بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
كلمة في حضرة طفل شهيد
|
شبكة البصرة
|
في جمع غفير لمسيرة حاشدة في بلدة بيت فوريك مطالبة الاحتلال بتسليم جثمان الشهيد الطفل عبدالله حسين نصا صرة خاطب الرفيق ثائر حنني المحتشدين في ميادين وساحات النضال بكلمة رثائية وسياسية معبرة هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) صدق الله العظيم.
نعم أحبتي وأهلي المناضلين.. إنهم الشهداء الصادقون مع عهد الله جل وعلى والأكرم منا جميعا.. إنهم فلذة أكبادنا وأيقونة فلسطين والأمة العربية.. إنهم ملحمة البطولة والفداء.. وسيمفونية العشق الأبدي للأرض والإنسان والكرامة... إنهم لحن المقاومة الخالد على دروب الحرية والانعتاق من نير الاحتلال والاستعمار والفاشية.. إنهم الأحياء أبداً في الذاكرة الجمعية الوطنية والقومية.. وسفر التاريخ المشرف. نم قرير العين طفلنا الشهيد المغدور بطلقات النازيون الجدد.. نم قرير العين شهيدنا عبدالله وقسما أن نبقى الأوفياء لعهدك وعهد الشهداء وصدقاً لن تذهب دمائكم هدرا...
كيف يكون ذلك وقد أقسمنا على المسير في ذات دربكم درب الشهداء.. درب الحرية والنضال والتضحية.. درب الفداء والعطاء حتى يتسنى لشعبنا تحقيق أهدافه وبناء دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وحدوده التاريخية وعاصمتها القدس.. حقه في تقرير مصيره وحقه في العودة إلى الديار المهجر منها بقوة البطش والفعل الإجرامي البشع.. حقه في دحر الاحتلال والاستعمار وكنس عتاة المستوطنين من على أرضه.
أيها الجمع المناضل: باسمكم ومن خلال جمعنا هذا نقول لعدونا الصهيوني... خذوا من دمنا ما شئتم ,ولكن تذكروا أن شهدائنا في الجنة وقتلاكم في النار حيث جهنم وبئس المصير.. بل إلى مزابل التاريخ حيث مصير المجرمون والنازيون والفاشيون...نعم خذوا من دمنا ما شئتم، ولكن اعلموا.. لن تنحني هاماتنا.. ولن تنالوا من عزائمنا.. وسنواصل تصميمنا على خوض سوح المنازلة وسوح الجهاد والنضال مهما بلغت منا التضحيات حتى بلوغ قمة الأهداف السامية لشعبنا وأمتنا في الحرية والاستقلال.. وتذكروا جيداً أننا أحفاد قوم الجبارين.
وباسمكم أيضا ومن خلال حشدنا هذا نخاطب العرب والمسلمين والعالم أجمع:
أيها العرب والمسلمين.. على هذه الأرض شعب مكلوم هو جزء أصيل من أمتكم.. أيها العالم إن على هذه الأرض شعب له حضارة إنسانية ضاربة جذورها في أعماق التاريخ.
أيها العرب..أيها المسلمون.. أيها المجتمع الدولي.. هذا الشعب يذبح من الوريد إلى الوريد.. هذا الشعب المنكوب منذ العام 1948م والمشرد أهله في أصقاع المعمورة يمتطي أمواج البحار تارةً وعواصف الرياح تارة أخرى يقتل أطفاله وشيوخه بدم بارد... جرائم ومجازر ترتكب بحقه والعالم يقف متفرجا... أطفال رضع يقتلون وهم نيام.. وشيوخ عجز تقطع أيديهم وأرجلهم وتطحن رؤوسهم وهم يسبحون في بساتين الزيتون (شهيدنا العجوز محمد الزلموط).. أطفالنا يعدمون قرب المغتصبات والمستوطنات وتلقى جثامينهم في العراء تحت أشعة الشمس أيام وأيام (شهيدنا حامد نضال خطاطبة).. أطفال يحرقون وهم أحياء (شهيدنا محمد أبو خضير).. حرائر ونساء يقتلن في الشوارع وبين الأزقة على مرأى ومسمع العالم.. ناهيكم عن الحصار والتجويع وتلكم الأسلاك الشائكة التي تلف مكاننا وزماننا.. سجون وباستيلات ضمت بين جدرانها مئات الاّلاف من أبناء شعبنا الذين سج بهم خلف القضبان وعتمة الزنازين.
ماذا بعد!!! جثامين شهدائنا وأطفالنا تسرق وتحتجز في مقابر يسميها العدو مقابر الأرقام.. ماذا تنتظرون؟؟؟ هل ننتظر مجلس الأمن.. أم ضغطا عربيا أو فعلاً رباعيا ودوليا لتسليمنا جثامينهم كي توارى الثرى كما نصت كافة المواثيق الإنسانية والأخلاقية؟؟
لا..لا.. كلا وألف لا.. فكل ما أخذ بالقوة الغاشمة لن يسترد إلا بالقوة الحقة... لن يفيدنا قرار أممي هنا أو ضغط رباعي هناك... لا سبيل لدينا سوى خوض الكفاح والنضال الشاق والطويل.. إنها المقاومة التي يخوض غمارها الشيب قبل الشباب ومعهم خنسا وات فلسطين وما أكثرهن بين ظهرانينا.. إذاً لنوسع دائرة الإشتباك مع عدونا وبكافة الأشكال والوسائل الممكنة.. ليخرج منا إلى الشوارع وميادين الكفاح الاّلاف بل الملايين.. وفي هذا الإطار لا ننسى عمقنا العربي والإسلامي وحتماً سيكون النصر حليفنا.. انه الوعد من الله ووعد الله حق (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا) صدق الله العظيم.
المجد كل المجد لشهدائنا الأبرار
والتحية كل التحية لرماة الحجارة البواسل
والخزي كل الخزي للمحتلين والمستعمرين العابرون على زماننا ومكاننا
وإننا حتما لمنتصرون
ثائر حنني
20/كانون أول/2015
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الأحد، 27 ديسمبر 2015
ثائر حنني : كلمة في حضرة طفل شهيد
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق