بسم الله الرحمن الرحيم
بيان التحالف الوطني الديمقراطي
علي عبد الله صالح صانع التحولات التاريخية
ها نحن نقف على عتبات انتخابات رئاسية مبكرة دعى إليها فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح، وأكدتها المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة التي تم التوقيع عليها برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.
إن هذه الانتخابات التي سيخرج فيها شعبنا اليمني لاختيار المرشح التوافقي المناضل المشير عبد ربه منصور هادي رئيسا لليمن في سياق التداول السلمي والشرعية الدستورية، وهو ما كان يردده ويؤكد عليه فخامة الأخ الرئيس في كل خطاباته. نعم إن هذه الانتخابات ما هي إلا ثمرة يقطفها شعب اليمن العظيم من شجرة انجازات ابنه البار المناضل المشير علي عبد الله صالح الذي تحول صعوده إلى سدة الحكم من مغامرة بحياته إلى موعد للشعب مع قدره، ليبدأ رحلة التحولات الكبيرة، والخطوات الواسعة في مسيرة ثورة سبتمبر- أكتوبر الخالدة، وليصنع الشعب المعجزات المتلاحقة بقيادة رئيسه الشاب الشجاع.
ففي مرحلة تعد من أهم وأدق المراحل في تاريخ اليمن الحديث، وفي ظل تعقيدات وطنية وإقليمية وقومية بالغة الدقة والخطورة، وفي حين تأخر الجميع وترددوا، تقدم المناضل علي عبد الله صالح عام 1978م ليتسنم مقاليد الحكم تلبية لنداء الوطن الذي نذر نفسه له وأفنى عمره في سبيله لينهي بذلك مرحلة اتسمت بالدموية وبعدم الاستقرار، ويبدأ معركته ضد حالة الركود التي لازمت الوطن في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتنموية والعسكرية والأمنية التي حظيت برعاية خاصة منه باعتبارها هدفا من أهداف الثورة الستة.
وفي سنوات قليلة استطاع الرئيس علي عبد الله صالح فتح الحوار مع المقاومة المسلحة في المناطق الوسطى فوضع لها حدا ونهاية وصولا للقضاء على كافة العمليات المسلحة التي كانت تزعزع أمن واستقرار اليمن منطلقة من أطراف الحدود الشطرية، ليتفرغ بعدها لعملية النهوض الكبير، فأدار عجلة التنمية إلى الأمام في الوقت الذي أخذ فيه يوسع مساحة حضور وتأثير اليمن في المحافل العربية والدولية، وبحكمة وشجاعة اقتحم باب النزاعات الحدودية التي كانت –أيضاَ- تهدد أمن واستقرار وسلامة اليمن، داعياً إلى حلها ودياً مع دول الجوار الشقيقة. . ممهداً بذلك لخوض المعركة الأكبر في تاريخه وفي تاريخ اليمن والأمة العربية، إنها معركة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، التي تكللت بالنصر المؤزر في 22مايو1990م , إلا أن أعداء الوحدة لم يمهلوه طويلا مما اضطره إلى خوض المعارك مقاتلاً في سوح المنازلة التاريخية لتثبيت دولة الوحدة والقضاء على شراذم الانفصال ودعاة التقهقر والردة.
أيها المناضلون الوحدويون
لقد كانت الوحدة اليمنية حاضرة في ذهن الرئيس علي عبد الله صالح وأحد أهم مرتكزات طموحاته، لإيمانه وإدراكه أنها أسُ حاضر اليمن المستقر الناهض وقوة المستقبل الواعد المستقل , وهو ما تفصح عنه خطاباته وأحاديثه الخاصة والمعلنة منذ الأيام الأولى لتوليه موقع المسؤولية الأول، لذا لم يألو جهداً لتحقيقها وجعلها واقعاً ملموساً في حياة شعب اليمن والأمة العربية، فسجل بذلك أروع انتصار لليمن أرضاً وتاريخاً وحضارة وإنساناً، فبها كانت العلنية في النشاط السياسي والحزبي، ومنها تبلور مبدأ التداول السلمي للسلطة وحرية الصحافة، ومنها وبها أصبحت الديمقراطية عمودا فقريا للتجربة اليمنية التي وضع أسسها ولبناتها الأولى المناضل الطموح علي عبد الله صالح, كما رسخ مفاهيمها وأبعادها الإستراتيجية كمرتكز أساسي للتنمية في مختلف الحقول، معتمدا في مسيرته منذ تسنمه الموقع الأول في السلطة, الحوار كقاعدة ومبدأ في تعامله مع الجميع لا تحول عنه، فأصبح كل ذلك عنواناً لمرحلة جديدة من عهد الرئيس علي عبد الله صالح بدأت 1978م وتواصلت بسلاسة ووعي وحكمة، بطل الوحدة اليمنية والديمقراطية وقائدها حتى رست سفينتها في بر الأمان، وأصبح الرئيس رئيساً منتخباً مباشرة من الشعب. ثم توالت الإصلاحات الديمقراطية وتوسعت عبر سنوات الوحدة المباركة لتشمل انتخاب المحافظين والمجالس المحلية التي صارت تتمتع بصلاحيات أوسع وأشمل في ظل رعاية الرئيس علي عبد الله صالح المباشرة والحريصة, وأضحي الحوار السلمي الديمقراطي قاعدة متزامنا مع دعوات بطل المسيرة وباني نهضة اليمن الحديث, للتسامح والتصالح والتفاعل الايجابي تحت سقف الوحدة الوطنية والمصالح الوطنية العليا, بعيدا عن التعصب والتخندق ألمناطقي والطائفي والعرقي والمذهبي, مؤكدا أن الوطن يتسع للجميع منبها إلى خطورة ثقافة الكراهية والعنف والاستقواء بالأجنبي وأن حب الوطن من الإيمان .
يا أبناء شعبنا الوفي
لقد شهدت فترة الـ33 عاماً من حكم فخامة الأخ الرئيس المشير علي عبد الله صالح تحولات تاريخية أهمها تلك المرتبطة ببناء الإنسان اليمني وتنشيط وتفعيل دور المرأة وإسهاماتها في التنمية والديمقراطية وكافة الحقول الثقافية والسياسية والعلمية، وتوسعت شبكة التعليم لتشمل الوطن كله والشعب كله، إذ تطورت المناهج في عهده لتواكب المناهج المتقدمة في البلدان المتقدمة، فتميزت معركته التاريخية في هذا الحقل بقيادته ثورة توحيد التعليم عبر دمج المعاهد العلمية بوزارة التربية والتعليم وإنهاء حالة الانفصام والازدواج والانتقائية والتقاطع التي كانت سائدة في مجال التعليم, قبل الوحدة وبعدها حتى انتصرت ثورة توحيد المناهج بقيادته وحكمته .. كما استطاع تهيئة الفرص الاستثمارية وجذب رؤوس الأموال الوطنية والعربية والأجنبية لكي تسهم في عملية البناء وتطوير البنى التحتية للبلد والإسهام في رفع المستوى المعيشي للمواطن اليمني.
كما شهدت اليمن في ظل حكم وقيادة الأخ المناضل علي عبد الله صالح توسعاً ملحوظاً في مجالات شبكة الطرق الحديثة والمكننة الزراعية واتساع مساحة الأرض الزراعية وتنمية الثروة الحيوانية والسمكية .
أيها المناضلون الوحدويون
أيها المناضلون القوميون في كل مكان
وفي الوقت الذي ركز فيه الرئيس علي عبد الله صالح جهوده وجل تفكيره في الانتقال باليمن أرضاً وإنساناً إلى المستوى الحضاري اللائق، فقد شكلت القضايا القومية العربية حالة خاصة في فكر ونضال وعطاء الرئيس علي عبد الله صالح، فمن موقفه المشرف والمبدئي تجاه العدوان الفارسي على العراق مطلع ثمانينيات القرن العشرين ومشاركة اليمن جيشاً وشعباً في قادسية العرب الثانية, إلى الموقف الحازم تجاه قضية العرب المركزية، القضية الفلسطينية، ودعمه الكامل اللا محدود لنضال الشعب الفلسطيني وقياداته المتعاقبة، ثم الجهود الكبيرة والاستثنائية لرأب الصدع وما تقدم به فخامته من مبادرات لإعادة اللحمة الفلسطينية.. ولا يمكن لمنصف أن يتنكر لموقف الرئيس علي عبد الله صالح الرافض للاحتلال الأمريكي للعراق.. والمجال لا يتسع لتعداد مواقفه القومية التي نفخر بها جميعا, وكان مشروع اليمن المتميز لتطوير الجامعة العربية والدفع بها نحو الاتحاد العربي الشامل لمواكبة العصر, يعبر عن مرتكزات طموحه الوطني والقومي والإنساني.
يا أهل الحكمة والإيمان
يا أحفاد سبأ وحمير وقتبان
ومع دخول الأزمة السياسية وانتشار" الفوضى المنظمة" التي عانت منها اليمن في بداية العام 2011م وتصاعدها بشكل متسارع, باتت فيه تشكل خطراً على أمن واستقرار الوطن والمواطن، وتهديدا للوحدة الوطنية، توالت مبادرات الرئيس علي عبد الله صالح الداعية إلى حقن الدماء وإلى الحوار، وإلى رأب الصدع في البيت اليمني الواحد، مؤكداً على أن الحل يأتي من خلال المؤسسات الدستورية، وداعياً أيضاً إلى انتخابات رئاسية مبكرة.. ولما لم تلقَ تلك المبادرات والدعوات آذاناً صاغية، بل وقوبلت باستهجان وتشكيك من قبل اللقاء المشترك وبعض الحاقدين على الثورة والديمقراطية والاستقرار والتنمية، تقدمت دول مجلس التعاون الخليجي بمبادرتها لحل الأزمة اليمنية، وعلى ما في المبادرة من إجحاف في حقه، إلا أن الرئيس علي عبد الله صالح فاجأ الجميع بتعامله الإيجابي مع بنود المبادرة، بل وبتمسكه بها وبآليتها التنفيذية المزمنة و إسهامه الجاد في تنفيذها.
وهكذا يؤكد الرئيس علي عبد الله صالح أن أول ما يسعى إلى تحقيقه وتثبيته هي مصلحة اليمن والحفاظ على وحدتها أرضاً وإنساناً، مؤكداً في الوقت نفسه أنه الأكثر تسامحا وسموا فوق كل الصغائر, وقد أتى قانون الضمانات ليعيد للأمور نصابها إلى حد كبير، ومع ذلك فشعبنا اليمني يدرك جيدا أن من يحتاج إلى براءة ذمة من قبل وبعد "الفوضى المنظمة" التي فرشوا لها بسطهم الحريرية وقادوا العشرات من الشباب للمحرقة تنفيذا لمآربهم المعروفة، هم أصحاب "الفوضى المنظمة" نفسها ومن أصحاب الغرض والدعوات المضللة، وهم لاشك يعلمون ذلك علم اليقين, ويدركون أن بعضهم إن لم نقل معظمهم مطلوب للعدالة والمساءلة قبل "الفوضى " وبعدها.
تحية تقدير واعتزاز لفخامة الأخ الرئيس المناضل علي عبد الله صالح، صانع التحولات التاريخية وهو يؤسس لمرحلة جديدة مرسخاً ثوابت الوطن الدستورية والقانونية.... مرسخا قاعدة التداول السلمي للسلطة, وما نقل كافة صلاحياته لنائبه الوفي المشير عبده ربه منصور هادي إلا تأكيدا حقيقيا معبرا عن إيمان باني نهضة اليمن الحديث بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة بعيدا عن العنف، مرسخا بذلك قاعدة السلاسة في التداول عبر الصندوق المعبر عن إرادة شعب اليمن العظيم , و ما تم حتى الآن ليس إلا دليلا عمليا على جدية توجه وقناعة الرئيس المناضل علي عبد الله صالح, وكل الذين رافقوه يعرفون ذلك وفي مقدمتهم نائبه المناضل المشير عبده ربه منصور هادي, الذي يواصل اليوم المسيرة بشجاعة وإخلاص مكملا مسيرة الشرعية الدستورية ومعززا لقاعدة الحوار السلمي الديمقراطي التي أرسى دعائمها الرئيس علي عبد الله صالح, الذي غادر البلاد لمواصلة علاجه جراء الحادث الإجرامي الغادر في "مسجد النهدين" بدار الرئاسة، مطمئنا بعد أن هدأت العاصفة وتنفس اليمن الصعداء وتسلُم الأخ نائب الرئيس للمسئولية التاريخية متوجها بالسفينة نحو صندوق الاقتراع مواصلا منهج الرئيس علي عبدالله صالح الوطني الديمقراطي، والخروج النهائي من ساحة المتاهات التي فرضت على اليمن خلال أكثر من سنة، فتكبد الوطن والمواطن الأمرين وواجه الشرّين وكل التحديات حتى أتت مبادرة الأشقاء الخليجين وقرار مجلس الأمن ليضع حدا للأزمة ويفتح لليمن شعبا وأرضا بوابة السلام والأمان والاستقرار والتنمية معيدا للجميع الثقة والتوازن خارج الخنادق والمتاريس.
أملنا أن يعود الأخ المناضل الرئيس علي عبد الله صالح قريبا ليشارك شعبه الذي أحبه وتفاعل معه تفاعل الجسد الواحد طوال مراحل البناء والتحديات التاريخية التي واجهها اليمن... نعم نأمل ونطلب من الله أن يشفي الرئيس وأن يعيده معافى في أقرب وقت حتى يكون معنا في قيادة مسيرة الصندوق ويوم الاحتفال بانتخاب نائبه الوفي وتسلمه مقاليد المسئولية التاريخية في هذه المرحلة، ليبدأ بعد ذلك المناضل الفذ علي عبد الله صالح قيادة مسيرة المؤتمر وحلفائه, الديمقراطية نحو يوم الديمقراطية في 27من ابريل 2014م.
التحية للرئيس علي عبد الله صالح ونائبه المشير عبده ربه منصور هادي.
تحية إجلال لشهداء الشعب اليمني من مختلف شرائحه المدنية والعسكرية والأمنية.
تحية لشهداء ثورتي سبتمبر وأكتوبر المباركتين.
تحية لشعب اليمن الصابر المرابط في خنادق الحق والعدل والأمل.
النصر لليمن .. النصر لليمن.. النصر لليمن.
وما النصر إلا من عند الله , وصدق القائل سبحانه " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
التحالف الوطني الديمقراطي
صنعاء في27 / 1 /2012م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق