ماهي "الحرب على الإرهاب" وكيف نتصدى لها؟ -6
غارعشتار
الحلقة الخامسة
بقلم: مارلين فوت داوني
ترجمة عشتار العراقية
من يستطيع انقاذ العالم من البربرية وماهي العقبات؟
القوة الوحيدة - اليوم وفي كل زمن - لايقاف الجنون الامبريالي هي القوة العاملة. ولكن بسبب الاوضاع البائسة التي تخلقها الامبريالية الامريكية في هذه البلاد الاجنبية، فإن القوة العاملة التي يجب ان تقود الطريق هي القوة العاملة الامريكية. ولكن على اية حال، هذه القوة ظلت صامتة عن الموضوع ولا تقوم حتى بالدفاع عن نفسها ضد الهجمات الرأسمالية.
خلال كل الحروب التي تشنها الامبريالية وخاصة منذ غزو العراق في 2003، لم تعد هناك هناك حركة واسعة مناهضة للحرب، وبعد ان فشل مئات الالاف وملايين الناس عبر العالم في وقف تلك الحرب، ساد الصمت، رغم حقيقة انه من المعروف ان مسؤولي الحكومة الامريكية كذبوا عمدا لتبرير الفظاعات والجرائم التي ارتكبت. ومجرمو الحرب المعروفون مثل جورج بوش ودونالد رامسفيلد وديك تشيني وديفد بترايوس كتبوا الكتب وظهروا في مناسبات جماهيرية وفي برامج تلفزيونية كخبراء ويعيشون حياة هادئة ولم يحملهم احد المسؤولية.
لقد طبقوا على الطبقة العاملة الامريكية مقولة ( باعوا لهم قائمة بضاعة) (ملاحظة: مقولة تعني الغش والاحتيال،ان يكون على القائمة بضاعة لم يستلمها المشتري)
لقد تم خداع الطبقة العاملة الامريكية، كذبوا عليها، واحتالوا عليها، وغشوها، إلا أن الحقيقة هي ان البضاعة الضارة في هذه الصورة تصنعها الطبقة العاملة الامريكية نفسها.
فمن القطاعات القليلة في الاقتصاد الرأسمالي الامريكي التي ظلت تحقق الارباح في الازمات الرأسمالية العالمية الاخيرة هي صناعة الحرب. صادق الكونغرس في السنة الاخيرة على ميزانية حرب تفوق 653 بليون دولار. والسبب الوحيد لعدم رفض الكونغرس هو ان الشركات العسكرية الكبرى مثل لوكهيد مارتن تنغمس فيما يسمى (الهندسة السياسية) لضمان ألا يقول السياسيون (كلا) .وهذا يعني انه من اجل انتاج طائرة واحدة من نوع اف 35 على سبيل المثال، فإن شركة لوكهيد مارتن تنشر العمل على 1400 شركة وتخلق وظائف في 46 ولاية امريكية. حتى لو أن هذه الطائرة كان ينبغي الغاء صناعتها منذ سنوات كثيرة. وتهديد شركة لوكهيد مارتن بأن إلغاء صناعتها سوف ينهي الوظائف، يساعد على تبرير مصادقة الكونغرس المتكررة.*
وهذه الشركة ليست الوحيدة، فكل شركات السلاح العملاقة تستخدم نفس (الهندسة السياسية) لضمان استلامهم معونات حكومية هائلة. وصناعات الحرب تخلق فعلا الوظائف ذات الاجور العالية. اكثر من ذلك، هي لاتشمل صناعة الطائرات المقاتلة والقنابل فقط، ولكن كل المواد المستخدمة في انتاجها وكل الاسلحة والازياء والمعدات والاجزاء والذخائر اضافة الى كل الالكترونيات المستخدمة في كل مرحلة من الهجمات. كما تشمل اموال البنتاغون مراكز الابحاث في الجامعات حيث يسيء علماؤنا استخدام خبراتهم لتطوير وتحسين كل سلاح جديد. ثم هناك شبكة النقل التي تعتمد على تحريك كل اجزاء المكونات الى مصانع الانتاج ومن المصانع الى البنتاغون او زبائنه. ثم هناك كل الوظائف التي تعتمد على اجور العمال العاملين في كل الصناعات المذكورة اعلاه. اننا نتحدث عن ملايين وملايين الوظائف الامريكية التي تعتمد على انتعاش اقتصاد الحرب الامبريالي الامريكي وخطة الامبريالية للاستيلاء على موارد الكرة الارضية كلها.
ونحن لا نرى الحكومة الامريكية تصدر انذارات لدول الخليج لايقاف دعم الارهاب. وهي لا تقصف انظمة الخليج (لدحر الارهابيين) كما فعلت في ليبيا والعراق وسوريا واليمن. وهي حتى لا تدعو لحظر اقتصادي ضد هذه الانظمة كما فعلت ضد روسيا او ايران (ملاحظة: وكما فعلت سابقا ضد العراق وليبيا)
بدلا من ذلك تصعد الحكومة الامريكية من تمويل وارسال المزيد من الاسلحة الى هذه الكيانات الخليجية لتقوية قواتهم العسكرية.
ماتفعله الحكومة الامريكية هي مكافأة هذه الانظمة على تعاونها. (ملاحظة: وايضا هذه الانظمة تساعد الصناعة الحربية الاميركية على الاستمرار)
كيف يمكن للعمال تنظيم انفسهم لوقف آلة الحرب هذه: الحلول
كيف يمكننا وقف هذا الغول الخرافي الذي خلقته طبقتنا العاملة وبأنفسنا هنا (في بطن الوحش؟). يبدو الامر مستحيلا، ولكنه ليس كذلك.
اولا - على الطبقة العاملة وحلفائها تنظيم تظاهرات شعبية تطالب واشنطن بوقف تمويل جيوش الجهاد، ووقف تمويل الملكيات العربية التي ترعى الارهاب، وايقاف تمويل دولة الارهاب الصهيونية، وايقاف "الحرب على الارهاب" الكاذبة.
ولكن للايقاف الفعلي لكل هذا، نحتاج الى اغلاق صناعة الحرب الامبريالية برمتها.
الخطوة الاولى في هذا الاتجاه، نحتاج الى القيام بتحليل شامل لما يحدث حولنا. يحتاج العمال الى البدء بالاهتمام بما ينتج وما الذي يصنعونه ولأي سبب يستخدم واين يذهب وكيف يصل الى محطاته النهائية، بهدف إنشاء مركز معلومات وطني حيث تجمع به كل البيانات وتحلل وتذاع على الملأ. وهذا يحتاج الى شبكة تنسيق وطنية. ينبغي على العمال ورفاقهم في العمل تشكيل لجان بحث وتحقيق فيما ينتج واين وكيف تعمل آلة الحرب هذه لتحتوي صناعات ومجتمعات ومدن وقصبات كاملة قد لايعلم بها العمال، ولكن عليهم ان يدركوا اي دور تلعبه قواهم العاملة في آلة الموت والدمار العملاقة هذه.
ينبغي ان يوجه هذا العمل نحو إعلان ونشر ما هو سري وخفي حتى الان. يمكن ان يسهل هذا الأمر العمال في بعض قطاع الصناعات الرئيسية داعين الى مؤتمر وطني لبدء النقاش والتنفيذ وتوسيع هذه العملية بمشاركة عمال من اكبر عدد من مواقع الصناعات الحربية حتى يمكن ان يكون لكل واحد منهم صوت.
هذه هي الطريقة الوحيدة فعلا لايقاف القصف وكل اشكال العدوان الامبريالي الامريكي الذي يبعثر ويدمر البشرية ومواردنا. وعلى العمال ايضا إعداد خطة بديلة لبناء اقتصادنا مجددا، لتوفير وظائف جديدة واستخدام الموارد بطرق تخدم الحياة وليس الموت، تخدم متطلبات البشر وليس ارباح بعض الخاصة. والسير بهذه العملية نحو النهاية سوف يتطلب ان تستولي الطبقة العاملة على السلطة وتدير البلاد - الثورة.
وفي حين أن بعض الصناعات سوف تحتاج الى الإغلاق الكامل، فأخرى قد تحول بسهولة الى انتاج انساني مفيد، ومع الصناعات التي تستوجب الانهاء مثل صناعة القنابل العنقودية - سوف نحتاج الى التأكد من العمال الذي اعتمدت معيشتهم على ميزانية الحرب، قادرين على استئناف حياتهم بشكل طبيعي حتى ايجاد اعمال بديلة. واول خطوة في تحقيق هذا هو مصادرة ارباح الحروب من (اسياد الحرب) والمتعاونين معهم . في نفس الوقت، لدينا المسؤولية التاريخية لمساعدة العمال في كل مكان آخر لتحقيق ثورة الطبقة العاملة في بلدانهم، ومساعدة اولئك الذين وقعوا ضحايا العدوان الامبريالي الاميركي لإعادة بناء اقتصاداتهم.
الخاتمة
هذه ليست قضية خيرية او "اعمال طيبة" انها قضية البقاء على قيد الحياة. وكما شرحها ليون تروتسكي ببساطة في (البرنامج الإنتقالي للثورة الاشتراكية) بقوله "خوفا من خطر الانهيار الذاتي، لايمكن ان تسمح البروليتارية بتحويل قطاعات كبيرة من العمال الى مشردين بلا عمل يعتاشون على فتات حطام مجتمع **
هذه هي الحالة التي تجابهنا اليوم. نحن نتحدث عن الحاجة الى أن تنظم الطبقة العاملة نفسها لتولي السلطة، ثورة بروليتارية اشتراكية. وكما حذر تروتسكي وروزا لوكسمبرغ وماركسيون آخرون قبل قرن مضى: البشرية امامها خيار: إما الاشتراكية أو البربرية.
الهوامش
المصدر
تعليق: الكاتبة من الحالمين بنظريات لم تعد مجدية. الطبقة العمالية لم تعد تلك الطبقات المناضلة التي تصنع ثورة. اعتقد أن النقابات لم يعد لها أي فاعلية، وإذا تمرد العمال فإن المهاجرين واللاجئين الفقراء الهاربين من الحروب التي كما شرحت الكاتبة صنعت بمساعدة الطبقة العاملة الأمريكية ، الباحثين عن أي عمل في دول الغرب وبأقل الأجور سوف يستولون على وظائف العمال في حالة امتناعهم عن العمل أو تمردهم. والمصانع حاليا لا تحتاج الى عمال مهرة، فالآلات تقوم بكل شيء، ويكفي بعض العمال غير الماهرين. أضافة الى ان الشركات الأمريكية بدأت تنقل مصانعها الى دول اسيا (ومنها الصين) ودول اخرى في قارات اخرى حيث تتوفر العمالة الرخيصة التي لاتبحث عن حقوقها والتي تعمل بأعمال السخرة مقابل اجور زهيدة. كانت الكاتبة قد شخصت الحالة جيدا ولكنها وصفت العلاج الخاطيء. مشكلة بعض المحللين (وأرجو الا اكون منهم دون أن ادري) انهم يحللون الأمور من وجهة نظر واحدة، فالمتدين يفسر احداث العالم من وجهة نظر دينية (غضب الالهة، اقتراب نهاية الزمان، ظهور المهدي، الحق يغلب الباطل، اختبار المؤمنين الخ) في حين ان الماركسيين - مثل كاتبة المقالة- يفسرونها من وجهة نظر صراع الطبقات، والاقتصاديين يفسرونها من وجهة ندرة موارد الأرض والرغبة في الهيمنة عليها، وهكذا. ليس هناك من يأخذ كل النظريات بعين الإعتبار محاولا ان يستخرج منها نظرية ناجعة في إيجاد حلول للبشر.
الحلقة الخامسة
بقلم: مارلين فوت داوني
ترجمة عشتار العراقية
من يستطيع انقاذ العالم من البربرية وماهي العقبات؟
القوة الوحيدة - اليوم وفي كل زمن - لايقاف الجنون الامبريالي هي القوة العاملة. ولكن بسبب الاوضاع البائسة التي تخلقها الامبريالية الامريكية في هذه البلاد الاجنبية، فإن القوة العاملة التي يجب ان تقود الطريق هي القوة العاملة الامريكية. ولكن على اية حال، هذه القوة ظلت صامتة عن الموضوع ولا تقوم حتى بالدفاع عن نفسها ضد الهجمات الرأسمالية.
خلال كل الحروب التي تشنها الامبريالية وخاصة منذ غزو العراق في 2003، لم تعد هناك هناك حركة واسعة مناهضة للحرب، وبعد ان فشل مئات الالاف وملايين الناس عبر العالم في وقف تلك الحرب، ساد الصمت، رغم حقيقة انه من المعروف ان مسؤولي الحكومة الامريكية كذبوا عمدا لتبرير الفظاعات والجرائم التي ارتكبت. ومجرمو الحرب المعروفون مثل جورج بوش ودونالد رامسفيلد وديك تشيني وديفد بترايوس كتبوا الكتب وظهروا في مناسبات جماهيرية وفي برامج تلفزيونية كخبراء ويعيشون حياة هادئة ولم يحملهم احد المسؤولية.
لقد طبقوا على الطبقة العاملة الامريكية مقولة ( باعوا لهم قائمة بضاعة) (ملاحظة: مقولة تعني الغش والاحتيال،ان يكون على القائمة بضاعة لم يستلمها المشتري)
لقد تم خداع الطبقة العاملة الامريكية، كذبوا عليها، واحتالوا عليها، وغشوها، إلا أن الحقيقة هي ان البضاعة الضارة في هذه الصورة تصنعها الطبقة العاملة الامريكية نفسها.
فمن القطاعات القليلة في الاقتصاد الرأسمالي الامريكي التي ظلت تحقق الارباح في الازمات الرأسمالية العالمية الاخيرة هي صناعة الحرب. صادق الكونغرس في السنة الاخيرة على ميزانية حرب تفوق 653 بليون دولار. والسبب الوحيد لعدم رفض الكونغرس هو ان الشركات العسكرية الكبرى مثل لوكهيد مارتن تنغمس فيما يسمى (الهندسة السياسية) لضمان ألا يقول السياسيون (كلا) .وهذا يعني انه من اجل انتاج طائرة واحدة من نوع اف 35 على سبيل المثال، فإن شركة لوكهيد مارتن تنشر العمل على 1400 شركة وتخلق وظائف في 46 ولاية امريكية. حتى لو أن هذه الطائرة كان ينبغي الغاء صناعتها منذ سنوات كثيرة. وتهديد شركة لوكهيد مارتن بأن إلغاء صناعتها سوف ينهي الوظائف، يساعد على تبرير مصادقة الكونغرس المتكررة.*
وهذه الشركة ليست الوحيدة، فكل شركات السلاح العملاقة تستخدم نفس (الهندسة السياسية) لضمان استلامهم معونات حكومية هائلة. وصناعات الحرب تخلق فعلا الوظائف ذات الاجور العالية. اكثر من ذلك، هي لاتشمل صناعة الطائرات المقاتلة والقنابل فقط، ولكن كل المواد المستخدمة في انتاجها وكل الاسلحة والازياء والمعدات والاجزاء والذخائر اضافة الى كل الالكترونيات المستخدمة في كل مرحلة من الهجمات. كما تشمل اموال البنتاغون مراكز الابحاث في الجامعات حيث يسيء علماؤنا استخدام خبراتهم لتطوير وتحسين كل سلاح جديد. ثم هناك شبكة النقل التي تعتمد على تحريك كل اجزاء المكونات الى مصانع الانتاج ومن المصانع الى البنتاغون او زبائنه. ثم هناك كل الوظائف التي تعتمد على اجور العمال العاملين في كل الصناعات المذكورة اعلاه. اننا نتحدث عن ملايين وملايين الوظائف الامريكية التي تعتمد على انتعاش اقتصاد الحرب الامبريالي الامريكي وخطة الامبريالية للاستيلاء على موارد الكرة الارضية كلها.
ونحن لا نرى الحكومة الامريكية تصدر انذارات لدول الخليج لايقاف دعم الارهاب. وهي لا تقصف انظمة الخليج (لدحر الارهابيين) كما فعلت في ليبيا والعراق وسوريا واليمن. وهي حتى لا تدعو لحظر اقتصادي ضد هذه الانظمة كما فعلت ضد روسيا او ايران (ملاحظة: وكما فعلت سابقا ضد العراق وليبيا)
بدلا من ذلك تصعد الحكومة الامريكية من تمويل وارسال المزيد من الاسلحة الى هذه الكيانات الخليجية لتقوية قواتهم العسكرية.
ماتفعله الحكومة الامريكية هي مكافأة هذه الانظمة على تعاونها. (ملاحظة: وايضا هذه الانظمة تساعد الصناعة الحربية الاميركية على الاستمرار)
كيف يمكن للعمال تنظيم انفسهم لوقف آلة الحرب هذه: الحلول
كيف يمكننا وقف هذا الغول الخرافي الذي خلقته طبقتنا العاملة وبأنفسنا هنا (في بطن الوحش؟). يبدو الامر مستحيلا، ولكنه ليس كذلك.
اولا - على الطبقة العاملة وحلفائها تنظيم تظاهرات شعبية تطالب واشنطن بوقف تمويل جيوش الجهاد، ووقف تمويل الملكيات العربية التي ترعى الارهاب، وايقاف تمويل دولة الارهاب الصهيونية، وايقاف "الحرب على الارهاب" الكاذبة.
ولكن للايقاف الفعلي لكل هذا، نحتاج الى اغلاق صناعة الحرب الامبريالية برمتها.
الخطوة الاولى في هذا الاتجاه، نحتاج الى القيام بتحليل شامل لما يحدث حولنا. يحتاج العمال الى البدء بالاهتمام بما ينتج وما الذي يصنعونه ولأي سبب يستخدم واين يذهب وكيف يصل الى محطاته النهائية، بهدف إنشاء مركز معلومات وطني حيث تجمع به كل البيانات وتحلل وتذاع على الملأ. وهذا يحتاج الى شبكة تنسيق وطنية. ينبغي على العمال ورفاقهم في العمل تشكيل لجان بحث وتحقيق فيما ينتج واين وكيف تعمل آلة الحرب هذه لتحتوي صناعات ومجتمعات ومدن وقصبات كاملة قد لايعلم بها العمال، ولكن عليهم ان يدركوا اي دور تلعبه قواهم العاملة في آلة الموت والدمار العملاقة هذه.
ينبغي ان يوجه هذا العمل نحو إعلان ونشر ما هو سري وخفي حتى الان. يمكن ان يسهل هذا الأمر العمال في بعض قطاع الصناعات الرئيسية داعين الى مؤتمر وطني لبدء النقاش والتنفيذ وتوسيع هذه العملية بمشاركة عمال من اكبر عدد من مواقع الصناعات الحربية حتى يمكن ان يكون لكل واحد منهم صوت.
هذه هي الطريقة الوحيدة فعلا لايقاف القصف وكل اشكال العدوان الامبريالي الامريكي الذي يبعثر ويدمر البشرية ومواردنا. وعلى العمال ايضا إعداد خطة بديلة لبناء اقتصادنا مجددا، لتوفير وظائف جديدة واستخدام الموارد بطرق تخدم الحياة وليس الموت، تخدم متطلبات البشر وليس ارباح بعض الخاصة. والسير بهذه العملية نحو النهاية سوف يتطلب ان تستولي الطبقة العاملة على السلطة وتدير البلاد - الثورة.
وفي حين أن بعض الصناعات سوف تحتاج الى الإغلاق الكامل، فأخرى قد تحول بسهولة الى انتاج انساني مفيد، ومع الصناعات التي تستوجب الانهاء مثل صناعة القنابل العنقودية - سوف نحتاج الى التأكد من العمال الذي اعتمدت معيشتهم على ميزانية الحرب، قادرين على استئناف حياتهم بشكل طبيعي حتى ايجاد اعمال بديلة. واول خطوة في تحقيق هذا هو مصادرة ارباح الحروب من (اسياد الحرب) والمتعاونين معهم . في نفس الوقت، لدينا المسؤولية التاريخية لمساعدة العمال في كل مكان آخر لتحقيق ثورة الطبقة العاملة في بلدانهم، ومساعدة اولئك الذين وقعوا ضحايا العدوان الامبريالي الاميركي لإعادة بناء اقتصاداتهم.
الخاتمة
هذه ليست قضية خيرية او "اعمال طيبة" انها قضية البقاء على قيد الحياة. وكما شرحها ليون تروتسكي ببساطة في (البرنامج الإنتقالي للثورة الاشتراكية) بقوله "خوفا من خطر الانهيار الذاتي، لايمكن ان تسمح البروليتارية بتحويل قطاعات كبيرة من العمال الى مشردين بلا عمل يعتاشون على فتات حطام مجتمع **
هذه هي الحالة التي تجابهنا اليوم. نحن نتحدث عن الحاجة الى أن تنظم الطبقة العاملة نفسها لتولي السلطة، ثورة بروليتارية اشتراكية. وكما حذر تروتسكي وروزا لوكسمبرغ وماركسيون آخرون قبل قرن مضى: البشرية امامها خيار: إما الاشتراكية أو البربرية.
الهوامش
*The F-35’s History of Costly Problems,” NPR, September 29, 2013.
Leon Trotsky, The Transitional Program For Socialist Revolution, Pathfinder Press, 1983, p **
المصدر
تعليق: الكاتبة من الحالمين بنظريات لم تعد مجدية. الطبقة العمالية لم تعد تلك الطبقات المناضلة التي تصنع ثورة. اعتقد أن النقابات لم يعد لها أي فاعلية، وإذا تمرد العمال فإن المهاجرين واللاجئين الفقراء الهاربين من الحروب التي كما شرحت الكاتبة صنعت بمساعدة الطبقة العاملة الأمريكية ، الباحثين عن أي عمل في دول الغرب وبأقل الأجور سوف يستولون على وظائف العمال في حالة امتناعهم عن العمل أو تمردهم. والمصانع حاليا لا تحتاج الى عمال مهرة، فالآلات تقوم بكل شيء، ويكفي بعض العمال غير الماهرين. أضافة الى ان الشركات الأمريكية بدأت تنقل مصانعها الى دول اسيا (ومنها الصين) ودول اخرى في قارات اخرى حيث تتوفر العمالة الرخيصة التي لاتبحث عن حقوقها والتي تعمل بأعمال السخرة مقابل اجور زهيدة. كانت الكاتبة قد شخصت الحالة جيدا ولكنها وصفت العلاج الخاطيء. مشكلة بعض المحللين (وأرجو الا اكون منهم دون أن ادري) انهم يحللون الأمور من وجهة نظر واحدة، فالمتدين يفسر احداث العالم من وجهة نظر دينية (غضب الالهة، اقتراب نهاية الزمان، ظهور المهدي، الحق يغلب الباطل، اختبار المؤمنين الخ) في حين ان الماركسيين - مثل كاتبة المقالة- يفسرونها من وجهة نظر صراع الطبقات، والاقتصاديين يفسرونها من وجهة ندرة موارد الأرض والرغبة في الهيمنة عليها، وهكذا. ليس هناك من يأخذ كل النظريات بعين الإعتبار محاولا ان يستخرج منها نظرية ناجعة في إيجاد حلول للبشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق