هل من قاتل الاحتلال إرهابي أم وطني شجاع.!.. وهل ساسة عراق العمائم مؤمنين أم لصوص وقتلة ..! - مفارقات غريبة
أختلط علينا الحابل بالنابل وضيعنا بوصلة الوصف لأننا لم نألف تشرذم القرارات، وضياع الأخلاق، وفقدان القيم مثلما نعيش الآن في عراق الآن، عراق الضياع، عراق الفوضى، عراق عمائم السوء، عراق الوطنية الزائفة، عراق الدين الخاوي، عراق نصرة الطائفة وضياع المبادئ السامية وارتفاع كفة الطائفة على الدين وكأننا نمجد بالفرع وننسى الجذر، الجذر أصبح يسبح في فلك النسيان والفرع أصبح غاية تحتاج إلى نصرة هذا الشعب المتخلف، فالمختلفون من المذهبين يمجدون المذهب ويباركون الطائفة على حساب الدين، وهنا يحق لنا، ولي تحديداً، أن أقول هزلت ورب الكعبة برجال ( أشباه الرجال أكثر رقيٍّ منهم).
هنالك من الشباب المؤمن، من كلا الطائفتين وحتى من الأديان الأخرى (نسبتهم قليلة جداً) وأعرف شاب نصراني من أهالي الدورة كان أكثر المقاتلين قساوة مع المحتل، من قاتل قوات الاحتلال بصدق، وانتهى بهم المطاف بين شهيد وبين سجين بحجة مقاتلة القوات الصديقة وبين هارب يعيش في دول الجوار.
لكن هل هؤلاء الشباب الذين وقعوا بطريقة ما بيد قوات الاحتلال والقوات المرافقة لهم (القوات العراقية) هل هم إرهابيون، أم إنهم أبطال؟ هذا السؤال لم نجد له إجابة شافية عند الحكومة، عندما نطلب منهم رد ملموس على الأرض والهرب في أقوالهم واضح وجلي؛ لكن عندما نسأل أي من رجال الدين ومعهم التوابع (الساسة) سيكون ردهم نظريا، نعم إنهم أبطال وهذا حق مشروع، والكل يعود لجملة قالها الكافر بوش الابن "نعم لو كان بلدي محتلا لقاتلت الاحتلال" إذن أين ترجمة الأقوال.
هل الترجمة القولية تعالج الداء والمصيبة، الجميل أنهم منظرون قل نظيرهم في عالم المثل، وأحدهم عندما يصبغ ويسرح شعره، ويرتدي أحلى وأغلى الملابس، ويتعطر بأغلى انواع العطور من الماركات العالمية قبل أن يطل علينا بوجهه الأسود من على شاشات الفضائيات وبيده خرزات يردد بحركتها وعلى أنغام طرقها يقول بهمس (ربي أريد هطرة زينه وأتوب) من وجهة نظر الساسة أن المدافعين عن تراب هذا الوطن ضد الاحتلال هم إرهابيون.
لا تستمعوا لصراخهم، فالكل يصرخ والكل يدافع والكل يظهر بمظهر المناضل والناصر والوطني والشريف والعفيف؛ ولكن نحن نريد ترجمة ولو لذرة من الفضائل التي ذكرتها نراها على الأرض ولا يهمنا سواء كانت هذه الترجمة تظهر في تراب الناصرية، أو في مياه الأهوار الجافة، أو قرب آبار النفط الشرقية التي أصبحت بالاسم آبار عراقية. كنا نتوقع بعد خروج المحتل سيتم الإفراج عن كل مقاتل قاتل المحتل، بل كنا نتوقع أن يُكرم هذا المقاتل بوظيفة محترمة، أو إيجاد مهنة تتناسب مع تحصيله العلمي، ولكن للأسف وجدنا أن أبناء جلدتنا أكثر قساوة عليهم من جنود بوش والتهمة جاهزة (إرهابيون) يكفي للعاقل أن يفهم أن هؤلاء ليسوا بمسلمين، بل إنهم جاءوا لأجل تحقيق منافع شخصية، والدليل واضح من خلال سرقاتهم التي يخجل منها أي عضو في المافيا من القيام بها، لأن عضو المافيا له أخلاقيات وشرف المهنة حتى وإن كان مجرم، فالقيم موجودة حتى عند أكثر الناس انحطاطا، ولكن عندما يسمى بساسة العراق فإنها ضاعت بين السجادة وبطل الويسكي وبين الزنا الشرعي (المتعة) والغير شرعي، وعليه يبقى المدافع عن وطنه إرهابي حد النخاع واللص والمزور والنصاب والقاتل رجل أخطأ وعلينا أن نتعامل معه وفقا بقول الزعيم الراحل قاسم (عفا الله عما سلف).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق