ويكيليكس تكشف تمويل ناشطة عينها المجلس العسكري بمنصب رفيع
الولايات المتحدة، 9 مارس/آذار (وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك) – كشفت وثيقة جديدة لموقع ويكيليكس المناصر للشفافية الذي اسسه الصحفي الاسترالي جوليان اسانج ان احدى الناشطات المصريات التي قام المجلس العسكري الحاكم في مصر بتعيينها مؤخرا في منصب رفيع بالمجلس القومي للمرأة هي في حقيقة الامر تتلقى تمويلا امريكيا واجنبيا، مما يشير الى الدعم المستتر المحتمل الذي يقدمه المجلس العسكري المصري لتلك المنظمات.
حيث كشف الموقع عن الوثيقة رقم 09CAIRO2223 ,والتي تفيد ان المحامية المصرية السيدة نهاد ابو القمصان، التي عينها المجلس العسكري الحاكم في مصر في المجلس القومي للمرأة، قد تلقت تمويلا من الاتحاد الاوروبي، علاوة على مبادرة الشراكة الشرق اوسطية التي اطلقها الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش، علاوة على تمويلات من مؤسسات خاصة وتمويلات من الخارجية الايطالية ومن منظمة اليونيسيف التابعة للامم المتحدة وذلك وهي في منصبها كرئيس مدراء ” المركز المصري لحقوق المرأة.”
وقالت البرقية الامريكية، التي حصلت عليها وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك، الصادرة من السفارة الامريكية بتاريخ 1 ديسمبر/كانون اول 2009 والتي وقعها المسئول السياسي في السفارة الامريكية في ذلك الوقت ديفيد برنز ان السيدة نهاد ابو القمصان هي مرشحة السفارة الامريكية في القاهرة لجائزة “الشجاعة النسائية العالمية” لعام 2010 والتي تقدمه الخارجية الامريكية كل عام.
وقالت البرقية عن نهاد ابو القمصان :”انها تستحق دعم الحكومة الامريكية لحملاتها التي لا تكل من اجل حقوق النساء في مصر”.
وامتدح المسئول في برقيته السرية دور نهاد ابو القمصان لدورها في تمرير قانون الطفل لشهر يونيو/حزيران 2008 والذي جرم ختان الإناث ودورها في تمرير قانون الخلع ولدورها في نشر التوعية الاجتماعية المتعلقة بالتحرش الجنسي في مصر، وقانون الجنسية المصرية وفي التوعية بمخاطر ختان الإناث.
وقال ديفيد برنز في برقيته الدبلوماسية، التي حصلت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك على نسخة منها، ان ابو القمصان استطاعت بناء جسور مع الإعلاميين المصريين واستغلال ذلك بمهارة في نشر التوعية السياسية والتوعية بحقوق المرأة.
هذا ولم تحدد السفارة الامريكية المقدار المالي للتمويل الذي يتلقاه المركز المصري لحقوق المرأة الكائن بحي المعادي بالقاهرة بقيادة المحامية نهاد ابو القمصان.
وأرجعت السفارة الامريكية الفضل لنهاد ابو القمصان وعدد من الناشطات النسوية الاخريات في تمرير قانون الخلع المصري، وتحسين قانون الحصول على الجنسية المصرية.
وذكرت السفارة، في البرقية التي حصلت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك على نسخة منها، ان مجهودات ابو القمصان في التوعية العامة والإعلامية في محاربة ختان الإناث تلقت فيه تمويلا من الخارجية الايطالية علاوة على منظمة اليونيسيف الدولية التابعة للامم.
وقالت السفارة الامريكية في رسالتها السرية للخارجية الامريكية في واشنطن ان السفارة فاتحت ابو القمصان في موضوع ترشيحها لتلقي الجائزة الأمريكية، وان ابو القمصان ردت بانها موافقة وانها مستعدة لاستلامها.
وامتدح تقرير السفارة الامريكية كذلك دور ابو القمصان، التي هي ايضا زوجة الناشط الممول امريكيا حافظ ابو سعدة، السكرتير العام للمنظمة المصرية لحقوق الانسان، والتي تتلقى هي ايضا تمويلا سياسيا امريكيا، في نشر الوعي السياسي والانتخابي بين نساء مصر.
وقالت السفارة الامريكية ان الفضل يرجع لابو القمصان في حكم صدر بسجن رجل مصري 3 سنوات لاعتداءه جنسيا على فتاة . وقالت السفيرة الامريكية ان ابو القمصان كتبت قانونا جديدا ليصبح تشريعا في مصر لاستبدال قوانين تتعلق بالمضايقات والمعاكسات التي تتعرض لها النساء في مصر.
يأتي هذا الكشف عن تقارب المجلس العسكري المصري الحاكم مع منظمة المركز المصري لحقوق المرآة بعد ان كشفت وسائل اعلام امريكية عن دور قيادات المجلس العسكري، علاوة على بيان من جماعة الاخوان المسلمين في مصر، في تهريب امريكيين كانوا يعملون في مصر بشكل غير قانوني ويمولون تلك المنظمات المحلية على الرغم من الاستياء الشعبي ضد عمل تلك المنظمات الممولة من الخارج.
تأتي هذه المعلومات الجديدة في وقت تشهد فيه مصر سجالا حول ولاء منظمات وافراد المجتمع المدني والنشطاء والسياسيين الذين تدعمهم دول خارجية في مصر في فترة ما بعد الثورة المصرية وتلقيهم انواعا من الدعم سواء كان مالي او عيني او سياسي.
هذا وقد تفجر الجدل بعد انكشاف عدة لقاءات غير معلنة بين شخصيات اعتبارية مصرية، بعضهم رشح لمناصب عامة وحكومية، ومسئولين اجانب تناولت الاوضاع في مصر مثل الكشف عنها مؤخرا صدمة للكثير من المصريين المتوجسين من التدخلات الخارجية في بلدهم في حين قابل المجلس العسكري الحاكم التدخل بغض الطرف عن تلك الممارسات التي تمتد لنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
يذكر ان جنديا امريكيا خدم في العراق قد سرب إلى موقع ويكيليكس الذي يروج للشفافية في السياسة الدولية بين شهري نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2009 ومايو /آيار عام 2010 وثائق عسكرية أمريكية سرية عن حربي العراق وأفغانستان، إضافة إلى 260 الف من برقيات وزارة الخارجية الأمريكية شمل بعضها الكثير من الاسرار عن صلات ولقاءات غير معلنة لعرب مع سفارات الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا وتحدث برقيات أخرى عن مدى تغلغل النفوذ الاجنبي في عدة دول عربية والتمويل الامريكي الذي يقدم لها وشمل مناحي كثيرة في الحياة.
هذا ويمكن للسادة المشتركين الاطلاع مباشرة على الوثيقة ومراجعتها بالكامل على الرابط التالي. رجاء تصوير البرقية والاحتفاظ بنسخة لديكم.
المركز المصري لحقوق المرأة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق