لن يمضي وقت طويل حتى نكتشف أن الصومال الذي يعيش قتالا منذ مدة طويلة لا يمكنه أن يعيش مايسمى الربيع العربي، لهذا ستتكفل بريطانيا بكل شرورها بأن تجعل هذا البلد يصل لنفس النتائج التي وصلت إليها تونس ومصر وليبيا كما يقول المحلل السياسي مصطفى سالم.
والحالة كما يبدو تحالف التيار السياسي الاسلامي الذي هو على شاكلة الاخوان في الصومال مع حفنة من الليبراليين والجميع في الصومال يتعاملون مع القبيلة كقوة لكسب المصالح كما في ليبيا.
ويقترب عدد سكان الصومال من 7 ملايين اذ ان 4 ملايين لا يمكن احتسابهم ضمن الصومال لانهم ينتمون الى صوماليلاند التي اعادة اعلان استقلالها واسست دولة ديمقراطية تسعى للحصول على اعتراف دولي. ومساحته بدون صوماليلاند هي 500 الف كيلو متر مربع.
محمد سياد بري شيخ شريف
وبعد 21 عاما عينت بريطانيا أول سفير لها في الصومال خلال زيارة وزير الخارجية وليام هيج للبلاد.
وهذا التعيين يراد تثبيت المصالح البريطانية وإدارة ملف القضاء على تيارات بقت معادية لحكومة مقديشو. وليس مصادفة ان كلا الفريقين كان يتلقيان دعما من واشنطن ولندن وبطرق وقنوات مختلفة.
ومنذ عام 1992 تعتبر هذه المرة الاولى التي يزور فيها وزير خارجية بريطاني مقديشو.
وتوقيت الزيارة جاء قبل مؤتمر يعقد في 23 من هذا الشهر في لندن لبحث الاجراءات اللازمة لمواجهة انعدام الاستقرار في الصومال والقرصنة قبالة سواحله.
والقضاء على القرصنة ليس بالامر الصعب لكن لندن و واشنطن يريدون اظهاره بالحالة المفزعة لاسيما مع تقارير استخبارية كشفت ان تحركات القراصنة تدار من لندن.
وسيقيم سفير بريطانيا الجديد الى الصومال مات باو في العاصمة الكينية نيروبي الى أن تسمح الاوضاع الامنية بفتح سفارة في مقديشو.
ويعتقد مصدر دبلوماسي غربي في جيبوتي ان هذه الفترة لن تطول.
وفي عام اطيح بالرئيس الصومالي محمد سياد بري لكن المجموعات المعارضة التي اطاحت به والتي تلقت دعما خارجيا لم يكن لديها مشروع لحكم ديمقراطي بل للقتال والقتال في صراع ظهر انه قبلي لكن الوقائع كانت تقول ان المصالح الامبريالية والاستعمارية تغذي هذا القتال.
وتقاتل الحكومة الانتقالية المدعومة من الغرب الامبريالي حركة الشباب المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة منذ خمس سنوات.
وحركة الشباب مثلها مثل القاعدة صنيعة خطط غامضة لوكالة المخابرات الامريكية والبريطانية.
وحاليا يوجد ست بعثات دبلوماسية في مقديشو تمثل جيبوتي واثيوبيا وليبيا والسودان وتركيا واليمن. وانتقل مبعوث الامم المتحدة الخاص للصومال الى مقديشو الشهر الماضي.
وساهمت قوة من الاتحاد الافريقي في مقديشو في اخراج حركة الشباب من العاصمة لكن معظم الجنوب ما زال في ايدي المتمردين. وأرسلت كينيا واثيوبيا قوات الى الصومال لمكافحة حركة الشباب.
ولم تترك حكومة الصومال من دولة إلا ودعتها لاحتلال جزء من الصومال بحجة مكافحة الارهاب.
ويبدو ان تيار اسلامي يتزعمه الرئيس شيخ شريف احمد مستعد للقيام باي شيء من اجل السلطة.
ويقول محللون ان رحيل الشباب عن العاصمة علاوة على الحملة التي تشنها دول مجاورة أتاحت فرصة لهزيمة المتشددين غير أن مقديشو لاتزال معرضة لتفجيرات شبه يومية.
يعتقد المحلل السياسي مصطفى سالم ان حركة الشباب خرجت من اللعبة وانها لا تدرك ان دورها انتهى لاسيما مع بروز الاخوان ومن شابههم في تونس ومصر وليبيا وحتى اليمن.
وقال هيج "نحتاج الى تعزيز ذلك. لسنا راضين عن هذا". ووصف الصومال بأنه "أكثر دولة فاشلة في العالم".
ومنذ عام 1991 ولغاية لم تستطع اي حكومة من تحقيق اي انجاز بسبب القتال لكن الناس يبدو انهم لا يضعون ثقتهم في الحكومة الا بسبب حصولها على الشرعية لتمرير معاملاتهم اليومية وليس بسبب توقع شيء مفيد منها.
المضحك في تصريحات هيج قوله ان "من أجل أمن بريطانيا من المهم جدا أن يكون الصومال مكانا اكثر استقرارا."
ولم يسبق للصومال ان قام بغزو بريطانيا لكن الاكيد ان متاعب هذا البلد سببها الاساس الاطماع الاستعمارية الامريكية والبريطانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق