بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
الثمن الفادح للاتفاق النووي
|
شبكة البصرة
|
السيد زهره |
تحدثت في المقال السابق عن حملة الانتقادات هذه الأيام في أمريكا لإدارة اوباما بسبب موقفها المتخاذل من ايران ومن استفزازاتها وسياساتها العدوانية في المنطقة.
الكثيرون في أمريكا من ساسة واعلاميين وباحثين أصبحوا اليوم وبشكل متزايد يطالبون الادارة الأمريكية بتغيير مواقفها وسياساتها وباتخاذ موقف حازم في مواجهة ايران وعدوانيتها وتصرفاتها في المنطقة. يطالبون بهذا من منطلق المصالح الأمريكية في المنطقة.
من أهم ما نشر مؤخرا في أمريكا في هذا السياق تقرير استراتيجي امريكي في غاية الأهمية. التقرير يوجه انتقادات حادة لإدارة اوباما ومواقفها ويدعو الى ما اسماه "سياسة احتواء جديدة" في مواجهة ايران.
لنتأمل ماذا يقول التقرير.
بداية، يعتبر التقرير انه أصبح من الواضح الآن ان المنطقة والولايات المتحدة ايضا تدفع ثمنا فادحا للاتفاق النووي مع ايران.، وتحديدا تدفع ثمن الخطأ الفادح بالفصل بين الاتفاق النووي وبين اطاره الاستراتيجي والأوضاع العامة في المنطقة واستراتيجة ايران وسياساتها.
يقول التقرير انه بغض النظر عن الاتفاق النووي في حد ذاته بتفاصيله المختلفة، القضية الجوهرية هنا ان الاتفاق لم يترافق معه أي استراتيجية لمراقبة ايران وتصرفاتها في المنطقة بعد الاتفاق وبعد رفع العقوبات عنها. ومن الواضح ان هذا ادى الى مشاكل كبرى في الشرق الأوسط.
يشير التقرير الى سياسات وتصرفات ايران التدميرية في المنطقة والتي تشيع الفوضى وعدم الاستقرار. ويقول ان الوضع الحالي يحتم ضرورة صياغة واتباع سياسة احتواء جديدة ضد ايران للحد من دورها المدمر في الشرق الأوسط.
ويذكر ان سياسة الاحتواء الجديدة هذه يجب ان تحترم الاتفاق النووي حيث انه اصبح امرا واقعا سواء اعجبنا الأمر ام لا. لكن في نفس الوقت، يجب ان يعي الجميع ان هناك سياسيات وتصرفات تقدم عليها ايران في المنطقة لو ان أي دولة اخرى في العالم اقدمت عليها، لكان هناك رد قوي عليها.
وفق سياسة الاحتواء التي يقترحها التقرير، يجب افهام ايران بشكل واضح وقاطع وجاد ان سياساتها وتصرفاتها الاقليمية مرفوضة، وان دعمها للارهاب في المنطقة لن يمر من دون حساب.
المشكلة في راي التقرير ان ادارة اوباما من الواضح انها اكتفت بتوقيع الاتفاق النووي واعتبرته بمثابة اكبر انجاز لها في السياسة الخارجية، لكنها لا تمتلك أي استراتيجية للتعامل مع اوضاع ما بعد الاتفاق.
يقول التقرير: لقد اظهرت ايران للعالم كله انها لا تكن أي احترام للأمم المتحدة وقراراتها ولا تكن حتى احتراما للاتفاق النووي ذاته، وذلك بعد ان اقدمت على اجراء التجارب الصاروخية. اظهرت ايران للعالم انها لا تعتزم على الاطلاق التصرف بأي قدر من الاحساس بالمسئولية تجاه في منطقة مضطربة بالفعل.
ويضيف انه اذا كانت الولايات المتحدة جادة فعلا في محاربة الارهاب، فيجب على الأقل ان تتعامل مع الأسباب المباشرة لهذا الارهاب،و ان تبذل جهدا جادا لمحاربة هذه الاسباب. يقصد هنا بالطبع ان ايران وما تفعله من الأسباب الرئيسية للإرهاب في المنطقة
ولهذا يؤكد التقرير انه آن الأوان لسياسة احتواء جديدة لمنع ايران من التصرف بهذا الشكل التخريبي اللامسئول في المنطقة.
ويقول ان هذه القضية يجب ان تكون موضع اهتمام ونقاش في امريكا وخصوصا في الكونجرس.
ويعتبر انه اذا كانت امريكا جادة في هذه السياسة الجديدة، فمن شأن ذلك ان يدعم مواقف المعتدلين في ايران في الداخل في مواجهة الحرس الثوري والقوى المتطرفة الأخرى.
هذا ملخص ما ذكره التقرير الاستراتيجي الأمريكي.
مرة اخرى، السؤال هو: هل من الممكن ان تستجيب ادارة اوباما لمثل هذه الدعوات بتغيير سياستها وان تقرر التصدي لايران وعدوانيتها وارهابها في المنطقة؟
الجواب هو: لا.
الحقيقة ان اوباما حزم امره بالتواطؤ مع ايران ومع عدوانها وسياستها الارهابية التوسعية في المنطقة كجزء من استراتيجية ادارته تجاه المنطقة العربية.
التقرير نفسه في الوقت الذي يدعو فيه الى تغيير السياسة الأمريكية، يلمح الى ان هذا امر غير وارد.
يقول التقرير: الحقيقة ان سياسة الرئيس اوباما في الشرق الأوسط، هي بمعنى من المعاني، استمرار لسياسة الرئيس بوش. الاثنان نشرا بذور الفوضى، كل على طريقته. وكلاهما مهد الطريق امام العنف والسلطوية لا امام الديمقراطية والسلام.
هذه هي الحقيقة بالفعل. جوهر استراتيجية امريكا في المنطقة هي نشر الفوضى. وتواطؤها مع ايران يندرج في اطار هذه الاستراتيجية.
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الاثنين، 28 ديسمبر 2015
السيد زهره : الثمن الفادح للاتفاق النووي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق