المؤتمر الشعبي: لتكن ذكرى ميلاد عبد الناصر مناسبة للتمسك بالمشروع القومي العربي في مواجهة طروحات التبعيةوالتطرف والتغريب والتمزيق
دعا المؤتمر الشعبي اللبناني، في ذكرى ميلاد الرئيس الراحال عبد الناصر، إلى التمسك بالمشروع القومي في مواجهة طروحات التبعية والتطرف والتغريب والتمزيق.
وقال بيان صادر عن قيادة "المؤتمر": ترتبط المناسبات المتعلقة بالقائد الخالد جمال عبد الناصر في وجدان أمتنا العربية بالمشروع التحرري الوحدوي النهضوي الذي حمل راياته على امتداد ثمانية عشر عاماً، وخاضت جماهير الأمة العربية تحت لوائه أعنف وأمجد معاركها ضد قوى الاستعمار والصهيونية والتبعية خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
وإذ تأتي ذكرى ميلاد الرئيس عبد الناصر هذا العام، في فترة تشهد فيها الأمة العربية تناقضاً حاداً بين جماهيرها التي انتفضت منذ زهاء عام مضى ضد أنظمة التبعية والقمع والفساد، وبين القوى الداخلية والخارجية التي تسعى بكل قوتها الى إحتواء الحراك الشعبي العربي وحرفه عن مساره، فإن دروس وخبرات عصر جمال عبد الناصر وخلاصات عصر الردة على المشروع القومي الذي تسلط على الامة عقب رحيله، تشكل في أيامنا الحاضرة مشاعل تنير الطريق في مواجهة كل التحديات التي تحملها المشاريع الاستعمارية الصهيونية لتمزيق المنطقة العربية تحت شعار الشرق الأوسط الكبير.
ان المشروع القومي الذي حمل لواءه جمال عبد الناصر، تأسس في بعده التحرري على الربط بين حرية الوطن واستقلاله الوطني والقومي وبين حرية المواطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي بعده الوحدوي على التكامل بين الوطنيات الحاضنة لكل مكونات شعب كل قطر عربي وبين العروبة الحضارية الموحدة للأمة، وفي بعده النهضوي على إحترام خصائص شخصية الامة الحضارية القائمة على العروبة المبرأة من العنصرية والتزام الاسلام السمح المبرأ من الافراط او التفريط.
إن العقلية القطرية التابعة التي تسلطت على الأمة بعد رحيل عبد الناصر، إذ أفرزت أنظمة التعبية والقمع والفساد، فإن طريق الجماهير العربية التي فجرت انتفاضات شعبية ضد هذه الأنظمة لتحقيق أهدافها هو في التمسك بالثوابت القومية في مواجهة كل دعوات التفريط بها.
إن دعاة الاستقواء بالقوى الاستعمارية بذريعة مواجهة أنظمة القمع ليسوا دعاة حرية ولكنهم أدوات للتبعية، وإن حملة المشاريع الفئوية البغيضة تحت أي شعار كان، ليسوا طلبة حق ولكنهم أنصار مخطط التمزيق للمجتمعات والاقطار العربية.
إن دعاة العداء للعروبة وأنصار المهادنة مع أعدائها لا يمثلون جماهير الأمة، ولا يعبرون عن طموحات أبنائها، وإنما هم عناصر إجهاض لنضالات أبنائها قابعون في الخندق المعادي لها.
إن انتصار الحراك الشعبي العربي الرافض للتبعية والقمع والفساد والتطرف والتغريب والتمزيق، سوف يتحقق حينما تتمسك كل قواه المخلصة بالثوابت القومية التي ناضل من أجلها جمال عبد الناصر وأجيال الامة التي عايشت تجربته. فلتكن ذكرى ميلاد جمال عبد الناصر مناسبة لرفع رايات المشروع القومي العربي في كل الأقطار العربية حتى تحقق أمتنا آمالها في التحرر والوحدة والعدالة.
Arabian Sights.....