بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
كم ايراني ادخل العراق ولماذا؟
|
شبكة البصرة
|
صلاح المختار
|
تريثنا في التعليق على ادخال اعداد ضخمة من سكان اسرائيل الشرقية الى العراق ومعهم
اعداد ضخمة من قوميات اخرى مؤخرا والسبب هو اننا اردنا تدقيق الموضوع كي نقدم صورة قريبة من الواقع لما حصل واسبابه ودوافعه النهائية. فما الذي توصلنا اليه؟
1- ان العدد التقريبي – لان هناك تعتيما على العدد الرسمي – لمن دخلوا العراق مؤخرا تحت غطاء الزيارة للاماكن الدينية هو اكثر من مليون ايراني ومعهم الاف الافغان والباكستانيين والهنود.
2- اعدت وزارة الداخلية قبل دخول هؤلاء بطاقات هوية عراقية وزعت على اغلبهم عند الدخول غير الشرعي. وقامت وزارة الداخلية في العراق ونظيرتها في اسرائيل الشرقية بالتنسيق المسبق لادخال هذه الاعداد الضخمة وتوفير الحماية لها داخل العراق واعداد مناطق اسكانهم المؤقتة.
3- هذا المليون ايراني اعد عسكريا وبسرعة لاجل مواجهة الخطة الامريكية المضادة بعد ان تسربت اخبار عن اقتراب بدء عملية السيطرة على الانبار.
4- الهدف من ادخال هذا العدد هو التالي :
أ- نصف هؤلاء سوف يوطن في ديالى محل سكانها العرب الاصليين الذين هجروا بالقوة ومنعوا من العودة الى بيوتهم وقراهم ومزارعهم.
ب- النصف الثاني يعد لتوطينهم في الانبار بعد السيطرة عليها كما خطط. توطين الفرس في الانبار اهم الاهداف المرحلية الايرانية والهدف هو السيطرة على خط الحياة الواصل بين لبنان واسرائيل الشرقية مرورا بالعراق وسوريا، فما لم تتم السيطرة على هذا الخط السوبرستراتيجي فان حزب الله في لبنان سوف يتعرض لاخطر تحد وربما يدمر كليا. كما ان النظام السوري وكل ما صرفته اسرائيل الشرقية في سوريا منذ عهد حافظ اسد سوف يتبدد وتتحول سوريا الى قلعة معادية بتطرف لاسرائيل الشرقية بعد الاهوال والكوارث التي الحقتها بسوريا وشعبها. لهذا فان اهم اهداف اسرائيل الشرقية الان هدف احكام السيطرة على خط الحياة الممتد من طهران والمار بالعراق وسوريا والواصل الى بيروت باي ثمن وطريقة.
ولكي تكون السيطرة على هذا الخط مستقرة يجب تغيير التركيب السكاني للمدن التي يمر بها هذا الخط لضمان عدم تهديده لهذا فان توطين الفرس والتابعين لهم حول وقرب الخط الواصل بين بيروت وطهران هدف ستراتيجي لاسرائيل الشرقية.
5- سبق ذلك في عام 2005 ادخال اكثر من ثلاثة ملايين ايراني بموافقة حكومة ابراهيم الجعفري والاتفاق معها وقد اعلن الجعفري وقتها وهو رئيس للوزراء بانه منح الجنسية العراقية لاكثر من مليونين ونصف الميليون ايراني وتم اسكان هؤلاء في جنوب العراق ووسطه.
6- دخول اكثر من مليون ايراني وعشرات الالاف من غير الايرانيين العراق مؤخرا تم برعاية امريكية واضحة فامريكا وطبقا للاتفاقية الامنية مسؤولة عن امن العراق ولهذا فعدم التدخل لمنع تغيير تركيبته السكانية بهذه الطريقة المكشوفة ليس الا تأكيد على ان امريكا لها مصلحة ستراتيجية في تحقيق انقلاب سكاني في العراق لصالح اسرائيل الشرقية وينهي عروبة العراق وهذا هدف مشترك امريكي-ايراني.
7- يترافق هذا التطور الخطير مع الاعلان الامريكي المتكرر بان الخطة الامريكية في اخر طبعة لها تقوم على فرض الفدرالية على العراق وسوريا ومنح الاقاليم السلطة الحقيقية وجعل بغداد العاصمة لا تملك السلطة الفعلية وهذا في التطبيق العملي نظام الكونفدرالية وليس الفدرالية وهو عبارة عن خطوة حاسمة نحو تقسيم العراق لاحقا ففرض نظام كونفدرالي يضم دول مستقلة وان لم تعلن رسميا يمهد لاعلان استقلالها كلها في وقت مناسب.
فما معنى كل هذه التطورات؟ المعنى الاكيد والواضح هو ان التوافق الامريكي الروسي الفارسي على تقسيم العراق وسوريا وتقاسمهما اصبح اقوى واشد مما سبق وما يسمى بعملية (تحرير الموصل والانبار) ليست سوى خطوة نحو توسيع نطاق عمليات التقسيم في سايكس بيكو الثانية ليشمل سوريا ولبنان في المرحلة المقبلة. وتصعيد الصراع الروسي الامريكي المباشر او بالواسطة ليس سوى مقدمات لايصال الصراع ذروة غير مسبوقة تعقب بحل تقسيمي لسوريا والعراق وهو عبارة عن صراع بين طرفين متوافقين على تقسيم وتقاسم الاقطار العربية لكنهما مختلفين حول توزيع الحصص.
اسرائيل الشرقية مدعومة بروسيا تريد تامين خط الحياة لها بينما امريكا ومن معها يريدون السيطرة على نفس الخط لضمان تقسيم القطرين وفقا للخطة الامريكية الصهيونية. فنحن بين خيارين دوليين واقليميين احلاهما سم زعاف. فخيار روسيا ايران هو خيار التغييرات السكانية للعراق وسوريا وستلحق بهما حتما دول الخليج العربي اضافة للشرذمة الطائفية والعرقية فما لن تستطيع اسرائيل الشرقية السيطرة عليه ستضمن روسيا سيطرة طرف اخر عليه غير العرب.
الخيار الامريكي هو خيار الهيمنة الامريكية على دويلات مستقلة – شكليا - تقوم على انقاض العراق وسوريا ولبنان. ونعيد التنبيه الى ان روسيا عندما ترى ان امريكا قد قبلت بشراكتها في قيادة العالم سوف يتطابق موقفها مع موقف امريكا وتنتهي لعبة عض الاصابع بينهما وسيظهر موقف دولي واقليمي جديد مختلف.
لهذا يجب التمسك بالخيار الوطني التحرري الذي تبنته المقاومة العراقية منذ احتلال العراق وهو التحرير الفعلي والكامل.
Almukhtar44@gmail.com
6-12-2015
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الاثنين، 7 ديسمبر 2015
صلاح المختار : كم ايراني ادخل العراق ولماذا؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق