنة مرت على الأطفال الذين لم يكبروا
غارعشتار
الآن بتوقيت بغداد ، ومنذ ربع قرن، قامت قيامة اكثر من 400 طفل وأم في محرقة العامرية ببغداد، في 13 شباط/فبراير/1991. كانت الحرب قد انتهت ولم تكن تلك المحرقة ضرورة ستراتيجية، إلا لتضع أمريكا المجرمة بصمتها بقتل المدنيين، كتحية أخيرة ترسلها الى البلد المدمر. كما فعلت في إحراق المدنيين في هيروشيما وناجازاكي بعد أن استسلمت اليابان. أمريكا تحب أن تضع بصمتها الأخيرة، ودائما يرافق تلك البصمة تجريب قنابل جديدة.
اليوم واستذكارا لهذه المذبحة دعونا نستمع الى قصيدة مصورة كتبها ويلقيها بصوته شاعر وروائي معروف من ويلز في المملكة المتحدة هو روبرت منهنيك Robert Minhinnick كان قد زار العراق في 1998 وعاد بعدة قصائد إحداها عن ملجأ العامرية بعنوان (الأكف السوداء)
ترجمة القصيدة النثرية:
تاكسي برتقالي وابيض والغازات تنبعث من ارضيته، يأخذنا الى ضاحية في بغداد. نتوقف عند مبنى محاط بأسوار. كان ينبغي ان اعرف المكان ولكن تغيير جدول الزيارات جعل من هذا موعدا مجهولا.
تستقبلنا امرأة في منتصف العمر ، والسواد الذي ترتديه حداد وليس عادة،. إنها تعيش في جانب من المبنى وتعمل دليلة للزوار. يشير نزار الى قطعة على الباب توضح ان شركة فنلندية هي التي بنت هذا المكان. ندخل من خلال ابواب فولاذية حصينة جديرة بتأمين قبو بنك. المرأة تحمل مشعلا لتنير الطريق ونحن نحتاجه لأن المبنى - ايا كانت هويته- بالكاد مضاء وفارغ إلا من انقاض . والاعمدة تلقي بظلالها الى عتمة أشد. ولكن على الجدران الاقرب الينا بدأت أتبين باقات من الورود الصناعية ، وقمصانا رياضية.
الدليل تقودنا الى العمق ونقف حول بركة من ضياء. فوق رؤوسنا ثغرة في سقف كونكريتي سمكه اربعة اقدام. ومن خلال الفولاذ المدعم نرى سعف نخيل ومن ورائه سماء بغداد ، وفي زاوية من السقف ثمة اشكال غريبة.
هل هذه خفافيش؟ أسأل نزار.
بدلا من الاجابة ، يطلب مني ان انظر الى الصور. ثم يوضح لي حقيقة المكان.
ولكني كنت هنا من قبل بفضل التلفزيون. هذا هو ملجأ العامرية الذي استهدفته صواريخ كروز وقنابل ذكية خلال حرب الخليج الأولى. كانت البي بي سي قد أذاعت مؤتمرا صحفيا عرض فيه قائد عسكري امريكي كبير الخريطة الفنلندية للعامرية ، ومداخل التهوية ونقاط الدخول الاخرى . قال ان التقنية العسكرية قد تطورت جدا بحيث اطلقت قنبلة ذكية اخترقت من نظام التهوية وهكذا ، كما قيل لنا، دمرت الهدف. كانت الغارة ناجحة واتذكر شعوري كان مزيجا من الفخر والعجب، وانا استمع لشرح تقنيات القصف.
لا اتذكر اني تساءلت في حينها عن اهمية العامرية. الآن ، والضوء ينسكب من خلال مدخل القنبلة الذكية ، ابدا في الاكتشاف. ثمة صور هنا، بعضها لكبار السن ومعظمها لأطفال. العامرية كانت ملجأ يحتمي فيه المدنيون خلال قصف بغداد لمدة اثنين واربعين يوما في حرب الخليج الأولى.
قال نزار: انظر الى الاعلى ، وأشار الى السقف
هذه ليست خفافيش. انظر
أحدق في الأشكال أو اللاأشكال في العتمة
أكف. أناس كانوا يخربشون الكونكريت بأكفهم. محاولين الخروج. ماتوا على اكتاف بعضهم البعض. وحين انتزعت الاجساد ، ظلت الأكف ملتصقة بالسقف. أكف سوداء، الاكف السوداء لاطفال ام المعارك.
من ديوان (بابل ذهابا وإيابا) نشر كتب سيرين في 2006 - المصدر
إقرأوا ملف (العامرية) في غار عشتار
المزيد عن ملجأ العامرية هنا
الآن بتوقيت بغداد ، ومنذ ربع قرن، قامت قيامة اكثر من 400 طفل وأم في محرقة العامرية ببغداد، في 13 شباط/فبراير/1991. كانت الحرب قد انتهت ولم تكن تلك المحرقة ضرورة ستراتيجية، إلا لتضع أمريكا المجرمة بصمتها بقتل المدنيين، كتحية أخيرة ترسلها الى البلد المدمر. كما فعلت في إحراق المدنيين في هيروشيما وناجازاكي بعد أن استسلمت اليابان. أمريكا تحب أن تضع بصمتها الأخيرة، ودائما يرافق تلك البصمة تجريب قنابل جديدة.
اليوم واستذكارا لهذه المذبحة دعونا نستمع الى قصيدة مصورة كتبها ويلقيها بصوته شاعر وروائي معروف من ويلز في المملكة المتحدة هو روبرت منهنيك Robert Minhinnick كان قد زار العراق في 1998 وعاد بعدة قصائد إحداها عن ملجأ العامرية بعنوان (الأكف السوداء)
إضغط على الصورة لمشاهدة الفيديو |
روبرت منهنيك |
تاكسي برتقالي وابيض والغازات تنبعث من ارضيته، يأخذنا الى ضاحية في بغداد. نتوقف عند مبنى محاط بأسوار. كان ينبغي ان اعرف المكان ولكن تغيير جدول الزيارات جعل من هذا موعدا مجهولا.
تستقبلنا امرأة في منتصف العمر ، والسواد الذي ترتديه حداد وليس عادة،. إنها تعيش في جانب من المبنى وتعمل دليلة للزوار. يشير نزار الى قطعة على الباب توضح ان شركة فنلندية هي التي بنت هذا المكان. ندخل من خلال ابواب فولاذية حصينة جديرة بتأمين قبو بنك. المرأة تحمل مشعلا لتنير الطريق ونحن نحتاجه لأن المبنى - ايا كانت هويته- بالكاد مضاء وفارغ إلا من انقاض . والاعمدة تلقي بظلالها الى عتمة أشد. ولكن على الجدران الاقرب الينا بدأت أتبين باقات من الورود الصناعية ، وقمصانا رياضية.
الدليل تقودنا الى العمق ونقف حول بركة من ضياء. فوق رؤوسنا ثغرة في سقف كونكريتي سمكه اربعة اقدام. ومن خلال الفولاذ المدعم نرى سعف نخيل ومن ورائه سماء بغداد ، وفي زاوية من السقف ثمة اشكال غريبة.
هل هذه خفافيش؟ أسأل نزار.
بدلا من الاجابة ، يطلب مني ان انظر الى الصور. ثم يوضح لي حقيقة المكان.
ولكني كنت هنا من قبل بفضل التلفزيون. هذا هو ملجأ العامرية الذي استهدفته صواريخ كروز وقنابل ذكية خلال حرب الخليج الأولى. كانت البي بي سي قد أذاعت مؤتمرا صحفيا عرض فيه قائد عسكري امريكي كبير الخريطة الفنلندية للعامرية ، ومداخل التهوية ونقاط الدخول الاخرى . قال ان التقنية العسكرية قد تطورت جدا بحيث اطلقت قنبلة ذكية اخترقت من نظام التهوية وهكذا ، كما قيل لنا، دمرت الهدف. كانت الغارة ناجحة واتذكر شعوري كان مزيجا من الفخر والعجب، وانا استمع لشرح تقنيات القصف.
لا اتذكر اني تساءلت في حينها عن اهمية العامرية. الآن ، والضوء ينسكب من خلال مدخل القنبلة الذكية ، ابدا في الاكتشاف. ثمة صور هنا، بعضها لكبار السن ومعظمها لأطفال. العامرية كانت ملجأ يحتمي فيه المدنيون خلال قصف بغداد لمدة اثنين واربعين يوما في حرب الخليج الأولى.
قال نزار: انظر الى الاعلى ، وأشار الى السقف
هذه ليست خفافيش. انظر
أحدق في الأشكال أو اللاأشكال في العتمة
أكف. أناس كانوا يخربشون الكونكريت بأكفهم. محاولين الخروج. ماتوا على اكتاف بعضهم البعض. وحين انتزعت الاجساد ، ظلت الأكف ملتصقة بالسقف. أكف سوداء، الاكف السوداء لاطفال ام المعارك.
من ديوان (بابل ذهابا وإيابا) نشر كتب سيرين في 2006 - المصدر
إقرأوا ملف (العامرية) في غار عشتار
المزيد عن ملجأ العامرية هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق