بالعـــــــــــــــــربي:- ربيع اروبا الشرقية
يكشف زيف الوعود الاورو-امريكية
من Sultan Alherwy في 17 يناير، 2012 بولندا
قد يستغرب البعض مما سيقراْه هنا ،وقد تثار حفيظة البعض الاخر وخاصة اولئك الذين لايزالون يعتقدون بان ما جرى ويجري في بعض الدول العربية والاسلامية هو حرب على الارهاب ،او تحرير ، اوحتى كما يحلو لهم ان يسموه الربيع العربي ؟؟؟؟
-سنعود قليلا الى الوراء وتحديدا الى تسعينيات القرن العشرين (ربيع اروبا الشرقية) كما كان الامريكان واروبا الراْسمالية يطلقون عليه ائنذاك- عندما بداءت منظمة (التضامن) في بولونيا والتي تزعمها احد العمال في احواض صناعة السفن البولونيا (لخ فاونسا) والذي اصبح رئيسا للبلاد بعد الانتخابات البرلمانية والتي فازت بها (منظمة التضامن) التي قادت الاحتجاجات ضد الحزب الشيوعي البولندي بتحريض من الولايات المتحدة واروبا الراءسمالية والذين كالوا الوعود لكل شعوب اروروبا الاشتراكية حينها بان هذه الشعوب ستنعم بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وبخدمات الدولة الاجتماعية والاقتصادية الخ----- الخ
ولكن هل نفذت هذه الوعود تجاه هذه الشعوب التي ساعدت المعارضة وساسة تلك الدول على التربع على كراسي البرلمانات ،وتشكيل الحكومات بل القفز الى رئاسة تلك الدول والحصول على جوائز نوبل للسلام –
-اقول لولا الموقف الشعبي والمسيرات المنظمة التي لم تتعرض لاي منجز وطني او موْسسة من موْسسات الدولة او تبني العنف والسرقة والنهب وقطع الطرق ،ولم يعملوا على حرمان المواطن من الكهرباء والغاز ومشتقات النفط بل تركوا كل ذلك للدولة والحزب اللذين يطالبون باسقاطهما لكي يديران امور البلد والمظاهرات والاحتجات مستمرة –-باستثناء ما حصل في رومانيا وبلغاريا وفي المانيا الشرقية انها (البروستريكا) التي بدائها الرئيس الروسي (ميخائيل غورباتشوف) والتي كانت بمثابة الحقنة شديدة الانعاش قليلة التاثير على قتل الالم انعشت المواطن الاروبي بالوعود بالديموقراطية والمساواة ولكنها لم تقضي على الفقر ولم تنقل المواطن تلك النقلة النوعية التي وعدوه بها لان اروبا الراْسمالية والادارة الامريكية كانت اسرع من غورباتشوف وحقنته فا وكلت الامر لبوريس يالتسن الذي انقض على البروستريكا والبرلمان وغورباتشوف وحقن الشعب الروسي بجرعة اكثر فعالية من حقنة غورباتشوف عندما جاء للسلطة في 10 يونيه وتم انتخابه في 12 يونيه واصبح اول رئيس لجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية الا ان حقنته للشعب الروسي فقدت فعاليتها في 1992 عندما تدنت مستويات المعيشة وتدهورت كافة الخدمات وازدادت معدلات البطالة وتزايد التظخم وانتشر الفساد مما ادى الى انحسار دور الدولة وتدهور الوضع الاقتصادي وبرزت الجريمة المنظمة او ما يعرف (بالمافيا الروسية)وتغلغلها في معظم مناحي الحياة في روسيا ،واستمر الحال كذلك حتى بعد فوزه بالانتخابات للمرة الثانية في عام 1996 حت استقال فجاْة من منصبه في عام 1999 في خظابه الشهير الذي اعتذر فيه للشعب الروسي عن عدم قدرته لتحقيق احلام الشعب الروسي ----هكذا كانت تعاملات ابطال الربيع الامريكي الاوروبي مع الشعوب التي اوصلتهم لاعلى المراكز في دولهم فهل تتعظ شعوبنا من الربيع الامريكي الاروبي الراْسمالي ووعودها بالديمقراطية والحرية وحقوق الانسان والخدمات وزيادة دخل الفرد والرعاية الصحية -0-----الخ ؟وكذلك الحال في بولونيا الدولة التي كانت محط انظار الجميع لما تتمتع به من موقع جغرافي واراض يمكنها ان تسد كل احتياجات اوروبا في الغذاء والفواكه اضافة الى كونها مركز حلف وارسو الذي كان طعنة في خاصرة امريكا وحليفاتها من الدول الاوروبية في حلف شمال الاطلسي(الناتو) والتي اصبحت بولونيا عضوا فيه بعد انهيار المنظومة الاشتراكية وتربع ابطال الربيع الامريكي -الاوروبي على كراسي السلطة تناسوا كل الوعود التي وعدوا بها الشعب وتركوا الشعب يتاْرجح بين الديموقراطية المزعومة والوعود الكاذبةالتي لم يتحقق منها شيئا بل بالعكس وادت البطالة بعد ان كانت لاتوجد بطالة تقريبا وزادت تكلفة الدراسة بعد ان كانت مجانية وزاد تعاطي المشروبات الروحية بعدان كانت ممنوعة قبل الواحدة ظهرا واصبحت محلات الكحول مشرعة ابوابها 24ساعة وزادت الدعارة وقد كانت ممنوعة رسميا ولم تكن ضريبة الدخل تحسب على هكذا عمل لانه كان يعتبر ممارسة عمل لااخلاقي ففتحت لها وكالات خاصة ونظم لها قانون ضرائبي خاص وتغلغلت المافيا المنظمة في الحياة اليومية وعم ارهابها المواطن العادي وهكذا هي نعمة الديموقراطية الغربية حيث اصبح المواطن البولوني يحوب اروبا للبحث عن عمل بعد ان تم بيع المنشات الصناعية والخدمية للقطاع الخاص الاروبي والذي انسحب عليه فصل معظم العمال والفنيين و اللذين اعتبرتهم الادارات الجديدة بانهم اعدادا خارج الحاجة الامر الذي ادى الى عدم قدرة هذه الفئة دفع ايجارات المساكن فطردة اسر باكملها من بيوتها وانتشر الطلاق والفساد وتشرد اطفال نتيجة الوعود الزائفة والديقراطية التي احرمتهم ابسط حقوقهم في العيش .
---فهل سنستفيد نحن العرب من الكذب الامريكي- الاروبي؟
انتهت الاشتراكية في اروبا وتسلمت السلطة الاحزاب الدينية او القريبة الى الكنيسة وكذلك الحال في الدول العربية التي قامت فيها الهبات الشعبية تونس "مصر بالاضافة الى التي تنتاصف السلطة باليمن وما يجري في سوريا من قبل الاخوان المسلمين قد يظن البعض اننا عندما نطلق على ما جرى ويجري في المنطقة العربية بالهبات الشعبية باننا ضد الديموقراطية او ضد التغيير ،وقد يخطئ من يظن ذلك الا ان هناك مقومات للثورة وهناك طرق واساليب للتغيير ونشر الديموقراطية والحرية والعدالة لان نتيجة تلك الهبات لم يجني منها الشعب ما كان يطلبه من الانظمة التي سقطت ولا من المعارضات التي شاركت في السلطة سوى تغيير الوجوه فالذي حدث في اروبا من ربيع يكررنفسه في الدول العربية وستثبت ذلك الايام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق