بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
القمة والربيع واغتيــــــــال العــــــــــراق
الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
أكاديمي عراقي مقاوم
شكل احتلال العراق من قبل أميركا وشركاءها وفي مقدمتهم بريطانيا وإيران نقطة تحول حاسمة في تاريخ العرب لم يلتقط جل العرب المسالك الخطرة التي أدت إلى الغزو والاحتلال ولا إلى الهوات السحيقة التي ستسقط فيها الأمة نتيجة له. وكان لأنظمة الخليج عامة وقطر والسعودية والكويت بشكل خاص فضلا عن نظام الأردن ونظام حسني مبارك أدوارا حاسمة في نجاح الغزو واحتلال العراق ومن ثم اغتيال الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله.
الأنظمة العربية التي شاركت في جريمة اغتيال العراق هي نفسها التي مولت بعد تسع سنوات ما أُطلق عليه أمريكيا اسم الربيع العربي، بعد أن مزقت المقاومة العراقية البطلة قدرات أميركا العسكرية والمالية ومزقت عمليتها السياسية المخابراتية الطائفية البغيضة. بمعنى إن تبني الخليجيين والعرب المتفاهمين معهم لفكرة تغيير عدد من الأنظمة العربية هو بمثابة استمرار لخنوع هذه الأنظمة لإرادة الامبريالية الأمريكية والصهيونية في استكمال تحقيق مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يتضمن في خطواته الأولى تغيير الأنظمة العربية المقصودة بأنظمة يقودها ويسيطر عليها قوى سياسية طائفية بحيث يصبح المشهد النهائي في المشرق العربي والخارطة السياسية التي يتحرك ضمنها المشهد هي خارطة سياسية طائفية شيعية فارسية من جهة، وسنية طائفية اخوانية وسلفية ووهابية من جهة أخرى، مع كل ما يحمله هذا التوظيف السياسي الطائفي من احتمالات الحروب الأهلية والتصفيات الطائفية وانعدام الاستقرار الأهلي ومن ثم استخدام هذا التوظيف لذبح العروبة تحت ذريعة كاذبة هي أسلمة الحكم.
وبغض النظر عن جدول الأعمال الخطير الذي ستناقشه القمة العربية في بغداد المحتلة أمريكيا وإيرانيا والذي سيتضمن وضع الخطط العسكرية والاقتصادية وتحديد ساعة الصفر لتحرير فلسطين والأحواز ولواء الاسكندرونه وجزر الأمارات وتشكيل لجان توفير الأجواء الملائمة لإقامة الوحدة العربية ومن بينها إلغاء تأشيرات الدخول أو رفع حظر دخول العراقيين واشتغالهم في السعودية وإلغاء نظام الكفيل للعرب الراغبين في العيش والعمل في الخليج وتشكيل مجلس عربي لتحديد الساسات العربية والعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع دول العالم بما يضمن قبول الأمة العربية عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي ودراسة العقوبات الاقتصادية الرادعة لروسيا والصين بسبب ظهور علامات نهوضهما من الرقاد الطويل لمواجهة القطب والغول الأمريكي.. فان القمة ستأخذ على عاتقها أيضا شرعنة نظام الاحتلال ودستوره ومحاصصته الطائفية وإقامة الأقاليم كمطلب ديمقراطي للأخوة الشيعة وللأخوة السنة.. كما انها ستبارك خطاب السيد مسعود البارزاني الذي ألقاه ليلة أمس ودعا فيه إلى إنهاء مرحلة الانتظار لإقامة الدولة الكردية في كردستان العراق.
وسيسجل لهذه القمة انتصار تاريخي هي نجاحها في إقناع السيد هوشيار زيباري وزير خارجية المنطقة الخضراء باللحاق بباقي رفاقه الوزراء العرب في موقفهم الساعي إلى استخدام قوات الناتو لضرب وتدمير سوريا بحجة التخلص من نظام الأسد بعد أن ظل زيباري وزعيمه نوري المالكي يماطلون في موقفهم هذا ليس حبا ولا إسنادا لنظام الأسد، بل لمقايضته بانعقاد القمة في بغداد. نعم هذه هي الحقيقة فالمالكي كما خامنئي وكل مَن يقف وراءهم براغماتيين لا كلمة شرف ولا موقف شرف لهم وهم يتاجرون بدعايات إعلامية كاذبة من إنهم يدعمون نظام سوريا ونحن نعلم يقينا أنهم صعدوا هذه اللغة الإعلامية لتحقيق خط حوار ضاغط على الجامعة العربية للقبول بعقد القمة في بغداد وبعدها سيتغير الموقف الإعلامي للمالكي وأسياده العجم وسيصبح قبولهم بخطط الجامعة لاستقدام الناتو محض إقرار بضرورات التوافق العربي!!!! الذي لا يشتريه المالكي وسيده خامنئي بعفطة عنز.
المالكي ونظامه لا يريد عقد القمة في العراق حبا بالعرب وجامعتهم ولا حبا بالقمة ولا إيمانا بأنها قمة... انه يريدها لمكسب تحققه حكومته لشرعنة وجودها اللقيط وليحقق مكاسب انتخابية في جولات اللعب المفضوح بالديمقراطية التي تغطي على ذبح العراق من الوريد إلى الوريد وإنهاءه ككيان وطني وكدولة موحدة. وقد يستثمر هذا الزنيم هذه الفترة الحرجة ليرفع من ضغوط المساومة مع دمشق لتقوم بتلبية مطالبه بتسليم العراقيين المطلوبين للذبح من قبل نظام الطوائف المجرم وسيدتيه إيران وأميركا.
لا أعرف إنسانا سويا مدركا راشدا في الوجود يصدق أن المالكي وشركاءه في العمالة والعبودية لأمريكا يمكن أن يقف موقفا مضادا لأمريكا وللناتو.. أن من يصدق هذا الخوار ينطبق عليه القول الانجليزي الدارج: إذا صدقت هذا فأنت تصدق كل شئ
if you believe this , you believe every thing.
إن إعلام النفخ في الكيان الكارتوني الأجوف في المنطقة الخضراء هو أحط إعلام شهده تاريخ النفاق والكذب والرياء والادعاء عبر كل تاريخ العالم الحديث والمعاصر.
العرب إن عقدوا قمتهم في بغداد فإنهم يؤكدون على أنهم يؤيدون نظام المحاصصة الطائفية الذي فرضته أميركا على شعبنا وإنهم يؤيدون احتلال إيران لبلدنا وإنهم يتعاملون بايجابية مع اللعب المفضوح والمضموم لنظام حزب الدعوة الفارسية وشركاءه في العراق في استثمار الوضع في سوريا لصالح أجندات الشرق الأوسط الجديد على حساب دم واستقرار ووحدة شعب سوريا لأننا على يقين بان إيران وعملاءها في العراق لم ولن يكون لهم موقف ثابت مع نظام سوريا بل إنهم يقايضون الادعاء بإسناده لتحقيق مكاسب مهمة لهم في اختراق النظام الرسمي العربي برمته. إنهم سيقدمون كل هذه الأدلة بعد أن بانت كل عورات وكوارث نظام الاحتلال وهنا تكمن الكارثة لإصرار النظام العربي على نحر العراق كبلد عربي وإصرارهم على تكريس نتائج الربيع في إخضاع الجغرافية العربية إلى تقسيمات جديدة تفصح عن نفسها بوضوح تام في السودان والعراق وليبيا واليمن وسوريا والقادم بعد هذه المرحلة سيطال أبطال الربيع نفسهم وخاصة في الخليج العربي والأنظمة الملكية. إن الأنظمة المتبنية لربيع الطوائف يحدون بأيديهم السكين التي ستذبحهم لأن الثورة التي تسيل من اجلها انهار دماء وتقوض الاقتصاد وأمن واستقرار الناس والدولة من اجل أن يصل حزب طائفي إلى السلطة هو ربيع للأشواك والسكاكين للعروبة ولمستقبل الأمة.
شبكة البصرة
السبت 3 ربيع الثاني 1433 / 25 شباط 2012
القمة والربيع واغتيــــــــال العــــــــــراق
الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
أكاديمي عراقي مقاوم
شكل احتلال العراق من قبل أميركا وشركاءها وفي مقدمتهم بريطانيا وإيران نقطة تحول حاسمة في تاريخ العرب لم يلتقط جل العرب المسالك الخطرة التي أدت إلى الغزو والاحتلال ولا إلى الهوات السحيقة التي ستسقط فيها الأمة نتيجة له. وكان لأنظمة الخليج عامة وقطر والسعودية والكويت بشكل خاص فضلا عن نظام الأردن ونظام حسني مبارك أدوارا حاسمة في نجاح الغزو واحتلال العراق ومن ثم اغتيال الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله.
الأنظمة العربية التي شاركت في جريمة اغتيال العراق هي نفسها التي مولت بعد تسع سنوات ما أُطلق عليه أمريكيا اسم الربيع العربي، بعد أن مزقت المقاومة العراقية البطلة قدرات أميركا العسكرية والمالية ومزقت عمليتها السياسية المخابراتية الطائفية البغيضة. بمعنى إن تبني الخليجيين والعرب المتفاهمين معهم لفكرة تغيير عدد من الأنظمة العربية هو بمثابة استمرار لخنوع هذه الأنظمة لإرادة الامبريالية الأمريكية والصهيونية في استكمال تحقيق مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي يتضمن في خطواته الأولى تغيير الأنظمة العربية المقصودة بأنظمة يقودها ويسيطر عليها قوى سياسية طائفية بحيث يصبح المشهد النهائي في المشرق العربي والخارطة السياسية التي يتحرك ضمنها المشهد هي خارطة سياسية طائفية شيعية فارسية من جهة، وسنية طائفية اخوانية وسلفية ووهابية من جهة أخرى، مع كل ما يحمله هذا التوظيف السياسي الطائفي من احتمالات الحروب الأهلية والتصفيات الطائفية وانعدام الاستقرار الأهلي ومن ثم استخدام هذا التوظيف لذبح العروبة تحت ذريعة كاذبة هي أسلمة الحكم.
وبغض النظر عن جدول الأعمال الخطير الذي ستناقشه القمة العربية في بغداد المحتلة أمريكيا وإيرانيا والذي سيتضمن وضع الخطط العسكرية والاقتصادية وتحديد ساعة الصفر لتحرير فلسطين والأحواز ولواء الاسكندرونه وجزر الأمارات وتشكيل لجان توفير الأجواء الملائمة لإقامة الوحدة العربية ومن بينها إلغاء تأشيرات الدخول أو رفع حظر دخول العراقيين واشتغالهم في السعودية وإلغاء نظام الكفيل للعرب الراغبين في العيش والعمل في الخليج وتشكيل مجلس عربي لتحديد الساسات العربية والعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع دول العالم بما يضمن قبول الأمة العربية عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي ودراسة العقوبات الاقتصادية الرادعة لروسيا والصين بسبب ظهور علامات نهوضهما من الرقاد الطويل لمواجهة القطب والغول الأمريكي.. فان القمة ستأخذ على عاتقها أيضا شرعنة نظام الاحتلال ودستوره ومحاصصته الطائفية وإقامة الأقاليم كمطلب ديمقراطي للأخوة الشيعة وللأخوة السنة.. كما انها ستبارك خطاب السيد مسعود البارزاني الذي ألقاه ليلة أمس ودعا فيه إلى إنهاء مرحلة الانتظار لإقامة الدولة الكردية في كردستان العراق.
وسيسجل لهذه القمة انتصار تاريخي هي نجاحها في إقناع السيد هوشيار زيباري وزير خارجية المنطقة الخضراء باللحاق بباقي رفاقه الوزراء العرب في موقفهم الساعي إلى استخدام قوات الناتو لضرب وتدمير سوريا بحجة التخلص من نظام الأسد بعد أن ظل زيباري وزعيمه نوري المالكي يماطلون في موقفهم هذا ليس حبا ولا إسنادا لنظام الأسد، بل لمقايضته بانعقاد القمة في بغداد. نعم هذه هي الحقيقة فالمالكي كما خامنئي وكل مَن يقف وراءهم براغماتيين لا كلمة شرف ولا موقف شرف لهم وهم يتاجرون بدعايات إعلامية كاذبة من إنهم يدعمون نظام سوريا ونحن نعلم يقينا أنهم صعدوا هذه اللغة الإعلامية لتحقيق خط حوار ضاغط على الجامعة العربية للقبول بعقد القمة في بغداد وبعدها سيتغير الموقف الإعلامي للمالكي وأسياده العجم وسيصبح قبولهم بخطط الجامعة لاستقدام الناتو محض إقرار بضرورات التوافق العربي!!!! الذي لا يشتريه المالكي وسيده خامنئي بعفطة عنز.
المالكي ونظامه لا يريد عقد القمة في العراق حبا بالعرب وجامعتهم ولا حبا بالقمة ولا إيمانا بأنها قمة... انه يريدها لمكسب تحققه حكومته لشرعنة وجودها اللقيط وليحقق مكاسب انتخابية في جولات اللعب المفضوح بالديمقراطية التي تغطي على ذبح العراق من الوريد إلى الوريد وإنهاءه ككيان وطني وكدولة موحدة. وقد يستثمر هذا الزنيم هذه الفترة الحرجة ليرفع من ضغوط المساومة مع دمشق لتقوم بتلبية مطالبه بتسليم العراقيين المطلوبين للذبح من قبل نظام الطوائف المجرم وسيدتيه إيران وأميركا.
لا أعرف إنسانا سويا مدركا راشدا في الوجود يصدق أن المالكي وشركاءه في العمالة والعبودية لأمريكا يمكن أن يقف موقفا مضادا لأمريكا وللناتو.. أن من يصدق هذا الخوار ينطبق عليه القول الانجليزي الدارج: إذا صدقت هذا فأنت تصدق كل شئ
if you believe this , you believe every thing.
إن إعلام النفخ في الكيان الكارتوني الأجوف في المنطقة الخضراء هو أحط إعلام شهده تاريخ النفاق والكذب والرياء والادعاء عبر كل تاريخ العالم الحديث والمعاصر.
العرب إن عقدوا قمتهم في بغداد فإنهم يؤكدون على أنهم يؤيدون نظام المحاصصة الطائفية الذي فرضته أميركا على شعبنا وإنهم يؤيدون احتلال إيران لبلدنا وإنهم يتعاملون بايجابية مع اللعب المفضوح والمضموم لنظام حزب الدعوة الفارسية وشركاءه في العراق في استثمار الوضع في سوريا لصالح أجندات الشرق الأوسط الجديد على حساب دم واستقرار ووحدة شعب سوريا لأننا على يقين بان إيران وعملاءها في العراق لم ولن يكون لهم موقف ثابت مع نظام سوريا بل إنهم يقايضون الادعاء بإسناده لتحقيق مكاسب مهمة لهم في اختراق النظام الرسمي العربي برمته. إنهم سيقدمون كل هذه الأدلة بعد أن بانت كل عورات وكوارث نظام الاحتلال وهنا تكمن الكارثة لإصرار النظام العربي على نحر العراق كبلد عربي وإصرارهم على تكريس نتائج الربيع في إخضاع الجغرافية العربية إلى تقسيمات جديدة تفصح عن نفسها بوضوح تام في السودان والعراق وليبيا واليمن وسوريا والقادم بعد هذه المرحلة سيطال أبطال الربيع نفسهم وخاصة في الخليج العربي والأنظمة الملكية. إن الأنظمة المتبنية لربيع الطوائف يحدون بأيديهم السكين التي ستذبحهم لأن الثورة التي تسيل من اجلها انهار دماء وتقوض الاقتصاد وأمن واستقرار الناس والدولة من اجل أن يصل حزب طائفي إلى السلطة هو ربيع للأشواك والسكاكين للعروبة ولمستقبل الأمة.
شبكة البصرة
السبت 3 ربيع الثاني 1433 / 25 شباط 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق