لماذا اشترت قطر غزة؟ -2
الجزء الأول هنا
تعليق: عشتار العراقية
قرأت اليوم مقالة كتبها ديفد روبرتس نائبمدير المعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن(مختصره RUSI) - فرع الدوحة، وهو معهد بريطاني من أعرق وأكبر مراكز دراسات التجسس وكان اول فرع له خارج بريطانيا هو في قطر افتتح في 2007. وقد استشهد موقع المعهد على الانترنيت بثلاث شخصيات لبيان اهمية المعهد وهم: ملكة بريطانيا - جوردون براون رئيس الوزراء السابق - وتوني بلير رئيس الوزراء الأسبق. المقالة منشورة في صحيفة فورين بوليسي هنا وهي بعنوان (لماذا تتوحل قطر في غزة) ليس بالضبط الترجمة الدقيقة ولكن هذا هو المقصود. و لدى قراءة التحليل، وجدت أنه إما جاهل أو أنه يوجه الانتباه الى شيء غير الواقع. وسوف استعرض لكم أهم ماجاء في مقالته:
العامل الإيراني
(من المرجح أن أن قرار قطر لدعم حماس جاء على وجه التحديد بسبب قطيعة حماس مع إيران. عندما توقفت طهران عن إرسال الأموال إلى حماس بعد فشل الجماعة في تأييد حليفة ايران المحاصرة سوريا علنا ورأت قطر في هذا فرصة لفصل المجموعة الفلسطينية عن راعيها لزمن طويل.)
(دور قطر الطليعي في إضعاف بند رئيسي في السياسة الخارجية الإيرانية يشير إلى أن الدوحة لابد وتشعر بالأمان العميق مع علاقتها بطهران، حيث انها ماكان يمكنها ان تتخذ مثل هذه الاجراءات الجريئة لو كانت تشعر بالتهديد الوشيك من ايران. في الواقع، هناك بؤرة واضحة تجمع القوتين الإقليميتين: إيران وقطر تتقاسمان اكبر حقل غاز في العالم ، وهو الحقل الذي كان وراء الثراء الهائل في قطر..
تقليديا، كان هذا يعني أن قطر تعامل إيران بقدر كبير من الاحترام. وقد تحسنت العلاقات كثيرا في التسعينيات من القرن الماضي اثناء تطوير هذا الحقل، كما تسعى الدوحة لتجنب التصعيد خاصة بعد سوابق عديدة من إيران في مهاجمة وسرقة معدات من منصات الغاز القطري غير المحروسة حراسة كافية)
الأخوان المسلمون
(وهذا التحرك، بطبيعة الحال، يثير جولة أخرى من التكهنات بأن قطر تدعم صعود الإخوان المسلمين في أنحاء العالم العربي. ودعم قطر لجماعة الإخوان ليس موضع شك - بل، انها لاتحاول اخفاء جهودها في التعامل مع الحركة الإسلامية في مصر وتونس وليبيا وسوريا والآن مع حماس، وهي فرع من الإخوان. ولكن مع هذا فإن قطر لا تحاول بدلا من الهلال الشيعي احلال الموزة الاخوانية (اي والله هذا هو المصطلح الذي استخدمه الكاتب وربما كانت فلتة لسان لذيذة وطازجة) المتقوسة من سوريا عبر غزة ومصر، ومنها إلى ليبيا وتونس. الدوحة أكثر واقعية وأقل مكيافيلية من ذلك: انها تستفيد من علاقاتها حيثما وجدت، وتتطلع إلى تعزيز الاحزاب الاسلامية الشعبية والفعالة والمعتدلة التي ترتبط معها بعلاقات.)
الكيان الصهيوني
(كما ان الزيارة تلقي الضوء على خسارة اسرائيل لنفوذها في قطر. وكانت العلاقات قد دخلت مرحلة دافئة مع افتتاح مكتب التجارة الاسرائيلي فلي الدوحة في 1996 حين كان الاثنان يتطلعان الى شحن الغاز القطري الى اسرائيل بوساطة من شركة انرون. فشلت الصفقة وظلت العلاقات في حالة مد وجزر حتى كانون الاول 2008 حين قطعت قطر العلاقات احتجاجا على العدوان الاسرائيلي ضد حماس في غزة. وكانت هناك شائعات ان قطر حاولت اعادتها ولكن انتهت المحاولات مع تسريب مذكرة من وزارة الخارجية الاسرائيلية تصف قطر بأنها "ناشط رئيسي" ضد (اسرائيل) مما قطع ماتبقى من علاقات غير رسمية.)
++
ماهو الخلل في هذه المقالة؟
1- إنه يرى أن قطر قوة اقليمية بحد ذاتها وهي تقف وحدها تناطح القوة الاقليمية ايران. ومع اني معه في العامل الإيراني في موضوع اخراج حماس من العباءة الإيرانية ولكن من أجل ضمها الى الخندق الأمريكي +الصهيوني + التركي+ الخليجي+ دول الربيع العربي التي يحكمها الاخوان المسلمون في مقابل الخندق الإيراني+ الروسي + الصيني + سوريا + العراق+حزب الله، وفي الظاهر انها حرب بين (الموزة السنية) و(الهلال الشيعي) اذا اقتبسنا تعبيرات الكاتب، أو حرب بين جبهة ديمقراطية مسالمة انسانية ضد الدكتاتورية و الإرهاب والنووي ، اذا اقتبسنا الخطاب الناتوي. وفي الواقع هي حرب على الموارد وانابيب الغاز والنفط.
2- يؤكد الكاتب دعم قطر للاخوان المسلمين ولكنه لايوضح السبب والهدف، وكل ما يريد قوله ان قطر تفعل ذلك لأنها تريد تعزيز الاحزاب الإسلامية المعتدلة في المنطقة، وكأنها لم تقدم السلاح والمال الى عناصر مرتزقة ارهابية في ليبيا وسوريا.
3- العلاقة مع الكيان الصهيوني، وكأن الكاتب يريد أن يظهر قطر مركز الصمود والمواجهة. وأنها تتحدى الكيان بعلاقتها مع حماس، مع أن هذا التوجه كما سنوضح لاحقا جاء لمصلحة الكيان الصهيوني لتخليصه من وجع غزة.
قرأت اليوم مقالة كتبها ديفد روبرتس نائبمدير المعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن(مختصره RUSI) - فرع الدوحة، وهو معهد بريطاني من أعرق وأكبر مراكز دراسات التجسس وكان اول فرع له خارج بريطانيا هو في قطر افتتح في 2007. وقد استشهد موقع المعهد على الانترنيت بثلاث شخصيات لبيان اهمية المعهد وهم: ملكة بريطانيا - جوردون براون رئيس الوزراء السابق - وتوني بلير رئيس الوزراء الأسبق. المقالة منشورة في صحيفة فورين بوليسي هنا وهي بعنوان (لماذا تتوحل قطر في غزة) ليس بالضبط الترجمة الدقيقة ولكن هذا هو المقصود. و لدى قراءة التحليل، وجدت أنه إما جاهل أو أنه يوجه الانتباه الى شيء غير الواقع. وسوف استعرض لكم أهم ماجاء في مقالته:
العامل الإيراني
(من المرجح أن أن قرار قطر لدعم حماس جاء على وجه التحديد بسبب قطيعة حماس مع إيران. عندما توقفت طهران عن إرسال الأموال إلى حماس بعد فشل الجماعة في تأييد حليفة ايران المحاصرة سوريا علنا ورأت قطر في هذا فرصة لفصل المجموعة الفلسطينية عن راعيها لزمن طويل.)
(دور قطر الطليعي في إضعاف بند رئيسي في السياسة الخارجية الإيرانية يشير إلى أن الدوحة لابد وتشعر بالأمان العميق مع علاقتها بطهران، حيث انها ماكان يمكنها ان تتخذ مثل هذه الاجراءات الجريئة لو كانت تشعر بالتهديد الوشيك من ايران. في الواقع، هناك بؤرة واضحة تجمع القوتين الإقليميتين: إيران وقطر تتقاسمان اكبر حقل غاز في العالم ، وهو الحقل الذي كان وراء الثراء الهائل في قطر..
تقليديا، كان هذا يعني أن قطر تعامل إيران بقدر كبير من الاحترام. وقد تحسنت العلاقات كثيرا في التسعينيات من القرن الماضي اثناء تطوير هذا الحقل، كما تسعى الدوحة لتجنب التصعيد خاصة بعد سوابق عديدة من إيران في مهاجمة وسرقة معدات من منصات الغاز القطري غير المحروسة حراسة كافية)
الأخوان المسلمون
(وهذا التحرك، بطبيعة الحال، يثير جولة أخرى من التكهنات بأن قطر تدعم صعود الإخوان المسلمين في أنحاء العالم العربي. ودعم قطر لجماعة الإخوان ليس موضع شك - بل، انها لاتحاول اخفاء جهودها في التعامل مع الحركة الإسلامية في مصر وتونس وليبيا وسوريا والآن مع حماس، وهي فرع من الإخوان. ولكن مع هذا فإن قطر لا تحاول بدلا من الهلال الشيعي احلال الموزة الاخوانية (اي والله هذا هو المصطلح الذي استخدمه الكاتب وربما كانت فلتة لسان لذيذة وطازجة) المتقوسة من سوريا عبر غزة ومصر، ومنها إلى ليبيا وتونس. الدوحة أكثر واقعية وأقل مكيافيلية من ذلك: انها تستفيد من علاقاتها حيثما وجدت، وتتطلع إلى تعزيز الاحزاب الاسلامية الشعبية والفعالة والمعتدلة التي ترتبط معها بعلاقات.)
الكيان الصهيوني
(كما ان الزيارة تلقي الضوء على خسارة اسرائيل لنفوذها في قطر. وكانت العلاقات قد دخلت مرحلة دافئة مع افتتاح مكتب التجارة الاسرائيلي فلي الدوحة في 1996 حين كان الاثنان يتطلعان الى شحن الغاز القطري الى اسرائيل بوساطة من شركة انرون. فشلت الصفقة وظلت العلاقات في حالة مد وجزر حتى كانون الاول 2008 حين قطعت قطر العلاقات احتجاجا على العدوان الاسرائيلي ضد حماس في غزة. وكانت هناك شائعات ان قطر حاولت اعادتها ولكن انتهت المحاولات مع تسريب مذكرة من وزارة الخارجية الاسرائيلية تصف قطر بأنها "ناشط رئيسي" ضد (اسرائيل) مما قطع ماتبقى من علاقات غير رسمية.)
++
ماهو الخلل في هذه المقالة؟
1- إنه يرى أن قطر قوة اقليمية بحد ذاتها وهي تقف وحدها تناطح القوة الاقليمية ايران. ومع اني معه في العامل الإيراني في موضوع اخراج حماس من العباءة الإيرانية ولكن من أجل ضمها الى الخندق الأمريكي +الصهيوني + التركي+ الخليجي+ دول الربيع العربي التي يحكمها الاخوان المسلمون في مقابل الخندق الإيراني+ الروسي + الصيني + سوريا + العراق+حزب الله، وفي الظاهر انها حرب بين (الموزة السنية) و(الهلال الشيعي) اذا اقتبسنا تعبيرات الكاتب، أو حرب بين جبهة ديمقراطية مسالمة انسانية ضد الدكتاتورية و الإرهاب والنووي ، اذا اقتبسنا الخطاب الناتوي. وفي الواقع هي حرب على الموارد وانابيب الغاز والنفط.
2- يؤكد الكاتب دعم قطر للاخوان المسلمين ولكنه لايوضح السبب والهدف، وكل ما يريد قوله ان قطر تفعل ذلك لأنها تريد تعزيز الاحزاب الإسلامية المعتدلة في المنطقة، وكأنها لم تقدم السلاح والمال الى عناصر مرتزقة ارهابية في ليبيا وسوريا.
3- العلاقة مع الكيان الصهيوني، وكأن الكاتب يريد أن يظهر قطر مركز الصمود والمواجهة. وأنها تتحدى الكيان بعلاقتها مع حماس، مع أن هذا التوجه كما سنوضح لاحقا جاء لمصلحة الكيان الصهيوني لتخليصه من وجع غزة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق