تقرير: السعودية تخسر الاتحاد الخليجي وتكسب اشغال التيار الاسلامي في معركة سوريا .

تقرير: السعودية تخسر الاتحاد الخليجي وتكسب اشغال التيار الاسلامي في معركة سوريا ..
اسمى علي : وكالة انباء الرابطة - صوت كل مقاوم عربي	30/03/2012
بالرغم من أن النظام السعودي هو الحليف الأقرب للولايات المتحدة الأمريكية و دوما هو داعم لأي مؤامرة أمريكية بالمنطقة إلا أن مشروع الاتحاد الخليجي الذي طرحة الملك عبد الله بن عبد العزيز تلقى صفعات أمريكية وبريطانية عبر رفض دول الخليج العربي القبول به لاسيما سلطنة عمان وقطر والكويت. وزير الدولة للشؤون الخارجية العمانية يوسف بن علوي صرح بكل وضوح أن الظروف الحالية لا تساعد على القبول بهذا الإتحاد وهي وجهة نظر بريطانية تراعى بها ايران. ولكن بقية الشركاء باستثناء البحرين كان رفضهم صمتا إعلاميا عنه. يقول المحلل السياسي مصطفى سالم أن الرفض البريطاني والأمريكي للمشروع ينطلق من كون الإتحاد يتعارض مع خطط التغيير الأمريكية البريطاينة  التي ترسم خارطة أنظمة وتحالفات تتطلب حكومات منتخبة صوريا لتعبر عن استراتيجيتها الجديدة ، التي تحتاج بها إلى دول تشهد صراعات سياسية محلية في ظل وصفة جاهزة للديمقراطية كالتي صنعتها واشنطن باحتلال العراق، وتنصيب حكومة اظهرت الانظمة العربية دعمها لها، في مؤتمر قمة لا يختلف عن القمم السابقة سوى في إنه أكثر هزالة، وأبلغ في الظهور كاجتماع للتعايش مع ما يأمر به البيت الأبيض. ويبدو أن القراءة الرسمية للاحداث مازالت تعتقد إن الاستجابة لما تطلبه واشنطن من السياسة الخارجية لن يقودها إلى فرض شكل الحكم داخليا، رغم سقوط زين العابدين بن علي وحسني مبارك وعلى عبد الله صالح واحتلال ليبيا وتدميرها وكل ذلك تم بتخطيط دقيق من وكالة المخابرات الامريكية خدعت بها الجماهير التي شاركت في اسقاط مبارك وبن علي وصالح بينما كانت هناك مؤامرة واضحة في ليبيا انتهت باستشهاد الزعيم معمر القذافي.  ويعتقد سالم إن تحريك البحرية لـ 4 كاسحات ألغام إلى مياه الخليج خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بجانب إرسال "قاعدة عائمة" لتعزيز القدرات العسكرية الأمريكية بالمنطقة يتعلق بالمحافظة على منطقة الخليج العربي في حالة ظهور حكومات جديدة مع بقاء العائلة الحاكمة في الكويت ودول اخرى بقدر ما هو تحديد للشكل الذي يسمح به لإيران من لعب دور أقليمي، كما فعل الاحتلال الامريكي في العراق حيث سلم الحكم للاحزاب الشيعية كعملاء له وحلفاء لايران في نفس الوقت. ويقول سالم ان هذا المخطط بدأ مع اسقاط الشاه في ايران واظهار خميني حيث نصب على الحكم رغم ان الحراك الايراني في وقتها كان لقوى يسارية وعلمانية ولم يبرز التيار الديني الا بعد انطلاق هذا الحراك وهو سيناريو تكرر في تونس ومصر بلمسات مختلفة. ومن المتوقع ان  يكون لقاء العاهل السعودي مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في الرياض الجمعة قد أظهر الدور المطلوب للنظام السعودي في المرحلة المقبلة فيما يتعلق بالرؤية الامريكية للحكم في سوريا واليمن . وتجمع مصادر دبلوماسية على ان واشنطن من مصلحتها معالجة مشكلة بقاء الاسد في الحكم من خلال استنزاف واسع لسوريا لكن بفترة زمنية اطول وعن طريق عدم تدخلها المباشر بل تدخل دول الرجعية العربية لدعم مجموعات معينة من المعارضة الموالية لواشنطن ومن ضمنها الاخوان المسلمين. ويسمح هذا الدعم من سحب نشاط التيار الاسلامي في الخليج العربي بعيدا عن انظمة الحكم مما يسهم في استنزافهم واعادة صياغة العلاقة بين هذا التيار والحكومات الخليجية. و وفق مصدر دبلوماسي في العاصمة البريطانية فان كلنتون ستخبر الملك ان خطة الاتحاد الخليجي لن تكون في مصلحة المنطقة مما يعني ان عليه اغلاق الملف او الاكتفاء بالتجاوب البحريني مع دعوته. ورغم ان البحرين صديق مفترض لواشنطن لكن المعارضة الشيعية تتلقى دعما امريكيا لاعادة نفس المشهد العراقي في اقامة حكما شيعيا موالي لواشنطن وحليف لايران في نفس الوقت .