قصف داعش: حرب أهلية امريكية - امريكية
بقلم: كنيث شورتغن - كاتب واعلامي
ترجمة : عشتار العراقية
حين امر الرئيس بوش القوات الامريكية بغزو العراق في 2003 تنبأ جيرالد سيلينتي(خبير اقتصادي ومتنبيء) بانه مهما تؤول اليه الأمور فإن النتيجة ستؤدي الى حرب اهلية. حسنا، استغرق الامر 11 سنة من ذلك الوقت لتتحقق هذه النبوءة. ولكن للمفارقة انها حرب اهلية اخرى توشك على الحدوث في المنطقة ولا علاقة لها بالطوائف العراقية. انها حرب قوة عسكرية امريكية في مواجهة قوة عسكرية امريكية اخرى.
في 19 حزيران الماضي أمر الرئيس اوباما 300 مستشارا عسكريا امريكيا للانتشار في العراق "للمساعدة في استقرار البلاد بعد ان غزا متمردون اسلاميون متعصبون البلاد من سوريا". ولكن قليل من المراقبين فهموا أبعاد هذا، او حقيقة ان في امريكا انواعا عديدة من القوى العسكرية والكثير منها لا صلة له بالبنتاغون او وزارة الدفاع.
القوة المتمردة الرئيسية في العراق اليوم تسمى داعش ويقودها سجين سابق اطلقه الرئيس اوباما في 2009. وطبقا لمصادر اردنية وكذلك من مقابلة في يوم الجمعة مع الدكتور جيم ويلي (خبير مالي واقتصادي ومتنبيء صدقت كل توقعاته)، فإن داعش لم تدرب فقط من قبل لانغلي (مقر السي آي أي ) وعناصر السي آي أي ولكن قائدها البغدادي تم تلقينه في السجن واطلق في 2009 ليصبح عنصرا عميلا يقود احدى القوى العسكرية السرية للسي آي أي.
الدكتور جيم ويلي |
اقتباس (جيم ويلي : القوات التي تعمل هناك (سوريا/العراق) هي قوات لانغلي . دربوا ومولوا وسلحوا من قبل لانغلي.
ما اسمعه .. ان الجيش الامريكي (النظامي التابع للبنتاغون) وعليك ان تكون حذرا من هنا وصاعدا حين تشير الى الجيش الامريكي ، أي نوع من الجيش الامريكي؟ هل هو الجيش الامريكي التابع للبنتاغون ام انه جيش لانغلي الذي لايرتدي زيا معينا ويتكون من عشرات الالاف من المرتزقة؟
انهما الان على وشك المواجهة ضد بعضهما البعض في العراق. انسحب جيش البنتاغون النظامي وملأ الفراغ الذي خلفه، مرتزقة لانغلي الذين دربوا في سوريا وهاجروا جنوبا واعلنوا اجندتهم الجديدة.
وإذا وعندما يواجه جيش البنتاغون النظامي مرتزقة لانغلي في العراق فإن الكونغرس سوف يدين اوباما لأن الجيش الامريكي سوف يحارب الجيش الامريكي : البنتاغون ضد لانغلي) - المصدر
واضاف الدكتور ويلي بأنه لو حدث هذا فإن الضغط من البنتاغون والكونغرس سوف يكون من الضخامة مما يؤدي الى اتهام وادانة كاملة للرئيس.
++
امريكا اخيرا تحصد نتائج سياساتها الخارجية التي دعتها لتكون شرطي العالم، وانها بحاجة لغمس اصابعها في كل بلد وصراع يظهر في اي مكان. ومع انفجار الشرق الاوسط الى فوضى عارمة في كل ارجائه فإن نفس الآلية - التي خلقتها الحكومة الامريكية لاطلاق حرب سرية وأخرى علنية تحت ايديولوجية قتال رجل القش المسمى (الارهاب) - سوف تتحول الى واقع مر حيث تواجه القوى العسكرية الامريكية نفسها وحيث لم يعد لاهداف الحرب الحقيقية اي معنى او مضمون.
--
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق