قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 14 سبتمبر 2024

التشجير وزيادة المساحة الخضراء من أهم الطرق لمواجهة التحديات المناخية وتغذية الأحواض المائية في اليمن

 

تعّر تحميل 'image.png'.


خالد عبد الله الجفري

كلية النفط والمعادن

جامعة شبوه


بسم الله الرحمن الرحيم

 

مقدمه

لقد احدث الإنسان كإرثه بيئية كبيره بزيادة مستوى الكربون في الجو مما اثر تأثيرا كبيرا على الكره الأرضية بزيادة حجم الغازات الدفيئة وزيادة الأخطار بالتغيرات المناخية الواضحة ،وأهمها زيادة حرارة الكره الأرضية.

كما إن الإنسان باستنزافه للمياه سوءا كانت سطحيه او حقول وخزانات جوفيه تجمعت عبر منذ آلاف السنين، دون التفكير في تغذية تلك الحقول بما يتناسب مع الاستهلاك أو الاستنزاف, لذا فإن الدراسات أثبتت إن التشجير المتوازن هوا من أهم الطرق التي يمكن بها مواجهة التغيرات المناخية وكذلك فإن التشجير يزيد من حجم تساقط الامطار أي يزيد من تغذية الأحواض والحقول المائية.

·        تعريف عملية التشجير

هو عملية إنشاء غابة جديدة في مكان لم يسبق له أن سمي بالغابة، ويتم التشجير لكسب رضا البيئة التي لطالما دمرها أبناء الأرض بسبب التلوث الحاصل والذي يعود لعدة أسباب عمرها آلاف السنين، فجعلت هذه الأسباب التشجير ضرورة بيئية ملحة يجب البدء بتنفيذها حالا.

 

·        الأهداف

للتشجير أهداف واسعة أهمها :

1-    التشجير مهم جدا للحد من التغيرات المناخية(1)

أن الحفاظ على الغطاء الحرجي أمر حتمي للحد من انبعاث الكربون، ودراسة تأثير التشجير أو إعادة التحريج على المناخ باستفاضة مهم جدا للحد من تأثير التغيرات المناخية.

ويعد ارتفاع درجة الحرارة الناتج عن الغازات الدفيئة ظاهرة عالمية حيث يتم ملاحظتها بصورة جيدة في سجل درجات الحرارة العالمية وفي سجلات درجات الحرارة الإقليمية كذلك. وعندما تتم مقارنة محاكاة الآثار الإقليمية لاستخدام الأراضي على المناخ مع محاكاة أثر الغازات الدفيئة ووجود المساحات الخضراء التي ترطب الجو وتقلل انبعاث الكربون بل وتخزن الكربون من خلال عملية البناء الضوئي وإنتاج الأكسجين وكذلك عملية التبخر والنتح يتبين أهمية التشجير لتقليل تأثير التغير المناخي.

 

2-    زيادة هطول الإمطار لتغذية الأحواض المائية(2)

وقد قامت دراسة رصد مثيرة للاهتمام (سبراكلين وآخرون 2012) بتحليل بيانات الاستشعار عن بعد للأقمار الصناعية الخاصة بهطول الأمطار الاستوائية والغطاء النباتي. وقد وجدت أنه لأكثر من 60 بالمائة من الأراضي الاستوائية أنتج الهواء الذي مر فوق غطاء نباتي كثيف في الأيام القليلة السابقة ضعف الأمطار تقريباً التي أنتجها الهواء الذي مر فوق غطاء نباتي أقل كثافة.

كما خضعت منطقة أخرى للبحث المكثف وهي منطقة الساحل في أفريقيا الشمالية، حيث أظهرت معظم دراسات النمذجة مناخاً أكثر دفئاً وجفافاً بسبب فقدان الغطاء النباتي. وكانت منطقة أفريقيا الشمالية أكثر رطوبة ومدعومة بغطاء نباتي خصب قبل 6,000 عام. وقد توصلت الدراسة إلى أن الغطاء النباتي الأكثر إنتاجية في ذلك الوقت أدى إلى تعزيز هطول الأمطار.

(كما توصلت دراسة حديثة إلى أن زراعة 20% من الأشجار في جميع أنحاء أوروبا لن يساعد فقط في منع آثار تغير المناخ، بل سيزيد من هطول الأمطار في القارة أيضًا، ويقول الباحثون، إن التغييرات في الغطاء الأرضي بإضافة الغابات، يمكن أن يكون له تأثير جوهري على الظروف الجافة المرتبطة بتغير أنماط الطقس، مع تغيير أنماط هطول الأمطار بمعدل 7.6% في الصيف)

يمنع تآكل التربة(3)

إن تآكل التربة هي مشكلة شائعة في الأراضي القاحلة، حيث تشهد هذه الأراضي القاحلة عادةً رياحًا قوية تحمل جزيئات كبيرة من التربة، مما يؤدي إلى تآكل التربة مع التأثير سلبًا على جودة الهواء، وخير مثال على ذلك هو وعاء الغبار الذي ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالزراعة المكثفة والمساحات الشاسعة من الأراضي القاحلة. كما تتعرض الأراضي القاحلة للكوارث الطبيعية مثل الفيضانات عند هطول الأمطار، مما قد يؤدي إلى نقل التربة السطحية إلى الأنهار وربما مصادر المياه في المنطقة، وهنا يساعد التشجير على معالجة جميع قضايا تآكل التربة والأراضي القاحلة في نفس الوقت.

3-    يحافظ على الحياة البرية(4)

عندما تتضاءل الغابات ستتضاءل الحياة البرية أيضًا، حيث تعاني الحيوانات البرية أكثر من غيرها عندما يغزو البشر الغابات ومصادر رعيها الأخرى، واليوم كانت معظم الأماكن التي بناء فيها البشر مدنًا وعقاراتها كانت أماكن رعي وسكنى للحياة البرية، ومع استمرار الأنشطة البشرية في التوسع تضاءل عدد الأحياء البرية التي تعيش في مناطق غير محمية. وعلاوة على ذلك ما لم يتم اتخاذ تدابير صارمة فإن معظم هذه الحيوانات سوف تنقرض، وهنا يساعد التشجير على ضمان وجود غابات كافية للحياة البرية لتزدهر فيها، حيث أن تلك الحيوانات التي دفعت من مصادر رعيها الطبيعية من خلال الأنشطة البشرية يمكن أن تنتقل إلى الغابات الجديدة، ولهذا السبب يمكن أن يساعد التشجير في حماية الحيوانات البرية.

4-    المساعدة في زيادة رقعة الأراضي المخصصة لرعي الماشية و لرعي النحل .(5)

5-    تساهم عمليات التشجير في مقاومة التصحر وغزو الصحارى للأراضي الزراعية.(6)

·        ما هي الأشجار التي يتم استخدامها في عملية التشجير؟

يجب زراعة الأشجار المحلية؛ باستخدام الأشجار التي لا ترهق مخزون المياه، مثل السمر و السدر والشوحط والسقم والغضا والطلح، والصمغ العربي, وغيرها من الأشجار المحلية والمعمرة، التي يستفيد منها المواطن وتستفيد منها الحيوانات والحشرات مع اختيار الوقت المناسب للتشجير حسب استشارات من وزارة الزراعة ومكاتب المحافظات.

·        طرق التشجير وزيادة المساحة الخضراء

1- الأعمال التطوعية لطلاب المدارس والجامعات.

2- الإدارات الحكومية ومكاتب الوزارات في المحافظة والمديريات.

3- الجنود من القوات المسلحة (جيش وأمن).

4- المواطنين والأهالي في القراء من خلال حثهم على التشجير,والاستفادة من مياه الوضوء

في المساجد ومياه المخرجات في البيوت .

5- الاستفادة من المناطق الأخرى التي مارست التشجير قبلنا . حيث إن التشجير في إفريقيا

نيجيريا و الحزام الأخضر حيث تم حفر حفره دائرية بقطر (3-5 متر وعمق 20-50 سنتيمتر) وتزرع الشجيرة في المركز وعند هطول الأمطار تمتلئ الحفرة بالماء مما يساعد الشجيرة على الاستمرار فتره زمنيه حتى تغرس جذورها ويعزز صمودها , وهذا ملاحظ عندنا حيث إن الشجيرات بجوار (الكرفان) تستمر في النمو حتى يحين موسم الأمطار القادم.

6- تحدد فترات الحملات قبل موسم الأمطار بفترة قصيرة لكي تستفيد الشجيرات من الأمطار.

 

·        لتحقيق تنميه مستدامه للتشجير يجب أن :

1_  غرس الأشجار المعمرة.

2_ غرس الأشجار ذات المردود الاقتصادي مثل اللبان والصمغ العربي والصندل و السدر و غيره.

3_ على السلطة تحديد مناطق محميه من الرعي الجائر والاحتطاب الجائر.

 

·        للقيام بهذه المهام لابد من الآتي :

1-    القيام بحملات توعيه مكثفه بأهمية التشجير من خلا ل حملات إعلاميه مكثفه ومخطط لها جيدا.

2-    على السلطات المحلية القيام بتحديد مناطق تعلن إنها محمية يتم فيها التشجر, وذلك لحمايتها من الرعي والاحتطاب الجائر.

3-    على وزارة الزراعة والمياه ومكاتبها في المحافظات عمل مشاتل للإكثار من الشجيرات التي ستستخدم في الحملات.

·        أماكن مقترحه للتشجير

1- عند البيوت في القرى وحوالي المساجد.

2- حوالي المدن وعواصم المحافظات وفي أطراف المدن.

3- التشجير المخطط له داخل المدن كالحدائق العامة وفي الشوارع.

4- داخل و حوالي المعسكرات و حوالي النقاط الأمنيه الثابتة.

5-إقامة حملات تشجير في أماكن مختلفة كأعالي الوديان وعند حواف الأراضي الزراعية

لمساعده في عدم انجراف التربة.

6- المسطحات في أطراف الصحراء والمسطحات المرتفعة على الجبال كالجبل الأبيض.

7- المناطق المعرضة لغزو الصحراء (التصحر) وحواف الأراضي الزراعية في الوديان وقرب الصحراء.

·        تمويل عمليات التشجير

1-    على السلطات المحلية تخصيص مبالغ من دخلها (التحسين) توضع في صندوق خاص

بدعم عملات التشجير وفي التوعية العامة بأهمية التشجير.

2- المؤسسات والكيانات التي لها تأثير على البيئة أو تلك التي تهتم بالبيئة وهي كالآتي:

أ‌-       وزارة الزراعة والري .

ب‌-  وزارة النفط والغاز.

ت‌-  شركة الاستثمارات اليمنية.

ث‌-  شركة النفط اليمنية.

ج‌-    شركة الغاز المسال اليمنية.

ح‌-    شركات تكرير النفط.

خ‌-    الشركات النفطية العاملة في الحقول اليمنية.

د‌-      الشركات العاملة في مجال النفط والمتعاقدة من الباطن.

ذ‌-      المنظمات الدولية المهتمة بالمناخ ومنظمات المجتمع المدني اليمنية ذات الصلة.

على السلطات اليمنية والسلطات المحلية التواصل مع تلك المكونات وجمع الأموال في صندوق التشجير المقترح .

توضع لائحة تنفيذيه ماليه للصندوق تضمن صرف تلك المبالغ على حملات التشجير والحملات الإعلامية بأهمية التشجير التي تشرف عليها السلطة المحلية ومكاتب وزارة الزراعة  وعلى المشاتل التي تكاثر الشجيرات المرغوب تشجيرها.

·        التوصيات

1-    توجد شجيرات مقاومه للجفاف مثل (السيسبان) عند التشجير بها يجب ان نقارن بين الاستفادة من تشجيرها وبين مخاطرها على التربة الزراعية والقنوات والسواقي أي (مكافحة مضارها).

2-    دراسة الفيضانات وتأثيرها على الموطن وعلى التربةالزراعية والحد من تأثيرها, كتناسب مع زيادة التشجير الذي سيزيد من الأمطار.

3-     دراسة وإقامة حزام أخضرحول الربع الخالي تشترك فيه السعودية, اليمن, عمان والإمارات العربية.

4-    عمل خطه طموحه لإيصال اليمن إلى الحياد المناخي و التعادل الحراري والبيئي خلال فتره زمنيه لا تزيد عن عشرين سنه.

 

·        الخلاصة

إن فهم الأخطار المحدقة بالكره الأرضية عامه والوطن خاصة من تأثير التغيرات المناخية وزيادة درجة حرارة الجو وكذلك باستنزاف الموارد المائية الطبيعية من الحقول المائية سواء كانت سطحيه أو جوفيه .

يؤدي كل ذلك إلى وجوب التفكير ومواجهة الإخطار بإعداد دراسات وبحوث وخطط للقيام بأعمال جديرة بان تحد من تلك الإخطار وهنا نتعرف على واحد من الطرق الهامة وهي التشجير وزيادة المساحة الخضراء وقد حددنا الأهداف الحقيقية التي يجب الوصول لها من خلال التشجير وهي :

إن التشجير مهم جدا للحد من التغيرات المناخية, و زيادة هطول الإمطار لتغذية الأحواض المائية, كما يمنع تآكل التربة. ويحافظ على الحياة البرية, كما يساعد في زيادة رقعة الأراضي المخصصة لرعي الماشية و لرعي النحل, كما تساهم عمليات التشجير في مقاومة التصحر وغزو الصحارى للأراضي الزراعية.

كما حددنا طرق تمويل التشجير وهي :

على السلطات المحلية تخصيص مبالغ من دخلها (التحسين) توضع في صندوق خاص بدعم عمليات التشجير وفي التوعية العامة بأهمية التشجير.وكذلك المؤسسات والكيانات التي لها تأثير على البيئة أو تلك التي تهتم بالبيئة مثل وزارة الزراعة والري .وزارة النفط والغاز. و شركة الاستثمارات اليمنية. وشركة النفط اليمنية. وشركة الغاز المسال اليمنية، وشركات تكرير النفط ،والشركات النفطية العاملة في الحقول اليمنية، والشركات العاملة في مجال النفط والمتعاقدة من الباطن، والمنظمات الدولية المهتمة بالمناخ ومنظمات المجتمع المدني اليمنية ذات الصلة.

كما حددنا طرق العمل و التي هيا قائمه على الأعمال التطوعية للأهالي في المدن و القرى وطلاب المدارس و الجامعات. وأيضا رجال القوات المسلحة (جيش وأمن)

كما طالبنا السلطات بإعداد الخطط لعملية التشجير وتوفير كافه الملتزمات له من الشتلات و المعدات كما حددنا نوع الأشجار التي تقاوم الظروف القاسية و التي هي السدر و السمر و القتاد و أللبان و الصندل وأشجار الصمغ العربي والصندل لتحقيق مكاسب اقتصاديه ومساعدة الرعاة في رعي مواشيهم .

كما طالبنا السلطة بتحديد مناطق كمحمية طبيعية من الرعي الجار و الاحتطاب الجائر ليتم التشجير فيها أولا .

وفي الأخير أوصينا بدراسة التشجير بواسطة (السيسبان) لان لها القدرة على مقاومه الظروف القاسية على أن تقارن فوائدها ومضارها على الأراضي الزراعية والقنوات والسواقي  .وكذا دراسة الفيضانات وتأثيرها على الموطن وعلى التربة الزراعية والحد من تأثيرها، كتناسب مع زيادة التشجير الذي سيزيد من الأمطار. وكذا دراسة إنشاء حزام أخضرحول الربع الخالي تشترك فيه اليمن السعوديه عمان والإمارات العربية.

ملاحظه

الحياد المناخي والتعادل البيئي والحراري هوا إن ما تقوم به ألدوله والشعب من انبعاث الكربون و الغازات الدفيئة تتناسب مع الانشطه التي تحد وتكافح التغير المناخي ومشاريع وأنشطة الحفاظ على البيئة وأهمها التشجير المتوازن.

·        المصادر

1-   1-- (JOHAN NESBURG) من موقع The New Humantarian

https://www.thenewhumanitarian.org/ar/khbr/2013/02/08/hl-ysbb-lshjr-lmzyd-mn-lmtr­­

2-  2--  المصدر السابق

3-   3-- أميرة شحاتة (دراسة: زراعة الأشجار تساعد في زيادة الأمطار خلال الصيف) اليوم السابع تجده على الرابط

https://www.youm7.com/story/2021/7/8/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D8%AC%D8%A7%D8%B1-%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D9%81%D9%89-%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%81/5382148

4-    4--جواهر ألخالدي (أهمية التشجير) من موقع (مفهرس) تجده على الرابط

https://mofhras.com/%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B4%D8%AC%D9%8A%D8%B1

5-    المصدر السابق

6-        6- المصدر السابق

         

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق