نتيجة للهجمات الأمريكية والبريطانيةإرتفاع عدد المواليد المصابين بعيوب خلقية حادة في العراق
بقلم جوليا كلاس/وكالة إنتر بريس سيرفس
الأمم المتحدة, أكتوبر (آي بي إس) - أكدت دراسة جديدة ما ردده الاطباء العراقيون علي مدي العديد منذ سنوات، أي أن هناك وباء فعلي للعيوب الخلقية النادرة، في المدن التي تعرضت لقصف المدفعية ونيران الأسلحة الصغيرة أثناء الهجمات التي قادتها الولايات المتحدة واحتلالها البلاد.
ويبدو أن المدينة الأكثر تضرراً هي الفلوجة (2004) الواقعة في وسط العراق، وكذلك البصرة في الجنوب (ديسمبر 1998، ومارس وأبريل 2003).
وتبين السجلات أن العدد الإجمالي للعيوب الخلقية التي شخصها الفريق الطبي في مستشفى البصرة للأمومة قد تزايد إلى أكثر من الضعف بين الأعوام 2003 و 2009.
أما في الفلوجة، يعاني أكثر من نصف الأطفال المولودين بين الأعوام 2007 و2010، من شكل من أشكال العيوب الخلقية، مقابل أقل من اثنين في المئة عام 2000.
موزاغان سافابيساهاني هي المؤلفة الرئيسية لأحدث دراسة صدرت في نشرة تلوث البيئة وعلم السموم، بعنوان "التلوث بالمعادن ووباء العيوب الخلقية الولادية في المدن العراقية".
وتقول أن في دراسة حالة 56 من أسر الفلوجة، أوضح تحليل المعادن في عينات الشعر التلوث بمعادن الأعصاب المعروفة: الرصاص والزئبق.
وتحدثت جوليا كلاس، مراسلة وكالة إنتر بريس سيرفس، مع موزاغان سافابيساهاني حول الأزمة الصحية في العراق والعواقب الطويلة الأجل للتعرض للمعادن الناجمة عن القنابل والذخائر.
وعند سؤالها عن توفر أي دليل على تأثير هذه المشكلة على المدن العراقية الأخرى أيضاً، أجابت:"هناك بحث أخر عن مدينة أخرى، وأعتقد أن هناك أشياء مماثلة. وأعتقد أنه من الممكن أن تتأثر كل الأماكن. ففي بعض الأماكن الأخرى نشهد حالات مماثلة ولكن لا توجد دراسات تشير إلى ذلك. وهناك احتمال كبير بأن الأماكن الأخرى التي تعرضت للقصف يظهر فيها أشياء مماثلة".
هذا ولقد وجدت الدراسة تشوهات خطيرة في الأطفال الرضع في وقت متأخر من عام 2010.
وبسؤالها عن عدد السنوات التي سوف يستمر فيها التأثر بالحرب، أجابت "عندما أتحدث بصفتي عالمة في السموم البيئية، أعتقد أنه طالما لا يتم تنظيف البيئة، وطالما لا يتم العثور على مصدر هذا التلوث العام، وطالما يتعرض الناس لهذا التلوث على أساس يومي... فسوف تظل هذه المشكلة قائمة”.
وأضافت"ما نراه هو أن التشوهات في زيادة. وأعتقد أن أفضل خطوة في الوقت الراهن هو إجراء اختبار بيئي على نطاق واسع -اختبار المياه والهواء والغذاء والتربة، وكل ما هو على اتصال مع الناس- بحثاً عن وجود المعادن السامة وغيرها من الأمور الموجودة في البيئة”.
"حالما نتعرف علي المصدر، يمكننا عندئذ تنظيفه. وما لم نفعل ذلك، سيستمر ذلك التلوث في التسبب بالتشوهات لأن الناس ما زالوا يتعرضون لمصادر التلوث".
وبسؤالها عن نوع الذخائر المسؤولة عن هذا النوع من التلوث الواسع النطاق، أجابت بأنه بالرجوع إلى بعض الوثائق العسكرية الأمريكية فالمواد التي يمكن أن تؤدي إلى هذا التلوث هي مختلف المعادن الموجودة في ذخيرة الأسلحة الصغيرة.
وشرحت الخبيرة أن السبب يمكن أن يكون أي شيء.. بدءاً من القصف، إلى القنابل التي تسقط على المكان، أو قنابل الدبابات، أو حتى الرصاص.. فكلها تحتوي على معادن مماثلة، بما في ذلك التسمم بالزئبق والرصاص "وهذا هو ما وجدناه في أجسام الناس الذين يعيشون في مدن الفلوجة والبصرة”.
وعن سؤال عما إذا سبق لها التعاون مع باحثي منظمة الصحة العالمية الذين يجرون بحوثا مماثلة، مع النتائج التي توصلوا إليها والتي ستصدر في الشهر القادم، أجابت:" لا، لم أكن على اتصال مع منظمة الصحة العالمية أو أي منظمة أخرى. نحن نعمل فقط مع مجموعة من العلماء".
أما فيما يتعلق بردود الفعل الرسمية على هذا البحث من قبل الحكومات العراقية والأمريكية أو البريطانية، فذكرت العالمة ان رد وزارة الدفاع الأمريكية هو أنهم لا يعلمون بوجود أية تقارير رسمية تشير إلى وجود مثل هذه مشاكل في البصرة أو الفلوجة.
أما عن كيفية تعامل نظام الرعاية الصحية المحلي مع حالات الطوارئ المماثلة، وكيف يمكن توفير إجراءات إدارة التلوث والرعاية الطبية في هذه المناطق، فتري عالمة السموم البيئية أن المستشفيات في المدينتين محل الدراسة تعمل فوق طاقتها.
"هناك حاجة اتنظيم الأطباء والعلماء والأشخاص المتخصصين في هذا المجال للمساعدة في تنظيف المناطق الملوثة. لا بد من تنظيمهم، وإحضارهم إلى هاتين المدينتين وحملهم على بدء العمل. إلا أن كل ذلك يتطلب الدعم المالي وأنواع أخرى من الدعم. فلابد من الدعم المالي والسياسي وأيضا لتحقيق هذه الغاية"، وفقا للعالمة. (آي بي إس / 2012)
بقلم جوليا كلاس/وكالة إنتر بريس سيرفس
موزاغان سافابيساهاني، عالمة السموم البيئية. |
الأمم المتحدة, أكتوبر (آي بي إس) - أكدت دراسة جديدة ما ردده الاطباء العراقيون علي مدي العديد منذ سنوات، أي أن هناك وباء فعلي للعيوب الخلقية النادرة، في المدن التي تعرضت لقصف المدفعية ونيران الأسلحة الصغيرة أثناء الهجمات التي قادتها الولايات المتحدة واحتلالها البلاد.
ويبدو أن المدينة الأكثر تضرراً هي الفلوجة (2004) الواقعة في وسط العراق، وكذلك البصرة في الجنوب (ديسمبر 1998، ومارس وأبريل 2003).
وتبين السجلات أن العدد الإجمالي للعيوب الخلقية التي شخصها الفريق الطبي في مستشفى البصرة للأمومة قد تزايد إلى أكثر من الضعف بين الأعوام 2003 و 2009.
أما في الفلوجة، يعاني أكثر من نصف الأطفال المولودين بين الأعوام 2007 و2010، من شكل من أشكال العيوب الخلقية، مقابل أقل من اثنين في المئة عام 2000.
موزاغان سافابيساهاني هي المؤلفة الرئيسية لأحدث دراسة صدرت في نشرة تلوث البيئة وعلم السموم، بعنوان "التلوث بالمعادن ووباء العيوب الخلقية الولادية في المدن العراقية".
وتقول أن في دراسة حالة 56 من أسر الفلوجة، أوضح تحليل المعادن في عينات الشعر التلوث بمعادن الأعصاب المعروفة: الرصاص والزئبق.
وتحدثت جوليا كلاس، مراسلة وكالة إنتر بريس سيرفس، مع موزاغان سافابيساهاني حول الأزمة الصحية في العراق والعواقب الطويلة الأجل للتعرض للمعادن الناجمة عن القنابل والذخائر.
وعند سؤالها عن توفر أي دليل على تأثير هذه المشكلة على المدن العراقية الأخرى أيضاً، أجابت:"هناك بحث أخر عن مدينة أخرى، وأعتقد أن هناك أشياء مماثلة. وأعتقد أنه من الممكن أن تتأثر كل الأماكن. ففي بعض الأماكن الأخرى نشهد حالات مماثلة ولكن لا توجد دراسات تشير إلى ذلك. وهناك احتمال كبير بأن الأماكن الأخرى التي تعرضت للقصف يظهر فيها أشياء مماثلة".
هذا ولقد وجدت الدراسة تشوهات خطيرة في الأطفال الرضع في وقت متأخر من عام 2010.
وبسؤالها عن عدد السنوات التي سوف يستمر فيها التأثر بالحرب، أجابت "عندما أتحدث بصفتي عالمة في السموم البيئية، أعتقد أنه طالما لا يتم تنظيف البيئة، وطالما لا يتم العثور على مصدر هذا التلوث العام، وطالما يتعرض الناس لهذا التلوث على أساس يومي... فسوف تظل هذه المشكلة قائمة”.
وأضافت"ما نراه هو أن التشوهات في زيادة. وأعتقد أن أفضل خطوة في الوقت الراهن هو إجراء اختبار بيئي على نطاق واسع -اختبار المياه والهواء والغذاء والتربة، وكل ما هو على اتصال مع الناس- بحثاً عن وجود المعادن السامة وغيرها من الأمور الموجودة في البيئة”.
"حالما نتعرف علي المصدر، يمكننا عندئذ تنظيفه. وما لم نفعل ذلك، سيستمر ذلك التلوث في التسبب بالتشوهات لأن الناس ما زالوا يتعرضون لمصادر التلوث".
وبسؤالها عن نوع الذخائر المسؤولة عن هذا النوع من التلوث الواسع النطاق، أجابت بأنه بالرجوع إلى بعض الوثائق العسكرية الأمريكية فالمواد التي يمكن أن تؤدي إلى هذا التلوث هي مختلف المعادن الموجودة في ذخيرة الأسلحة الصغيرة.
وشرحت الخبيرة أن السبب يمكن أن يكون أي شيء.. بدءاً من القصف، إلى القنابل التي تسقط على المكان، أو قنابل الدبابات، أو حتى الرصاص.. فكلها تحتوي على معادن مماثلة، بما في ذلك التسمم بالزئبق والرصاص "وهذا هو ما وجدناه في أجسام الناس الذين يعيشون في مدن الفلوجة والبصرة”.
وعن سؤال عما إذا سبق لها التعاون مع باحثي منظمة الصحة العالمية الذين يجرون بحوثا مماثلة، مع النتائج التي توصلوا إليها والتي ستصدر في الشهر القادم، أجابت:" لا، لم أكن على اتصال مع منظمة الصحة العالمية أو أي منظمة أخرى. نحن نعمل فقط مع مجموعة من العلماء".
أما فيما يتعلق بردود الفعل الرسمية على هذا البحث من قبل الحكومات العراقية والأمريكية أو البريطانية، فذكرت العالمة ان رد وزارة الدفاع الأمريكية هو أنهم لا يعلمون بوجود أية تقارير رسمية تشير إلى وجود مثل هذه مشاكل في البصرة أو الفلوجة.
أما عن كيفية تعامل نظام الرعاية الصحية المحلي مع حالات الطوارئ المماثلة، وكيف يمكن توفير إجراءات إدارة التلوث والرعاية الطبية في هذه المناطق، فتري عالمة السموم البيئية أن المستشفيات في المدينتين محل الدراسة تعمل فوق طاقتها.
"هناك حاجة اتنظيم الأطباء والعلماء والأشخاص المتخصصين في هذا المجال للمساعدة في تنظيف المناطق الملوثة. لا بد من تنظيمهم، وإحضارهم إلى هاتين المدينتين وحملهم على بدء العمل. إلا أن كل ذلك يتطلب الدعم المالي وأنواع أخرى من الدعم. فلابد من الدعم المالي والسياسي وأيضا لتحقيق هذه الغاية"، وفقا للعالمة. (آي بي إس / 2012)