قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 29 أكتوبر 2011

في ذكرى الثورة اليمنية


في ذكرى الثورة اليمنية   بين الانفصال والانفصاليين والوحدة والوحدويين
تنتصر المبادئ والقيم الوحدوية
خالد عبدا لله الجفري
الجزء الثالث والأخير
الكثير من المناضلين الذين يكتبون مذكراتهم وهم محقون فيما كتبوا من أحداث حصلت في تاريخهم المجيد . إلا إن أي باحث عن الحقيقة يعرف انه يمكن أن يقسم الزمن إلى نوعين (( هما الزمن الذاتي والزمن الموضوعي , الأول هو الذي تنتمي له الذكريات والمشاعر والأحاسيس بالزمن الحاضر . أما الزمن الموضوعي فهو زمن الطبيعة والتاريخ ويتحدد في علاقتي ( السابق , واللاحق ) ويمكننا فهم العلاقة وإدراكها عن طريق الخبرة , ولكن على الرغم إن الذكريات تتبع الزمن الذاتي ألا أن لها علاقة بالزمن الموضوعي لان عملية التذكر تحدث فيه بوصفه زمنا عاما لكافة الموجودات.)) (1).
(( إن ألذاكره نظام ذاتي معقد يقوم بالربط بين الماضي والحاضر ومن ثم فعملية التذكر نفسها ذات أهميه عظمى في هذا الربط لان المشكلة ليست في تذكر أحداث ماضيه فحسب وإنما في تصنيف هذه الأحداث (المتذكرة ) عن طريق الوعي بوصفه معطى من معطياته  و أولى مظاهره (الوعي الزمني ) وهو يقيننا في إن الأحداث المتذكرة في هذه ألحظه قد حدثت لنا بالفعل في الزمن الماضي .  طالما إن هذه الذكريات تخضع لنظام الوعي الزمني الذي يقوم بترتيب أحداث ذكرياتنا ترتيبا منطقيا مقبولا فعندما أقوم بعملية التذكر فأنني أبداء من الحاضر أي من معطيات الحاضر المباشر مسترجعا الأحداث المرغوبة لكني عندما أقوم بفعل معين فأنني اعتمد على الخبرة المكتسبة واستقرى معطيات الزمن الماضي مستوجبا الأحداث المناسبة. ))(2).
وعليه فإننا عندما نستمع أو نقرا لأحد المناضلين فإننا ننطلق من قاعدة الربط بين الأحداث وتفاعلاتها وعلاقتها بالحاضر و أيضا من جهة أخرى نفكر في وقائع زمنيه ونحن نعرف أنها تأتي في هيئة ثلاثيه هي  (القبل, والبعد, والتزامن ) غير منكرين على أي مناضل آخر ذكرياته التي قد تخالف مذكرات المناضل الأول .
كذلك فإننا عندما نسمع من الشيوخ ذكرياتهم يجب أن نخضعها لنفس التحليل الفلسفي و أيضا عندما يتغنى أو يسيء احدهم إلى الماضي مع الأخذ بعين الاعتبار إننا بشر نحب ونكره ولنا مصالح متباينة . وتتقاطع كل النظريات الفلسفية والنفسية والعلمية مع العناصر التي تحاول تكييف الماضي لما يحقق المصالح الانيه الفردية التي بكل تأكيد  سيستعملون الدجل والخداع والتزوير خصوصا من فقد مصالحه الشخصية ولم يأبه أو لاتهمه المصالح ألعامه ما دام مصالحه غير موجودة أي لا يمكنه أن يقدم أي تضحية لوطنه وأمته وشعبه ولا يرضى باي قانون حتى وان كان هوا أحد من صاغ بنوده , مثل الذين عندما يأتي تقاعدهم ويطبق عليهم القانون يخرجون عن طور العقل والمنطق ويبدأ بكيل التهم على النظام الذي كان جزء منه , أو أولئك الذين يبكون على الأطلال.
أقول للأسف فان كثير من شبابنا وقعوا تحت طائلة عدم التمكن من التحليل المنطقي , وانطلى عليهم  الكذب والدجل والتضليل وتزوير الحقائق , بسبب تأثرهم فقط بثقافة الفضائيات أو أشرطة الكاسيت أو البعد عن هموم ألامه وتاريخها وآمالها وتطلعاتها ولم يعرفوا حجم المؤامرة التي تحاك ضد ألامه كما لم يشخصوا الأعداء الحقيقيين والتاريخيين لهذه الامه من صليبيين وشعوبيين . وفجأة عندما أمرت الامبريالية عملائها بالخروج إلى الشارع أو الحركات الانفصالية والطائفية بهرتهم الأطروحات دون أن يجدوا الوقت الكافي لدراسة الوقائع وتحليلها  مما جرهم لان يخرجوا عن الشرعية ويخربوا بلدانهم بل ويساهموا فعلا في  المخططات الاستعمارية ويكونون جيوشا بدون اجر للاستعمار يخربون بيوتهم بأنفسهم ويحسبون أنهم يحسنون صنعا.
لقد مورست العديد من الخطط التي تصب كلها في بوتقة واحده هي خدمة الأعداء بما يساعد على أعادت الاستعمار الامبريالي  بوجهه الجديد وأجنداته القديمة الرامية إلى نهب الثروات العربية. ولكي يضمن عدم الثورة عليهم يزرعون بذور الحقد الطائفي والنعرات الانفصالية و لتحقيق الفوضى ألخلاقه كما أوصت معاهد دراساتهم . و هنا فان واحده من أهم الخطط التي مورست في المحافظات الجنوبية و في صعده  هي (( التغذية الراجعة FEEDBACK )) (3) المعتمدة على المقارنة بين نظامين ما قبل الوحدة , والدولة الدينية للأ ئمه الزيديه مع دولة الوحده , معتمدين في ذلك على التضليل والكذب  وعلى ذكريات  مشوهه وملفقه  مستندين إلى أقوال لأشخاص موتى  زارعين بها الحقد والكره بين أبناء الوطن الواحد , ومعنى ذلك انه بدل التطلع إلى الإمام باستقراء المستقبل و بناء الأسس العلمية  والمساهمة الفعالة في البناء الحضاري في الواقع الحاضر و استقبال المستقبل بروح الواثق على قاعدة البناء الخلاق المبدع  . تنحصر الثقافة ألعامه في محاولة الرجوع إلى الخلف والبكاء على الأطلال .
إن أول شيء تحاول العصابات العميلة في نهجها لزرع بذور الفرقة والتشرذم هوا إنكار الهوية الوطنية كما فعلت ربيبتهم المملكة المتحد الاستعمارية على الشطر الجنوبي لخلعه من جذوره اليمنية  بفرض اسم الجنوب العربي , وكذلك العصابات الطائفية كما يفعل حزب الله اللبناني بقوله أنهم ليسوا عربا وإنما فينيقيين وما صرح به حسن الترابي بعد انجاز فصل جنوب السودان إذ (( يقول لنا مستر تفاصيل الترابي عن الكيان الصهيوني وهويته بازاء انكاره لوجود هوية للسودان ؟ هل الهوية عمل اختياري صرف ؟ ام انه ثمرة تطور تاريخي ؟ كنا ومازلنا نقول ان الهوية نتاج تفاعلات تاريخية طويلة تؤدي الى صهر جماعات بشرية في اطار ثقافي واجتماعي وحضاري واحد او مشترك فتتكون الهوية . ولكن النظرية الاستعمارية الاوربية الحديثة وفرعها الامريكية قالت غير ذلك وطرحت النزعة الارادية في تشكيل الهوية او الامة بديلا عن تاريخية الهوية والامة ، فجنوب افريقيا واستراليا وامريكا والكيان الصهيوني وغيرها كلها بلدان نشأت نتيجة ارادة استعمارية ، فهذه البلدان لم تكن موجودة قبل ثلاثة قرون ، لكنها نشأت بعد هجرة الابيض الاستعماري الى تلك الاراضي وقام الابيض بابادة السكان الاصليين او استعبادهم تحت غطاء انشاء امم جديدة بالقوة وخلال عقود من الزمن .

لدينا الان امريكا واستراليا والكيان الصهيوني وجنوب افريقيا وغيرها وهي كيانات مصطنعة اساسها ارادة الاستعمار  في العثور على موارد جديدة تزيد ثراءه ، ولاجل تشكيل مجتمعات تدعم المشروع الاستعماري استغل بؤس الفقراء في اوربا لتهجيرهم الى قارات اخرى تسكنها شعوب بسيطة ومتخلفة ثقافيا ، او ان الجوع القاتل اجبر الالاف على الهجرة بحثا عن مصدر رزق في قارات واماكن جديدة ، واخيرا لعب الاضطهاد الديني في اوربا دورا في اجبار كثيرين على الهجرة لاماكن جديدة لممارسة ديانتهم بحرية . لو نظرنا الى امريكا الان وليس بالامس فقط ماذا نجد ؟ هل نجد امة ؟ هل نجد هوية امريكية وطنية ؟ )) (4)
وعلى هذا نتوقع ممارسات لا أخلاقيه ولا إنسانيه  تجاه من يمارس الحقد الأعمى ضدهم إذا لم يستفيق الجميع ويوأدوا  المؤامرة . فما حدث في مدينة الشحر في شهر رمضان الحرام 2011 م جريمة ضد الانسانيه في أعراف الأمم , ويمكن للضحايا أن ارادوا رفع قضايا دوليه أن يكسبوها ذلك إن تعريف الإرهاب في الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب في المادة (2) لعام 1988م بأنه  (( كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أيا كانت بواعثه أو أعراضه, يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي , يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم , أو تعريض حياتهم أو حرياتهم أو أمنهم للخطر , وإلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق  أو الأملاك ألعامه أو الخاصه او احتلالها أو الاستيلاء عليها أو تعريض إحدى الموارد الوطنية للخطر ))(5)
كما عرف مؤتمر الأمم المتحدة الدبلوماسي للمفوضين المعنيين بإنشاء محكمة العدل الدولية جريمة الإرهاب بأنها (( القيام بإعمال عنف أو تنظيمها أو الإشراف عليها أو الأمر بها أو تيسيرها او تمويلها أو تشجيعها أو التغاضي عنها عندما تكون هذه الأفعال موجهه ضد دولة أخرى وتستهدف الأشخاص أو الممتلكات , وتكون ذات طبيعة كفيله بإشاعة جو من الإرهاب أو الخوف أو عدم الأمان في نفوس الشخصيات العامه او جماعات من الأشخاص أو الجمهور العادي أو السكن لاي اعتبارات او أغراض ذات طبيعة سياسيه أو فلسفيه أيدلوجيه أو عنصريه أو اثنيه أو أي طبيعة أخرى قد يحتج بها لتبريرها))(6) 
   
إن ممارسات الكذب والتضليل أخذت مداها إلى أوسع نطاق ففي شهر 7 عام 2011 عقدت ندوات ومهرجانات في المكلاء وغيل باوزير والديس الشرقية وكان احد المتحدثين قد ذكر إن حقول الغاز ليست في مأرب ولكنها في شبوه وان الحكومة أمرت بنوع من أنواع الحفر يسمى الحفر الموجه من محافظة مار ب إلى محافظة شبوه  وهذا لا اعتقده حقيقي لأن ألدوله باسطه نفوذها على كل المحافظات وليس بالحسابات الهندسية آو ألاقتصاديه ما يبرر التكلفة العالية لهذا النوع من الحفر لمثل هذه المسافات الطويلة جدا فمثل هذه الأقاويل لا يمكن أن تدخل في مجال الصدق ولو بنسبه ضئيلة وما هي إلا محض افتراءات .
إن الدعوة إلى الانفصال جريمة بحق التاريخ والمستقبل ولا تقبل به الدول أو الشعوب المتحضرة ولا يقبل به عرف أو دين . وإلا لماذا لا تقبل فرنسا أو اسبانيا بانفصال إقليم إلباسك وأيضا بريطانيا لما لا تقبل بانفصال ايرلندا الشمالية مع العلم إن في اليمن قوميه واحده وننطق بلسان عربي ولنا تاريخ واحد ولنا دين واحد هو دين التوحيد والرب الواحد . كما إن الانفصال ليس من أخلاق الثوار والقيم العالية لثورات الشعوب ومثال ذلك الثورة الفيتنامية والثورة البلشفية و أيضا الثورة اليمنية بشقيها لم تدعي إلى انفصال بل إن ثوار 14 أكتوبر كان نضالهم على أربعه أبعاد : فهم قوميون يناضلون من اجل ألامه العربية , وهم يمنيون يناضلون من اجل وحدة اليمن , وهم أيضا جنوبيون يناضلون من اجل وحدة الشطر الجنوبي من اليمن , ورابعا هم ثوار أحرار يناضلون من اجل الحرية من الاستعمار البغيض وقبل ذلك كله كان اكبر همهم بنا التنظيمات الوطنية الموحدة وكم كانت فرحة الأستاذ عبدا لله باذيب عند ما أعلن البعثيون عن نيتهم عقد مؤتمر لشباب الجنوب لتأكيد الخط النضالي لوحدية الشطر الجنوبي وبالتالي وحدة النضال ضد المستعمر البريطاني حيث كتب مقال يوم 13 سبتمبر عام 1955م قال فيه (( في المحاضرة التي ألقاها الأستاذ موسى الكاظم في مقر رابطة أبناء الجنوب والتي دعا إليها واشرف على تنظيمها نادي الشباب الأدبي تطرق الأستاذ الكاظم إلى فكرة عقد مؤتمر للشباب الجنوب العربي تناقش فيه قضايا الجنوب ويتوصل فيه المجتمعون إلى قرارات توضع على ضوء رغبات الشعب الجنوبي وأمانيه الوطنية ... وقد كانت الفكرة مثار جدل ونقاش ... على إنني بقدر ما إن فكرة عقد مؤتمر لشباب الجنوب لدراسة قضايانا وتأكيد مطالبنا فكره نبيلة في حد ذاتها أرى انه لا بد من أن أأكد انه من المهم جدا والضروري جدا أن ينعقد المؤتمر على أساس الإيمان بان شعب الجنوب شعب واحد وان قضاياه كلها تكون كلا واحد لا يمكن الفصل بين أحداها والأخرى ))(7).
هذا يدلل على إن المناضلين في هذه الفترة يناضلون في اتجاهين رئيسيين الأول وحدوي لتوحيد الأجزاء المبعثرة للشطر الجنوبي ونضال آخر ضد المستعمر البريطاني وقبل ذلك كان نضال من اجل البناء التنظيمي للهيئات والأحزاب و منظمات المجتمع المدني الوحدوية ضد المنظمات الانفصالية . ويركز الأستاذ عبد الله باذيب في نفس المقال على القضية اليمنية حيث يقول (( الدعوة إلى انضمام المحميات و عدن إلى اليمن تحت الحكم الراهن شيء . والدعوة إلى اعتبار قضية اليمن حلقه من سلسلة قضايا التي يعانيها شعب الجنوب كله شيء آخر . و من هذا الفرق الفاصل الدقيق والخطير نستطيع أن نكشف الخطر الذي يمكن وراء الدعوات التي ترفع هنا وهناك إلى اعتبار القضية اليمنية شيئا خاصا باليمنيين وحدهم  . تماما مثلما ترفع الدعوات في عدن مناديه بانفصال عدن عن بقية أجزاء الجنوب .....بل على العكس فإن تكاتف الجنوبيين و الأحرار جميعا للعمل من اجل قضيه اليمن ومن اجل أي قضية أخرى الجنوب العربي العزيز كفيل بان يعمل على تسهيل  المهمة وعلى إزالة الأوضاع التي تفرق بين الجنوبيين في هذا المكان أو ذاك من وطنهم الكبير )) (8) .
وهنا يجب الإشاره إلى أن الجنوب يطرح بمعنيين الأول يقصد به الشطر الجنوبي والثاني يقصد به الجنوب العربي الكبير وهو جنوب الجزيرة العربية , كما حدثنا الأستاذ القدير عبد الطيف كتبي عمر في بغداد عندما قال إن الرابطة كانت هيئه عامه لكل ابنا جنوب الجزيره العربيه فقد انظم لها الأحرار من الشطر الشمالي . وهذه أيضا لغة الأستاذ باذيب عندما  (قال بين الجنوبيين في هذا المكان أو ذاك من وطنهم الكبير) .
هذا يدلل على أن المناضلين ما قبل الثوره يتحركون بخطوات محدده لانجاز مهمات محدده وينتقلون منها إلى الأخرى أي من وحدة الشطر إلى وحدة الوطن إلى الوحدة العربية ثم إلى الأممية .
 الهوامش
1)_ دراسات في الميتافيزيقيا _ في الزمن _صفحه190 _ محمد توفيق الضوي  دار الثقافة العلمية الاسكندريه .. الكتاب موجود في موقع مكتبة المصطفى على                          الرابط         هنا  
   2) __نفس المصدر السابق
3 سامي الاخرس الوحده اليمنيه   التغذيه الراجعه تجده على الرابط هنا
        3) _ الوحده اليمنيه انجاز ام حاله طارئه _ سامي الاخرس تجده على الرابط                                                                                                                                                                        

     4)__ التفاصيل الشيطانيه لحسن الترابي __صلاح المختار الجزء الثاني  شبكة المنصور تجده على الرابط التالي هنا
                                     
5__الإرهاب الواقع على الإقليمين البحري والجوي في ضوء الاتفاقيات الدوليه والقانون _ اليمني الدكتور محمد سعيد الشعيبي _ مجلة العلوم الاجتماعي والانسانيه __جامعة عدن  العدد12 يوليو_ ديسمبر 2003م.
6__المصدر السابق .

7_القضيه اليمنيه __عبدالله عبد الرزاق باذيب _كتابات مختاره الجزء الاول__لجنة تنسيق الكتاب اليمني  عدن _ دار الفارابي بيروت.
8_المصدر السابق
    


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق