نيرة اليزيدية في مجلس الأمن - 8
غارعشتار
الحلقة السابعة
تحقيق عشتار العراقية
وعدتكم بمفاجأة صغيرة. هذه المقالة التي قد لا ينتبه اليها الآن أحد، فقد نشرت في 2014 وضاعت في خضم ضجيج الاصوات العالية. كتبتها ليز سلاي Liz Sly وهي رئيسة مكتب واشنطن بوست في بيروت وتغطي الاضطرابات في الشرق الاوسط. وقبل انضمامها الى واشنطن بوست غطت احداث العراق لصحيفة لوس انجيليس تايمز وشيكاغو تربيون. ولدها خبرة اكثر من عشرين سنة كمراسلة خارجية في الشرق الاوسط وافريقيا والصين وجنوب اسيا واوربا، ونالت عدة جوائز للتميز بتغطيتها لأحداث دولية.
باختصار ليست صحفية غريرة لا تعرف شيئا عن المحيط الذي تكتب عنه..ذهبت بنفسها الى دهوك والتقت بنساء يزيديات هربن من داعش، ونشرت هذه المقالة في 16 آب 2014 (بعد اجتياح داعش لقرية نادية (كوجو بأكثر من اسبوعين). إنها تنقل صورة أخرى لما حدث في سنجار وكوجو.
ترجمة عشتار العراقية
مصدر المقالة
مئات من النساء اليزيديات الذين وقعن في أيدي المتشددين الاسلاميين خلال اجتياحهم مدينة سنجار، واحتجزن في مواقع متناثرة في انحاء شمال العراق فيما يبدو بشكل متزايد انه محاولة متعمدة لإغرائهن للخدمة كزوجات للمقاتلين.
حين اجتاح عناصر الدولة الاسلامية (خليفة القاعدة) المنطقة، قادمين من القرى العربية المحيطة، قبل اسبوعين، اصطادوا اولئك الذين لم يتمكنوا من الفرار مسبقا، وقد ابدوا رغبة واضحة باحتجاز النساء خاصة الاصغر والاجمل ، حسب الشهود والاقارب، وفي بعض الحالات طبقا للنساء أنفسهن.
فصلت النساء عن الرجال، ثم ايضا فصلت الاصغر سنا عن الاكبر ونقلن بالحافلات او اللوريات. وما أن وضعن في الحجز حتى خيرت النساء بين خيارين:
التحول الى الاسلام وعندها سوف تعيش الواحدة منهن حياة جميلة وتمتلك بيتا وزوجا مسلما، لأن التفسير المتزمت للقرآن الذي تعتنقه الدولة الاسلامية لا يسمح للنساء بالعيش وحدهن (بدون رجل).
الخيار الآخر كما قيل لهن، هو حياة من الحبس اللانهائي او حتى الموت.
روايات احتجاز النساء جمعت من مقابلات كثيرة مع لاجئين يزيديين وشهود وناشطين ونساء استطعن الوصول الى العالم الخارجي باستخدام الهواتف النقالة التي كانوا يحملونها.
الروايات تشير الى جهد متعمد لوضع النساء في خدمة مشروع تنظيم الدولة لإقامة خلافة عبر العالم الإسلامي بإقناعهن بالتحول الى الاسلام ثم تزويجهن الى المقاتلين.
يقول هوشيار زيباري الوزير الكردي ان هؤلاء النساء يعتبرن كافرات و"في الاسلام يحرم على المسلمين الزواج من غير المسلم" وهو يقدر عدد النساء المحتجزات بأكثر من ألف. ولايُعرف بالضبط عددالنساء ولكن الحكومة العراقية تقول أن عدد الاسيرات 1500 والقتلى من الرجال 500 في منطقة سنجار حيث اكثر السكان من اليزيديين ولكن بعضهم مسيحيون وعرب شيعة او سنة..
تم احتجاز نساء من طوائف اخرى ولكن اغلبية الاسيرات من اليزيديين اللواتي يعتبرن (كافرات).
وقد ادرجت مجموعة ازمات سنجار التي شكلها ناشطون يزيديون في واشنطن قائمة من 1074 اسما للاسيرات كما نقلها اقاربهن .
في يوم السبت، اضيفت حوالي 100 امرأة ظهرن محشورات في حافلتين في مدرسة في تلعفر حيث تحتجز مئات النساء هناك حسب احد الشهود. القادمات الجدد كن من سكان قرية كوجو حيث يقول المسؤولون الاكراد واليزيديون ان اكثر من 80 رجلا قتلوا قبل ان يفصلوا الشابات عن الاكبر سنا وينقلن بعيدا.
النساء الاكبر من كوجو لم يحتجزن ولكن حافظ مقاتلو الدولة الاسلامية على حياتهن، كما فعلوا مع الرجال الاكبر سنا كما يقول زياد سنجاري وهو قائد في البشمركة الكردية في سنجار وهو يستشهد بواحد من 6 ناجين من المذبحة والذي هرب الى قرية مجاورة.
يقول الشاهد انهم لما وصلوا الى المدرسة ، فصلت الشابات عن الكبيرات ونقلن بعيدا مع حوالي 12 ولدا بين عمر 10-12 احتجزوا كما يبدو مع امهاتهم.
وتوضح التقارير عن المذبحة في كوجو ومابعدها نمطا مثيرا للقلق ظهر في الاسبوعين اللذين اعقبا اجتياح سنجار.
لقد هرب الالاف بمساعدة القصف الجوي والبيشمركة والاكراد السوريين ايضا الذين فتحوا ممرا انسانيا، ولكن البعض لم يتمكن من الفرار في الوقت المناسب.
من بين هؤلاء عمة حجي كيراني (45 سنة) والذي استطاع الهرب الى دهوك. كانت عمته تعيش في مدينة سنجار وقد احتجزت مع ابنتها.
لما كان كيراني ينزل من الجبل هاربا مع يزيديين آخرين وصلته مكالمة من عمته تخبره انها تنقل حاليا في سيارة نقل مع عشرات من النساء الاخريات. وفي الايام القليلة التالية كلمته عدة مرات لتخبره بمواقعها وهي تنقل، مرة في السجن ثم الى فندق في الموصل ثم الى صالة في موقع لا تعرفه. قالت له "ارى الكثير من الاشجار"
ثم في آخر الاسبوع توقف التليفون.
وتبدو شائعات الاغتصابات الجماعية والاستعباد الجنسي للنساء الاسيرات مبالغ بها. وقد ابلغت النساء اللواتي استطعن ان يتحدثن بالهاتف ان المعاملة كانت جيدة ولو فيها الكثير من العنت، فقد كان الغداء في بعض المواقع يتكون من قبضة من الرز المسلوق، والعشاء قطعة من الخبز وبيضة (ولو: هل تذكرون ماقيل من ان الطعام كان بيضة فاسدة واحدة توزع على ست نساء)
ولكن يبدو ان المقاتلين الذين يحرسون النساء يلتزمون بتعاليم الاسلام التي تحرم لمس الاجنبية. فحين حاول حارس محلي عراقي ان يلمس احدى النساء من بين مئات محتجزات امر كبير الحراس وهو من المغرب او الجزائر (المرأة التي نقلت القصة لم تكن متأكدة من جنسيته) بأن يقطع اصبعه.
وفي معظم الوقت كان رجال الدولة الاسلامية يتوسلون بدلا من تهديد النساء للتحول الى الاسلام. تقول امرأة "كانوا يتوسلون بنا. يعدوننا بكل شي يقولون سنعطيكن منازل وستعشن حياة سعيدة"
ولكن الرويات تشير الى سيناريو مقلق وهو محاولات التهديد بالتحول الى الاسلام او فقدان الحرية الى الابد. وتصف الاسيرات وقائع كان فيها تلميحات جنسية وتهديدات واضحة جعلتهن على حافة التوتر دائما.
ومن هذه الوقائع ان أخرجت فتاة في الحادية عشرة من عمرها الى ساحة المدرسة، الاسبوع الماضي، وتجمع الرجال حولها كما قالت الشاهدة "لم يلمسوها ولكن النساء اللواتي كن يتفرجن من النوافذ أصابهن الذعر."
وكان الرجال يظهرون في الفصول التي تحشد فيها النساء، يتجولون بينهن، ينظرون اليهن ويطلقوا تعليقات مهينة فقد يقول احدهم وهو يشير الى امرأة "كنت سأختارك لو كنت مسلمة "
في اعقاب الاجتياح الأولي لسنجار، اخذت النساء الى سجن بادوش في ضواحي الموصل، حسب التقارير المتعددة، ثم بدأوا ينقلون النساء مما اثار الخوف من ان يقتلن او يعرضن للبيع. ولكن سرعان ماظهرت هؤلاء النساء في مواقع اخرى بعد عدة ايام واتصلن بعائلاتهن لطمأنتهم بأنهن بخير.
ولكن يظل مصير بعض النساء مجهولا. مثل قصة نوراي حسن علي (40 سنة) التي - بدلا من الهرب الى اعلى الجبل كما فعل آخرون- التجأت الى منزل قريب لها مع حوالي 40 فردا من العائلة . وبعد ان هرب البيشمركة والمقاتلون اليزيديون بعد نفاد ذخائرهم، جاء حوالي 10 دواعش الى المنزل وامروا العائلة بالخروج . وضعوهم في صف، وقسموهم الى مجموعات حسب العمر والجنس. كما تقول نوراي في مقابلة في مدينة دهوك حيث التجأت اخيرا. تقول ان معظم المقاتلين كانوا من العراقيين ولكن احدهم كان باكستانيا وآخر كرديا وقد تحدث مع اعضاء العائلة بالكردية وقال لهم "لم نأت لايذائكم . لا تخافوا"
وضعت نوراي واطفالها الستة وامهات اخريات في الداخل في احدى الغرف. احد الاطفال بدأ يبكي بسبب العطش. ارسل حارسهم واحدا اخر ليحضر سطل ماء.حين عاد المقاتل مع الماء، لمح ابنة نوراي البالغة من العمر 15 سنة واشار اليها ان تترك الغرفة.
ثم سمعت النساء اصوات رصاص اعقبها سكون.
فخرجن من الغرفة، رأين جثث 8 رجال بضمنهم زوج نوراي، والنساء الشابات بضمنهن ابنتها قد اختفين. ولم تسمع خبرا عن ابنتها حتى الان.
++
كما تلاحظون اختلاف النقاط التي ظللتها باللون الأصفر عن الروايات التي سمعناها من نادية، ومن (الناشطين اليزيديين) . حتى الأرقام: مثلا مقتل الرجال في كوجو، الرقم هنا (80) في حين تراوح بين 300 - 700 في قصص نادية مراد. ورقم القتلى اليزيديين من الرجال (سنجار وغيرها) حسب المسؤولين الحكوميين 500 في حين اضيف له صفر فأصبح 5000 في الرقم (الرسمي) الذي يكرره مراد اسماعيل. وعدد الأسيرات للاستخدام الجنسي هنا 1500 وحسب مراد والناشطين اليزيديين = 3400 بل وصل الى 7000 حسب ماثيو باربر وهو (مسؤول مشاريع منظمة يزدا في العراق) ماثيو باحث يدرس للدكتوراه في جامعة شيكاغو. وقد ادار بحثا حول اليزيديين في كردستان العراق وكان يعيش هناك حين حاولت داعش ابادتهم . ويخدم كداعية للمجتمع اليزيدي في اعقاب كارثة 2014-2015
وهو من شباب (الاسلام فوبيا) الذي يجد أدلته في مجلة (دابق) التي يحررها الصهاينة على الانترنيت.
ولكن يبدو أن (الاغتصاب) حسب تقرير ليز سلاي لا وجود له. بل أن عقاب (اللمس) قطع الإصبع. وكبار السن من النساء والرجال لم يقتلوا. والأطفال لم يفصلوا عن أمهاتهم. واختلافات كثيرة واضحة، رغم ان الكاتبة أشارت الى اختفاء بعض النساء اللواتي لم يعرف مصيرهن.
ولنا أن نسأل إذن، من أين أتت تقارير الاغتصاب الفردي والجماعي، والإبادة، والاستعباد الجنسي والبيع والشراء وسوق النخاسة، والتعذيب والضرب والحرمان من الطعام والشراب، وفصل الأطفال عن الأمهات، وقتل كبار السن؟ وتضخيم عدد القتلى والمفقودين؟ بل مصادرة الهواتف النقالة الخ. ولماذا؟
الحلقة السابعة
تحقيق عشتار العراقية
الصحفية ليز سلاي |
باختصار ليست صحفية غريرة لا تعرف شيئا عن المحيط الذي تكتب عنه..ذهبت بنفسها الى دهوك والتقت بنساء يزيديات هربن من داعش، ونشرت هذه المقالة في 16 آب 2014 (بعد اجتياح داعش لقرية نادية (كوجو بأكثر من اسبوعين). إنها تنقل صورة أخرى لما حدث في سنجار وكوجو.
ترجمة عشتار العراقية
مصدر المقالة
مئات من النساء اليزيديات الذين وقعن في أيدي المتشددين الاسلاميين خلال اجتياحهم مدينة سنجار، واحتجزن في مواقع متناثرة في انحاء شمال العراق فيما يبدو بشكل متزايد انه محاولة متعمدة لإغرائهن للخدمة كزوجات للمقاتلين.
حين اجتاح عناصر الدولة الاسلامية (خليفة القاعدة) المنطقة، قادمين من القرى العربية المحيطة، قبل اسبوعين، اصطادوا اولئك الذين لم يتمكنوا من الفرار مسبقا، وقد ابدوا رغبة واضحة باحتجاز النساء خاصة الاصغر والاجمل ، حسب الشهود والاقارب، وفي بعض الحالات طبقا للنساء أنفسهن.
فصلت النساء عن الرجال، ثم ايضا فصلت الاصغر سنا عن الاكبر ونقلن بالحافلات او اللوريات. وما أن وضعن في الحجز حتى خيرت النساء بين خيارين:
التحول الى الاسلام وعندها سوف تعيش الواحدة منهن حياة جميلة وتمتلك بيتا وزوجا مسلما، لأن التفسير المتزمت للقرآن الذي تعتنقه الدولة الاسلامية لا يسمح للنساء بالعيش وحدهن (بدون رجل).
الخيار الآخر كما قيل لهن، هو حياة من الحبس اللانهائي او حتى الموت.
روايات احتجاز النساء جمعت من مقابلات كثيرة مع لاجئين يزيديين وشهود وناشطين ونساء استطعن الوصول الى العالم الخارجي باستخدام الهواتف النقالة التي كانوا يحملونها.
الروايات تشير الى جهد متعمد لوضع النساء في خدمة مشروع تنظيم الدولة لإقامة خلافة عبر العالم الإسلامي بإقناعهن بالتحول الى الاسلام ثم تزويجهن الى المقاتلين.
يقول هوشيار زيباري الوزير الكردي ان هؤلاء النساء يعتبرن كافرات و"في الاسلام يحرم على المسلمين الزواج من غير المسلم" وهو يقدر عدد النساء المحتجزات بأكثر من ألف. ولايُعرف بالضبط عددالنساء ولكن الحكومة العراقية تقول أن عدد الاسيرات 1500 والقتلى من الرجال 500 في منطقة سنجار حيث اكثر السكان من اليزيديين ولكن بعضهم مسيحيون وعرب شيعة او سنة..
تم احتجاز نساء من طوائف اخرى ولكن اغلبية الاسيرات من اليزيديين اللواتي يعتبرن (كافرات).
وقد ادرجت مجموعة ازمات سنجار التي شكلها ناشطون يزيديون في واشنطن قائمة من 1074 اسما للاسيرات كما نقلها اقاربهن .
في يوم السبت، اضيفت حوالي 100 امرأة ظهرن محشورات في حافلتين في مدرسة في تلعفر حيث تحتجز مئات النساء هناك حسب احد الشهود. القادمات الجدد كن من سكان قرية كوجو حيث يقول المسؤولون الاكراد واليزيديون ان اكثر من 80 رجلا قتلوا قبل ان يفصلوا الشابات عن الاكبر سنا وينقلن بعيدا.
النساء الاكبر من كوجو لم يحتجزن ولكن حافظ مقاتلو الدولة الاسلامية على حياتهن، كما فعلوا مع الرجال الاكبر سنا كما يقول زياد سنجاري وهو قائد في البشمركة الكردية في سنجار وهو يستشهد بواحد من 6 ناجين من المذبحة والذي هرب الى قرية مجاورة.
يقول الشاهد انهم لما وصلوا الى المدرسة ، فصلت الشابات عن الكبيرات ونقلن بعيدا مع حوالي 12 ولدا بين عمر 10-12 احتجزوا كما يبدو مع امهاتهم.
وتوضح التقارير عن المذبحة في كوجو ومابعدها نمطا مثيرا للقلق ظهر في الاسبوعين اللذين اعقبا اجتياح سنجار.
لقد هرب الالاف بمساعدة القصف الجوي والبيشمركة والاكراد السوريين ايضا الذين فتحوا ممرا انسانيا، ولكن البعض لم يتمكن من الفرار في الوقت المناسب.
من بين هؤلاء عمة حجي كيراني (45 سنة) والذي استطاع الهرب الى دهوك. كانت عمته تعيش في مدينة سنجار وقد احتجزت مع ابنتها.
لما كان كيراني ينزل من الجبل هاربا مع يزيديين آخرين وصلته مكالمة من عمته تخبره انها تنقل حاليا في سيارة نقل مع عشرات من النساء الاخريات. وفي الايام القليلة التالية كلمته عدة مرات لتخبره بمواقعها وهي تنقل، مرة في السجن ثم الى فندق في الموصل ثم الى صالة في موقع لا تعرفه. قالت له "ارى الكثير من الاشجار"
ثم في آخر الاسبوع توقف التليفون.
وتبدو شائعات الاغتصابات الجماعية والاستعباد الجنسي للنساء الاسيرات مبالغ بها. وقد ابلغت النساء اللواتي استطعن ان يتحدثن بالهاتف ان المعاملة كانت جيدة ولو فيها الكثير من العنت، فقد كان الغداء في بعض المواقع يتكون من قبضة من الرز المسلوق، والعشاء قطعة من الخبز وبيضة (ولو: هل تذكرون ماقيل من ان الطعام كان بيضة فاسدة واحدة توزع على ست نساء)
ولكن يبدو ان المقاتلين الذين يحرسون النساء يلتزمون بتعاليم الاسلام التي تحرم لمس الاجنبية. فحين حاول حارس محلي عراقي ان يلمس احدى النساء من بين مئات محتجزات امر كبير الحراس وهو من المغرب او الجزائر (المرأة التي نقلت القصة لم تكن متأكدة من جنسيته) بأن يقطع اصبعه.
وفي معظم الوقت كان رجال الدولة الاسلامية يتوسلون بدلا من تهديد النساء للتحول الى الاسلام. تقول امرأة "كانوا يتوسلون بنا. يعدوننا بكل شي يقولون سنعطيكن منازل وستعشن حياة سعيدة"
ولكن الرويات تشير الى سيناريو مقلق وهو محاولات التهديد بالتحول الى الاسلام او فقدان الحرية الى الابد. وتصف الاسيرات وقائع كان فيها تلميحات جنسية وتهديدات واضحة جعلتهن على حافة التوتر دائما.
ومن هذه الوقائع ان أخرجت فتاة في الحادية عشرة من عمرها الى ساحة المدرسة، الاسبوع الماضي، وتجمع الرجال حولها كما قالت الشاهدة "لم يلمسوها ولكن النساء اللواتي كن يتفرجن من النوافذ أصابهن الذعر."
وكان الرجال يظهرون في الفصول التي تحشد فيها النساء، يتجولون بينهن، ينظرون اليهن ويطلقوا تعليقات مهينة فقد يقول احدهم وهو يشير الى امرأة "كنت سأختارك لو كنت مسلمة "
في اعقاب الاجتياح الأولي لسنجار، اخذت النساء الى سجن بادوش في ضواحي الموصل، حسب التقارير المتعددة، ثم بدأوا ينقلون النساء مما اثار الخوف من ان يقتلن او يعرضن للبيع. ولكن سرعان ماظهرت هؤلاء النساء في مواقع اخرى بعد عدة ايام واتصلن بعائلاتهن لطمأنتهم بأنهن بخير.
ولكن يظل مصير بعض النساء مجهولا. مثل قصة نوراي حسن علي (40 سنة) التي - بدلا من الهرب الى اعلى الجبل كما فعل آخرون- التجأت الى منزل قريب لها مع حوالي 40 فردا من العائلة . وبعد ان هرب البيشمركة والمقاتلون اليزيديون بعد نفاد ذخائرهم، جاء حوالي 10 دواعش الى المنزل وامروا العائلة بالخروج . وضعوهم في صف، وقسموهم الى مجموعات حسب العمر والجنس. كما تقول نوراي في مقابلة في مدينة دهوك حيث التجأت اخيرا. تقول ان معظم المقاتلين كانوا من العراقيين ولكن احدهم كان باكستانيا وآخر كرديا وقد تحدث مع اعضاء العائلة بالكردية وقال لهم "لم نأت لايذائكم . لا تخافوا"
وضعت نوراي واطفالها الستة وامهات اخريات في الداخل في احدى الغرف. احد الاطفال بدأ يبكي بسبب العطش. ارسل حارسهم واحدا اخر ليحضر سطل ماء.حين عاد المقاتل مع الماء، لمح ابنة نوراي البالغة من العمر 15 سنة واشار اليها ان تترك الغرفة.
ثم سمعت النساء اصوات رصاص اعقبها سكون.
فخرجن من الغرفة، رأين جثث 8 رجال بضمنهم زوج نوراي، والنساء الشابات بضمنهن ابنتها قد اختفين. ولم تسمع خبرا عن ابنتها حتى الان.
++
ماثيو باربر |
وهو من شباب (الاسلام فوبيا) الذي يجد أدلته في مجلة (دابق) التي يحررها الصهاينة على الانترنيت.
ولكن يبدو أن (الاغتصاب) حسب تقرير ليز سلاي لا وجود له. بل أن عقاب (اللمس) قطع الإصبع. وكبار السن من النساء والرجال لم يقتلوا. والأطفال لم يفصلوا عن أمهاتهم. واختلافات كثيرة واضحة، رغم ان الكاتبة أشارت الى اختفاء بعض النساء اللواتي لم يعرف مصيرهن.
ولنا أن نسأل إذن، من أين أتت تقارير الاغتصاب الفردي والجماعي، والإبادة، والاستعباد الجنسي والبيع والشراء وسوق النخاسة، والتعذيب والضرب والحرمان من الطعام والشراب، وفصل الأطفال عن الأمهات، وقتل كبار السن؟ وتضخيم عدد القتلى والمفقودين؟ بل مصادرة الهواتف النقالة الخ. ولماذا؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق