كل عيد وجياع العراق يتذوقون طعم لحم الأضاحي.. في عراق تجاوزت ميزانيته 118 مليار دولار وسرق ساسته (المؤمنين) الجدد 1000 مليار أخرى منذ 2003.! - لقطات من الواقع العراقي
المرابط العراقي
قبل العيد بأيام معدودات.. قطعت على نفسي عهداً ووعداً بأني سوف لم ولن أكتب أي شيء من شأنه أن يعكر صفو مزاجي وأملي وحلمي بعيدٍ أفضل ، وكذلك كي لا أبطل صفو مزاج وأمل أخواني وأخواتي وأحبتي القراء الذين يتابعون ما يجود به قلمي المكسور الخاطر ، وما يمليه عليّ ضميري ووجداني ، أكتب بين الفينة والأخرى والألم يعتصر قلبي ويؤرق سويعات نومي التي لا تتجاوز عدد ساعات أصابع اليد الواحدة ، بسبب متابعتي على مدار الساعة للمشاهد والمناظر المرعبة التي تدور رحاها على أرض الرافدين منذ عام 2003 ، وهي تطحن بكل قسوة وبكل حقد وعنجهية وعدوانية ما تبقى من عظام العراقيين ، وخاصة مشاهد القتل بواسطة التفجيرات الإجرامية ، وعن طريق الاغتيالات بكواتم الموت، ومشاهد الفقر والبؤس والفاقة التي أصبحت رديف وصفة ملاصقة لحياة أغلب العراقيين ، خاصةَ منذ أن أطل الاحتلال المركب برأسيه القبيحين على هذا الوطن ، ووطأ بأقدام عملائه وجوقة جواسيسه من السراق واللصوص الذين لم يكتفوا بتدنيس أطهر بقاع الأرض بعد مكة المكرمة أرض الرافدين الطاهرة ، بل نراهم قد عقدوا العزم منذ عام 2003 وحتى الآن على نهب وسلب كل شيء ، ولم يشبعوا ولم يكتفوا بسرقة أكثر من ألف مليار دولار حتى هذه اللحظة ، مليارات سرقوها وهربوها لأسيادهم الذين جعلوا منهم أأمة وقادة وأوصياء على هذا الشعب ، ووارثين لخيرات وخزائن الأرض العراقية التي تزخر بالثروات الهائلة ، وتدخر أكبر كنز من كنوز هذا الكون ، في حين يعيش جل أبنائه تحت خط الفقر المدقع.
كما ذكرت آنفاً.. لقد آليت على نفسي أن لا أعكر صفو بصيص الأمل الممزوج بالآلام والآهات والحسرات بفرحة العيد العاشر على التوالي.. الذي لم يذق فيه العراقيين على مدى عقد متواصل طعم أو لذت فرحة العيد ، العيد الذي لطالما عودنا منذ أن أبصرنا النور وفتحنا أعيننا على هذه الدنيا... عودنا على الفرح والسعادة والسرور ولمّ شمل الأحبة والمعارف والأصدقاء والجيران تحت خيمة العراق الكبيرة.. وبين أياديه وفي أحضانه الدافئة الحنونة ، فلم نكن حين ذلك نعرف أو نَعرّ أي أهمية لهذا الصديق أو ذاك الجار أو هذا النسيب أو ذاك الصهر من أي دين أو من أي قومية أو مذهب ، فعيد المسيحي هو عيد المسلم أيضاً والعكس كذلك ، والرابطة الوحيدة والمرجعية الرشيدة التي كانت تجمعنا وترشدنا على الطريق الصحيح هي الانتماء والحس الوطني والمحبة والألفة بين مختلف أبناء العراق على مر الدهور والعصور ، ولم تتأثر هذه الروابط وهذه الوشائج ولم تفقد بريقها أو تتلاشى حتى عندما كنا نعيش في أحلك وأصعب الظروف ، نعم.. لقد كنا ولا نزال و سنبقى بقوة الله أخوة متحابين شركاء في هذا الوطن... الذي ليس كمثله.. وليس كشبهه وطن آخر على وجه الكون ، ولم ولن ينعموا أبنائه أبداً بالطمأنينة وراحة البال... أين ما حلوا أو رحلوا إلا فوق هذه الأرض وتحت هذه الخيمة الفريدة ، أبنائه الذين أرغمتهم ماكنة الموت وأدوات القتل وتكالب أعتى عتاة الأرض عليهم ، فأُجبروا أو أجبرتهم ظروف الحياة القاسية على ترك وطنهم بسبب جحيم الحروب والحصار وآخرها الاحتلال ، وبسبب الفقر والعوز والفاقة التي فرضها عليهم أعداء العراق بشكل قل له مثيل ، من أجل تفريغه من أهم عناصر قوته وبقائه وطناً قوياً متماسكاً ، لينتهي بهم المطاف ويكون مصيرهم المحتوم مشردين.. لاجئين.. فارين إلى مختلف أرجاء الأرض طلباً للأمن والأمان وتأمين لقمة العيش التعيس المذل في بلاد وديار الغربة القاتلة.. لقمة الزقوم التي تقدمها لهم شعوب تلك البلدان الأجنبية الغريبة على عاداتنا وتقاليدنا العربية الإسلامية الأصيلة ، هذه الدول ودافعي الضريبة فيها يقدمون الصدقات والمعونات الإنسانية للعراقيين... في حين تنهب يومياً وعلى مدى عشر سنوات الملايين.. لا بل المليارات من خيراته... كنفط وكغاز وغيرها.
للأسف الغربة باتت بالنسبة للعراقي خاصة.. عبارة عن موت بطيء يقض مضاجع العراقيين ويداهمهم في كل لحظة ، حصدت وتحصد آفته كل يوم خيرة وأنبل وأشرف أبناء العراق ، ناهيك عن الكفاءات والخبرات العلمية من علماء وخبراء وأساتذة وأطباء ومهندسين وطيارين... فتباً لها من غربة طال أمدها... وأصبح يوماً بعد يوم يتلاشى لدى البعض للأسف الأمل بالعودة إلى أرض الوطن.. خاصة من أولئك الذين أصبحوا في آخر خريف عمرهم.. ومن أولئك الذين لازال يراودهم حلم وحيد.. بعد أن فقدوا المال والولد والبيت والأحبة ، ألا وهي أمنيتهم الوحيدة... وهي أن تحتضن أجسادهم ورفاتهم ثرى العراق الطاهر فقط لا غير.
للأسف أشهد بأني نقضت هذا والوعد ، وخنت هذا العهد الذي قطعته على نفسي ولو لأيام معدودة وهي أيام العيد ، ولم أتحمل قسوة وتأنيب ضميري ووجداني لي وهما يصرخان في داخلي و بأذني... مخاطبين إياي... أي عيد وأي فرحة هذه التي تتشدق بها كي تهرب إلى الأمام...؟، وأي صفو عيد.. هذا الذي لا تريد تعكيره على نفسك وعلى أهلك وإخوانك العراقيين..!؟، أما ترى ما يحث لأبناء وطنك؟.. أما تشاهد هذا البؤس وهذا الفقر المدقع ، وهذه الآلام والعاهات والآهات التي تعتلي الأجساد النحيلة من أبناء جلدتك.. شيباً وشباباً ونساءً وأطفالاً ، أما ترى هذه الأرض الخربة وهذه البيوت الموحشة وهذه الكهوف وهذه المغارات الطينية التي يقطنها هؤلاء البؤساء التعساء.. والتي لا تليق بالحيوانات الوحشية وليس الأليفة..!؟، لكن أهلك وإخوانك الذين تذرف عليهم الدموع يعيشون شتى أنواع صنوف القهر والحرمان ، في حين أنت والملايين من العرب والعراقيين في الدخل والخارج تجلسون متفرجين مسترخيين.. مستريحين في بيوتكم الفارهة.. أما هؤلاء فهكذا يقول لسان حالهم في القرن الواحد والعشرين.. تشاهدونهم على مدار الساعة بالصورة والصوت والحشرجة والحسرة التي تتكسر في صدورهم؟؟؟.
بعد أن تلقيت هذه الصفعة ونهرني ضميري بهذه الكلمات القاتلة القاسية ، رد علي مخاطباً ومعاتباً.. تباً لك يا هذا ولأمثالك.. أما تخافون الله... أما تستحون غداً عندما تقفون يوم العرض.. يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم... بأي وجه ستقابلون الواحد الأحد القاهر فوق عباده... أنتم تنعمون بكل شيء..!، وهؤلاء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويعتاشون على أكداس المزابل والنفايات... قُمّ.. أنهض.. وإذا كنت وما زلت وستبقى جباناً خانعاً مستسلماً للفرس وللصهاينة ولم تستطع أن تستل سيفك أو تحمل بندقيتك أو تلغم نفسك لتفجره بوجه أعدائك الذي غزوا أرضك وانتهكوا عرضك ومرغوا أنفك... فأضعف الإيمان ليس بقلبك أيها الخائب الخائر.. أضعف الإيمان هو أن تستل على أقل وابسط تقدير.. قلمك لتكتب ولتصرخ بأعلى صوتك وبما أمليه عليك أنا.. ضميرك..عسى ولعل تسمع صرختي هذه التي هي في داخلك وداخل الكثير من أمثالك.. من أصابهم الصمم وأعمت عيونهم أموال السحت الحرام ، قُمّ.. ولا تتردد ولا تخاف من قول كلمة الحق.. ولا تخاف لومة لائم حقير كَبلك وخدر عقلك على مدى عشر سنوات بفتاوى وبتقية باطلة ، وغيرها من أدوات النصب والاحتيال والدجل والنفاق ، أما تدمي قلبك هذه المشاهد في بلدك الذي هو من أغنى البلدان... وشعبك الذي هو من أنبل وأشجع وأكرم شعوب الأرض ، أما يكفيك ذل وهوان وأنت ترى قنوات فضائية بعينها وجمعيات خيرية أجنبية تتصدق على الأرامل واليتامى والثكالى.. (بكيلو من لحم الأضاحي في هذا العيد)؟، وتقدم حقيبة وقرطاسية لتلاميذ وبراعم العراق الجديد..؟، أنهم يسرقون المليارات ويتصدقون بفلسان وسنتات على حرائر وأطفال أولئك الأسود الذين ضحوا بالغالي والنفيس دفاعاً عن الأرض والعرض ، وقدموا المال وتركوا الولد والزوجة أمانة في أعناقكم... فماذا فعلتم وماذا قدمتم لهؤلاء المساكين الذين تقطعت بهم السبل.. وباتوا فريسة ووليمة دسمة وسهلة لمصاصي الدماء من الدخلاء وتجار الحروب والمخدرات وزواج المسيار وزواج المتعة... وهل أنت وأمثالك ممن اكتفيتم بالكتابة بين الحين والآخر فقط عندما أحرككم أنا... الضمير الذي تحاولون بشتى الوسائل والأعذار تغيبهُ وعدم الإصغاء إليه.. وعندما أناديكم وأستصرخكم تقومون متكاسلين ومتخاذلين كالذي يتخبطه الشيطان.. ثم سألني.. هل ستصونون وتؤدون هذه الأمانة؟، وهل ستكونون أهلاً لهذه التركة التي أودعوها عندكم أسود الرافدين حافظين.. محافظين عليها.. أم.. ستخونون الأمانة كي تدخلوا التاريخ العراقي من أوسع أبوابه كخونة ومتخاذلين ، وستسجلون أنفسكم في سفر التاريخ كجبناء بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى.. وقفتم موقف المتفرج على محنة شعب وضياع وطن وأمة.
أخيراً أقول أن المشاهد والمناظر التي التقطتها عدسات البصر وأرسلتها إلى المخ بسرعة تفوق سرعة الضوء ، فحللها هذا المخ بنفس السرعة رغم الشلل الذي أصابه إلى العين فانهمرت بالدموع.. وأرسلها إلى القلب الجريح فاعتصره الألم والأسى والحزن ، وأرسلها أيضاً إلى الضمير الذي يرقد في غرفة الإنعاش منذ بداية هذه النكبة الوطنية ، ففز الضمير مرعوباً موبخاً جميع المتفرجين بهذه الكلمات القاسية الآنفة الذكر... عندما شاهد ملايين العراقيين وخاصة الميسورين الحال سيارات ومراسلين ومصورين ومخرجين قناة الشرقية وهم يجوبون العراق طولاً وعرضاً يقدمون كيلو.. يتيم من اللحم لكل عائلة عراقية من ملايين العوائل العراقية المتعففة.. تلك العوائل التي باتت تترقب يوم العاشر من ذي الحجة ، والذين لطالما تعودا على ما يبدوا على استطعام وتذوق طعم اللحم فيه فقط ، كون العشرة أعوام الماضية ما هي إلا عبارة عن أعوام وأعياد نحر العراقيين على يد أعدائهم ، ومن تبقى منهم على قيد الحياة له يوم عيد واحد في السنة... وهو اليوم الذي يتصدق به الأغنياء من أصحاب المليارات بذبح أضحية العيد ومنهم قناة الشرقية الميسورة جازاهم الله عن هؤلاء البؤساء خير الجزاء ، لذا لا يسعنا إلا أن نحمد لله الذي هداهم وذكرهم بالفقراء والمساكين ، وله الشكر والحمد أولاً وأخيراً عندما أوعز لنبيه (سيدنا إبراهيم).. بأن يفتدي ولده سيدنا (إسماعيل عليه السلام) بهذا الخروف ، ولربما لولا أن يرى سيدنا إبراهيم ع في المنام أنه يذبح ولده (إسماعيل) قبل كذا ألف سنة... لما ذاق ثلث العراقيين طعم اللحم أبداً ، فشكراً وحمداً لله الذي استبدل نحر سيدنا إسماعيل ع بنحر خروف ، وشكراً للديمقراطية التي جلبت لنا أكثر من 54 قناة فضائية ومن ضمنها قناة الشرقية ، والشكر موصول لشهدائها الذين استشهدوا في سوح الوغى وهم يغطون نشاط وفعاليات المحتليين وأزلامهم وعملائهم وجواسيسهم الإرهابيين ، على هذه الأضاحي التي تقدم من أجل قراءة سورة الفاتحة على أرواحهم.
أخيراً أقول أن المشاهد والمناظر التي التقطتها عدسات البصر وأرسلتها إلى المخ بسرعة تفوق سرعة الضوء ، فحللها هذا المخ بنفس السرعة رغم الشلل الذي أصابه إلى العين فانهمرت بالدموع.. وأرسلها إلى القلب الجريح فاعتصره الألم والأسى والحزن ، وأرسلها أيضاً إلى الضمير الذي يرقد في غرفة الإنعاش منذ بداية هذه النكبة الوطنية ، ففز الضمير مرعوباً موبخاً جميع المتفرجين بهذه الكلمات القاسية الآنفة الذكر... عندما شاهد ملايين العراقيين وخاصة الميسورين الحال سيارات ومراسلين ومصورين ومخرجين قناة الشرقية وهم يجوبون العراق طولاً وعرضاً يقدمون كيلو.. يتيم من اللحم لكل عائلة عراقية من ملايين العوائل العراقية المتعففة.. تلك العوائل التي باتت تترقب يوم العاشر من ذي الحجة ، والذين لطالما تعودا على ما يبدوا على استطعام وتذوق طعم اللحم فيه فقط ، كون العشرة أعوام الماضية ما هي إلا عبارة عن أعوام وأعياد نحر العراقيين على يد أعدائهم ، ومن تبقى منهم على قيد الحياة له يوم عيد واحد في السنة... وهو اليوم الذي يتصدق به الأغنياء من أصحاب المليارات بذبح أضحية العيد ومنهم قناة الشرقية الميسورة جازاهم الله عن هؤلاء البؤساء خير الجزاء ، لذا لا يسعنا إلا أن نحمد لله الذي هداهم وذكرهم بالفقراء والمساكين ، وله الشكر والحمد أولاً وأخيراً عندما أوعز لنبيه (سيدنا إبراهيم).. بأن يفتدي ولده سيدنا (إسماعيل عليه السلام) بهذا الخروف ، ولربما لولا أن يرى سيدنا إبراهيم ع في المنام أنه يذبح ولده (إسماعيل) قبل كذا ألف سنة... لما ذاق ثلث العراقيين طعم اللحم أبداً ، فشكراً وحمداً لله الذي استبدل نحر سيدنا إسماعيل ع بنحر خروف ، وشكراً للديمقراطية التي جلبت لنا أكثر من 54 قناة فضائية ومن ضمنها قناة الشرقية ، والشكر موصول لشهدائها الذين استشهدوا في سوح الوغى وهم يغطون نشاط وفعاليات المحتليين وأزلامهم وعملائهم وجواسيسهم الإرهابيين ، على هذه الأضاحي التي تقدم من أجل قراءة سورة الفاتحة على أرواحهم.
ملاحظة :ليس الغرض أو الهدف من هذا المقال.. هو أن نحط أو نحبط من عزيمة أهل الخير وأصحاب المواقف الوطنية المشهودة وغير المشهودة أي تلك التي تجري في السر لمن يؤمن ويعلم علم اليقين بأن صدقة السر تطفأ غضب الرب ، وعلى رأسهم السيد سعد البزاز رئيس هيئة الإعلام العراقية المستقل ، على ما يقوم به من عمل إنساني وطني رائع يشهد له القاصي والداني ، في مد يد العون لآلاف العوائل العراقية المعوزة والمتعففة بدون أي فوارق اجتماعية أو دينية أو قومية أو مذهبية ، فجازه الله ألف خير وجميع كادر قناة الشرقية مهما كانت النوايا!؟، حقيقة الأمر أردنا من خلال هذه السطور أن ننبه ونوضح حقائق وأدلة دامغة بأن العراق بلد غني ومعطاء وله من الخيرات والموارد والثروات ما يكفي بأن يعيش جميع العراقيين بكرامة وعزة ورفاهية تضاهي أغنى وأرقى شعوب العالم ، حتى لو كان عدد نفوس العراق بقدر تعداد نفوس الهند أو الصين... فما بالنا وعدد نفوس العراق لا يتجاوزون الــ 32 مليون نسمة.. ثلثهم خارج العراق أو يعيشون على مساعدات أبنائهم في الخارج. والله وهذا الشعب المنكوب من وراء القصد.
alyasiry_ali@yahoo.com
alyasiry_ali@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق