نيرة اليزيدية في مجلس الأمن - 3
تحقيق: عشتار العراقية
يامستعجل عطلك الله. في الحلقة السابقة ظننت أن اول ظهور للعزيزة نادية هو مع صحيفة دير شبيغل الألمانية في 25 تشرين ثان 2014، وعلى هذا الأساس انهمكت طول النهار في مقارنة شهاداتها اللاحقة بتلك المقابلة الأولى. ولكن فجأة وقع في حجري كما يحدث في كل مرة، فيلم منسي، يعود تاريخه الى 19/ايلول/ 2014 .
تذكرون أن نادية مراد قالت انها اختطفت في 3/آب/ 2014 يعني الفيلم التقط لها بعد حوالي شهر ونصف (وهذا و حده ينسف نظرية الاحتجاز لمدة 3 شهور!!) والفيلم عجيب، لم تغتصب فيه بل هي قاومت الداعشي وهربت منه. شاهدوا الفيلم أولا وبعدين نتكلم.
وهذه لقطات ثابتة اخذتها من الفيلم
وفيما يلي الترجمة التي ظهرت على الشاشة :
أنا فتاة يزيدية من سنجار قرية كوجة
لما انسحبت البيشمركة البعض غادر وخلصوا ولكن البعض بقي في القرية
بقينا وجاءت داعش معنا ولم يفعلوا شيء.
قالوا لنا ابقوا هنا واسلموا لن نفعل بكم شيء
قال المختار لايهم ان تريدوا ان تسلموا
بعد يومين جاءوا واخذوا السلاح
نحن وقرية حاتمي التي كانت اقرب لسنجار من قريتنا
كتبوا على مدرسة قريتنا وقريتهم
هذه القرية تابعة للدول الاسلامية لا احد يتعرض عليها
بعد 3 ايام هرب اهل قرية حاتمي
لما علموا بهروب حاتمي شددوا سيطرتهم على قريتنا
وضعوا سيطرات اكثر وابلغوا المختار بان لا تخافوا ليس هناك شيء
بعد 3 ايام جاءوا وقالوا قريتكم الوحيدة باقية هنا سوف نحولكم
ونرحلكم الى كردستان. قلنا نعم
الساعة 12 ظهرا اخذونا الى المدرسة
اخبروا بان على النساء الذهاب الى الطابق العلوي والرجال يبقون في الطابق الارضي
وضعوا حقائب على الارض وقالوا ضعوا موبايلاتكم واموالكم وذهبكم فيها
واخذوا الرجال في سيارات بعدها سمعنا صوت اطلاقات نارية (شلون سمعوا الطلقات اذا اخذوهم بسيارات؟)
بعدها اخرجونا واخذونا الى معهد سولاخ الذي لم يتم بناؤه مع الاطفال والنساء
بعدها فصلونا عن النساء الكبيرات بالعمر واخذوهن الى الحديقة والمتزوجات الى الطابق العلوي والفتيات الى الحديقة الخلفية
اخذوا 150 فتاة في الساعة 11.38 دقيقة في 4 منشأة نقل من سنجار الى تلعفر(كيف عرفت الوقت بهذه الدقة مع انهم اخذوا الموبليات وربما الساعات ايضا؟)
في الطريق كان هناك 2 من داعش واحد سائق والثاني يتجول بيننا ويلمس البنات
وصلوا بنا الى الموصل في مقر كبير لهم
لم نكن وحدنا فقد كان هناك نساء من حردان وسنون وتل عزير
بقينا للصباح حيث جاء اميرهم شيخهم واخذ 3 بنات
فقلنا ماتفعلون بهن قالوا يغتصبهن ويبيعهن في السوق ويأخذ 3 اخرى (هذا شلون أمير خارق للطبيعة بحيث يمارس - حق الملك- على كل الـ 150 بنت؟)
من عائلتي خواتي ووالدتي بقوا في تلعفر (لم يقتلوا؟)
فقط زوجة اخي وثلاث من بناته كانوا معي
حولوا 63 منا الى مقر اخر
وهناك في كل ليلة الساعة 12 يأتون ويأخذون الفتيات الجميلات
وفي عصر احد الايام جاءني واحد وقال لي بأنه سيأخذني معه
فقلت له لن آتي معك فحاول معي لكني حاولت كثيرا حتى تخلصت منه.
بعدها بقيت 9 ايام بين يديهم في المقر
وفي عصر احد الايام رأيتهم ليسوا متشددين بالحراسة وحراسة المقر
وفي الساعة 12.30 هربت
كانت اسعار الفتيات 800 و1000 دولار ولكن الفتيات اليزيديات ارخص بـ 500 دولار. (في الشهادات اللاحقة قالت أن اليزيديات كن المستهدفات فقط لا مسيحيات ولا مسلمات).
وين الإغتصاب؟ كما قالت العجوز الكويتية للجندي العراقي الذي دخل بيتها وسرق الفلوس والذهب وتوجه للخروج، في النكتة الشهيرة!
++
أترككم تقلبون الرأي في هذا الفيلم، وهو كما ترون يختلف تماما عن الترتيبات التي حصلت للشهادة فيما بعد، ولعل هذا يفسر سبب وجود عضو من منظمة يزدا هو مراد اسماعيل، يمشي ويجلس معها مثل ظلها في المقابلات والندوات من أجل ان يصحح ويذكّر ويتدخل لملء فراغات ما تنساه نادية من النص.
++
تعجبني طبعا توقيتاتها الدقيقة وكأنها كل شوية تسجل الوقت، وهذا بالضبط يعني أن كرديا كان يوجهها أول الأمر، حيث عمل الأكراد - من تجربتنا معهم في محاكم الاحتلال، على أن تكون الأحداث في شهادات الزور كلها مؤقتة بالدقيقة والثانية ، ظنا منهم أن هذا هو ما يضفي المصداقية على القصة. وهو في حقيقة الأمر ينفيها جملة وتفصيلا، لأن من يقع في مصيبة لا يفكر ان يسجل الساعة! (استطيع أن اتخيل حسب منطقهم هذه المشاهد "إنهم يقتلون ابني أمام عيني، دقيقة دقيقة ياجماعة ، الساعة بيش هسة؟" "لقد ضربونا بالكيمياوي. السحابة تقترب. لا استطيع ان اتنفس. وين الساعة؟ الساعة بيش؟ أخاف اطلع بالتلفزيون ويسألوني" وعلى هذا المنوال). في شهاداتها اللاحقة اختفى التوقيت من سردها، مما يدل على أن جهة أخرى أكثر ذكاء تدخلت في التعديل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق