إنها الموصل الشامخة.. يا همجيي العصر.. ألا شاهت وجوه الطائفيين الحاقدة.!
لم أستغرب أبداً وأنا أتصفح بعض صفحات الطائفيين أو أقرأ تعليقاتهم على مقالي (إنها الموصل يا همجيي العصر)، وهي تعج بالحقد على هذه المدينة العربية التي لا تجد بين أبنائها من لا يحمل بين خافقيه الشعور القومي العربي والاعتزاز بالانتماء إلى العروبة، ودعك من القليل الذي سار في ركاب العملية السياسية الاحتلالية المرفوضة والمشبوهة والمقيتة.
نعم، لم أستغرب والله، لأني أعرف، أولاً، أن الشعور القومي ضد التعصب الطائفي الضيق، وأهل الموصل برئيون من الطائفية براءة الطائفيين من دين الإسلام، وثانياً، أن للطائفيين مع أهل الموصل ثأر قديم، منذ صمدوا أمام حصار نادر شاه سنة 1743 وأرجعوه مذموماً مدحورا يلعق جراحه.
إن الطائفيين مبتهجون بما حلّ بالموصل وأهلها من إبادة ودمار، فأهل الموصل في نظر الطائفيين دواعش كلهم، وإني أرتكن إلى مقولة رائعة وهي أن الطائفيين شعارهم "(دعشوهم لتقتلوهم) لاقتراف جريمة إبادة شعب بتواطؤ أممي عالمي"، فالحقيقة كامنة فيما قالت وأوجزت، والطائفيون (يدعّشون) كل من يخالفهم فيما تحجرت عليه عقولهم.
ولكي يكون مقالي واضحاً فإني أعني بالطائفيين من شايع إيران وتبعها في دينها الجديد المتبرقع بالتشيع، ولا أقصد الشيعة العرب في العراق أو في أي مكان، كما أعني الطائفيين من منحرفي العقيدة والسالكين طريق التشدد الذي لا يبالي بقتل المسلمين واستباحة أموالهم وأعراضهم من السنة، ولا أعني السنة العرب المتمسكين مع أخوانهم الشيعة العرب بأهداب الوطن والمعتصمين بحبله.
إن قدر الموصليين، كما أسلفنا، أوقعهم بين سندان داعش ومطرقة الأمريكان وعملائهم من سكنة المنطقة الخضراء وآل النجيفي الحالمين بالتسلط على المدينة وأهلها في طموح يتلخص بالإمارة ولو الحجارة.
لكن الطائفيين المبتهجين بإبادة الموصليين والذين (دعّشوا) أهل الموصل أجمعين أكتعين أبصعين أبتعين، يجهلون تمسك القوم بمدينتهم وتفانيهم دونها، ولئن وضعهم القدر في هذا المأزق التاريخي العسير فلأنهم أهله الناهضين بالحمل وحده ولسوف يكون النصر لهم آجلاً أم عاجلاً، ولسوف يرجعون طائرات الغزاة وعملاء المحتلين مذمومين مدحورين، كما أرجعوا نادر شاه بجيوشه العظيمة قبل 273 سنة.
قلبي يعتصر ألماً على مدينة الأنبياء والحضارة والجمال والربيعين وعلى أهلها.. أهلي.. منبع الكرم والوفاء والإخلاص لعراق ممتد من زاخو حتى الفاو.
لا أحد يدري ماذا يجري في الموصل، ما عدد الأبرياء الذين صبغت دماؤهم أرض المدينة وسقت زهور البابونج التي تزين تلك الأرض المعطاء بكل شيء.. ولا أحد يعلم حجم الدمار الذي أصاب المدينة وكم عائلة عراقية في الموصل فقدت بيتها وباتت تفترش الأرض وتلتحف السماء.. لا أحد يعلم شيئاً فجميع وسائل الإعلام والفضائيات أحجمت عن نقل أي شيء، وهي التي صدعت رؤوسنا بجرائم داعش التي تنزل غضباً على رؤوس عراقيين أبرياء لا مال عندهم ليفروا مع الفارين بأطفالهم ونسائهم إلى ملاذ آمن، أو شيوخ وعجائز منعهم العمر من مغادرة مدينتهم فمكثوا فيها وبم يهربوا مع الهاربين.
أمريكا رمز الشر والعدوان أغارت بطائراتها العمياء وسلاحها الذي لا يبصر وقصفت المدينة وفتكت بأهلها وأوقعت الرعب في قلوب الأطفال والنساء والشيوخ، والعالم أخرس يتفرج بتباله شديد، ولا كأن التي تقصف ويقتل أهلها هي سيدة مدن العراق ودرة التاج العراقي وحاضنة أكبر حضارات التاريخ.
أمريكا المتوحشة بدل الاعتذار عن غزوها واحتلالها للعراق تستأنف عدوانها على الموصل بشراً وحجراً.
يا ضمير العالم النائم.. إنها الموصل يباد أهلها وقد وقعوا بين سندان الارهاب ومطرقة الأمريكان ووكلائهم في المنطقة الخضراء.
يا منظمات العالم التي تدعي الإنسانية.. إنها الموصل التي قدمت للعالم أبهى ما تجود به مدينة للإنسانية..
يا منظمة اليونسكو.. إنها الموصل وفيها آثار أهم الحضارات وأولها وأقدمها..
يا جامعة الدول العربية.. إنها الموصل قلعة العروبة والإسلام..
يا مسلمون.. إنها الموصل التي يحتضن ثراها أجداث أنبياء الله والتي تضم من المساجد والجوامع أقدمها..
تباً لكم جميعاً فأية خسارة في الموصل هي خسارة للإنسانية جمعاء وليس للموصل وحدها ولا للعراق وحده.
تباً لكم.. تباً لكم.. تباً لكم.. حتى تصحو ضمائركم وترفعوا بوجه الغول الأمريكي وأعوانه، من أجانب ومستعرقين، أصواتكم.
تباً تباً تباً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق