احتدام الصراع بين الجيش الحكومي وميليشيات الحشد الشعبي تخرج من السر للعلن.. وقائد عصائب الذلة المتمجس (قيس الخزعلي) يفضح حقيقة تحرير الأنبار..!
الصراعات بين الجيش الحكومي الذي يحظى بدعم من قوات التحالف الدولي من جهة وميليشيات مايعرف بالحشد الشعبي من جهة اخرى ، لم تلبث أن تتفجّر بين الحين والآخر وتخرج للعلن كاشفة تناقض المصالح وشراسة التنافس على المكاسب .
أجواء الاحتدام بين الجيش الحكومي وميليشات مايعرف بالحشد الشعبي تفجرت مؤخرا بعد قيام طائرات تابعة للجيش بقصف مواقع لميليشيا الحشد بالقرب من معسكر سبايكر غرب مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين أسفرت عن مقتل واصابة 24 فردا من ميليشيا الحشد ، وتلتها بدقائق عدة ضربات جوية متتالية لتلك المواقع ، بذريعة انه قصف بالخطأ .
القصف الجوي على مواقع الحشد الشعبي في تكريت لم يكن بالحادث الأول اذ سبقه قصف لمواقع تابعة لميليشيا الحشد في سدة سامراء ، وعدة مواقع في محافظة الأنبار بطائرات تابعة للتحالف الدولي والجيش الحكومي ، اوقعت عددا من القتلى والجرحى من ميليشيا الحشد ، بالاضافة الى طرد جميع افراد ميليشيات الحشد من مدن الانبار.
"أحمد الأسدي" ، احد قادة ميليشيات مايعرف بالحشد الشعبي خرج عن صمته مؤكدا تصاعد النزاع بين الجانبين ، ومهددا باتخاذ خطوات تصعيدية في حال لم يتم فتح تحقيق ومعرفة اذا كان القصف تم من طائرات تابعة للجيش الحكومي ام لقوات التحالف الدولي ، مضيفا أن أفراد الحشد اصبحوا محطة تجربة لهذه الطائرات.
الامر لم يقف بقصف ميليشيا الحشد بالطائرات ، بل وصل إلى قيام قوات الاحتلال الامريكية بمنعهم من المشاركة بمعارك محافظة الانبار ومحيطها ، بسبب خلافات حادة وقعت بين الجانبين وصلت لحد المواجهة المسلحة ، واستبدالهم بعناصر من الشرطة الحكومية ، وسط ترحيب من رئيس الوزراء الحالي "حيدر العبادي "، الذي ابدى دعمه لتلك الخطوة .
قوات الاحتلال الأمريكي قامت ايضا بطرد ميليشيا الحشد من قاعدة الحبانية بمحافظة الأنبار وحذرت قادتهم من الاقتراب منها بعد تدخلات قادة ميليشيا الحشد في عمل المستشارين الأمريكان في القاعدة الأمر الذي تطور إلى مشادات كلامية بين الطرفين، وتشابك بالأيدي بين أحد قادة ميليشيا الحشد ، وبين المستشارين الامريكان .
الخلافات تلك وصلت إلى استهداف ميليشيات الحشد لطائرات استطلاع أمريكية بالرشاشات الثقيلة، الامر الذي دفع قوات الاحتلال لاتخاذ قرار بإبعاد ميليشيات الحشد الشعبي وإخراجهم من مناطق المضيق والخالدية وترك اغلب مقراتهم في محافظة الأنبار بشكل تام .
تصاعد الخلافات بين القوات المشتركة وميليشيا الحشد الشعبي المتواجدة في محافظة الأنبار أجبر الأخير على إلى التنكر بزي الشرطة الحكومية خشية استهدافها من الطائرات الامريكية ، التي بدأت تستهدفها في كل مكان .
الاحتدام بين الجانبين لم ينته عن هذا الحد ، فقد خرج زعيم ميليشيات مايعرف بعصائب اهل الحق "قيس الخزعلي" بتصريحات تؤكد تأزم الامور بين الجانبين ، حيث أعترف بأن اكثر من 65% من مدينة الرمادي بمحافظة الانبار هي خارج السيطرة ، وأن البنى التحتية في المدينة دمرت بنسبة 100%، لينفي باعترافه المزاعم الحكومية عن فرض سيطرة القوات الحكومية المشتركة والمدعومة بالميليشيات وقوات الاحتلال الامريكية سيطرتها بالكامل على مدينة الرمادي .
تصريحات "الخزعلي" التي جاءت بعد طرد ميليشيات مايعرف بالحشد الشعبي من الرمادي ، جاءت كردة فعل على عدم مشاركة تلك الميليشيات في المعارك ، بذريعة ان مشاركتها في معارك محافظة صلاح الدين وغيرها من المناطق لم تخلف الدمار بنسبة كبيرة كما حدث في مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار .
إلا أن حرق المساجد في عدة قرى في محافظة صلاح الدين وأعمال السلب والنهب وتفجير أكثر من 150 منزلا لمدنيين وشيوخ العشائر في قضاء بيجي والاقضية المحيطة بها ، بحسب مصادر صحفية ومحلية نفت مزاعم الخزعلي على عدم انتهاكات ميليشيات الحشد في المناطق التي تخضع لسيطرتهم ، بالاضافة إلى منع النازحين من العودة إلى بيوتهم لحسابات معينة وتنفيذ مشاريع التغيير الديموغرافي للمناطق .
شهود عيان أكدو ايضا ، أن أفراد ميليشيا الحشد كانوا ينطلقون في ما يشبه السباق على استباحة الممتلكات في المناطق التي تخضع لها ، مشيرة إلى أن الأمر وصل في أكثر من مناسبة حدّ نشوب معارك بالسلاح بين أفراد تلك الميليشيات حول الأحقية بمصادرة أموال وممتلكات بعض العائلات .
انتهاكات الجيش الحكومي وميليشيا الحشد على حد سواء للمحافظات الساخنة ، كشفتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية والتي وصفت من خلالها مدينة الرمادي بأنها أشبه بمدينة الأشباح، في ظل الدمار الذي حلّ بها جراء القصف المتواصل بالطائرات والمدفعية الثقيلة التي يستخدمها الجيش الحكومي على المدينة .
الصحيفة أكدت أن مدينة الرمادي وباقي المدن في محافظتي الأنبار وصلاح الدين ،تحولت إلى انقاض وحطام واصبحت مدن مدمرة بالكامل وتكسوا الدماء شوارعها ، بفعل القصف المستمر من قبل قوات الجيش الحكومي ، وماتفعله ميليشيات الحشد في تلك المدن من قتل وخراب وحرق للمنازل وسرقة ممتلكات الأهالي .
الصراعات السياسية المستمرة بين القوات التي تعمل بأمرة الحكومة الحالية ، دليل واضح على فشل وترهل هذا النظام المبني على اساس المحاصصة الطائفية لا الوطنية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق