مسيرة في الرباط تدعو إلى النضال ضد العرب المغاربة و إلى تسليح الشعب وحرب جبال على المدن!!
بدأت مسيرة عشرين فبراير بالوجوه الألقة للشباب العشريني المعروف، والذين ينتسب جزء كبير منهم للمدارس العليا في المغرب والخارج، مؤكدين على تمسكهم بالمطالب المعتادة، ومعلنين أنهم سيواصلون نضالهم مستقبلا لتحقيق ما وصفوه بالديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية.
لكن ورطة ذلك الشباب والشابات، التي كانت عيونهم فرحة بالوفود المتوسطة العدد التي حجت لباب الأحد بالرباط، سريعا ما تورطت لحظة أعلنوا عن الاعتصام الجزئي، وكانوا قد أرهقوا بتنظيمهم وصراخهم بصيحات “اسقاط الاستبداد” و”صوت الشعب”.. بآخرين أتووا من المدن البعيدة، كانوا يتربصون بالجموع، ليستولوا على الرايات العشرينية وموقع الاحتجاج، شباب لم يكن قد رآهم أحد، لكنهم مفوهين بقدرة عجيبة على الاسترسال الخاوي، انقسموا إلى ثلاث مجموعات، أولهم براية حرف التيفيناغ، يظهر وراءهم أحمد الدغرني، الأمين العام للحزب الأمازيغي الديموقراطي غير المعترف به، يصرخون بشعارات باللغتين الأمازيغية والفرنسية، وشعار وحيد بالعربية، “ناضل يا مناضل، ضد العروبة؛ ناضل…”
المجموعتين الثانية والثالثة كانتا متقاربتين، احداهما براية “محمد رسول الله”، بلباس أسود، وأعين مكحولة، ولحي متطرفة الطول.. الثالثة كانت أكثر قدرة على العويل، يتحدثون عن “أن الثورة في المغرب لا يمكن أن تتم إلا بأمواج من الدم..”، والحرب ضد النظام العالمي، وحرب الجبال على المدن، وكل الأحزاب بالنسبة لهم خادمة للإمبريالية، بينهم رجل أربعيني يقول أنه من وجدة يطالب بتسليح الشعب.
بين ثلاث مجموعات، كان ظاهرا أن شباب “الملكية البرلمانية” و”النضال السلمي”.. يبدون بحال “الدجاج الرومي”، حاولوا استقطاب الناس في لحظة ما بصيحتهم المألوفة “عشرين فبراير”، لكن الناس كانوا قد ذهبوا إلى حال سبيلهم، وبدأ الشباب في التفرق وفي أعينهم كآبة المنظر، لا هم حصلوا شيئا (على الأقل في وجهة نظرهم) طيلة سنة من التفرغ والصراخ.. ما تسبب للكثير فيهم في مشاكل دراسية وعملية للكثيرين، ولا هم بطاقة الاستمرار على الصبر مع تلك الكائنات الشديدة التطرف، التي وضعتهم في الوسط، والتي تنظر لهم بحقد، ولو كان الأمر بيدها، لبدأت بهم “جهادها الثوري للتطهير العرقي”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق