بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
يا سيدي في ذكرى استشهادك
يفتقدك الشعب العربي الفلسطيني المنتفض ويبكونك بحسرة |
شبكة البصرة
|
أ.عبدالعزيز أمين عرار
|
يا شهيد العرب ويا شهيد الإنسانية المقاتلة ضد قوى البغي والطغيان والجبروت والاستكبار العالمي نفتقدك اليوم ونحن نتجرع مر أنظمة عربية أصبحت كمداس في رجل المستعمر، وأمة ينهشها الكل من الشرق والغرب، وأمست شعوبها حائرة وهي متصارعة، وفي هذا الزمن الذي زادت فيه الأخطار المحدقة بشعب فلسطين يفتقدك الكل الفلسطيني في الداخل والخارج، وهم يذكرون مواقفك السخية والداعمة لهم في نضالهم وكفاحهم منذ أشرقت شمس ثورة تموز 1968 في عراقنا الحبيب، والتي راحت تناضل من أجل الوصول بشعبها وأمتها إلى حالة النهوض والاقتدار.
يا سيدي : لقد كانت قضية فلسطين في صلب مواقفك المبدئية، وفي جميع التطبيقات والممارسات الثورية كانت فلسطين تتربع في مركزها المتقدم كقضية قومية مركزية. ففي خطاباتك وأقوالك حتى وأنت نائبا لرئيس الجمهورية العراقية كنت تصحح المفاهيم الخاطئة والقائلة بأن إسرائيل دولة لا تقهر وهو من الشعارات التي اهتم بنشرها العدو الصهيوني بعد انتصاره المخجل واحتلاله للجولان وسيناء والضفة الغربية وجزيرة تيران عام 1967، كما كنت مبدئيا ملتزما بالفكر الصميمي لحزب البعث العربي الاشتراكي حينما عبرت أكثر من مرة على أن الحلول والتكتيكات التي انتهجتها قيادة (م.ت.ف) في قبولها للمساومة مع العدو الصهيوني سوف تذهب بما هو استراتيجي مثلما عبرت عن تحفظك ذات يوم في مؤتمر القمة العربي المنعقد في الرباط عام 1974 محذرا من مقولة: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني مبديا خشيتك من أن يتحول هذا الشعار إلى تقصير في الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية، وما بين هذا وذاك ظلت قضية فلسطين حاضرة في فكرك وعقلك ففي خطواتكم الشجاعة سواء في تأميم النفط أعوام 1972_ 1974 أو محاربة الإقطاع وبناء الصناعة والتعليم المجاني والصحة المجانية ومنح الأكراد حكما ذاتيا كنتم تتصرفون مع الولايات المتحدة وهولندا بناء على موقفها من قضية فلسطين وخاصة حرب 1973.
وما من أحد منا ينسى وقفة جيشكم الشجاعة في حرب تشرين 1973.
يا سيدي الشهيد ونحن وإذ نتذكر مآثركم لا يغيب عنا انحيازكم ودفاعكم عن منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بعد أن تم غزوه من قبل القوات السورية بقيادة حافظ أسد وانحيازها للقوى اللبنانية وكتائبها العميلة، فكان للعراق دوره من خلال تنظيم جبهة التحرير العربية وفصائل جبهة الرفض الفلسطينية ودعمه لجميع فصائل المنظمة بالعتاد والسلاح والمال، وفي ظل تخلي محمد أنور السادات عن القضية القومية المركزية للأمة العربية وهي قضية فلسطين قمتم بفتح بغداد أمام مؤتمر القمة مدافعين عن قضية فلسطين رافضين للحلول المنفردة مع الكيان الصهيوني ودور النظام المصري فيها.
ويتواصل هذا الدور المساند والمشارك في النضال الوطني الفلسطيني وأنتم تتخندقون في خندق فلسطين وشعاركم فلسطين والعراق في خندق واحد، حتى وأنتم في ذروة الدفاع عن البوابة الشرقية للأمة العربية أمام إسرائيل الشرقية لم تنسوا فلسطين من حساباتكم ومعربين عن استعدادكم لإرسال قواتكم للدفاع عن بيروت عام 1982 بشرط وقف حرب الخميني وعدوانه ملبين دعوة الرئيس ياسر عرفات يومئذ، وقد كشفتم خبث آيات الله ومشاعرهم العدوانية ورفضهم التضحية من أجل فلسطين وأنهم يتحينون الفرص لمد نفوذهم الفارسي وطائفيتهم الظلامية، ومع أن الحرب قد وضعت أوزارها في عام 1988 وكانت حربا مهلكة وخسائرها كبيرة في العراق وعلى فلسطين لكنكم لم تنسوا في حساباتكم فلسطين إذ تجلت مآثركم في دعم أسر الأسرى ومن مختلف الفصائل ولم تكن خاصة بفصيل جبهة التحرير العربية البعثي، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على ارتباطكم بفلسطين بروح المبدأ لا بالفئوية والحزبية وروحها الضيقة، وفي ظل استهدافكم تجلت روح البطولة فيكم بعد أن تزاوج الحجر الفلسطيني مع صاروخ الحسين والعباس، وقلتم : لا للمعايير المزدوجة في التعامل مع قضية فلسطين وقضايا الأمة الأخرى وبإطلاقكم 39 صاروخاً في قلب الكيان الصهيوني أكدتم للقاصي والداني أن حلم نبوخذ نصر الكبير ساكن فيكم وأن عظمة حمورابي وسرجون ودروس أخرى من التاريخ تعيشون عظمتها.وكم كنا كفلسطينيين محاصرين ومسجونين ومقيدين بقيد الاحتلال نشعر بعظمة هذا الصاروخ العراقي الذي قطع الفيافي والبحار والأنهار من أجل فلسطين حرة عربية ضارباً بمقولة الامن القومي الاسرائيلي.
ومع أن حساباتكم في ميزان الربح والخسارة قد خسرت بمفهوم السياسيين وأنظمتهم العربية المنبطحة إلا أن التاريخ وميزان الثورة انحاز لصالحكم، وقد تذكرتكم عائلات وأسر الجرحى والشهداء والاستشهاديين في الانتفاضة الثانية يوم تكرمتم بمكرمتكم العظيمة لدعم هذا الشعب بمختلف فصائله واتجاهاته مؤكدين للمرة الألف أن خندق النضال يجمع الشعبين العراقي والفلسطيني وأن فلسطين طليعة النضال العربي وأن البوصلة التي لا تشير للقدس وفلسطين هي بوصلة مشبوهة، ولهذا السبب وليس غيره كانت رقبتكم مطلوبة لعدوها ويتحين الفرصة لقطعها، وقد لاحت له الفرصة من خلال الأشرار الذين حملتهم الدبابات الأميركية..
وقوى الشر التي اجتمعت في وطننا العربي الكبير ويقودهم أبو رغال العصر.
يا سيد العصر ويا شهيد فلسطين خاصة والأمة العربية عامة لم و لن تنساك فلسطين الذي طاب لشبابها أن يحتفظوا بصورتك في صدارة بيوتهم أو بنوا وشيدوا نصبا في ذكرى استشهادك و في عديد القرى والمدن وبعضهم يحج ويعتمر لروحك، وستظل روحك تخيم في سماء فلسطين لترسم للأجيال القادمة سهم الخلاص ورمح الحرية.
ولا زالت كلماتك الخالدة تشنف الأذان وتبهج القلوب : عاش العراق... عاشت فلسطين.. عاشت فلسطين حرة عربية، وهي تحفر كلماتها في ذاكرة الفلسطينيين،وسنظل نرددها من خلفك ومن خلف الأجيال والشباب المنتفض : عاشت فلسطين.. عاشت الأمة العربية. عاش حزب البعث العربي الاشتراكي. حزب الرسالة والقيم النبيلة.وليخسأ الخاسئون.
ولكم المجد والخلود ولجميع شهداء أمتنا.
اليوم: 26/12/2015
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الأحد، 27 ديسمبر 2015
أ.عبدالعزيز أمين عرار : يا سيدي في ذكرى استشهادك يفتقدك الشعب العربي الفلسطيني المنتفض ويبكونك بحسرة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق