ما وراء التحالفات السرية بين أمريكا وروسيا وايران والمشاركة في معركة الرمادي ضد داعش..! - تحليل
ثلاث دول كبرى تمتلك برامج نووية وجيوش نظامية وغير نظامية (مليشيات وعصابات انفرادية) مدربة عسكرياً بشكل متكامل للقتال خارج اراضيها. إضافة إلى ترسانة أسلحة عسكرية تدميرية منها المشرع ومنها المحرم دولياً، تكفي لتدمير المنطقة العربية برمتها.
كل ذلك من أجل320 إلى 350 مقاتل أجنبي يقاتل تحت راية داعش في الرمادي، معظمهم جائتهم أوامر الأنسحاب منذ أكثر من ثلاثة أيام، إضافة إلى مجموعة أخرى من المقاتلين المحليين (العراقيين) ألذين يقاتلون تحت نفس الراية، ولازالوا متواجدين في المدينة مهمتهم الرئيسية منع المدنيين من الخروج وتفخيخ شوارع مدينة الرمادي الداخلية والخارجية المرتبطة بالمحاور الثلاث الرئيسية التي يتقدم من خلالها عصابات مايسمى بالجيش العراقي والحشد الطائفي، بالعبوات الناسفة.
وبمجرد النظر إلى ما تبقى من الرمادي كمدينة كبيرة من مدن العراق، سيعرف حجم الدمار الهائل الذي حل بهذه المدينة، التي لم يتبقى فيها عدا العوائل التي لم تستطيع الخروج منها لأسباب عديدة. إذا فما يعنيه هذه التحالف والاتفاق على هذه المدينة تحديداً؟! وهل ستكون الموصل المحطة الثالثة بعد الرمادي وصلاح الدين؟ خصوصاً أن التحالف عليها سيأخذ شكل أخر دون أدنى شك، في ظل التواجد التركي في شمال العراق..!
وفي ظل التقارب السعودي الروسي الأخير، والقلق العربي من الاتفاق الامريكي الايراني، هل سيكون للتحالف العسكري الاسلامي بقيادة العربية السعودية دوراً فيه؟ خصوصاً أن عنوان التحالف الثلاثي (أمريكا-روسيا-ايران)، هو محاربة الارهاب، نفس عنوان التحالف الاسلامي، الغير واضح المعالم والأهداف لحد الأن ..!!
وبالربط مابين ماحدث ويحدث اليوم في المحافظات التي تسيطر عليها داعش، ومراجعة أعداد المهجرين العراقيين (داخل العراق) من تلك المحافظات التي سيطرت عليها داعش ثم فقدتها في قسم منها، بحسب التقارير الدولية، سنجد أنها قد قاربت مجموع النسبة السكانية لمواطني تلك المحافظات، ناهيك عن العرض التركي الاخير بفتح باب اللجوء للعراقيين في تركيا، بنفس مواصفات ومخصصات اللجوء في دول الاتحاد الاوربي، يعني عملية تفريغ شبه قسرية، هرباً من جحيم داعش والعصابات الاجرامية الحكومية العراقية بكافة أشكالها ومسمياتها.
هل سنحتاج إلى فضائيين ومنجمين وسحرة من كواكب أخرى ليفسروا لنا السر وراء هذه التحالفات؟ هل نسينا تحالفات امريكا السابقة وما أدت اليه في العراق تحديداً؟ أم نرضخ للنتائج الطبيعية جداً من وراء هذه التحالفات؟ ونكتفي بدفن المتبقي من شعبنا، إن سمحوا لنا بذلك..!!
إن لم يحدد التحالف العسكري الاسلامي، المطلوب جدا في ضوء ما تمر به المنطقة برمتها والعربية بشكل خاص، معالمه ويوضح أهدافه علانية أمام الملآ، فسيصل عصف هذا التحالف دولهم فيدمرها ويُسقطها أو يُجزئها على أقل تقدير، تماما مثلما يحاولون اليوم فعله في العراق وسوريا.
أخيراً، لابد من حقيقة الواجب نقلها إلى قيادة التحالف العسكري الاسلامي، وهي أن معالم هذا التحالف لن تكتمل بدون تقديم الدعم الكامل لقوى المقاومة والمعارضة الوطنية الحقيقية الموجودة على الأرض، في العراق وسوريا، والاعتراف الكامل سياسيا بكل تلك القوى التي وحدها تستطيع وضع نهايات جميع المؤامرات والاجندات الاستعمارية من وراء التحالفات الشيطانية (الغربية -الايرانية) في المنطقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق