السؤال الكبير الذي يدور في الاذهان، ويتطلب الطرح والمقاربة، هل يقدر البعث على اطلاق افكار جديدة للاستنهاض القومي؟ وهل يستطيع الحزب وهو يقود المقاومة، ويتصدى للصفحة الثانية من الغزو، المتمثلة برحيل القوات الامريكية وتسليم العراق وقراره لايران الصفوية، أن يجيب على اسئلة الحاضر العربي والتحديات الراهنة، وأن يكون ذلك انتصاره النظري الرديف، على الحملة الاستعمارية التي قامت من اجل تقويض مشروعه القومي النهضوي واجتثاثه من العقل والواقع العربي؟
نقول ذلك ونحن نؤمن أن الحزب برأسماله الرمزي والنضالي "ومع قوى التيار القومي العريض الذي هو جزء رئيسي منه"، هو من يمتلك الآن القدرة المعنوية الفكرية والسياسية التدخلية التي تستطيع انشاء حقول واسعة للتفكير، وتقديم المبادرات والبدائل، واجتراح المهمات، وتوحيد القوى القومية، ولمّ شمل قوى النهضة في الوطن العربي، والتعبير عن مشروعها وتجسيده، وهو من يقدر على تقديم الأفكار التنويرية، والمنطلقات النظرية الملائمة لفهم المرحلة وتحدياتها، وكيفية اختراق هذه التحديات وتغييرها لصالح الامة، بالتشارك مع قوى النهضة التي تشاركه الهموم والمعاناة القومية والنهضوية واستشعار خطورة المرحلة ومعطياتها.
ان مايستطيعه الحزب "ومعه التيار القومي بكافة اطرافه"، كثير ومتعدد في المرحلة الراهنة، وما نطرحه هنا هو بعض المقترحات الاولية التي يمكن الشروع بها، أو التحاور حولها على المستوى القومي، من اجل تحديد بعض المهمات المستجدة والمرحلية للحزب وللقوى القومية على صعيد الوطن العربي بغية الاستنهاض والتغيير :
- الشروع في عملية نقدية جذرية، تراجع الافكار والبرامج والسياسات، وتعيد بنائها بما يدفع بحركة التغيير القائمة الآن الى الأمام، ويجنب مسيرة النضال العربي، العثرات، والكبوات، والانقطاعات، والأخطاء التي مورست في السابق.
- تقديم رؤى ومشاريع اولية حول سبل الاستنهاض في المرحلة العربية الراهنة، من خلال اطلاق منظومة افكار تأسيسية تأخذ في الاعتبار كل الابعاد والتحولات المعرفية، وظاهرة الاستعمار الاعلامي الراهن، وطرق توحيد وسائل النظر، وتأسيس مرجعيات فكرية للعمل الشعبي القومي.
- قراءة التحولات التي طرأت في الواقع العربي وعلى صعيد الامة ومجتمعاتها، والتأشير على الابعاد الرئيسة والجوهرية في هذه التحولات في المجالات الثقافية والاجتماعية والتربوية ومجمل القضايا التي يدور الحوار حولها في المرحلة العربية الراهنة.
- تقديم رؤية قومية موضوعية حول عروبة الخليج وكيفية التصدي للاطماع الاجنبية في الخليج العربي والمحافظة على عروبته، وتحديد موقف من العمالة الوافدة والتبدل الديموغرافي الخطير فيه، والقواعد الاجنبية وادوارها في حماية المشاريع الاستعمارية، والدور الايراني المستجد واخطاره.
- تقديم رؤية قومية حول المشاريع الاقليمية (الايرانية والتركية) الطالعة في المنطقة والملتقية مع المشروع الصهيوني في تهديد الامن القومي العربي.
- تقديم اطروحه عقلانية متجددة حول العمل العربي المشترك والوحدة العربية تستقطب القوى الوحدوية، وتكون جاذبة للاقطار، وتجيب على تحديات الحاضر الذي يتعرض الآن للتقسيم والتفتيت.
- تقديم رؤية جديدة حول القضية الفلسطينية ومستجداتها، واشتقاق تصورات جديدة حول كيفية مواجهة التحديات الصهيوني الراهنة في فلسطين، وتجديد الحديث عن عنصرية الكيان الصهيوني وجرائم التطهير العرقي والمكاني والابادة الثقافية التي يقوم بها ضد شعب فلسطين الأعزل.
- تأسيس مرجعيات نظرية قومية للحراك الشعبي الراهن، بحيث يلبي في سياقاته ومساراته متطلبات الامة القومية والوطنية، ولاينحرف عن اهدافه، أو يصبح ثورة مضادة، أو يتحول الى أداة بيد القوى الاستعمارية ومشاريعها، مع العمل على تطويره وضخ أفكار في سياقاته، لكي يتحصن ضد الافكار الطارئة والعشوائية والشعبوية العابرة.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق