في العام التاسع لاغتياله نقف نحن وغيرنا اعداء ومحبي صدام مسحورين من وقع الرسائل الفريدة التي بعث بها لحظة استشهاده والتي اخذ اعداءه قبل محبيه يفهمونها ويكتشفونها تدريجيا، فقد اجبر العالم كله بدوله واحزابه وشخصياته على اعادة النظر برؤيتهم لصدام ولحزب صدام وقطر صدام.
فما هي اهم تلك الرسائل؟
1- الرسالة الاولى البعث كنز الامة الاثمن: ابتسامة صدام وهتافاته لحظة اغتياله كانت قنبلة تفجرت وايقظت نائما لم يكن يرى الا ما يريد رؤيته فانغرست صور صدام في وعي امريكا رغما عنها كما ينغرس السهم في هدفه لترى حقائق اخرى وفي المقدمة حقيقة انها ستجبر على دفن اوهامها حول العراق وحزب العراق وقائد العراق وتدرك ان صدام وحزب صدام وقطر صدام ليسوا من نماذج قادة جمهوريات الموز التي تعرفها، فهم صناع التاريخ الذين ينحتون الجبال الرواسي حتى تنحني لهم طائعة، ولهذا فمستقبل امريكا في العراق وربما في المنطقة سيكون رهن قرار شعب العراق وحزب الشهداء وبعكس ما تعتقد هي وضد ما جاءت من اجله للعراق.
2- الرسالة الثانية لواشنطن وطهران وتل ابيب : صدام ليس كما وصفتموه في اعلامكم وصرفتم انتم واسرائيل الغربية وتوأمها اسرائيل الشرقية مليارات الدولارات لاجل شيطنته بالتلفيقات والاكاذيب وتشويه الحقائق ففي لحظة واحدة عندما ابتسم وهو يدخل باب الخلود هدم اسس كيان دعايتكم حوله وعن العراق الذي بناه وعن حزب الشهداء الذي افتداه، وعندما تتهدم اسس اي كيان تبقى مسالة انهياره عبارة عن لحظات اخرى قادمة حتما، وها نحن بعد تسع سنوات نرى كيف انهارت بنايات الشيطنة وعرف العالم كله ان صدام البعثي العربي ليس كما صوروه بل هو بطل الفروسية وبطل البناء في القرنين واسطورة القرون القادمة كلها.
شاهد العالم اسطورة حية لحظة الاستشهاد لم يعرفوا شيء قريب منها الا في الاساطير وكتب التاريخ لكنهم في تلك اللحظة المقدسة رأوا الاسطورة امامهم بكل تجلياتها الاخلاقية قبل البطولية عندما كانت اول كلماته قبل الاستشهاد وهو يعتلي درجات سلم الاعدام (يا الله)، وعندما احاطت رقبته المقدسة حبال الموت هتف باسم رمز هويتنا فلسطين، ثم ختم هذا الفصل الفريد والاستثنائي في التاريخ البشري بترديد الشهادة مرتين!
هل عرفتم ايها القتلة في واشنطن وتل ابيب وطهران قصة كقصة صدام حتى في الاساطير الاولين؟ يقينا كلا وحتى لو وجدنا فاننا نرى الاساطير محض تقليد لبطولة صدام وهي تسعى لاهثة لتلحق بفرادة صدام، انتم بأزاء مخلوق اسطوري حي عاش بيننا وتنفس معنا واكل مثلما نأكل وانتصر في معارك القيم مثلما انتصر في معارك البناء، وكثير منا عرفه كصديق او صافحه كقائد، لهذا فاننا عندما نعيش في زمن تحدث فيه اكثر اساطير الكون تجسدا ماديا وفرادة نكون مدرسة نعلم فيها ابناءنا معنى الشرف والبطولة وحب الوطن واحترام الوقت وقبل هذا وذاك واهم من هذا وذاك التمسك بوحدانية الله. هذه رسالة عرفها العدو قبل الصديق، الم يبعث الضابط الامريكي الذي كان في قاعة الاغتيال برسالة لزوجته يؤكد فيها انه راي مشهدا فريدا لم تصدقه عيناه ولم يقرا عنه ولم يسمع بمثله؟ عواصم الشر الثلاثة استلمت الرسالة بوضوح.
3- الرسالة الثالثة لقد قتلتم مشروعكم الامبراطوري بغزو العراق : من بين اهم الاعترافات التي تؤكد استثنائية عظمة صدام هو ما نقلته قناة RT عن القائد السابق لحلف شمال الأطلسي والجنرال الامريكي المخضرم ويلسي كلارك قوله "لم نفهم ماذا كان يقصد صدام حسين عندما قال ستفتحون أبواب جهنم إذا تمكنتم من الإطاحة بي"، ثم أضاف كلارك "والآن بات كل شيء واضحا". ماذا قصد الجنرال كلارك بقوله (الان بات كل شيء واضحا)؟ انه يقصد بوضوح بان ما تراه عواصم الشر الثلاثة هو ينابيع العراق التي تتدفق منها كنوز المقاومة والصمود والبطولة والتضحية غير المحدودة من اجل ان يبقى العراق عربيا وشامخا ومنارة تنير لكل العرب من محيط موريتانيا الى خليج العرب.
اليوم يرى العالم كيف ان نبوءة صدام بهزيمة امريكا واسرائيل الشرقية تتحقق بالكامل فنحن نرى الان انحدار اسرائيل الشرقية من قمتها متدحرجة بسرعة، ونرى امريكا تبحث عن حلفاء حتى هوامش العالم اصبحت مهمة بالنسبة لها كي لا تنهار اليوم مؤجلة تفككها الحتمي للغد القريب كما تؤكد كل المؤشرات، مقابل ذلك يرى العالم حزب الشهداء الذي انجب صدام يعود بقوة اكبر بطلا للساحة ومفتاحها واملها رغم كل جراحاته وخسارته لاكثر من 160 الف شهيد. الم نقل لكم ان البعث اسم على مسمى؟
لقد ادت عملية غسل الادمغة العالمية لشيطنة اعداء امريكا بالاكاذيب الى خداع حتى قادة امريكا بما فيهم القائد العسكري وعضو الكونغرس فصدقوا الاكاذيب ولهذا كانوا يرون كل مناهض لاستعمارهم دمية فاسدة وهزيلة مثل رؤساء امريكا اللاتينية الذين استخدمتهم المخابرات الامريكية في ترويج المخدرات ثم تخلصت منهم لكن امريكا حينما رات صدام لحظة اغتياله سقطت تلفيقات غسل الدماغ وعرفت ان صدام قديس لن تجد مثله ابدا فيها وخارجها.
4- الرسالة الرابعة اعترفوا قبل ان تجبروا : صدام معبرا عن اصالة حزبه نصحهم مرارا وفتح لهم ابواب الفرص لكنهم وقد وقعوا في فخ اكاذيبهم ظنوا ان قوتهم هي مفتاح العالم فاكتشفوا انها مفتاح صندوق باندورا ففتحوه وتطايرت كل مخلوقات الكون التي تريد دفن امريكا قبل ان تتفسخ جثتها في العراء، الذين لم يصدقوا هذه الرسالة كان عليهم الانتباه فقد بدأت الاعترافات تترى من قادة امريكا وبريطانيا وهم مصدر شرور عالمنا بخطأهم وسوء تقديرهم لنوعية صدام ولمعدن حزبه ولاصاله شعبه، وتلك هي مقدمات للمحكمة الاكبر.
المجد لرجل نحت لنفسه مكانا في اعلى سلم للتاريخ وتربع عرش الشرف وامتطى صهوة الفروسية فدخل في ذاكرة كل الناس كاول رجل يصور وهو يغادر الحياة والابتسامة تعتلي محياه في لفت نظر شامل للعالم كله الى ان قيم الانسان اقوى من غريزة البقاء.
والان هل هناك من يسأل لم نحب صدام؟
30-12- 2015
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق