نيويورك تايمز: استهداف الصحفيين كان من مهمات القوات الأميركية |
الانسحاب المزعوم الذي أعلنه اوباما فانه مجرد إعادة انتشار للقوات في مكان قريب. بالإضافة الى ذلك، هناك جيش من القتلة المأجورين في البلاد و الأوضاع العامة قاسية لا ترحم: فهناك ملايين اللاجئين والفقراء، وحقوق الإنسان تفتقر إلى الرقابة، والحريات المدنية منتهكة، والخدمات الاساسية مفقودة من مياه الشرب النظيفة وتصريف المياه والكهرباء الى العناية الصحية و التعليم، بالإضافة الى أعمال العنف اليومية والفوضى والرعب وتسمم البيئة، كما ان الاحتياجات الإنسانية غير المتوفرة تزيد من العقوبات على العراقيين ، هذا عدا الاعتقالات غير القانونية و التعذيب والافتقار الى حرية الصحافة و غيرها من الحريات و البؤس اليومي . لقد دمرت اميركا مهد الحضارة فلم يعد موجودا و الخسارة كبيرة من الصعب إحصاؤها . الافتقار الى حرية الصحافة وحده يعتبر مشكلة كبيرة. في شباط 2011 نشرت منظمة حقوق الإنسان تقريرا بعنوان " على مفترق طرق: حقوق الإنسان في العراق بعد ثماني سنوات من الاجتياح الأميركي ". من بين المواضيع التي قام التقرير بتغطيتها : استهداف القادة من النساء و الناشطين، تهريب البشر، إجبار النساء على ممارسة الدعارة، العنف الأسري، تعذيب المعتقلين، المهجرين، تأثيرات الحرب غير المرئية، وقمع الحريات الذي يشمل الصحفيين . ناقش القسم المعنون " التهجم، التهديد، و الاعتداء على الصحفيين " عددا من الانتهاكات التي يواجهها الصحفيون بسبب كشفهم الفساد وإساءات المسؤولين ، حيث يواجه هؤلاء الصحفيون الكثير من المخاطر كالضرب والاعتقال والتهديد بالقتل . بعد نشر مقالة عام 2006 عن فساد مجلس مدينة البصرة، واجه احد الصحفيين هناك تهديدات بالقتل ما اضطره الى الاختفاء حفاظا على سلامته . و اخبر صحفيون آخرون منظمة حقوق الإنسان بان القوات الأمنية في بغداد والبصرة تمنعهم من تصوير مواقع الهجمات الإرهابية بحجة حماية المنطقة ومساعدة الضحايا، الا ان السبب هو اخفاء الحقيقة. خلال انتخابات المحافظات عام 2009 تم منع الصحفيين من دخول محطات الاقتراع و اعتقالهم و ضربهم و سحب أجهزتهم و تدميرها . يقول احد اعضاء مرصد الحريات الصحفية " من اكبر المشاكل التي يواجهها الصحفيون في العراق هي العقلية الدكتاتورية لرجال الأمن، فالقوات الأمنية تخشى الكاميرات ولا تفهم معنى حرية التعبير". وحسب مصور نيويورك تايمز (جواو سيلفا) فان العراقيين يعرفون تأثير الصور الفوتوغرافية و يعلمون ان عدم وجود هذه الصور يقلل من تأثير الحدث في الخارج. في تقريرها لعام 2011 وجدت منظمة العفو الدولية " دليلا على استهداف ناشطين سياسيين، وتعذيب وسوء معاملة اشخاص تم اعتقالهم اثناء الاحتجاجات، واعتداءات او تهديدات للصحفيين ووسائل الاعلام ومنتقدي الحكومة وأكاديميين وطلبة". وذكرت أوضاعا مؤسفة تشمل اساءات واعمال قتل تقوم بها جماعات مسلحة و اعتقالات من غير محاكمات وحالات وفاة معتقلين وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من قبل القوات الأميركية و اعمال عنف ضد النساء والفتيات وملايين مازالوا يعيشون كلاجئين وعدد كبير من السجناء ينتظرون دورهم للاعدام . كانت مهمة القوات الأميركية تتضمن استهداف الصحفيين، ففي 2005 قال ايسون جوردان- الذي كان حينها رئيس قسم الاخبار في (سي ان ان) بان " لديه علم بحوالي 12 صحفيا قتلوا على يد القوات الاميركية، وليس هذا فقط وانما كانوا مستهدفين وفق نهج مسبق". هذا التصريح تسبب في فقدانه لعمله . في عام 2003 قتلت القوات الاميركية صحفيين في فندق فلسطين ببغداد، وفي نفس الوقت استهدفت قناة الجزيرة وابو ظبي لبثها لقطات مصورة. في 2005 تم اختطاف الصحفي الايطالي جوليانا سغرينا واخذه رهينة ثم تدخلت المخابرات الايطالية و ساعدت على تحريره. في آب 2010 نشرت منظمة ( مراسلون بلا حدود ) تقريرا بعنوان " حرب العراق : أعداد كبيرة من القتلى بين وسائل الاعلام 2003 -2010 ، و أطلقت على هذه الحرب " اكثر الحروب قتلا للصحفيين منذ الحرب العالمية الثانية ". من آذار 2003 و حتى آب 2010 قتل 230 صحفيا دون ان تتبع ذلك اية محاكمات. كما ان العراق يعتبر "من اكبر اسواق الرهائن في العالم"، فخلال نفس الفترة تم اختطاف 93 صحفيا و غيرهم من العاملين في وسائل الاعلام، تم قتل 42 منهم على الاقل و بقي الاخرون مفقودين . الأسوأ من ذلك ان القوات الاميركية كانت تستهدف و تعتقل و تقتل الصحفيين المستقلين بشكل عشوائي و غير قانوني. و تقر المنظمة بالامتنان والعرفان للعاملين في وسائل الاعلام الذين قدموا حياتهم من اجل ايصال المعلومة للجماهير رغم كل المخاطر التي تعرضوا لها. في 7 كانون ثاني 2012 نشرت المنظمة قائمة تضم عشرة من اخطر الاماكن على الصحفيين لعام 2011 ، و جاءت باكستان كأول بلد في القائمة . كما نشرت الدول التي يواجه فيها الصحفيون عنفا متطرفا، و كانت اول عشرة دول : البحرين، ساحل العاج، مصر، ليبيا، المكسيك، باكستان، الصومال، اليمن. من الواضح ان العراق يعتبر سنويا من بين اكثر الدول عنفا و خطرا. نتيجة لذلك هرب الكثير من الصحفيين من اجل سلامتهم فذهب بعضهم الى دول الشرق الاوسط و البعض الآخر طلب اللجوء السياسي في بلدان اوربا . في 7 كانون ثاني و تحت عنوان "الربيع الصامت: تكميم الصحافة بشأن الاحتجاجات العراقية"، قال موقع روسيا اليوم "حرية الصحافة بعيدة في بلد يجري فيه سجن الصحفيين وضربهم او قتلهم من قبل القوات الاميركية وقوات الدولة ". و مثلما في اماكن اخرى من المنطقة، فقد بدأ العراقيون بالاحتجاج من اجل الحرية و العدالة الاجتماعية، الا ان الصحفيين الذين حاولوا تغطية الاحتجاجات تعرضوا لتكميم الأفواه . المصدر هنا |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق