تربية المستقبل او الكلي الجريح
(فلسفة الوحدة العربية)
يقول ابن طفيل في قصته الفلسفية حي ابن يقضان( واني لأورد هذا القول من اجل تأويله عبر ربطه بوضع الامة العربية) : " فلما نظر الى جميع اعضائها الظاهرة ولم ير فيها افة ظاهرة – وكان يرى مع ذلك العطلة قد شملتها ولم يختص بها عضو دون عضو – وقع في خاطره ان الافة الي نزلت بها ، انما هي في عضو غائب عن العيان ، مستكن في باطن الجسد ، وان ذلك العضو لا يغني عنه في فعله شئ من هذه الاعضاء الظاهرة"
مطلب الكلي:
إن الوحدة " العربية" هي مطلب وليست واقعا هي واقع منشود وليست واقعا موجودا وعندما نتحدث عن الوحدة فإننا نتحدث بشكل كلي كما أننا لا نتحدث عن كيفية تحقق هذ الكلي في الاعيان او الواقع الفعلي وانما مبحثنا يقصد الأذهان ويسائل الوحدة العربية لا في مقر الجامعة العربية او بيانات القمم العربية وإنما سؤالنا يقصد العقل/الذهن/النفس/الروح/الفكر/الذات/الانا. ان الوحدة بما هي مطلب كلي ( المفروض ان تطلب من كل الناس) هي في حد ذاتها كلي ( الخاص مع ارسطو من الكليات) ولا سبيل الى الكلي الانساني دون" الكلي العربي" او الاوربي ولا تناقض بين هذه الكليات وانما هي كليات من المفروض ان تبنى على الانفتاح والحوار . فما انية ( حقيقة ) الكلي ؟ وما انية الانساني؟وما انية العربي؟ وما معني نريد الكلي = الانساني = العربي ....الخ؟ ان ارادة الشئ او طلبه يعني انه محكوم بجدلية الحضور والغياب / الموجود والمنشود/ فلا يمكن ان نطلب ما نمتلكه كما ان الارادة تفترض المجاهدة من اجل الالتزام بهذا المطلب .
ما الكلي ؟ كل لفظ يعبر بمعنى واحد عن اشياء كثيرة وهذا يعني ان الكلي يقوم عل الوحدة والكثرة لكن هذا على صعيد اللغة .
ما الانساني ؟ هو جملة الخصائص المميزة للانسان عن غيره من الكائنات ( الانية والغيرية على صعيد الاشياء)
ما العربي ؟ هي جملة الخصائص المميزة للعربي عن غيره من المجموعات البشرية الاخرى( الانية والغيرية على صعيد الانساني).
=) هنا لا بد من ملاحظة وهي ان هذه الحدود بين العربي مثلا والاوربي تبقى نسبية لانه لاوجود لحدود مطلقة حتى على المستوى البيلوجى فكل المجالات الانسانية=الثقافية وغير الانسانية = البيولوجية عامة محكومة بالتنوع نتيجة انهيار كل المركزيات او المطلقات على جميع الاصعدة ( الهندسة : من الهندسة الاقليدية الى الهندسة اللااقليدية ، في الفيزياء من مبدا الحتمية الى مبدا الاحتمال ، في الفلسفة من الحداثة الى ما بعد الحداثة الخ...) فالدرس الذي يجب ان نستمده من كل هذه التحولات هو حقيقة التنوع سواء بين الشعوب او داخل نفس الشعب ونفس القبيلة والجهة والعائلة بل اكثر من ذلك ان الكثرة او التنوع هو سنة الهية لكن شتان بين ما يعلنه الرب وما يعيشه الانسان فوق الارض ويدعي انه خليفة الله وممثله على الارض انظر الوضع التراجيدي بين السنة والشيعة لترى المطلقات / الوثوقيات تتناحر باسم الله ومحمد وعلى وعثمان الخ ... وكل هذه المذابح واشكال العهر الديني ( حتى لا نقول كلمة اخرى اكثر بلاغة استعملها مظفر النواب لتحديد جنيالوجيا العرب) لا علاقة لها لا برب ولا بكل من بُشّر بالجنة ولا علاقة لها حتى بمن لم يُبشّر بالجنة المهم مراعاة الكلي الانساني سواء تعلق الامر بالانطلوجي او الابستمولوجي او الاكسيولوجي . ان السبيل الى خلق حوار بين السنة والشيعة / بين العرب / بين المسلمين/ بين الجهات / بين القبائل / بين الحضارات هو الفلسفة التي تتأسس على الكلي والحوار والعقل والانساني والتنوع والوحدة الخ...
جدلية الوحدة والكثرة:
ان نقطة الاشتراك بين هذه التعريفات للكلي والانساني والعربي هي جدلية الوحدة والكثرة مهما كان المستوى الذي نتحرك فيه سواء كان الانساني او العربي او التونسي او الهمامي ( قبيلة الهمامة) او العائلة او الانا الفردي كلها مستويات محكومة بديناميكية الوحدة والكثرة. لا بد ان نلاحظ هنا ونؤكد على البعد الديناميكي / الجهادي لمنزلة الكلي وهي ديناميكية او حركية اساسية للانتقال من كل اشكال الجزئي سعيا/طلبا للكلي فلا بد للانسان مهما كان ان ينتفض على ذاته اولا قبل الانتفاض على غيره مهما كانت الغيرية فقول" لا" قبل ان يتجه الى الغيرية يجب ان يتجه الى الذات لكن هذا القول لا معنى له الا اذا كان فلسفيا حتى لا يسقط في الدغمائية التي هي " بمثابة "هذيان منشد" (والعبارة لآلان) . ان من يقول "لا" بشكل انفعالي مثله مثل من يقول" نعم" فلا فرق بينهما الا بالصنم الذي يعبده وغياب فاعلية العقل اما القول الحقيقي فهو الذي يكسر القيود والاغلال ويتحرر من الاوهام الجزئية وسجن او كهف ظلال الكلي عبر جدل صاعد واخر نازل مهتديا ببداغوجيا وايتيقا لتحرير الذات (ببداغوجيا وايتيقا نعثر عليها عند افلاطون في امثولة الكهف وفي محاوراته الفلسفية بشكل عام والرب سبحانه وتعالى في تحريم الخمر وكانط في بحثه عن الانوار الخ...)
ان الكلي في معناه الانواري او في حضوره الفلسفي يتناقض مع الفكر المتحجر والمنغلق الذي لا ينظر الا الى جهة واحدة ولا يفهم البتة فكر الاخرين. فسقراط مثلا عندما قال لا للسائد كان يفكر بطريقة اخرى ويحلم باثينا اخرى وانسان اخر وكان وفيا لذاته المتفردة ولوطنه وللانسان بوجه عام والفيلسوف الفرنسي سارتر عندما كان يتظاهر ضد استعمارالجزائر كان وفيا لذاته المتفردة ولوطنه وللانسان بشكل عام وبالتالي ان الدفاع عن الكلي هو مهمة انسانية يجب ان تنخرط فيها كل البشرية لكن هذا الدفاع او تجربة الالتزام هذه ذات احداثية مركزية وهي الذات ، انها النقطة الارخميديسية التي ستنقلنا من التعصب للجزئي الى عشق الكلي والدفاع عنه ومحاولة تحقيقه. وعليه فان سحق الذات الانسانية باسم الدين او القومية او حقوق الانسان هو جرح في خاصرة الكلي فلا يمكن ان نطلب غيرية دون انية والعكس صحيح ولا يمكن ان نطلب انساني يتسم بالوحدة الرافضة للكثرة والعكس صحيح ولا يمكن ان نطلب جزئي يحارب الكلي والعكس صحيح. بناء على ذلك ، ان جرح الذات المفكرة من خلال الطعنات التي وجهت اليها ليس في استبدال المركزية الشمسية بالمركزية الارضية او في اتشاف اللاوعي فكل هذا العناصر المحدثة للرجة ما هي الا اهتزازت مكونة للذات ولا بد من هذه الرجات والرجات الارتدادية من اجل التعمق في ادراك الانية الانسانية.
ليس الكوجتو جريحا لماذا؟ لانه لا بد ان يكون الانا مفكرا حتي يكتشف اللاوعي ويكتشف كل القارات الاخرى المسكوت عنها في الذات الانسانية وانما الجريح هو الكلي لان الطعنات توجهت الى الكثرة/التعدد فيه فالعولمة مثلا بمفهومها السائد هي طعنة للكلي لانها اختزال له في الوحدة من جهة ما هي اعلاء لشان الثقافة الواحدة واقصاء الثقافات الاخرى ان عُولمت الثقافة العربية او الغربية او الصينية بل اكثر من ذلك ان مفهوم العولمة السائد يتناقض ليس فقط مع الواقع ( الكائن هو التعدد/الكثرة) او الحق ( ما يجب ان يكون هو الكثرة/التعدد) وانما يتناقض ايضا مع اللغة ذلك ان لفظ الكلي يدل على الوحدة والكثرة ( معني واحد واشياء كثيرة) وهذا يعني ان اساس العولمة يتناقض مع اللغة والواقع والفلسفة ولا معنى له الا في اطار الايديولوجيا.
النتيجة:
- الكلي المنشود لن يكون حقيقيا ولن يتخلص من الزيف والشبهات الا اذا راهن على الانساني والعلمي والقيمي =) الطابع المركب لمفهوم الكلي
- الواقع المناقض للكلي المنشود يستوجب مجاهدة انسانية من اجل كسر القيود والاغلال التي تكبل الانسان وتشده الى ظلال الكلي وممارسة ديالكتيكا صاعدا طلبا لنور الشمس او نشدانا للكلي
- مطلب الكلي بما هو مطلب فلسفي خالص او هو المطلب الفلسفي بامتياز لا ن الكلي الذي ينشده العالم او الفنان او رجل الدين ليس الكلي الذي ينشده الفيلسوف فكل هؤلاء يطلبون الكلي اما انطلاقا من المقدس او الجمال او الموضوعي ( فالعالم مثلا يبحث عن الحقيقة الكونية وفقا لمستلزمات العلم سواء درس الطبيعة او الانسان دون ان يفكر في ما هو خارج العلم وكما يقول هيدغر العلم لا يفكر ) بينما الكلي الذي ينشده الفيلسوف هو جدل بين مكونات مختلفة يصدق عيه ما يصدق على هذه العلاقة الربانية في الاية الكريمة من سورة الرحمان (مرج البحرين يلتقيان* بينهما برزخ لا يبغيان) فلكل مكون انيته لكن هناك التقاء بين كل المكونات في الانسان بحثا عن ممارسة ارقى/ طريقة وجود افضل.
اقول بكل اختصار ودون تعصب او انفعال: ان تربية المستقبل يمكن ان تعتمد برنامج الفلسفة الجديد في تونس من اجل اعداد اجيال قادمة تدافع عن ذواتها وقبائلها وجهاتها ودينها واوطانها وانسانيتها فلا تناقض داخل الذات الانسانية الواعيةو المريدةو الحرة والمسؤولة والملتزمة بين هذه المكونات .
(فلسفة الوحدة العربية)
يقول ابن طفيل في قصته الفلسفية حي ابن يقضان( واني لأورد هذا القول من اجل تأويله عبر ربطه بوضع الامة العربية) : " فلما نظر الى جميع اعضائها الظاهرة ولم ير فيها افة ظاهرة – وكان يرى مع ذلك العطلة قد شملتها ولم يختص بها عضو دون عضو – وقع في خاطره ان الافة الي نزلت بها ، انما هي في عضو غائب عن العيان ، مستكن في باطن الجسد ، وان ذلك العضو لا يغني عنه في فعله شئ من هذه الاعضاء الظاهرة"
مطلب الكلي:
إن الوحدة " العربية" هي مطلب وليست واقعا هي واقع منشود وليست واقعا موجودا وعندما نتحدث عن الوحدة فإننا نتحدث بشكل كلي كما أننا لا نتحدث عن كيفية تحقق هذ الكلي في الاعيان او الواقع الفعلي وانما مبحثنا يقصد الأذهان ويسائل الوحدة العربية لا في مقر الجامعة العربية او بيانات القمم العربية وإنما سؤالنا يقصد العقل/الذهن/النفس/الروح/الفكر/الذات/الانا. ان الوحدة بما هي مطلب كلي ( المفروض ان تطلب من كل الناس) هي في حد ذاتها كلي ( الخاص مع ارسطو من الكليات) ولا سبيل الى الكلي الانساني دون" الكلي العربي" او الاوربي ولا تناقض بين هذه الكليات وانما هي كليات من المفروض ان تبنى على الانفتاح والحوار . فما انية ( حقيقة ) الكلي ؟ وما انية الانساني؟وما انية العربي؟ وما معني نريد الكلي = الانساني = العربي ....الخ؟ ان ارادة الشئ او طلبه يعني انه محكوم بجدلية الحضور والغياب / الموجود والمنشود/ فلا يمكن ان نطلب ما نمتلكه كما ان الارادة تفترض المجاهدة من اجل الالتزام بهذا المطلب .
ما الكلي ؟ كل لفظ يعبر بمعنى واحد عن اشياء كثيرة وهذا يعني ان الكلي يقوم عل الوحدة والكثرة لكن هذا على صعيد اللغة .
ما الانساني ؟ هو جملة الخصائص المميزة للانسان عن غيره من الكائنات ( الانية والغيرية على صعيد الاشياء)
ما العربي ؟ هي جملة الخصائص المميزة للعربي عن غيره من المجموعات البشرية الاخرى( الانية والغيرية على صعيد الانساني).
=) هنا لا بد من ملاحظة وهي ان هذه الحدود بين العربي مثلا والاوربي تبقى نسبية لانه لاوجود لحدود مطلقة حتى على المستوى البيلوجى فكل المجالات الانسانية=الثقافية وغير الانسانية = البيولوجية عامة محكومة بالتنوع نتيجة انهيار كل المركزيات او المطلقات على جميع الاصعدة ( الهندسة : من الهندسة الاقليدية الى الهندسة اللااقليدية ، في الفيزياء من مبدا الحتمية الى مبدا الاحتمال ، في الفلسفة من الحداثة الى ما بعد الحداثة الخ...) فالدرس الذي يجب ان نستمده من كل هذه التحولات هو حقيقة التنوع سواء بين الشعوب او داخل نفس الشعب ونفس القبيلة والجهة والعائلة بل اكثر من ذلك ان الكثرة او التنوع هو سنة الهية لكن شتان بين ما يعلنه الرب وما يعيشه الانسان فوق الارض ويدعي انه خليفة الله وممثله على الارض انظر الوضع التراجيدي بين السنة والشيعة لترى المطلقات / الوثوقيات تتناحر باسم الله ومحمد وعلى وعثمان الخ ... وكل هذه المذابح واشكال العهر الديني ( حتى لا نقول كلمة اخرى اكثر بلاغة استعملها مظفر النواب لتحديد جنيالوجيا العرب) لا علاقة لها لا برب ولا بكل من بُشّر بالجنة ولا علاقة لها حتى بمن لم يُبشّر بالجنة المهم مراعاة الكلي الانساني سواء تعلق الامر بالانطلوجي او الابستمولوجي او الاكسيولوجي . ان السبيل الى خلق حوار بين السنة والشيعة / بين العرب / بين المسلمين/ بين الجهات / بين القبائل / بين الحضارات هو الفلسفة التي تتأسس على الكلي والحوار والعقل والانساني والتنوع والوحدة الخ...
جدلية الوحدة والكثرة:
ان نقطة الاشتراك بين هذه التعريفات للكلي والانساني والعربي هي جدلية الوحدة والكثرة مهما كان المستوى الذي نتحرك فيه سواء كان الانساني او العربي او التونسي او الهمامي ( قبيلة الهمامة) او العائلة او الانا الفردي كلها مستويات محكومة بديناميكية الوحدة والكثرة. لا بد ان نلاحظ هنا ونؤكد على البعد الديناميكي / الجهادي لمنزلة الكلي وهي ديناميكية او حركية اساسية للانتقال من كل اشكال الجزئي سعيا/طلبا للكلي فلا بد للانسان مهما كان ان ينتفض على ذاته اولا قبل الانتفاض على غيره مهما كانت الغيرية فقول" لا" قبل ان يتجه الى الغيرية يجب ان يتجه الى الذات لكن هذا القول لا معنى له الا اذا كان فلسفيا حتى لا يسقط في الدغمائية التي هي " بمثابة "هذيان منشد" (والعبارة لآلان) . ان من يقول "لا" بشكل انفعالي مثله مثل من يقول" نعم" فلا فرق بينهما الا بالصنم الذي يعبده وغياب فاعلية العقل اما القول الحقيقي فهو الذي يكسر القيود والاغلال ويتحرر من الاوهام الجزئية وسجن او كهف ظلال الكلي عبر جدل صاعد واخر نازل مهتديا ببداغوجيا وايتيقا لتحرير الذات (ببداغوجيا وايتيقا نعثر عليها عند افلاطون في امثولة الكهف وفي محاوراته الفلسفية بشكل عام والرب سبحانه وتعالى في تحريم الخمر وكانط في بحثه عن الانوار الخ...)
ان الكلي في معناه الانواري او في حضوره الفلسفي يتناقض مع الفكر المتحجر والمنغلق الذي لا ينظر الا الى جهة واحدة ولا يفهم البتة فكر الاخرين. فسقراط مثلا عندما قال لا للسائد كان يفكر بطريقة اخرى ويحلم باثينا اخرى وانسان اخر وكان وفيا لذاته المتفردة ولوطنه وللانسان بوجه عام والفيلسوف الفرنسي سارتر عندما كان يتظاهر ضد استعمارالجزائر كان وفيا لذاته المتفردة ولوطنه وللانسان بشكل عام وبالتالي ان الدفاع عن الكلي هو مهمة انسانية يجب ان تنخرط فيها كل البشرية لكن هذا الدفاع او تجربة الالتزام هذه ذات احداثية مركزية وهي الذات ، انها النقطة الارخميديسية التي ستنقلنا من التعصب للجزئي الى عشق الكلي والدفاع عنه ومحاولة تحقيقه. وعليه فان سحق الذات الانسانية باسم الدين او القومية او حقوق الانسان هو جرح في خاصرة الكلي فلا يمكن ان نطلب غيرية دون انية والعكس صحيح ولا يمكن ان نطلب انساني يتسم بالوحدة الرافضة للكثرة والعكس صحيح ولا يمكن ان نطلب جزئي يحارب الكلي والعكس صحيح. بناء على ذلك ، ان جرح الذات المفكرة من خلال الطعنات التي وجهت اليها ليس في استبدال المركزية الشمسية بالمركزية الارضية او في اتشاف اللاوعي فكل هذا العناصر المحدثة للرجة ما هي الا اهتزازت مكونة للذات ولا بد من هذه الرجات والرجات الارتدادية من اجل التعمق في ادراك الانية الانسانية.
ليس الكوجتو جريحا لماذا؟ لانه لا بد ان يكون الانا مفكرا حتي يكتشف اللاوعي ويكتشف كل القارات الاخرى المسكوت عنها في الذات الانسانية وانما الجريح هو الكلي لان الطعنات توجهت الى الكثرة/التعدد فيه فالعولمة مثلا بمفهومها السائد هي طعنة للكلي لانها اختزال له في الوحدة من جهة ما هي اعلاء لشان الثقافة الواحدة واقصاء الثقافات الاخرى ان عُولمت الثقافة العربية او الغربية او الصينية بل اكثر من ذلك ان مفهوم العولمة السائد يتناقض ليس فقط مع الواقع ( الكائن هو التعدد/الكثرة) او الحق ( ما يجب ان يكون هو الكثرة/التعدد) وانما يتناقض ايضا مع اللغة ذلك ان لفظ الكلي يدل على الوحدة والكثرة ( معني واحد واشياء كثيرة) وهذا يعني ان اساس العولمة يتناقض مع اللغة والواقع والفلسفة ولا معنى له الا في اطار الايديولوجيا.
النتيجة:
- الكلي المنشود لن يكون حقيقيا ولن يتخلص من الزيف والشبهات الا اذا راهن على الانساني والعلمي والقيمي =) الطابع المركب لمفهوم الكلي
- الواقع المناقض للكلي المنشود يستوجب مجاهدة انسانية من اجل كسر القيود والاغلال التي تكبل الانسان وتشده الى ظلال الكلي وممارسة ديالكتيكا صاعدا طلبا لنور الشمس او نشدانا للكلي
- مطلب الكلي بما هو مطلب فلسفي خالص او هو المطلب الفلسفي بامتياز لا ن الكلي الذي ينشده العالم او الفنان او رجل الدين ليس الكلي الذي ينشده الفيلسوف فكل هؤلاء يطلبون الكلي اما انطلاقا من المقدس او الجمال او الموضوعي ( فالعالم مثلا يبحث عن الحقيقة الكونية وفقا لمستلزمات العلم سواء درس الطبيعة او الانسان دون ان يفكر في ما هو خارج العلم وكما يقول هيدغر العلم لا يفكر ) بينما الكلي الذي ينشده الفيلسوف هو جدل بين مكونات مختلفة يصدق عيه ما يصدق على هذه العلاقة الربانية في الاية الكريمة من سورة الرحمان (مرج البحرين يلتقيان* بينهما برزخ لا يبغيان) فلكل مكون انيته لكن هناك التقاء بين كل المكونات في الانسان بحثا عن ممارسة ارقى/ طريقة وجود افضل.
اقول بكل اختصار ودون تعصب او انفعال: ان تربية المستقبل يمكن ان تعتمد برنامج الفلسفة الجديد في تونس من اجل اعداد اجيال قادمة تدافع عن ذواتها وقبائلها وجهاتها ودينها واوطانها وانسانيتها فلا تناقض داخل الذات الانسانية الواعيةو المريدةو الحرة والمسؤولة والملتزمة بين هذه المكونات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق