وتسألون لماذا لا تضحك المرأة العراقية بعيدها.. والمجرم العبادي يمعن بطعنها في عيدها..!؟ - شواهد فاضحة
إليكم كيف سيتم الاحتفال الرسمي بعيد المرأة في العراق. سيقف حيدر العبادي، رئيس الوزراء وقادة حزب الدعوة الإسلامي، في قاعة مكتظة بالمسؤولين من الرجال، مع مراعاة جلوس الوزيرة اليتيمة في حكومته وعدد من النائبات في الصف الأمامي لتزيين القاعة والتقاط الصور والبث الإعلامي، لن يختلف خطاب العبادي، هذا العام، عن خطابه في العام الماضي، والعام المقبل ان بقي في منصبه أو جاء غيره من أبناء العملية السياسية.
مضمون الخطب الرسمية المضمر، ازاء المرأة، واحد، والخطاب المعلن لأغراض اعلامية واحد، الخطابان متوازيان لا يلتقيان، في ظل حكومات الاحتلال بالنيابة؛ لذلك ستبقى المرأة مهمشة، تعاني الإقصاء في الحياة العامة، وقد سلبت منها، كما يتم سلب ثروة البلاد فسادا، حقوقها وانجازاتها التي نالتها بنضالها عبر العقود السابقة للاحتلال وبدعم من رجال مؤمنين بكونها انسانة ومواطنة مساوية لهم حقوقا وواجبات.
في خطابه، بمناسبة يوم المرأة، في العام الماضي، اجتر حيدر العبادي ان «المرأة تمثل رمز التقدم والتطور في البلاد، وهي من تصنع قادة البلاد والمجتمع «. وأشاد «بدور المرأة وهي تقف مع أخيها الرجل في ساحات القتال في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي». أهان العبادي المرأة عدة مرات.
أولا لأنها المسؤولة عن صناعة « قادة» البلاد، أي حرامية البلاد، بمقياس الموجود حاليا. ثانيا : انه يخاطبها كمصابة بمرض الخرف. انها بلا ذاكرة تأخذها أبعد من اللحظة، حين يختزل نضالها متمثلا بمواجهتها تنظيم الدولة الأسلامية (داعش)، متعاميا عن جرائم الاحتلال وعملائه، منذ عام 2003، أي قبل ولادة داعش بزمن، ليبرّئ نفسه وشركائه من المسؤولية، غاسلا أيديهم، من دماء الضحايا، بصابون داعش المعقم.
هل من صفحات تتسع لما مرت به المرأة وعائلتها من انتهاكات وجرائم خلال 13 عاما الأخيرة ونزلت بها إلى مستوى ان تكون حاملة للمآسي والفجيعة، وهي تدور بين المعتقلات وثلاجات الطب العدلي باحثة عن أحبتها، عن زوجها وولدها ووالدها؟
ماذا عن المعتقلات والنازحات مع اطفالهن في خيم الامم المتحدة او الخرائب المكتظة في المدن، او في المساجد ؟ عن رشاش الموت الذي بات يحصد شبابنا أيا كان دينهم او عرقهم او مذهبهم؟ هل من بيت ينعم بالأمان والطمأنينة؟
هل من صورة لعراقية لا ترتدي السواد على ضحايا اليوم رافعة يديها نحو السماء مرددة: «حسبي الله ونعم الوكيل»؟
إمعانا في رش الملح على الجروح، يبشر العبادي المرأة بمناسبة عيدها، بأنه «سيعمل على إطلاق سراح المعتقلات البريئات والمعتقلين الذين مرت فترة طويلة على احتجازهم»، ترى ألم يخطر ببال رئيس الوزراء هذا، خريج بريطانيا، الموصوف بأنه ذو عقل علمي او مدني، أن يتساءل عن سبب وجود البريئات في المعتقلات والمحتجزين بلا محاكمة؟.
أليس هذا اعتراف صريح، بجريمة ضد المواطنين، وتتوجب محاسبته عليها قانونيا، لو كان في العراق قضاء مستقل؟ ألا يعرف هذا العبادي كيف تعامل المرأة المعتقلة، وكذا الرجل، في المعتقلات السرية والعلنية ؟ وكيف يوقع المعتقل الذي يتفنن الجلادون بتعذيبه على كل الاعترافات المطلوبة، مهما كانت غرائبية، إلى حد الاعتراف بتفجير النفس عدة مرات؟.
يعترف العبادي بوجود 164 «إرهابية» معتقلة. وبطبيعة الحال لا أحد يعرف حقيقة التهم وان كان تقرير هيومان رايتس ووتش المعنون «لا أحد آمن: انتهاك حقوق المرأة في نظام العدالة الجنائية العراقي»، الصادر أثناء انطلاق التظاهرات، عام 2014 في الأنبار، المطالبة بإطلاق سراح المعتقلات، يلقي الضوء على حال المعتقلات وجاء في ملخصه: «إن السلطات العراقية تحتجز آلاف السيدات العراقيات من دون وجه حق، وتخضع الكثيرات منهن للتعذيب وإساءة المعاملة، بما في ذلك الانتهاك الجنسي. وكثيراً ما يلجأ القضاء العراقي الضعيف، المبتلى بالفساد، للاستناد في أحكام الإدانة إلى اعترافات منتزعة بالإكراه، كما تقصر إجراءات المحاكمات بدون المعايير الدولية.
تعرض العديد من السيدات للاحتجاز طوال شهور أو حتى سنوات دون اتهام قبل العرض على قاض»، وهو بالتحديد ما يعترف به العبادي، عن سذاجة أو استهانة، بعد عامين من التظاهرات وما تلاها من إرهاب حكومي، حين يعد بالعمل على إطلاق سراح «المعتقلات البريئات»، وان كان، ليس الوحيد في هلوسة اطلاق الوعود. اذ ينافسه أمين حزبه السابق نوري المالكي، في اجترار الوعود الرنانة «لمواصلة العمل من مختلف المواقع من أجل تحسين حياة النساء وظروف عملهن وتعليمهن وذلك في مجتمع حر عادل تتكافأ فيه الفرص أمام الجميع».
فهل نضحك للتهريج الرسمي بمناسبة عيد المرأة أم نشارك، لفرط الأسى، في مجالس اللطم على مدى ألف عام مقبل؟
يقال إن الضحك أسلوب للمحافظة على النفس وسلامة العقل، وهي وصفة جربتها المرأة العراقية على مدى عقود الحروب والحصار ومقاومة الاحتلال والإرهاب، الا انها لم تعد قادرة على الضحك. فهي مسيجة بالخراب والموت المجاني والنزوح وفقدان الأمل.
هذا هو الواقع الذي أردت تحاشي الكتابة عنه. لأنني أردت، بمناسبة العيد، ان اكتب عن المرأة بطريقة تليق بها وتحيي الأمل في النفوس، اذ ما الفائدة من زيادة الهم هما غير إصابتنا بالعجز والإحباط؟ أردت الكتابة عنها كمبدعة من الأدب والفن التشكيلي إلى السينما والمسرح.. عن الرائدات، اللواتي لايزلن يحملن مشعل الذاكرة الجماعية متوهجا، وعمن توجهن نحو العلوم ليصبحن مثالا يحتذى عربيا وعالميا، وعن الألق الذي يشع من وجوهن الفرحة بالانجازات.
ولكن، كيف الاحتفال والوطن محتل، يخطط لتقسيمه كل من هب ودب، وربع أهله، انت واطفالك من بينهم، قد أجبروا على مغادرة بيوتهم؟ سامحينا أيتها المرأة المعطاء، فما من مساحة للاحتفال في القلب، الآن، ونحن نشارك مظفر النواب وجعه على مدينتنا : فيا مدن الناس… مدينتنا تبكي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق