لقاء ملك الاردن عبد الله الثاني وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بوساطة قطرية يؤكد ظهور الدور العلني للتيار السياسي الإسلامي كتابع جديد للسياسة الأمريكية.
ويجمع بين الثلاثي الذي غالبا ما يتاجر بالمواقف، العدو الصهيوني.
ففي حين للاردن اتفاقية عار مع العدو الصهيوني، لقطر المحتلة علاقات مميزة مع تل ابيب فيما صعدت حركة حماس للسلطة ضمن المناخ الذي وفره اتفاق اوسلو بين منظمة التحرير والعدو الصهيوني والذي سمح لحركة حماس بخوض انتخابات تشريعية في الضفة وغزة.
وبرز مشعل في الاردن الذي يحمل جنسيته اصلا عندما صنعته دعاية امريكية صهيونية باعتباره عدوا لتل ابيب.
وكانت محاولة اغتياله عام 1997 في العاصمة الاردينة ابان حكم الملك الراحل الحسين بن طلال والتي تم اخراجها باسلوب مثير للسخرية هي الدعاية التي احتاجتها حركة حملس الرجعية التي لم تخجل من تأييد قصف ليبيا من قبل الناتو، للبروز والمساهمة في اضعاف الحركات التي تقاوم العدو الصهيوني والتي تمثل تيارات يسارية وقومية.
ومنذ طرده من الاردن عام 1999 تعتبر هذه اول زيارة رسمية له بعد زيارتين سابقة لتشييع والده وتفقد والدته المريضة.
وهذه فرصة لولي عهد قطر تميم بن خليفة المحتلة من اجل كسب بعض النقاط بعد ان تلطخت سمعة قطر نتيجة مساهمتها في قتل المدنيين في ليبيا والتأمر على العرب والمسلمين.
وتأتي الزيارة في وقت يواجه عبد الله الثاني ومشعل مشاكل لاحصر لها.
فالاول الذي يستغرق وقته في شراء القصور في العاصمة البريطانية لندن يواجه احتجاجات شعبية . وبالرغم من انها ليست فاعلة لغاية الان الا ان فساد نظامه سيقود حتما لاحتجاجات تؤدي الى خلعه او تحديد صلاحياته في احسن الاحوال.
اما مشعل فهو الذي كشفت تصريحاته عن دعم حماس للناتو في قصف ليبيا، يجد الان ان حليفه الطائفي بشار اسد اصبح مهددا وان رحيله سيوفر الامن له ، خشية رحيل مفاجئ لبشار الاسد الذي ورث الحكم من ابيه عام 2000 وبقى مخلصا لمنع انطلاق اي عمل مقاوم من سوريا ضد العدو الصهيوني بالرغم من احتلال الجولان من قبل هذا العدو منذ اكثر من 44 عاما.
وفي تصريح مثير للاشمئزاز قال موقع جماعة الاخوان المسلمين الالكتروني الاحد ان "لقاء اليوم يعد لقاءا تاريخيا"، مشيرا الى ان "الحضور القطري يعزز التوجه الملكي لاعادة صياغة العلاقة بين حماس والاردن بما يخدم المصالح الاردنية العليا".
ويقول معارض اردني بارز ان كان هذا اللقاء تاريخيا فما يمكن ان نسمي لقاءا من اجل تحرير فلسطين.
ويضيف ان تاريخية هذا اللقاء تكمن في ان الجميع يرون انفسهم انهم بشكل علني تحت المظلة الامريكية.
وفي حين كان عون الخصاونة رئيسا للديوان الملكي حينما تم محاولة اغتيال مشعل يشغل حاليا رئيس الحكومة الاردينة وهو من مهد لهذه الزيارة باعتبار طرد مشعل خطأ دستوريا.
والخصاونة رجل الولايات المتحدة الامريكية وتابع معروف لدول الخليج العربي والمجيء به للحكومة في احد اسبابه هو محاولة اقناع دول الخليج العربي بقبول استجداء نظام الاردن للانضمام لهذا المجلس.
كما انه من افضل من يمكن ان يقدم غطاء للفاسدين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق