* وفاة البابا شنودة وصعود تيار الإسلام الوهابى ، مثلاً أكبر مصدرين من مصادر القلق لدى الأقباط
* مئات الفتاوى السلفية الوهابية ضد المسيحيين لم يتم مراجعتها أو الاعتذار عنها ، الأمر الذى يخيف (الأقباط) خاصة وهناك احتمالات قوية أن يبادر السلفيين بتحويلها إلى تشريع وقوانين حاكمة !!
* الحل الوحيد هو النضال مجدداً بثورة جديدة لتأكيد فقه المواطنة فى مواجهة فقه البداوة المتأمرك السارق للثورة التى لم يشارك فيها !!
دراسة بقلم / د . رفعت سيد أحمد
* لأن كل ما يلمع فى وطننا العربى ، ليس ذهباً ، خاصة ما جرى خلال العام 2011 من ثورات ، بعضها حقيقى ، وأصيل ، والبعض الآخر ليس سوى مؤامرة ؛ لذلك ، كان من الطبيعى أن تنزعج ، وتقلق الأقليات ، من رياح هذا الربيع العربى ، والتى ثبت أنها رياح محمولة على أجنحة حلف الناتو ، والمخابرات الأمريكية ، وربما باستثناء (ثورة مصر) التى يتم الآن سرقتها عبر المال الخليجى والمعونات والحرب الدبلوماسية الأمريكية ، فإن باقى الثورات فى المنطقة ليست سوى " صفيح " تم طلائه بماء الذهب ؛ الذى هو هنا (الثورة) .
إن ما جرى من خلط للأوراق فى المنطقة بين (الثورات الحقيقية) و(الثورات المزيفة) يحتاج إلى مبحث مستقل ، لكنه بالنسبة لموضوعنا هذا ، والمتعلق بمخاوف الأقليات (الإثنية والدينية تحديداً) وثيق الصلة ، حيث نعتقد جازمين أن للأقليات كامل الحق فى التخوف مما يجرى فى المنطقة ، خاصة ما يجرى فى " الثورات الزائفة " ، حيث المؤامرة فيها واضحة ، والتى تستهدف تفجير المجتمعات المنسجمة طائفياً وسياسياً ، وصرف أنظارها عن العدو الحقيقى (الذى هو هنا تاريخياً الكيان الصهيونى وحلفائه الغربيين) إلى أعداء مخترعين (أو افتراضيين) من الأقليات أو الأغلبية الحاكمة ، وتستهدف – أى هذه المؤامرة – ضرب مفهوم المواطنة فى قلبه .
***
* بيد أن المثير للانتباه ، والقلق ، هو أن تمتد مخاوف (الأقليات) إلى بلاد الثورات الحقيقية (مثل مصر) وخاصة مع صعود التيار الإسلامى بأجنحته المختلفة (الإخوانية – السلفية) ونحسب أن مسيحيى مصر باعتبارهم الأقلية الأكبر فى الوطن العربى (حوالى 5 ملايين مصرى وفقاً للإحصائيات الرسمية و10 ملايين وفقاً لإحصائيات الكنيسة المصرية) والذين كانوا شركاء أصلاء فى صناعة الثورة المصرية (ثورة يناير 2011) ؛ وقدموا تضحيات مقدرة طيلة الثلاثين عاماً من حكم حسنى مبارك ، على الصعد السياسية والاقتصادية مثلهم مثل باقى أبناء الشعب المصرى ؛ حيث ثالوث (الاستبداد والفساد والتبعية) لم يستثنِ مصرياً واحداً ، سواء كان مسلماً أو مسيحياً ، ومن هنا تأتى علامات الاستغراب والدهشة حين تطل مخاوف للأقباط المسيحيين ، من سقوط مفهوم المواطنة ، ومن احتمالات تعرضهم للاضطهاد السياسى والدينى ، بعد الصعود المفاجىء للإسلاميين خاصة التيار السلفى " الوهابى " ، وبالأخص بعد رحيل البابا شنودة الثالث يوم (17/3/2012) بعد 40 عاماً من رئاسته للكنيسة المصرية ، وهو ممن اشتهروا بالحكمة والمرونة السياسية التى كانت سنداً قوياً للمسيحيين فى عبور العديد من الأزمات السياسية ومن المؤامرات التى تستهدف علاقاتهم بالمسلمين المصريين .
* إن المخاوف بالفعل عديدة ، وبدأت تتزايد ، بعد رحيل البابا شنودة ، وصعود السلفيين ، ويمكننا أن نرجعها إلى عدة أسباب ، هى محاور هذا البحث والتى نوجزها فى الآتى :
أولاً : غياب " القيادة " و" البرنامج " للثورة ، كمصدر أول لخوف المسيحيين .
ثانياً : صعود الإسلام السياسى كمصدر ثان لتزايد مخاوف المسيحيين .
ثالثاً : نماذج من فتاوى السلفيين المصريين ضد المسيحيين والتى لم يتم مراجعتها كمصدر ثالث لخوف مسيحيى مصر .
رابعاً : ما العمل ؟! .
وبتفصيل المحاور السابقة يستبين الآتى :
أولاً : غياب " القيادة " و" البرنامج " للثورة ، كمصدر أول لخوف المسيحيين :
* من سمات الثورة المصرية الرئيسة أنها كانت ثورة بلا قيادة وبلا برنامج أو رؤية استراتيجية محددة ؛ ولقد كانت هاتان السمتان مفهومتان بل ومقبولتان فى بداية الشهور الأولى للثورة حيث غياب القيادة الكاريزمية ، لعب دوراً فى إرباك النظام الحاكم وفى تفكيك قبضته الحديدية ، حيث لم يجد جهة محددة يصوب إليها ضرباته أو مؤامراته أو (سيف المعز وذهبه) وضاع من أمامه الطريق ، لأن الشعب كله ، بميادينه المفتوحة وفى قلبها ميدان التحرير بالقاهرة ؛ كان هو القائد ؛ وكانت الفكرة أو الشعار العام هى البرنامج السياسى ، وتحديداً شعار (الشعب يريد إسقاط النظام) ، وبعد أن استطاع (الشعب) فعلاً أن يسقط رأس النظام وبعض أركانه ، لم يعرف – للأسف - كيف يقدم قيادته وبرنامجه السياسى الشامل ، واضطربت المواقف وتصارعت القوى على (كعكة) الثورة قبل أن تنضج، هذا المناخ استمر طيلة العام الماضى (2011) وحتى أوائل هذا العام 2012 ، الأمر الذى رتب قلقاً مشروعاً لدى مجمل مكونات الشعب المصرى ؛ وكان القلق أشد لدى المسيحيين ، فغياب (القيادة) و(البرنامج) الواضح ، لنقل مصر من مرحلة الاستبداد إلى مرحلة الدولة المدنية التى تضمن لهم حقوقاً مصونة ، لم يتحقق كاملاً ، ولأن القيادة غير (الإدارة) والتى تعنى مستوى أقل فهماً وإدراكاً لمخاوف ومطالب وحقوق الأقليات ، ولأن (الإدارة) قام بها المجلس العسكرى خلال ما سمى بالمرحلة الانتقالية وربما يقوم بها رئيس منتخب مثل عمرو موسى أو منصور حسن أو حتى أحد رموز التيار الإسلامى مثل عبدالمنعم أبو الفتوح ، هؤلاء جميعاً – وفقاً للدراسات الموضوعية بناء على تاريخهم السياسى - لا يحملون صفة (القائد) بل صفة (المدير) وهى صفة لا يرتقى فهمها لحقوق الأقليات إلى مستوى أعلى وأكثر مدعاة للطمأنينة ؛ لذلك ، إننا نعتبر أن (غياب القيادة) مضافاً إليه غياب البرنامج وفقه الأولويات الصحيح ، كانا من أوائل الأسباب التى خلقت مخاوف للمسيحيين فى مصر من المستقبل ، والذى بات غامضاً ومقلقاً ، خاصة بعد رحيل رمز ورأس الكنيسة المصرية (البابا شنودة) ، والذى كان يعوض بوجوده ودوره مثل هذه الأخطاء ؛ فى أوقات التحولات الكبرى ولنا فى مواقفه وأدواره بعد مقتل السادات (1981) وتوالى مبارك للحكم مثالاً .
ثانياً : صعود الإسلام السياسى كمصدر ثان لتزايد مخاوف المسيحيين :
نزعم أنه مهما قالت أو صرحت قوى الإسلام السياسى ، من أنها ستتعامل مع مسيحيي مصر بالحسنى وأنها لن تتصادم معها ، وتكرارهم للمقولة النمطية (لهم ما لنا وعليهم ما علينا) والتى عند الصدام على الأرض لم يلتزموا بها ؛ فإن ذلك لن يطمئن المسيحيين مثلما يطمئنهم أن تدعو قوى الإسلام السياسى التى باتت مسيطرة على البرلمان بغرفتيه (مجلسى الشعب والشورى) وعلى الهيئة التأسيسية للدستور ، وغداً على الحكومة – للأسف الشديد- إلى (الدولة المدنية) وهى دعوة لاقت رفضاً لدى قوى الإسلام السياسى بجناحيها (الإخوان والسلفيين) ومن هنا تأتى المخاوف العديدة لدى المسيحيين من هذه الرياح التى أنتجتها ثورة يناير ، وحملت على أكتافها قوى الإسلام السياسى ، وترجمت هذه المخاوف فى دخول الدعاية والمال الكنسى إلى ساحة الانتخابات البرلمانية ومحاولة التأثير فيها وإلى تأسيس أحزاب ليبرالية (مثل حزب المصريين الأحرار بدعم من الملياردير نجيب ساويرس القريب تاريخياً من الكنيسة المصرية) وترجمت أيضاً على شكل حوارات وكتابات صحفية وتليفزيونية وانتهت إلى صدامات طائفية دامية كما جرى فى (إمبابة) و(ماسبيرو) وغيرها ومن المواقع والبلدات المصرية ! .
ثالثاً : نماذج من فتاوى السلفيين المصريين ضد المسيحيين والتى لم يتم مراجعتها كمصدر ثالث لخوف المسيحيين :
إن الخوف الذى أصاب الأقباط المسيحيين فى مصر بعد ثورة 25 يناير وصعود الإسلاميين ، كانت له أسبابه الموضوعية ، ومنها أن العديد من الفتاوى المعادية للمسيحيين والتى يمتلأ بها الخطاب السلفى (الوهابى المصرى) لم يتم مراجعتها أو الاعتذار عنها بعد الثورة ولاتزال هى الحاكمة لهذا الخطأ ، مما ولد خوفاً كبيراً لدى الأقلية المسيحية من المستقبل والذى رأت فيه أنه من المحتمل جداً أن تفرض التيارات الإسلامية خاصة السلفية الوهابية أفكارها وفتاويها المتشددة والمخالفة لحقيقة الإسلام وروحه ، على المسيحيين فى التشريع والحكم ، ومن هنا يأتى الخوف الذى لا حدود له ، ولعل فى تقديم نماذج من فتاوى التيار الإسلامى - خاصة السلفى الوهابى - لأن الإخوان كانوا أقل عدوانية وأكثر ذكاء فى فتاويهم ومواقفهم مع المسيحيين - لعل فى هذه النماذج ما يفيد فى فهم تلك المخاوف :
(1) تحريم بناء الكنائس :
فى هذا المفهوم ورغم أنه يتصل بقضية خاصة بالدولة فإن لقادتهم آراء مخالفة ولنتأملها :
أبو إسحاق الحوينى :
يقول : " فى ميثاق عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه إذا هدمت كنيسة وسقطت لا ينبغى لها أن تجدد" ويسخر ممن يقول:إن من حق النصارى التبشير بدينهم فى الفضائيات ويقول إن هذا من علامات آخر الزمان" قناة الحكمة برنامج مدرسة الحياة – مقطع منشور على اليوتيوب .
أما المدعو فوزى عبد الله :
فيقول : " يجب عليهم الامتناع من إحداث الكنائس والبيع، وكذا الجهر بكتبهم وإظهار شعارهم وأعيادهم في الدار؛لأنه فيه استخفافا بالمسلمين. وهذا ما عاهدهم عليه عمر - رضي الله عنه- في كتاب عبد الرحمن بن غـُنم الذي اشتهر بالشروط العمرية." أنظر موقع صوت السلف بتاريخ 13 أغسطس 2008م والموقع بإشراف المدرسة السلفية بالإسكندرية .
(2) فرض الجزية :
فى هذه القضية ، قضية فرض الجزية نجدهم يصرون عليها رغم اختلاف الزمان وأسباب النزول ، وها هو قائد سلفية الإسكندرية المدعو ياسر برهامي يقول " اليهود والنصارى والمجوس يجب قتالهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون وصاغرون أي أذلاء ". أنظر كتابه " فقه الجهاد " ص 29 .
وها هو أبو إسحاق الحوينى يقول بكل عجرفة: «يجب أن يدفعها المسيحي – يقصد الجزية - وهو مدلدل ودانه» بنص كلامه - شريط «الولاء والبراء».
أما المدعو فوزى عبد الله فيقول " يجب عليهم أن يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون في كل عام " أنظر موقع صوت السلف بتاريخ 13 أغسطس 2008م والموقع بإشراف المدرسة السلفية بالإسكندرية .
(3) تحريم إلقاء السلام على المسيحيين :
فى هذه القضية يقول الداعية السلفى محمود المصري:
( أفتى بأنه لا يجوز بدأهم- يقصد غير المسلمين - بالسلام ولا حتى القول لهم أهلا أو سهلا لأن ذلك تعظيم لهم) أنظر كتابه " تحذير الساجد من أخطاء العبادات والعقائد " .
أما محمد إسماعيل المقدم فقد أخذ يلف ويدور في تبرير الحديث الصحيح السند الشاذ المتن المخالف للإسلام وأصوله والذى يقول " لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام وإذا لقيتموهم فى طريق فاضطروهم إلى أضيقه " مبررا حرمة بدء غير المسلمين بالسلام بأن هذا لبيان عزة المسلمين وذلة الكفار . " شريط أدب التعامل مع الكفار " .
عدم تهنئة الأقباط بأعيادهم : فى هذه القضية يقول المدعو صفوت الشوادفى : الشريعة قد حرمت علينا أن نشارك غيرنا فى أعيادهم سواء بالتهنئة أو بالحضور أو بأى صورة أخرى ، وجاءت الأثار تنهى غير المسلمين عن إظهار أعيادهم بصفة خاصة أو التشبه بالمسلمين بصفة عامة ومن أشهرها ما ثبت عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه بسند جيد ثم أورد ما يسمى " بالشروط العمرية " - وذلك رغم ضعف سندها ونكارة متنها ومخالفته للقرآن الكريم والسنة الصحيحة – بل ويصف هذه الشروط بأنها " وثيقة ثابتة " توضح بجلاء مقدار الفجوة الواسعة بين مسلمى اليوم ومسلمى الأمس .
- أعياد الميلاد الخاصة من البدع المنكرة وعلى المسلمين ألا يقيموها أو يشاركوا فيها أو يرضوا عنها أو يقر بعضهم بعضا عليها – مجلة التوحيد التى تصدرها جمعية أنصار السنة ، وهى جمعية تمثل أحد ركائز السلفية المتشددة فى مصر - العدد (8) صـ 6 المجلد 24 تحت عنوان " أعياد الميلاد " .
أما أبو محمد بن عبد الله بن عبد الحميد الأثرى فيقول : لايجوز أبدا أن تهنئ الكفار ببطاقة تهنئة أو معايدة ولا يجوز لك أيضا أن تقبل منهم بطاقة معايدة بل يجب ردها عليهم ولايجوز تعطيل العمل فى هذا اليوم - يقصد عيدهم - ! مجلة التوحيد العدد (8) صـ 20 المجلد 23 تحت عنوان " الاحتفال برأس السنة ومشابهة أصحاب الجحيم " .
أما مصطفى درويش فيقول : - " إن تهنئة النصارى بأعيادهم حرام ويستشهد على ذلك بأقوال لابن تيمية وابن القيم " ، وبعد ذلك يوجه سؤالا للمفتى " هل يحق لمسلم أن يذهب إلى النصارى فى كنائسهم مهنئا لهم بأعيادهم هذه وما يعتقدونه فى هذه الاعياد ؟!" - مجلة التوحيد العدد (9) صـ62 المجلد 28 تحت عنوان " سؤال فى رسالة إلى فضيلة المفتى " بقلم : مصطفى درويش.
أما على عيد فينتقد مسئولي الأزهر والأوقاف وذلك لتوجيههم التهاني للأقباط بمناسبة " عيد القيامة المجيد ". وأن ذلك يخالف العقيدة الإسلامية ومحرم شرعا وينال من سلامة العقيدة الإسلامية. مجلة التوحيد العدد 9 ص 30 تحت عنوان " عيد القيامة المجيد .. ومسائل العلماء " بقلم : علي عيد .
(4) تحريم الوظائف الهامة عليهم :
جاء بموقع صوت السلف لسان حال الدعوة السلفية بالإسكندرية وبإشراف د.ياسر برهامى بتاريخ 22 أغسطس 2009م:
- أجمع العلماء على أن غير المسلم لا يجوز له أن يتولى الولايات العامة مثل : قيادة الجيش ولا حتى سرية من سراياه ولا يجوز أن يشتركوا فى القتال ولا يتولوا الشرطة ولا أى منصب فى القضاء ولا أى وزارة .
- المساواة المطلقة بين مواطنى البلد الواحدة قول يناقض الكتاب والسنة والإجماع .
(5) كراهية المسيحيين :
* في العدد 10 ص 38 المجلد 14 مجلة التوحيد وتحت عنوان " مسلم يبشر بالمسحية " ! بقلم : التوحيد جاء فيه إتهام صريح للصحفي أنيس منصور بأنه يبشر للمسيحية وذلك بسبب مقاله المنشور بالأهرام بتاريخ 18/4/1986 م والذي حكى فيه أنه كان يتردد على " دير الدومنيكان " بالعباسية ليدرس الفلسفة المسيحية ومدح في الرهبان وصفاءهم وعلل ذلك بأنهم بعيدون عن الناس وأن الأديرة هي جنات في الأرض".فانتقدت المجلة أنيس منصور للآتي:
- كيف يمدح الرهبان ويصفهم بالصفاء والنور ؟ وكيف يصف الأديرة بأنها جنات على الأرض؟
وكيف يتخذ له أصدقاء من الرهبان وهم على دين باطل ؟
- وفى العدد (5 ) ص 37 المجلد 20 مجلة التوحيد وتحت عنوان "المفتى فى مالطا " بقلم التوحيد جاء فيه : إستنكار أن يذهب مفتى الجمهورية د. محمد سيد طنطاوى إلى مالطا بمرافقة د. بطرس غالى لحضور مؤتمر "الصلاة من أجل السلام " .
- وفى العدد (4) صـ 36 المجلد 25 مجلة التوحيد وتحت عنوان " الفتاوى " بقلم : الشيخ صالح الفوزان جاء فيه : لا يجوز محبة ومودة الجار المسيحى لأنه عدو الله أما حسن الجوار فهو من أمور التعامل الدنيوى والترغيب فى الإسلام .
****
* إن هذه الفتاوى وغيرها (بالمئات) مما تذخر به كتب ومواقع ومواقف ؛ التيار السلفى الوهابى فى مصر (والذى يمثله الآن فى البرلمان 3 أحزاب هى (النور – الأصالة – البناء والتنمية) و7 جمعيات خارجه هى (الدعوة السلفية – الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح – جماعة دعوة الحق – مجلس شورى العلماء – الجمعية الشرعية – الجماعة الإسلامية – جماعة أنصار السنة المحمدية) لم يتم مراجعتها أو الاعتذار عنها حتى لحظتنا هذه ، بل إن المزيد منها يصدر رغم المناخ الوطنى العام الذى أنتجته الثورة ، الأمر الذى خلق لدى مسيحيي مصر شعوراً بالخوف والمرارة لعلمهم أن هذه الفتاوى تجد من يصدقها بل ويعتبرها أمراً ملزماً ينبغى تنفيذه ولو بالقوة ، إن المسلمين فى مصر بعد هذه الفتاوى التى لم تراجع يشعرون بأنهم مستهدفون خلال الفترة المقبلة من العمل السياسى المصرى ، وهنا يطرح سؤال كبير وهام على الجميع وليس على المسيحيين فى مصر فحسب وهو : ما العمل؟ .
رابعاً : ما العمل ؟! :
إذا كان هذا هو حال مسيحيي مصر تجاه ربيع الثورة المصرية ورياحها ؛ وإذا كان التوجس والخوف والقلق هم المشاعر الحاكمة لسلوكهم السياسى تجاه تطورات الأحداث بعد الثورة ، وإذا كان صعود الإسلام السياسى بجناحيه (الإخوانى – السلفى) وموت البابا شنودة ، ودخول الكنيسة إلى مرحلة تعدد القيادات لغياب الشخصية الكاريزمية الحكيمة التى تماثل حكمة وقيادية البابا شنودة ؛ فإن الحل فى تصورنا هو فى أن يتم تفعيل دور وفكر قوى ومنظمات المجتمع المدنى وقوى الإسلام الوسطى المعتدل (بقيادة الأزهر الشريف) لترسيخ مفهوم الدولة المدنية المتصالحة مع الدين ، الذى هو مرجعية الأمة وهذه القوى كانت تسمى فيما مضى قوى (الميدان) نسبة إلى القوى التى قامت بالثورة المصرية وكانت من مشارب فكرية وسياسية وأيديولوجية عديدة ، إن تفعيل دور هذه القوى ، والعمل على أن تكون الدولة المصرية القادمة، دولة لكل المصريين ، وليس لتيار بعينه ، وأن تكون دولة مستقلة فى قرارها السياسى وهويتها الوطنية ، بعيداً عن (فقه البداوة) الذى يصر البعض من قوى الإسلام السياسى على استيراده من المدرسة الوهابية (التى تسمى زيفاً بالمدرسة السلفية وهذا سرقة فقهية للمفهوم قد نتحدث عنه مستقبلاً !!) المخاصمة للعقل والدين والتاريخ ؛ وأن تكون الدولة المصرية القادمة دولة ذات موقف واضح ضد العدو الأمريكى / الإسرائيلى الذى ما فتىء يلعب على تمزيق الوطن وخلق الفتن بداخلها ، إذا ما تم ذلك – ونحسبه سيتم عبر جهاد طويل – فإن خوف الأقباط المسيحيين المصريين ، سينتهى ؛ وسيعم الخير لمصر ؛ وشعبها، ولن نتحدث بعد ذلك أبداً عن (أقلية مسيحية) فى مصر ، بل عن شعب مصرى واحد ، يتكامل فيه المسيحى مع المسلم – كما كان دائماً عبر التاريخ - فى وطن للحرية والعدل والمقاومة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق