ما لا تعرفه عن أحد حيتان الفساد الملايني في كردستانهم وحقيقة النهضة التي حدثت في اقليمهم فيما مدن العراق تحترق وتدمر..! - صور
المزيد عن الفساد في كردستان
أرسل السيد ( سين) من محافظة (شين) في إقليم كردستان عقب مقالتي الأخيرة لي معرباً عن شكره على فضح دور القيادي الكردستاني آراس قادر خوشناو ( كتب الإسم الثالث بشكل آخر من دون أن يخل بعدد الحروف الكلي !!) كونه من الحيتان الغاطسة في مستنقع الفساد ولأنه لم يجرؤ كاتب على التعرض له من قبل . لكن هذا التواصل جاء رغم ذلك كما يبدو لأجل مظلمة تخص مجموعة من أصحاب الشركات في الإقليم من الذين تعرضوا لقرصنة مستحقاتهم المترتبة برقبة دوائر الإقليم ووزاراته طيلة العام الماضي بحجة تقديم مصلحة أمن الإقليم على تسديد حقوق المقاولين، هذا ما لمسته من الرسالة في ثقلها الأكبر والتي تضمنت عتباً لزم مني الرد عليه في نهاية المقالة .
هذه الشركات كما فهمت نفذت مشاريع إعمار وخدمات متنوعة للإقليم لكن مسئولين متنفذين في تلك الدوائر حجبوا عنها مستحقاتهم طيلة أكثر من سنة ومن ثم شرعوا بمساومة هؤلاء المكَاريد من أصحاب الشركات ليتنازلوا عن حقوقهم بنسبة تصل إلى النصف أحياناً، ويبدو أن البعض رضخ ،إما مرغماً كونه لا يرى نفقاً ولا ضياءاً بالتالي ، أو لأنهم ( ضربوا ضربتهم) ربما فلديهم سجل حافل من الأعمال المنسقة مع مسئولين كبار وفق قاعدة اللصوص الشهيرة ( ففتي ففتي ) مع أرباح هائلة تجعل هذه المستحقات الأخيرة مجرد شعرة أخيرة لا بأس بنتفها كيفما يكن ، حتى لو إنقطع نصفها . كذا جرت الأمور مع البعض وفق الإيميل الذي وصلني، ولما أعيت المرتشين الحيلة مع بعض المعاندين من أصحاب تلك الشركات أطلقوا صكوكاً بمستحقاتهم نزولاً عند إلحاح المكَاريد ولكنها مجرد صكوك ( قبغلي)، من دون نفع لأن البنوك لا تملك السيولة لتسلمها وصرف أقيامها ( بزعمها طبعاً فالمسرحية السائدة في الإقليم هي " جاي وجذب" لا غيرها)، وهنا ، نشط فريق متخصص ضمن هذه المافيات الجبلية ،يتبرع لشراء الصكوك مقابل نسب متدنية ( عالمروّه يعني) بزعم أن الشاري سيتولى تدبير واسطة من داخل البنك تطلق له قيمة الصك لكن مقابل عمولة طبعاً ( والكل متقاضٍ لعمولة هنا) . شيء مخزي ومؤلم، أن يتأسس التطور في الإقليم على أخلاق القرصنة التي لا تجدها في إسرائيل الأصلية نفسها، وشيء مؤسف ألا يشبع الإنسان غالباً، إلا من التراب .
كنا قد كتبنا كثيراً قبل 4-5 سنوات عن النهضة التي وسمت حياة الإقليم عقب 2003 والتي كانت توحي بأن الإقليم في سبيله لمحاكاة تركيا والتغالب مع عمان الأردن. كان الإقليم يقفز قفزات عريضة جداً للأمام بينما مدن العراق العربية تتراجع للخلف كبول البعير وسط الفساد والتصارع والفوضى غير الخلاقة التي شاعت في عهدي الجعفري والمالكي . حتى البشر العاديين في كردستان كان تعاملهم وأخلاقياتهم تنبئ عن ( ريلاكسيشن) من النوع الذي يجعل المواطنين يتصرفون بأجمل طريقة مع مواجهات الحياة ،أعني البائع والشرطي والمتسوق في المولات والسائق في الشارع ، لكن ذلك كان قبل أن يدخل تنظيم الدولة في حزيران 2014 ويصل إلى مشارف أربيل وعلوة الخضروات في غرب العاصمة الصيفية ، عندها تسلل الخوف والرعب لنفوس الجماعة واهتزت الموازين بدواخلهم ، وهنا انكشف معدن الجماعة فإذا هو طلاء باهت لم يفلح بستر الرواسب القديمة إلا لفترة مؤقتة ، وإذا بتلك العافية مجرد ( بوخه) وإذا بالموظف والطبيب والمهندس وشرطي المرور وغيرهم يتصرفون وفق شريعة الغاب في كل موضوع نقدي، بعضهم يأكل حقوق بعض ولا يبالي . إنه شيء مؤسف أن تفشل عملية البناء الإنساني في كل مرة يلعلع فيها صوت الرصاص لنصطدم بطباع النهب وأكل الحقوق تنضح من ضمائر الناس هؤلاء . الموضوع وبائي ، وأنا لا أعول على مجرد إتصال غير معرّف، فقد نما هذا لعلمي إثر إستراق سمع أجريته قبل سنة قرب جلسة أكاديميين أكراد كانوا يقضون إيفاداً في جامعة فان في تركيا .. الكل كان يهتف ويتهم حزب السلطة في محافظته بالإستحواذ على المشاريع وتقاضي نسباً من كل صفقة وأنهم لا يتركون حتى الفتات لغيرهم . يبدو أن الحال زيّ بعضه هنا وهناك ، ومفيش حد أحسن من حد.
كلمة أخيرة عزيزي السيد (سين). نحن نفضح الفاسدين ولا نقصد الكل من الفئة الفلانية ، حيثما أمكننا فنحن نرفق الفضيحة الكردستانية بفضيحة عربستانية مناظرة لأننا لا ننتمي لأحد ، نفتخر بمن يستحق الفخر فحسب ، لكن الموجة الحالية كما ترى، وأنا أعوّل على مصداقيتك وعدالة حكمك، يتولى كبرها هذان الفريقان أكثر من أي فريق آخر ،أعني: الشيعة المتعصبون والأكراد الشوفينيون ، كلاهما يمقت الآخر ويسعى لمد أطراف أرض الميعاد خاصته ( شيعية كانت أم كردية) من شرق العراق لغربه ووصولاً للدول المجاورة في جنون العظمة هذا الذي يرتجي تقليد الخلافة العثمانية ربما، لكن شتان شتان ، بين حريم السلطان .... وحمير السلطان ! كلا هذين الفريقين المتواطئين والمتآمرين منذ أيام الصياعة في لوبيات الفنادق الغربية ولحد الآن، كلاهما يتحمل وزر ذبح العراق وكلاهما يتعامى عامداً متعمداً عن الإقرار بفساد الحاكم الذي هو من ملته ، مهما سيقت أمامه من الأدلة والبراهين والوقائع ، وتكفي هذه الخصلة لترسيم الحدود بين الفرق كلها في مجال الإنتقاد والنقد : إنه الطيب مقابل الخبيث، من كل الفرق والمذاهب .
نعود لموضوع القيادي البارتي ذاك . ألصق هنا صورتين للمظنون تعطيان فكرة وافية عن كيف تغيّر النعم السحنات من النيكَاتف للبوزتف، خصوصاً عندما تكون من مال حرام مغموس بدماء الجنود العراقيين ومن مستحقات الفقراء في الإقليم: أحلى شاب من المشخاب ، من صباغ قنادر لدكتور وخبير إقتصادي، إنه (تسامي) إيكسبونينشيالي، من الحالة الصلبة للحالة الغازية ! .. وهو في حقيقته شأن كردي صرف، ما يعنيني هو: ترى كم جندياً عراقياً قتل حتى ظفر بثقة زعيمه المفدى دوناً عن الغير ؟..
شاهد الصور المرفقة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق