بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
الأبعاد القومية لتأميم النفط في القطر العراقي
|
شبكة البصرة
|
بلال أحمد |
لقد جاءت نكسة 5 حزيران عام 1967 نتيجة طبيعية للتناقض الذي كان يقوم بين الانظمة العربية والجماهير، وبسبب ابتعاد الجماهير العربية الكلي عن معركتها الحقيقية معركة التحرر والتقدم، فلم تكن هزيمة العرب في حزيران نتيجة ضعف ووهن في قدرة وطاقة الجماهير على النضال والتضحية، بل كانت نتيجة سيطرة العقلية البرجوازية وتهاونها مع الرجعية العربية.
لذا فأن نكسة حزيران عام 1967 لم تستطع ان تخلط الرؤية أمام مسيرة الثورة وجماهيرها بل كانت عاملا فعالا ومؤشر لتأكيد مسيرتها النضالية والتثبت من الارضية التي تقوم عليها لمضاعفة التعبئة الثورية وتحقيق أفضل صيغ المجابهة الجماهيرية للاعداء.
أن الرد المنطقي على النكسة في نظر حزبنا لا يمكن ان يتم بمعزل عن التخطيط العملي السليم أو بعبارة أخرى عن تنظيم القدرات الجماهيرية وتحويلها لصالح المعركة، كما انه لا يمكن عزل جبهات المعركة الواحدة عن الاخرى، فهناك العمل على مستوى الجبهة الداخلية وتنظيمها لصالح الجبهة القومية العربية لتحقيق انتصارات موفقة ضد العدو الصهيوني الامبريالي.
من هذا التصور بدأت ثورة تموز مسيرتها في تهيئة الاجواء الحقيقة لوضع كل الامكانات الحقيقة لصالح المعركة القومية، فكانت تشريعاتها الثورية في الاصلاح الزراعي الجذري وقوانين العمل والضمان الاجتماعي، وبيان الحادي عشر من آذار التاريخي بحل القضية الكردية حلا سلميا ديمقراطيا يعبر عن طموحات الجماهير العربية والكردية، كما ان طرح ميثاق العمل الوطني هو وضع كل امكانات القوى الثورية الحقيقة لمجابهة العدو والاجهاز على قواعده في الوطن العربي ولم تكن مسألة تحرير القطر من الاحتكارات النفطية بعيدة عن تصور الحزب والثورة. لهذا كان الحزب يؤكد (أن مسألة البترول قضية قومية وليست حقوقا أقلمية، وهي ليست من شأن الحكومات المحلية التي تسيطر عليها بل هي من شأن الشعب العربي باجمعه، وتتعلق بحياته ومصيره) المؤتمر القطري الثامن.
أن وضع مسألة النفط كوسيلة مادية نضالية فعالة بيد الثورة والجماهير كان عاملا رئيسا في عزم ثورة تموز على خوض المعركة مع الشركات النفط الاحتكارية، ولقد تمكنت الثورة من خلال تصوراتها الواضحة لطبيعة الصراع مع الاعداء،ونتيجة تلاحمها القوي مع الجماهير الكادحة وتحويلها من الحوارات الرسمية مثلما كان سائدة في السابق الى حوار الثورة والشعب من جهة والشركات بكل مصادر قوتها الاستعمارية من جهة اخرى، حتى تكلل يوم الاول من حزيران 1972 بالنصر لصالح الثورة والجماهير.
أن تأميم النفط في العراق تأخذ الابعاد القومية التالية :
1- أن النفط في العراق ليس ملكا للشعب العراق وحدة بل هو ملك الجماهير العربية في كل مكان.
2- نظرا لاهمية النفط كمصدر اساسي من مصادر الاقتصاد الوطني فلابد من وضع هذا الاقتصاد في صالح الدخل القومي.
3- طبيعة المعركة مع الصهيونية والاستعمار تعتمد على وضع النفط كمادة اساسية وسلاح فعال بيد الجماهير العربية لصالح معركتها القومية.
4- أن مسألة تأميم النفط في القطر العراقي مظهر حي من مظاهر الترابط العضوي بين الوحدة والتحرر والاشتراكية الذي اكدت عليه الثورة العربية المعاصرة.
5- أن انتصار الثورة في القطر العراقي في حسمها مسألة النفط لصالح الجماهير هو المؤشر الاول للرد العملي على نكسة حزيران.
6- أن نجاح عملية التأميم في القطر العراقي ستنسحب آثاره وبدون شك على اقطار الوطن العربي الاخرى وسيترك آثارا واضحة في القريب العاجل.
7- لقد وضع التأميم هزيمة حزيران داخل طوق حديدي خانق ولن تتمكن من الانفلات منه، وسيأتي اليوم الذي يولد فيه النصر الحقيقي لقوى الثورة.
أهمية النفط العربي بالنسبة للغرب
لكي نتمكن من معرفة طبيعة الصراع العربي الاستعماري من خلال مسألة النفط لابد من القاء بصيص من الضوء على الاهمية والمكانة التي يحتلها نفطنا لدي دول العالم الرأسمالي الغربي. أكثر من 70% من واردات اوربا من النفط العربي، وبالنسبة لتهالك الشركات الاحتكارية على النفط العربي فأن وجود عوامل مشجعة مثل كلفة الانتاج والرأس المال المستثمر ورخص التسويق والجودة، وعوامل اخرى عديدة هي التي تميز نفط العرب عن غيره.
وهناك العامل الاستراتيجي العسكري الذي يلعبه النفط العربي بالنسبة للصراع العربي الصهيوني الامبريالي، فقد ذكر تقرير نشرته وزارة الدفاع الامريكية اثناء المقاطعة العربية للغرب عام 1967، بانها تتكبد زيادة في نفقاتها بشكل كبير اذا ما انقطع النفط العربي.
أن النفط العربي له اثر كبير على دول الغرب وخاصة امريكا، واثره يقع على الخسارة الكبيرة التي تتحملها الشركات الاحتكارية الغربية نتيجة فقدان مورد كبيرهو النفط وتأثيره على الحياة في امريكا خاصة لانه سيؤثر على احتياطي النفط في امريكا نفسها.
النفط والمعركة القومية
فمعركة النفط لها ابعادها القومية النضالية حيث تضع الجماهير بصورة مواجهة حادة امام الاستعمار وقد شهدت تجربة معركة النفط في القطر العراقي المناضل اروع ملحمة نضالية تعيشها جماهيرنا في سير خطها النضالي، حيث واجهت الثورة بجماهيرها الاستعمار بكل امكانياته وركائزه في الداخل والخارج وحين انتصرت الثورة والجماهير في هذه المعركة الشريفة فأنها قد وجهت بذلك ضربة قوية للاستعمارواحلامه في اعادة نفوذه وسيطرته وحطمت محاولاته البائسة لاسترجاع أمجاده في هذا القطر عن طريق اذنابه في الداخل والخارج، وبذلك قضت على أضخم قاعدة احتكارية واستغلالية مباشرة للاستعمار.
تأميم النفط بداية الرد العملي الحقيقي على حالة النشوة والغرور التي اصابت العدو من جراء انتصارته العسكرية المؤقته. لقد كانت ثورة 17-30 تموز هي صرخة الضمير العربي بوجه الاحتلال الصهيوني الارض العربية. وجاء التأميم يدا فولاذية امتدت للجماهير العربية وسحبتها من حالة اليأس والكآبة التي سيطرة عليها من الهزيمة الى حالة الاستنفار الدائم للمواجهة الحاسمة، ومن هذا يترجم معنى الربط العضوي بين الصراع الطبقي والنضال القومي. كما ان هذه التجربة الفريدة بعد النكسة القومية منحت الجماهير ثقة عالية بالنصر الاكيد على العدو الصهيوني الامبريالي.
شبكة ذي قار
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الخميس، 18 فبراير 2016
بلال أحمد : الأبعاد القومية لتأميم النفط في القطر العراقي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق