صرّح الجنرال الفارسيّ عطا الله صالحي متوجّها للانتقادات اللاّذعة والمواقف الرّافضة للسّياسات العدوانيّة المتآمرة التي ما فتئت تتعمّد إيران انتهاجها في العراق وخاصّة الأحداث الأخيرة المتمثّلة في إغراق العراق بعشرات آلاف المرتزقة من الفرس ومن أقوام أخرى منهم الباكستانيّ والأفغانيّ وسط حماية أمنيّة فارسيّة كبيرة وصلت حدّ تحريك ألوية وفرق وميليشيّات عسكريّة كاملة داخل التّراب العراقيّ عبر ديالي وذلك بمناسبة زيارة كربلاء وغيرها من الأماكن و"العتبات المقدّسة"، قائلا إنّه لا يحقّ للعراقيّين ولا للعرب بالاحتجاج على زيارة الإيرانيّين للعراق أو رفضها معلّلا ذلك بأنّ العراق أرض أجدادنا (يقصد الفرس) ولا يجوز بالتّالي اعتبار شرذمة الوافدين أغرابا..
يأتي هذا التّصريح الجديد في سياق جملة من المواقف الاستفزازيّة لمشاعر العرب من قبل الفرس وفي حملة مسعورة لا تهدأ تفضح النّزعة الفارسيّة العدائيّة الحاقدة على العرب والعروبة وخصوصا العراق بوّابة الامّة الشّرقيّة ودرعها الواقي على مرّ العصور.. وتعتبر هذه التّصريحات استكمالا لمواقف أخرى لا تقلّ عنها عنجهيّة ولا ساديّة عنصريّة وتنطوي على سلوك استعلائيّ مقزّز، حيث سبق وأن تداول مختلف دهاقنة منظومة الحكم الصّفويّ في طهران عسكريّين ومشعوذين دجّالين على مزيد التّهديد بتمزيق أمّة العرب من قبيل التّبجّح بسيطرة نظام الملالي على أربع عواصم عربيّة أو تلك التّصريحات النّاضحة استخفافا بالأمن القوميّ العربيّ وعصارتها الحديث عن معاودة تشكيل وبعث الامبراطوريّة الفارسيّة وعاصمتها بغداد..
إنّنا نعرض ونرصد ونذكّر بمثل هذه التّصريحات حتّى ينتبه العرب الغارقون في النّوم في العسل لحقيقة التّهديد الجدّي والخطير الذي يعصف بمستقبلهم بل وبوجودهم من الأساس.. فلحدّ الآن ورغم ما حاولنا تأثيثه من صرخة فزع ودقّ نواقيس الخطر، تعمّد النّظام الرّسميّ العربيّ المهترئ تجاهل تحذيراتنا وتحذيرات فريق واسع من النّخب العربيّة العاملة على التّصدّي فكريّا وأدبيّا وسياسيّا للزّحف الفارسيّ الدّاهم..
ولأنّنا كنّا نعي دوما أنّه لا ينبغي علينا أن نراهن على النّظام الرّسميّ العربيّ، وأكّدنا في كلّ مرّة على توجّهنا الحقيقيّ للجماهير الشّعبيّة العربيّة، فإنّنا في هذه المرّة نستصرخ كلّ نفس عربيّ حرّ وأصيل إسلاميّا كان أم وطنيّا أو قوميّا أو أمميّا وندعوه لضرورة معاودة قراءة الوقائع والأحداث والتّدبّر في حقيقة الخطر الفارسيّ الأصفر الرّديئ..
إنّنا نتوجّه لكلّ عربيّ حرّ وشريف بدعوته للتّأسيس لخطّ دفاعيّ مقاوم يردع سياسة نظام الملالي العاملة على تفريس الوطن العربيّ وإغراقه في دوّامة فوضى وصراعات لا تنتهي بتحالف الخمينيّة الصّفويّة مع الامبرياليّة وحليفتها الصّهيونيّة الرّامي لدكّ المنظومة القوميّة العربيّة وضربها في مقتل..
وإنّنا نؤكّد على وجوب التّحفّز لدرئ ما يحاك في قم ومشهد ضدّ العرب والعروبة بعدما بلغ الهوان العربيّ مداه، وتعمّق هذا الهوان والاستسلام والتّسليم بعدما تمّ تدجين حركات وأحزاب كثيرة في الوطن العربيّ كانت تطرح طويلا على نفسها مناهضة الاستعمار فإذا بها تصطفّ خلف ملالي إيران وساساتها المجرمين وميليشيّاتها الطائفيّة الإرهابية..
لقد شكّل المؤتمر الذي التأم منذ ثلاثة أيّام في تونس تحت يافطة " جبهة قوميّة عربيّة تقدّميّة" منعرجا حاسما مدلّلا على مدى انهيار القيم والثّوابت الفكريّة والسّياسيّة في الوطن العربيّ برمّته حيث تذيّلت أحزاب ماركسيّة تونسيّة وأخرى قوميّة في تونس جيوب الإرهابيّين من الحوثيّين وحزب الله وجماعة عليّ سلمان المجرم في البحرين وغيرهم..
فليس من خطر أكبر من انخراط أمميّين عرب في مشروع ولاية الفقيه بادّعاء الانتخاء للمشروع القوميّ العربيّ في مائدة لا تملك من العروبة غير الحروف التي سوّدت بيانات الافتتاح والاختتام..
هل انتبه مثلا هؤلاء الأمميّون لحجم الجرم الذي ارتكبوه وهم يسوّقون لساسة الملالي ويبرّرون ما يقترفه المعمّمون من سلسلة جرائم لا عدّ لها بحقّ شعب الأحواز والعراق واليمن وسوريّة والبحرين واليمن؟؟
هل أنصتوا لتصريحات الجنرال المجرم عطا الله صالحي وتصريحات ساسة الفرس سابقا؟؟
أليس من العمى القوميّ أن يهرع طيف مناضل ثوريّ تقدّمي تاريخيّا صوب كمشة من المجرمين الموالين حصرا للفرس الصّفويّين وإن اختاروا التّضليل والخداع والإيهام بأنّهم ينطلقون من منطلقات عربيّة اللّسان؟؟
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق