|
الصوره من الشروق |
منذ عامين والأمة العربية تعيش حالة مخاض شعبي، ارتقى في سياقاته من الإرهاصات التي كانت تختلج بها هذه الأمة، إلى مستوى الانتفاضة التي تباينت الرؤى بشأنها، فالبعض أدرجها تحت تصنيف الثورة، وبعض آخر أدرجها ضمن "نظرية المؤامرة"، وما بين اعتبار هذا الحدث الارتجاجي "ربيعاً" من وجهة نظر، أو اعتباره "خريفاً" من وجهة نظر أخرى، أو في منزلة ما بين المنزلقين، تكاد المقاييس الموضوعية تغييب عن التوصيف الاكثر مقاربة وتكاد الأسباب الحقيقية "تُجهل"، وهذا ما أدى إلى فتح نقاش سياسي حول طبيعته ا لتوصيف لهذا الذي تشهده الساحة العربية.
من خلال هذا التباعد بين وجهتي النظر للواقفين على ضفتي اعتبار الذي جرى ويجري ثورة أو مؤامرة، نلج الى صلب هذا النقاش بغية تحديد مقاربة موضوعية لهذا التطور البارز المفتوحة تفاعلاته على المستقبل.
بداية لا بد من الإشارة، إلى أن الحراك الشعبي، الذي انطلق تحت شعار الشعب يريد التغيير، وكأجرأ سياسي معجل، الشعب يريد إسقاط النظام، اسفر حتى تاريخه، من إسقاط أنظمة في أربعة مواقع عربية وأن بمواصفات وآليات مختلفة وأن الحراك يستمر في أقطار أخرى بأشكال وتعبيرات مختلفة أيضاً. وفي ضوء ما افرزته معطيات هذا الحراك، يطرح التساؤل التالي: هل ما حصل هو ثوره بكل ما للكلمة من معنى ودلالات، أم أنه بعيد كلياً عن معطى الفعل الثوري وهو يندرج ضمن مفهوم "نظرية المؤامرة".
إن الذين يعتبرون ان ما تشهده الساحة العربية من حراك شعبي إنما يندرج ضمن نظرية المؤامرة، إنما يسندون حجتهم إلى المبررات التالية:
المبرر الأول: ان الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه، كان وما زال وسيبقى محط استهداف الاستراتيجيات الدولية المتقابلة وتلك الإقليمية الملتحقة أو المتماهية معها، وبالتالي فإنه من خلال قدرة أصحاب هذه
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق