يردد العراقيون قصائدها المقاتلة، وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات بصوتها تحرض بالشعر على مواجهة الاحتلال ومقاومته، وقصائدها باللهجة العراقية التي تصل بسهولة إلى المجاهدين المنتشرين في مختلف مناطق العراق، إنها شاعرة المقاومة العراقية سميراء العبيدي التي قالت في أول حوار صحفي معها: أنا لست شاعرة، بل مقاتلة في جيش نظامي وطني، وما شعري إلا فوهة ثانية لبندقيتي، وهذا اللقب الكبير، شاعرة المقاومة، أعتبره شرفا لي ولقصيدتي، وهو بمثابة نوط الشجاعة قلدني إياه الجمهور الذي راقت له قصائدي، غير أن شاعرة المقاومة لا تظهر إلا في صور ملثمة، بسبب الضرورات الأمنية الخاصة بها وبوطنها.
وأضافت الشاعرة العبيدي في هذا الحوار أن قصائدها كُتبت في الميدان، لافتة النظر إلى أن نساء المقاومة العراقية تدربن على فعاليات قتالية، وعلى مختلف الأسلحة، حالهن حال أخوتهن الرجال، لان المرأة العراقية التي أطلق عليها الرئيس الشهيد صدام حسين لقب "الماجدة" هي جزء أصيل من المقاومة التي يخوضها شعب العراق ضد الاحتلال لتحرير وطنه.
وتتحدث الشاعرة بزهو كبير وهي تقول إن عددا من العمليات الجهادية نفذتها مجاميع المقاومة العراقية الباسلة على وقع صوتها وقصائدها المقاتلة، لافتة النظر إلى أن هذا جزء من ثقافة متوارثة لدى العراقيين في علاقتهم بالقصائد والأناشيد الوطنية، إضافة للثقافة العالية التي يتمتع بها رجال المقاومة العراقية، وتشير العبيدي إلى أسماء شعراء مقاتلين كتبوا للعراق قبلها، ومن أبرزهم الشعراء فلاح عسكر وهادي العكاشي وإقبال فليح وغيرهم، وكذلك الشعراء الكبار مثل عبد الرزاق عبد الواحد وأديب ناصر وغيرهما.
وتتوقف العبيدي عند عدد من الشعراء المقاتلين في صفوف المقاومة العراقية ومن بينهم المقاتل الشاعر القاضي والمقاتل الشاعر عبد الرحمن الكردي وصدام السحل وأحمد السيد ورمضان العلي سليمان وغيرهم الكثير من الشعراء الرائعين، وأنا هنا قدمت صفة المقاتل على الشاعر لأنهم مقاتلون وشعراء.
وتفاخر العبيدي بموقفها وتقول لو كنت أخاف على حياتي لما حملت السلاح مع أخوتي المقاتلين، أنا مؤمنة أن الحياة بلا كرامة لا تساوي شيئا، وأنا من عراق حر، وقد يعتقد البعض أن لثامنا هذا هو حالة من الخوف، فمن باع روحه لله فتأكدوا أن قلبه خال من الخوف، وأقول من خلال حواري هذا لأخوتي الرجال لست وحدى من انتمى من عائلتي للمقاومة، بل معي زوجي وأهلي، أنا ام وزوجة ومقاتلة، لم يكن ممكنا أن أقف متفرجة على احتلال بلدي، بل قدمت وأقدم ما أستطيع، ولو كتب الله لنا الشهادة فسيخرج لهم أبناؤنا، فأمة العرب لن تموت وفيها رجال يحبون الموت كما يحبون الحياة.
وكانت الشاعرة سميراء العبيدي شاركت بقصائدها في أكثر من مهرجان داخل العراق وخارجه، ومنها على سبيل المثال مهرجان أقيم في مجمع النقابات المهنية في عمان ومهرجانفي مدينة الكرك وثالث في مدينة اربد في ذكرى استشهاد الرئيس صدام حسين، وحول مشاركتها هذه تقول: عند الحديث عن المهرجانات التي شاركت فيها، أتوقف عن الكلام، فما رأيته من حب الشعب العربي، وبخاصة الشعب الأردني كوني شاركتهم أكثر من مهرجان، يعجز عن وصفه الكلام، فقد رأيت الجماهير العربية أكبر من أي وصف، فأيمانهم وحبهم ودعمهم للمقاومة العراقية هو انتصار بحد ذاته، فنحن أمة عربية واحدة رغم كل الحدود، وكل الحكام العملاء، كثيرا ما بكيت من الفرح وأنا أرى موقف الجمهور العربي في استقبالي والتفاعل مع قصائدي.
وحول الدور الذي يمكن أن تلعبه قصيدة المقاومة في المعركة قالت الشاعرة العبيدي إن للقصيدة دورا مؤثرا على أرض المعركة، فكثير من الصواريخ التي دكت معاقل المحتلين انطلقت على اصوات القصائد والاناشيد الوطنية، لذلك فإنني أؤكد أن القصيدة لعبت دورا تعبويا مهما جدا في يوميات المعركة التي ما تزال مستمرة.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق