قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 8 سبتمبر 2012

الدكتور غالب الفريجات: جامعة الدول العربية تتكلم عبري

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
جامعة الدول العربية تتكلم عبري
شبكة البصرة
الدكتور غالب الفريجات
لم يعد في مقدور المواطن العربي يشعر ان جامعة الدول العربية قادرة على تمثيل نفسها، فكيف يمكن لها ان تمثل دول المنظومة العربية المنضوية تحت لوائها؟، فقد فشلت هذه المنظمة ان تكون بيتاً لكل العرب، حتى يقيض الله لهذه الأمة من يأخذ بيديها لتحقيق ما تصبو اليه، في قيام دولتها الواحدة من الماء الى الماء، الا ان ما يصيب المواطن العربي بالدوار ويفقده عقله هو ما تمارسه هذه المنظمة تجاه اعضائها، فقد وقفت في قرارات عديدة بالاتجاه المعادي لهذا النظام العربي او ذاك من بين اعضائها والمؤسسين لها.
في الشأن الفلسطيني لا حراك لها، ولا دور ولا تأثير لاعضائها فيما يتعلق بنصرة شعب فلسطين، الذي اغتصبت ارضه وتم تشريده، لابل هناك تآمر واضح على القضية الفلسطينية، حد التنسيق مع العدو الصهيوني من قبل البعض من اعضاء الجامعة، واقامة علاقات وطيدة مع دولة الاحتلال سواء كانت هذه العلاقات سرية او علنية، وكلها تصب في مصلحة دولة الاغتصاب، وعلى حساب الحق الوطني والقومي والديني، وما يخالف بوضوح ميثاق الجامعة.
تبنت جامعة الدول العربية التدخل الاجنبي في العراق بعد ما يسمى احتلال الكويت، واشترك العديد من اعضائها في العدوان على العراق في حفر الباطن، ولم يخجل هؤلاء من القتال جنباً الى جنب مع الامريكان والصهاينة لقوات دولة عربية، مما اكد على فشل الجامعة وانحرافها عن اهدافها، خاصة وان البعض من اعضائها من اغلق الباب في ان تكون الجامعة بيت العرب في حل خلافاتهم فيما بين بعضهم البعض، وعدم الانغماس في الجريمة القومية في ان تتحول بعض الانظمة العربية مخلب قط بايدي اعداء الامة، وتقوم بتقديم كل متطلبات العدوان الاجنبي.
ازدادت وقاحة بعض اعضاء هذه الجامعة في الشأن السوري، فاياً كانت الخلافات العربية العربية فلا يجوز الوصول بهذه الخلافات حد تبني معاداة الاعضاء مع بعضهم البعض، والوصول بمن يستفرد بقرارات الجامعة وانحرافها بالاتجاه المعادي لميثاقها، فمن غير المعقول ان تكون الجامعة بيت لكل العرب والقاضي القادر على حل مشاكلهم في وقت يتم فيه الانحياز لهذا الطرف او ذاك في اي اختلاف.
حتى لو كانت الخلافات العربية ما بين النظام السياسي وجماهير الشعب فلا يجوز تشجيع الاقتتال والتدمير، فالذي يقتل مواطن من بين طرفي الصراع، والذي يدمر هو الوطن الذي يخص الطرفين ايضاً، والخاسر الوحيد هو الوطن، وازدادت وقاحة الجامعة في حملها الملفات العربية الى المحافل الدولية، وتأليب امم العالم على الوقوف في خندق العدوان على واحد من بين اعضائها، فلم يعد يخجل امين الجامعة ان يتكلم بلغة عدوانية ضد سوريا، فكما كان نظام مبارك المقبور ضد العراق، والتأليب عليه في كل مكان داخل المنظومة العربية وفي المحافل الدولية، بات البعض من اعضاء الجامعة يبعثون بالمال والسلاح والمرتزقة للقتال ضد الوطن والمجتمع والدولة السورية غير عابئين بالدمارعلى الارض السورية، وسفك دماء المواطنين الابرياء.
لم يعد المواطن العربي يشعر ان جامعة الدول العربية العاجزة عن تمثيل العرب كأمة غير قادرة ان تكون ممثلة لانظمة الحكم الرسمية المنضوية تحت لوائها، وباتت لغتها عبرية لا عربية، لانها تقوم بتحقيق اهداف العدو الصهيوني الجاثم على ارض فلسطين، ووقفت بعدوانية لا مثيل لها ضد نظام وطني قومي يمثل امن الامة ودرعها في الجبهة الشرقية في مواجهة ملالي الفرس المجوس الوجه الآخر للعدوانية الصهيونية، وهاهي اليوم تقف بعدوانية شرسة ضد الوطن السوري والشعب السوري تحت شعارات معاداة النظام، وجميع اعضائها ليسوا بأفضل حال من هذا النظام.
حري بالعرب ان ينفضوا ايديهم من جامعة الدول العربية المتصهينة، والتي باتت لغتها عبرية لا عربية، وان تسعى الجماهير العربية الى تشكيل جامعة عربية ممثلة لطموحات الامة، والعمل على تحقيق رسالتها في الوحدة والحرية والتحرير والعدالة الاجتماعية، ومن خلال منظمات المجتمع المدني من احزاب ونقابات تقوم على التمثيل الحقيقي لابناء الشعب العربي، ومن خلال صناديق الاقتراع حتى تكون القرارات ذات مصداقية عالية، وممثلة تمثيلاً حقيقياً لارادة الجماهير العربية، وان يجري التمثيل كل خمس سنوات، وعلى الجميع ان يقبل بنتائج صناديق الاقتراع اياً كانت هذه النتائج مادامت معبرة تعبيراً حقيقياً عن ارادة الجماهير الشعبية.
الجامعة العربية قد قبرت نفسها بنفسها، فقد لحقت بالنظام العربي الرسمي الذي فقد دوره، لفشله في التنمية والامن الوطني، فمن غير المعقول ان ينجح في لم الشمل العربي، وهو العاجز عن تحقيق اهداف المواطنين الذين يدعي بتمثيلهم لاكثر من نصف قرن من الزمان، فلم تعد الارض العربية في ظل هذا النظام تتكلم عربي، فباتت عبرية لا عربية، وباتت عدوانية في حق الجماهير الشعبية.
اخيراً فاقد الشيء لا يعطيه فمن عجز عن تحقيق الامن والامان ليس في مقدوره ان يحقق دولة الامة الواحدة، القادرة على تحقيق الامن والتنمية وتحقيق الحرية والتحرير والعدالة الاجتماعية.
dr_fraijat@yahoo.com
شبكة البصرة
الخميس 19 شوال 1433 / 06 أيلول 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق