كيف نعجل بانهيار اسرائيل الشرقية (ايران).. وما هي الطرق الأنجع..!؟ - استقراء هام
ليس حلا غريبا بل هو المخرج العملي من ازمات وجود طرف معتد وتوسعي هو اسرائيل الشرقية، اذا ان خير وسيلة لانهاء شروره هي اجباره على توسيع رقعة تورطه لتحميله اكلاف باهضة ماديا وبشريا يعجز عن تحملها، وعندها تبدا عوامل تفككه تظهر واحدة بعد الاخرى، ولهذا فان الجيوش الناجحة تتجنب خوض عدة معارك رئيسة في اكثر من جبهة في نفس الوقت حرصا على عدم توريطها في عمليات استنزاف كبيرة تحرمها من النصر بل قد تحوله الى هزيمة نكراء.
وامامنا النازية في المانيا وكيف انه ورغم تفوقها العلمي والتكنولوجي وتمتع جنودها بمعنويات عالية نتجت عن عمليات اعداد عقائدي فانها في النهاية خسرت الحرب العالمية الثانية نتيجة توسعها العسكري الذي تجاوز حدود قدراتها وتحملها فاستنزفها وحرمها من المرونة في التحرك وادامته.
هذا المثال كاف لدخول موضوعنا وهو اسرائيل الشرقية التي توسعت بطريقة يمكن جعلها وسيلة انتحارها وتفككها السريع، فهي الان تستعمر العراق وسوريا وتقاتل لاستعمار اليمن وتفرض هيمنتها على لبنان وتدعم ميليشياتها في الوطن العربي والعالم وتخصص اكثر من 70% من مواردها لتغطية النفقات وشراء الانصار حارمة شعوبها من العيش الكريم في بلد لديه موادر هائلة ويعد غنيا، وبسبب هذا التوسع تفاقمت ازمتها الاقتصادية وزاد العجز في مواردها لكنها عوضت عنه بسرقة موارد العراق عبر نغولها فيه، فقد تبين ان اكثر من 600 مليار دولار مال نقدي قد سلم لها من قبل حكومة المالكي من ما مجموعه اكثر 800 مليار دولار اضافة لاموال اخرى غير محددة ولكنها تتجاوز 500 مليار دولار، وبذلك تمكنت من مواصلة توسعها الاستعماري في الاقطار العربية.
الان خزينة العراق افلست ولم تعد قادرة على دعم الجهد العسكري والسياسي لملالي طهران بينما زادت حدة الصراعات معها من اجل طردها وتحرير الاقطار التي احتلتها، فهل بالامكان استخدام هذه الحالة الحساسة جدا لاجل الحاق الهزيمة بها باسرع وقت وبأقل التكاليف؟ نعم بالامكان وهنا نجد خارطة الطريق الواضحة والاقل تكلفة والاقصر وقتا :
1- تصعيد القتال في كافة الجبهات في وقت واحد او متزامن وعدم السماح لها بالمناورة بالمال والقوات واجبارها على زيادة تكاليف حروبها في كل الجبهات.
2- فتح جبهات تبدو هادئة لها نسبيا مثل لبنان وتحويل الصراع الى حالة تفرض عليها زج المزيد من القوات والمال فيها.
3- دعم كافة القوى والمنظمات التي تناهض الغزو الايراني وبغض النظر عن الموقف السابق منها او بتأجيل الصراع معها مرحليا واعتبار الخلافات الايديولوجية والسياسية خلافات ثانوية يمكن تحملها والتحالف في ظل وجودها لاجل حشد اكبر عدد ممكن من القوى ضد اسرائيل الشرقية ووضعها امام تحد غير مسبوق.
4- الاعتماد على النفس اولا واخيرا وتجنب المراهنة على الدعم الخارجي او الاجنبي لانه ملغوم كما اثبتت مواقف امريكا من الكارثة السورية والعراقية واليمنية وغيرها.
5- فتح ابواب التطوع للمجاهدين العرب من كافة الاقطار لاجل القتال ضد اسرائيل الشرقية ونغولها تماما كما فعلت الاخيرة وزجت بالاف المقاتلين التابعين لها في معارك العراق وسوريا وغيرها.
6- دعم الاعلام المقاوم وسد نواقصه واستئصال الالغام المبثوثة في قنوات محسوبة على الطرف المناهض لاسرائيل الشرقية لكنها في الواقع تخدمها بصورة مباشرة او غير مباشرة كما هو حال قناة العربية التي اخترقت بعناصر موالية لاسرائيل الشرقية كشفت وجهها القبيح تدريجيا. ان توحيد ستراتيجية الاعلام العربي المناهض للغزو الايراني ضرورة لابد منها من اجل توحيد موقف الجماهير العربية توعيتها بطريقة فعالة وصحيحة.
7- تعرية وعزل نغول اسرائيل الشرقية العرب الذين يدافعون عنها بلا خجل او بقايا شعور وطني واحساس قومي ويقومون بخدمة الفرس ومطامعهم الاستعمارية ويستخدمون كسلاح ايراني صريح ضد القومية العربية.
8- تحويل جهد بعض الفضائيات العربية نحو البث باللغة الانكليزية واستخدام اسلوب مقبول من قبل الغرب لاجل كشف ممارسة امريكا وبعض الدول الغربية لسياسة مزدوجة ظاهرها مناهضة اسرائيل الشرقية وباطنها دعمها ودعم الارهاب الذي ترعاه بكافة اشكاله. ان هذا التوجه للرأي العام الغربي يقلل من قدرة حكومات الغرب على مواصلة سياسة دعم اسرائيل الشرقية.
9- دعم نضال شعوب القوميات الواقعة تحت الاستعمار الفارسي على التحرر خصوصا الشعب العربي الاحوازي، لان تحرر هذه القوميات يشكل اولا وقبل كل شيء عامل استنزاف هائل وخطير لملالي طهران يمهد لسقوطهم بانتفاضة شعبية.
10- دعم المعارضة الايرانية الفارسية مثل مجاهدي خلق وغيرها من اجل زيادة الضغط على الحكومة ومضاعفة تكاليف صراعاتها الداخلية والخارجية.
هذه بعض خطوات ملامح طريق الخلاص من شرور اسرائيل الشرقية بنيت على اساس قوي وهو انها لن تستطيع مواصلة حروب متزامنة في اكثر من قطر عربي وعالية الحدة والتكلفة ولفترة طويلة واذا اصرت على مواصلتها فان النتيجة الطبيعية المتوقعة هي انهيارها من الداخل وتسريع عوامل تفككها. ويمكن التأكيد على ان عاصفة الحزم ورغم انها غير متكاملة الا انها كشفت عن الكثير من الحقائق حول نقاط ضعف اسرائيل الشرقية والتي كانت تخفيها تحت غطاء العنجيهية والتطرف والمبالغات في قوتها وامكانياتها. ولهذا فان عاصفة الحزم يمكن ان تكون القوة الرئيسة التي تهدم المعبد على رؤوس حكام اسرائيل الشرقية وتغير اتجاهات الصراع حتى لو وقف الغرب رسميا وفعليا معها.
مرة اخرى هل هذا ممكن؟ نعم ولدينا مثالان واضحان الاول هو كيفية انتهاء حرب اسرائيل الشرقية على العراق فقد انتهت فقط حينما دخل هاشمي رفسنجاني على خميني وقال له مرعوبا: (اذا لم نوقف اطلاق النار مع العراق فان الجيش العراقي سيصل الى طهران) فاجبر على شرب السم الزعاف، اما المثال الثاني فهو ان اسرائيل الشرقية قبل الرد السعودي على مهاجمة سفارتها وقنصليتها فيها تختلف عن اسرائيل الشرقية في مرحلة ما بعد الرد السعودي، قطع العلاقات الدبلوماسية والانتقال من سياسية الدفاع السلبي الى الهجوم الايجابي على حكام الفرس ورفض الحوار معهم وتصعيد الرد عليهم جعلهم يتحولون الى قطط ناعمة تتمسح تملقا وخوفا وخديعة واختفى الوحش الذي لا يتوقف عن الصراخ والتحدي والعدوان. ومن انجازات ذلك الكبيرة والخطيرة ان فترة مابعد الهجوم على السفارة اصبحت خطا فاصلا بين مرحلتين من تاريخ العنجهية الايرانية حيث اصبحت اسرائيل الشرقية تتوسل السعودية وتظهر الود والتعقل والميل للمصالحة!
هذان الدرسان يؤكدان بان النخب الفارسية القومية لا تفهم الا لغة القوة وتفسر الصبر وعدم الرد بقوة ليس على انه تعقلا وحكمة بل على انه ضعف وخوف منها. فهل المعنيين بالصراع على استعداد لتعظيم ايجابيات عاصفة الحزم ونقلها الى مستوى خط ستراتيجي ثابت في التعامل مع اسرائيل الشرقية لضمان اجبارها على التوقف عن العدوان والتوسع؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق