بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
نكتة الموسم : قطر تدافع عن (القدس)!! |
شبكة البصرة |
بقلم د. رفعت سيد أحمد |
* إنها وبحق نكتة الموسم السياسية!!. فعلى بعد نصف ميل من مقر المؤتمر الذى يعقد الان فى قطر من أجل فلسطين والقدس، كانت قاعدة العديد الأمريكية (أكبر قاعدة عسكرية لواشنطن فى العالم) تجرى مناوراتها تمهيداً لحرب قادمة ضد إيران، وفلسطين، وسوريا ولبنان!!. * ترى هل هو تناقض بالفعل أم هو انسجام قطرى وخليجى مع النفس، حين الواقع بنفطه وأمواله وقراراته يسير فى الفلك الأمريكى/الإسرائيلى، أما اللسان، وكلام الفنادق الفاخرة، فمن أجل فلسطين وقضيتها؟! إنه السؤال الذى يضعنا أمام هذه الملاحظات : أولاً : يعلم حكام قطر، الدولة – الشركة (كما سبق وأسميناها فى مقالات سابقة)، ومن خلال نصائح أمثال عزمى بشارة عضو الكنيست الإسرائيلى السابق، لهم أن قضية فلسطين هى القضية الرابحة فى الأمة، ومن يدعى الدفاع عنها سيربح، حتى ولو لم يكن صادقاً ؛ لذلك لم يجدوا حرجاً أنهم فى اليوم التالى لمؤتمر (أعداء سوريا) الذى عقد فى تونس المسروقة ثورتها من الأمريكان والمتأسلمين ؛ أن يخترعوا وعلى عجل مؤتمراً لدعم فلسطين، رغم علمهم يقيناً أنهم، وباقى دول الخليج، هم أول من أضاع فلسطين، حين اصطفوا إلى جوار الأمريكى ودعموا اقتصاده بالنفط وصفقات السلاح السنوية التى تصدأ فى المخازن (!!)، وحين تخلوا عن دعم شعبنا الفلسطينى طيلة الـ 63 عاماً الماضية، وحين أذلوا دول المواجهة (مصر – سوريا – لبنان) بالتآمر تارة وبمنع المعونات الاقتصادية تارة أخرى، ومع ذلك وجد ؛ حاكم قطر وإخوانه من حكام الخليج المحتل بـ 11 قاعدة عسكرية أمريكية، فى أنفسهم الجرأة ليعقدوا مؤتمراً لدعم فلسطين والأقصى الذى يدنس بالعصابات الصهيونية التى – ياللمصادفة – تتلقى النفط والغاز من هذا (الخليج العربى) ومن قطر تحديداً. ثانياً : وحتى إذا افترضنا أن قطر بعقدها لهذا المؤتمر، تستهدف دعم الشعب الفلسطينى، وأن ما سبق وقلناه ليس صحيحاً، وأن ثمة يقظة ضمير قد حلت على حمد وموزة وسعود الفيصل، فإن السؤال البسيط والمباشر الذى يبرز هنا ؛ هل الدعم للشعب الفلسطينى يكون بالكلام والفتاوى الميتة لفقهاء الفتنة ؛ الذين فقدوا الاحترام من قبل جموع الأمة؟ أم أن الدعم ينبغى أن يكون بالفعل والعمل على الأرض؟ ألا يعد إلغاء أو على الأقل تجميد التعاون العسكرى (هى عمالة فى الواقع!!) مع واشنطن عبر الـ 11 قاعدة عسكرية وبالأخص (قاعدة العديد) فى قطر ؛ هو نقطة البداية الصحيحة للدعم؟ وإذا علمنا أن هذه القاعدة يتم بها الآن تدريب الإسرائيليين على عمليات ضرب للمقاومة الفلسطينية، فهل يجوز أن تبقى فى بلد يدعى العروبة والإسلام ودعم ثورات الربيع العربى، ذلك الربيع الذى لا يريدون له أن تهب نسائمه على مشيخيات الخليج الفاسدة والمستبدة؟! هل يجوز – عقلاً وديناً – أن تجاور قاعة مؤتمر دعم فلسطين هذا ؛ أكبر قاعدة عسكرية قتلت 2 مليون عراقى ونصف مليون لبنانى وفلسطينى فى حربى 2006 و2009 مع هدم نصف بيروت و22 ألف منزل فى غزة، من خلال الدعم اللوجستى والعسكرى الواسع للعدو الصهيونى!!. * كيف يستقيم الأمر؟ والسؤال نتوجه به ليس إلى (حمد) فهو لا يشعر بالتناقض، لأنه – كما أشرنا سلفاً – يدير (شركة) وليس دولة، والشركة عادة بلا مشاعر هى تبحث عن (الزبون) و(الثمن) ليس إلا، إنما نتوجه بالسؤال إلى رجال السياسة والفكر والدين ممن حضر المؤتمر سواء من الفلسطينيين أو العرب أو العجم؟! لعله قد تبقى فى عقول بعضهم ؛ قليلاً من الفطنة والوعى!!. ثالثاً : نزعم ختاماً أن هذه المؤتمرات ليس فحسب لا تفيد فلسطين، بل نظنها تضر بالقضية وتؤثر سلباً عليها، لماذا؟ لأنها تبتعد بنا عن طريقها الصحيح، طريق الجهاد والمقاومة ؛ وتُستخدم كأداة لغسيل السمعة لنفر من حكام الخليج، خاصة إذا كان مخبرهم، ومظهرهم، أمريكى بإمتياز، فضلاً عن أنها تبذر الفتنة بين الفرقاء الفلسطينيين، وبخاصة بين فتح التى حضر رئيسها، صديق الإسرائيليين (أبو مازن) وحماس!!. * نعود ونكرر، إن فاقد الشىء لا يعطيه، وهؤلاء العربان (حكام الخليج) يفتقدون لقيم الاستقلال الوطنى والإرادة الحرة، وتبعيتهم لأعداء الأمة لا تحتاج إلى بيان، ومن يفتقد للحرية، والاستقلال، من السخف أن يطلبها للآخرين، ومن السخف والحماقة أكثر أن يصدقه هؤلاء الآخرين، ونقصد بهم الفلسطينيين، إن فلسطين لن يحررها، سوى الرجال الأحرار، رجال أولى بأس شديد (فَإذَا جَاءَ وعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وكَانَ وعْداً مَّفْعُولاً) [ الإسراء : 5 ]. ولا نحسب – ومعنا التاريخ وفلسطين – أن حمد، وسعود ومن لف لفهم ؛ منهم، والله أعلم. yafafr@hotmail.com |
شبكة البصرة |
الثلاثاء 6 ربيع الثاني 1433 / 28 شباط 2012 |
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الأربعاء، 29 فبراير 2012
نكتة الموسم : قطر تدافع عن (القدس)!!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق