قراءة في كتاب وفيق عبجل طريق الجحيم - (3)
شاهدة لتاريخ جيش العراق وشعبه
وجهات نظر
العميد الركن إستخبارات
في هذا الكتاب "طريق الجحيم" وكتاب التلفيق الأول "حطام البوابة الشرقية" واللذان كتبهما وفيق عبجل بدفع وتحريض من أسيادهِ الكويتيين، ومن أعداء العراق عموماً، لإرضائِهم بعد هروبهِ، نرى وبكل وضوح أنه يتجنّى على قادة الجيش وقرارات النظام الوطني الشرعي وكأنهُ لم يكُن جُزءاً من ذلك النظام!! كما أعتادَ وفيق عبجل التبرّؤ مما كان جــُــزءاً منهُ فتحولَ إلى اشد المعارضين للنظام الوطني، وهنا لا أستطيع أن أقول عنهُ مثل الحرباء لأن الحرباء قد تكون مضطرة إلى فعل ذلك حماية لنفسها فيما وفيق يفعله بداوافع أخرى!!
أخذ وفيق عبجل ينتقد النظام الوطني بشدة ويُبعدُ نفسهُ عن الشُبهات والعـــَــثراتْ الاعتيادية التي شابتْ المسيرة، ويظهر بمظهر الملاك الطاهر ما بين الأشرار (!) ويدعي انه كان صاحب الأفكار الناجحة !!! ويرمي كل ما فعلتهُ يداه والإخفاقات التي حدثت على عاتق غيره، فظهر في لقاءات وكتب في صحف تــُـناصب العراق وشعبه العداء وهو يُعطيهم الحُجج تلو الحجج لاحتلال العراق.
وبعد أن عادَ يمتطي الدبابة الأمريكية مع مجموعة من البيشمركة، ووصل إلى بغداد، أصبحَ وفيق من اشد المُدافعين عن النظام الجديد، نظام الاحتلال وامعّاءاتهِ، بالضبط مثلما كما كان يدافع عن النظام الوطني الشرعي عندما كان هو جــُــزءاً منهُ، حتى انهُ ظــــهــــرَ لعـــدة مرات من على شاشات القنوات الفضائية المؤيدة للنظام اللاشرعي ومنها العراقية والفيحاء والحرة!!! خلال مسرحية محاكمة القيادة العراقية الشرعية في محكمة الاحتلال وهو يُثــنــي على مُطالعات المدعي العام بالحق الشخصي الإيراني في المحكمة، ويعطي الإشارات على قادتهِ ويتهمَهم بنفس التُهم التي يتهمهم بها الاحتلال الإيراني ـــ الأمريكي!!! ويُشيد بديمقراطية الحكومة وشفافية المحكمة وعدالتها(!) وذلك طبعاً لأنهُ مستشار رئيس إدلاء الخيانة، كما كان وفيق نفسه يُطلق على طالباني وزمرته العميلة!!!
وبعد أن هرب وفيق عبجل من جديد خارج العراق، عاودَ من جديد لدورهِ المُتلون والذي أجادهُ بانتقاد حكومات الاحتلال!! والتي دخل إلى العراق تابعاً ذليلاً لها بعد حضورهِ لمؤتمر الخيانة في لندن والذي اتفقت فيه قوى الشـر (والتي يُسميها وفيق قوى الخير!!) على تقسيم العراق وبيعه.
فظهر هذه المرة من خلال صحف الكويت بمظهر الرافض لممارسات الأمريكان وحكومات الاحتلال التي جاء يتبعها عام 2003 وعمل لها كمستشار للعار بناءً على الدور الذي رسم له.
واضح أن وفيق يعتبر الأنظمة "وطنية وشرعية" طالما كان هو جـُــزءاً منها وضمن مؤسساتها!! لكنهُ عندما ينقلبُ عليها ويتركها بعدما تكتشف معدنه الصدئ تصبح تلك الأنظمة, أنظمة فاسدة دكتاتورية فاقدة للشرعية تضطهد شعوبها!!
لقد هاجم وفيق بعض رموز الاحتلال الذين جاء معهم لتقاسم كعكة العراق في مقالاته في جريدة القبس الكويتية بمجرد أن خرج من منصبهِ بعد أن لفضتهُ جوقة العملاء! ففي نظره فقدت حكومات الاحتلال شرعيتها، التي طبّل لها وفيق عبجل نفسهُ وحصل على منصبه ورتبته الجديدة (العميل أول ركن) بفضلها!!! فَسَوّقَ ذاتهُ على انه المحلل السياسي الأمني البارع ذو النظرة الأمنية الثاقبة !!! والشخص الوحيد الذي يستطيع تشخيص الخطر المحدق بالعراق خلال فترة النظام الوطني الشرعي!!! وبعد احتلاله من قبل أسياده الذين أتوا بهِ وبغيرهِ من (العتاكة) لحكم العراق.
أَلا يحقُّ لنا ان نسأل: أين كان وفيق، الذي يتباكى على ضباط الجيش العراقي في كتبهِ، عندما كان يُرسلُ تقاريرهُ إلى مدير الأمن الخاص طاعناً فيها بوطنيتهم؟!
وأين كان وفيق ودورهُ في نقد الأمريكان الذين جاءوا به وبأمثالهِ عندما كان مُستشاراً لعملاء إيران وأمريكا منذ اليوم الأول لاحتلال العراق كما يفعل الآن مُدعياً وطنية زائفة وكأنهُ مُعارضاً للأمريكان؟!
وأين كان وفيق من خطر الإيرانيين الذين سمحوا لسيدهِ الطالباني باستخدامهِ وقتياً في تصفية ضباط الجيش العراقي في بداية تغلغلهُم في مفاصل الدولة وهو حينها مُستشار رئيس زمرة أدلاء الخيانة؟!
وأين كان وفيق، المُدافع عن سُنة العراق وسوريا الآن (!) من شباب العراق الذين ذبحوا في الأعوام التي كان هو فيها مستشاراً لرئيس أدلاء الخيانة وعملاء إيران؟!!
أليس وفيق عبجل نفسهُ الذي كان يقول ((من المبالغة القول إن بانتهاء حكم صدام حسين واحتلال العراق سيؤدي بالعراق إلى حرب أهلية)) فهل يُصدقهُ احد بعد اليوم؟!
ذكر وفيق عبجل بعض الحقائق المهمة في كتابيهِ المُلفّقين ومنها معارك الجيش العراقي الباسل وأسماء الوحدات الحقيقية المُشاركة في معارك العراق في الدفاع عن العرب ضد المد الفارسي الصفوي وتصدير ثورتهِ بكل ما تحتويه من تخلف، بالإضافة إلى نشرهِ للعديد من وثائق الاستخبارات العسكرية العامة!! ووثائق مكتب تنظيم الشمال الخاصة بمقرات عملاء إيران، فمِنَ المُؤكد أن يسأل البعض:
هل من المعقول أن لاتــُــقـرَّ بحقائق ذُكِرتْ في هذين الكتابين اللذين تَصِفَهُمْ بالمُلفقة والكاذبة؟
فمِنْ أين جاءَ وفيق بهذهِ الوثائق الخاصة والسرية للغاية بعد هروبهِ ونشرها مُتعمداً في كتبه؟!
فبالرغم من أنها وثائق تخص الاستخبارات وشعبة الشمال ومنظومات الاستخبارات العاملة في شمالنا الحبيب والمُرتبطة به شخصياً والتي كان يشرف عليها إشرافا مباشرا ويعد تقاريرها بنفسه!!! إلا أن هذهِ الكُتب الرسمية لا تحتوي على توقيعهِ رغم ارتباط مَفاصل شعبة الشمال والمنظومات العاملة في شمال العراق بوفيق تحديداً،
والسؤال الآخر: لماذا لا توجد أية وثيقة تحمل توقيع وفيق؟!!! أليسَ هذا شيئاً غريباً؟!!!
أقول نعم توجد حقائق في كتابيهِ وتتعلق بوحدات الجيش وأسماء قادتها والمعارك التي جرت بتواريخها وأماكنها والتي قد ينساها حتى القائمين عليها حينها!! وقد ذكرتْ في كتاب وفيق وبدقة ولكن... من أين جاء وفيق بنُسخها وهو خارج العراق؟!!
هذه الحقائق والأسئلة سوف اذكرها في الحلقتين الأخيرتين من هذه القراءة لأهميتها الكبيرة، وحتى لا تضيع بين أوراق التلفيق والدجل الذي كشفناه وبشهادة قادة الجيش العراقي الباسل وأعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة الذين أكدوا كلامي برسائلهم وعلى رأسهم السيد اللواء الركن محمود شكر شاهين، ولهذا ارتأيتُ تأجيل كتابة موضوع الوثائق وموضوع تعيينهُ وطردهُ من الاستخبارات العسكرية العامة والقوات المسلحة بأمر الرئيس صدام حسين، يرحمه الله، إلى نهاية الحلقات لتكتمل معالم الصورة.
وبالعودة إلى كتاب طريق الجحيم، من الصفحة 107 والى الصفحة 120 وتحت العناوين تهريب الطائرات الإيرانية .. عملية الفالكون ... ولطول الفقرات أعلاه سأختصر منها الكثير وأرجو من السادة المُتابعين والقراء العودة إلى صفحات الكتاب ليدققوا الحقائق التي سأذكرها والتي شهدتها واطلعتُ على تفاصيلها حينها مكتوبة ومن منابعها الأصلية والمحفوظة في معاونية إيران وما حدثني به الأستاذ (ج) مسؤول بريد الأجهزة الأمنية في مكتب سكرتير رئيس الجمهورية، يقول وفيق
((...... وعلى أي حال فان الضابط الذي اشرنا إليه انه شارك في عمليات هروب الطائرات إلى العراق يعمل الآن كاتبا بسيطاً في إحدى معامل البسكويت الأهلية براتب لا يزيد عن 10 دولارات شهريا لإعالة عائلته بعد أن كان يشغل منصب ملحق عسكري في لندن عام 1987 ومديرا لشعبة الخدمة السرية في الاستخبارات .......... وفي اليوم التالي اجتمع الضابط المختصون لدراسة التقريرين وتقديم التوجيه بصدهما ومثل هذا الأسلوب حرصنا على تطبيقه (في الحالات غير المستعجلة) لتنمية قدرات وتدريب وممارسة الضباط ........ في صباح اليوم المقرر توجهتُ بطائرة هليكوبتر إلى قاعدة الموصل الجوية مع مجموعة مشتركة من الاستخبارات والقوة الجوية وفي تمام الوقت المقرر بدأ الطيار علي اكبر محمدي الاتصال عبر الرادارات .......... وكانت وكالات الأنباء بانتظارنا وتمت الاستفادة من صورة فوتوغرافية سبق أن التقطت للطيار واقفا إلى جانب رفسنجاني للادعاء بأنه الطيار الخاص لرفسنجاني وان الطائرة التي هبطت على ارض مطار المثنى ليست إلا طائرة رفسنجاني شخصياً، وفي الحقيقة فان الأمر ليس كذلك إلا أن الصورة أعطت مصداقية عاليه للحملة الإعلامية ............. وفي ختام العملية عقد اجتماع في بغداد جرى خلاله تسليم الطيار محمدي مبلغ 900 ألف دولار أمريكي نقدا و 100 ألف دولار لكل من المطرب الإيرانيوعلي قاضي على أن يُعطى خسرو الجاف مبلغا بسيطا منها، وفي تصرف غير لائق ولم يكن مسبوقا انفجر علي قاضي معترضا على مقدار المكافأة التي رأي فيها حصته قليلة جدا .............. ونتيجة تصرف خاطئ من احد ضباط الاستخبارات ومن شانه يلحق ضررا بأمننا الوطني آنذاك إذا ما تركت له حرية السفر، فلم يعد أمامنا مجال واسع الخيارات فقد جرى تاليف لجنة من العميد الركن عبد الرحيم عبد الغني السوس ...... وجاء رأي اللجنة بالتوصية إلى رئاسة الجمهورية لتصفيته (أي إعدامه) إلا أنني تحفظت على القرار لأنه لم يرتكب جريمة ...... وقد جرى تقديم عدد من الخيارات 1- زيادة المكافأة المالية 2- أو حجزه وقتيا في العراق 3- أو السماح له بالسفر إلى ألمانيا مع احتمالات لمحاولته ابتزازنا بعد ذلك وحصلت موافقة الرئاسة على المقترح الثاني.......... ومن اليوم الثاني بداء سردار الجاف التحرك لمعرفه مصير قاضي ..... ولم يحصل على نتيجة إلا بعد مرور عدة أشهر على حجز علي قاضي)))
التعليق:
إن الضابط المشارك في العملية والذي يشكو وفيق حاله هنا بالقول انه الآن يعمل في معمل بسكويت براتب ضئيل بعد أن كان يشغل منصب الملحق العسكري العراقي في لندن ما هو إلا العقيد الركن حسين السامرائي، الذي كتبَ عـنهُ وفيق تقرير مباشر إلى الرئيس عن طريق حسين كامل يخبرهُ فيهِ بأن العقيد الركن حسين السامرائي، قد كسبتهُ المعارضة العراقية بعد أن تكررت لقاءاتهِ بـ((فلاح النقيب)) في لندن!! ويأتي هنا وفيق وكعادته بالتبرؤ من أفعالهِ الدنيئة والبكاء على ضحاياه!! عـِـلماً أن العقيد الركن حسين السامرائي لم يعمل يوماً واحداً، كما وصفه وفيق، في معمل بسكويت، مع إحترامنا الشديد لجميع المِهن، ولكن العقيد حسين السامرائي عسكري يحترم عقيدتهِ العسكرية ومعروف أن الضابط العسكري العراقي لا يستطيع أن يعمل أي عملا آخر غير عمله التي اعتاد عليه، لكن وفيق بعد أن طُرِدَ من الاستخبارات جلس في محل لبيع الأدوات المنزلية في عمارة يملكها في سامراء حتى هروبهِ وهذا شيء يعرفهُ أهالي سامراء الأوفياء.
وكعادتهِ أيضا يعطي وفيق عبجل لنفسه دوراً أكبر من حجمهِ فيدعي أنه المُخطط والمُنفذ لعمليات تهريب الطائرات المدنية الإيرانية بعد تضخيم نفسه بإستخدام كلمة (كتبنا، فاتحنا، جرى تأليف، استحصلنا موافقه الرئاسة) ولا يذكر التعبير الصحيح وهو (كتب مدير عام الاستخبارات، فاتح مدير عام الاستخبارات، استحصل مدير عام الاستخبارات موافقة الرئاسة)!! أو على الأقل (فاتحت مديرية الاستخبارات.. الخ)، إلا انه دائما يرى نفسهُ هو الموجّه لجميع التفاصيل ولا دورَ لأحدٍ غيرهِ في أي شيء!!... كما أنهُ يُغازل الإيرانيين بالقول ((للادعاء بأنه الطيار الخاص لرفسنجاني وان الطائرة التي هبطت على ارض مطار المثنى ليست إلا طائرة رفسنجاني شخصيا وفي الحقيقة فان الأمر ليس كذلك إلا أن الصورة أعطت مصداقية عاليه للحملة الإعلامية)) ... كما أنه ليس فقط يبرئ نفسهُ من قضية حجز علي قاضي بل يتهم اللجنة بأنها اقترحت إعدامهُ!! وقد تحفَّظ هو على القرار!! والسؤال هنا: بأية صفة يتحفظ وفيق على قرار لجنة يرأسها معاون مدير الاستخبارات وهو مدير شعبة تتبعه حينها؟!!!! وكيف اعترض أو تحفظ (الحمل الوديع وفيق) وهو لم يذكر انه كان عضواً في اللجنة؟ فكيف يذكر انه هو عضو لجنة وهو لا يصلح الا أن يكون رئيساً للجان ومقدماً للمقترحات العظيمة وصاحباً للقرارات الحكيمة؟؟!! فهو قد ولدَ قائداً !!! وأدارَ الاستخبارات كلها وهو برتبة ملازم !!! فمن المعيب في نظره أن يقول أني عملت تحت إمرة القائد فلان وفلان وفلان فهو القائد الأوحد ولا يوجد احد قبله ولا بعده .... !!!
اما قصة طائرة رفسنجاني وكيف تمكن رجال الاستخبارات الأبطال من تهريبها وكسر شوكة الفرس المجوس فسأذكرها بتفاصيلها التي شهدتها وقرأتها في وثائق المديرية واليكم الحقيقة:
في ذلك الوقت من عام 1986 كان لدى العراق ملحقية عسكرية في بون، عاصمة المانيا الغربية قبل توحيد الدولتين الألمانيتين، وكان يشغل منصب الملحق العسكري العراقي هناك العقيد الركن بسام عبد الكريم، وهو من ضباط الاستخبارات الكفوئين حيث سبق وأن عمل مُديراً لإحدى شُعَبْ الاستخبارت المهمة في المديرية؛ ذلك الضابط الكفوء تمكنَ من تجنيد مواطن إيراني اسمه علي قاضي وهو إبن القاضي محمد مؤسس جمهورية مهاباد الكردية عام 1946، حيثُ هرب علي قاضي بعد إعدام والده إلى ألمانيا وحصلَ على الجنسية الألمانية ... وتحت إشراف الاستخبارات العراقية تمكن السيد علي قاضي من تجنيد عدد من كبار الضباط الإيرانيين الموجودين في الخدمة في ذلك الوقت، وألّفَ منهم شبكة وكلاء .. وتم تزويدهم بأجهزة لاسلكية بعيدة المدى، لغرض إشعارنا بنوايا وتوقيتات هجمات الإيرانيين على قطعاتنا المسلحة البطلة.
أرسل الملحق العسكري العقيد الركن بسام عبد الكريم برقية مُشفّرة إلى المديرية تقول [إن علي قاضي قام بتجنيد الطيار الخاص لرفسنجاني (علي اكبر محمدي) وهو على استعداد للهرب بطائرتهِ الفالكون إلى بغداد].
طلب مدير الاستخبارات العسكرية العامة، الفريق الركن صابر عبدالعزيز الدوري، رأي المتخصصين في شعبة إيران وكالعادة فقد كتب وفيق عبجل حينها بصفته مدير شعبة إيران مقترحاً لإيفاده هو إلى بون للقاء الطيار الإيراني والسيد علي قاضي...
رفض المدير العام مقترح مدير شعبة ايران وأمر بتشكيل لجنة لدراسة الموضوع برئاسة معاون مدير الاستخبارات العسكرية العميد الركن عبد الرحيم السوس ... وقد اقترحت اللجنة استدعاء الملحق العسكري العقيد بسام وعلي قاضي إلى بغداد للاستماع لتفاصيل البرقية والاتفاق مع (علي قاضي، في حالة الموافقة على العملية...
حضر السيد قاضي بصحبة العقيد بسام والتقوا بمدير الاستخبارات بحضور العميد الركن عبد الرحيم السوس وتم الاتفاق على الخطوات المبدئية، ورفع الفريق الركن صابر عبدالعزيز الدوري مدير الاستخبارات العسكرية العامة كتاباً رسمياً إلى رئاسة الجمهورية يشتمل على رأي الاستخبارات وتفاصيل العملية، طالباً موافقة الرئاسة على التنفيذ وبضمنه الموافقة على صرف مبلغ المكافأة لــعلي قاضي والطيار الخاص برفسنجاني.
بعد وصول موافقة الرئاسة إلى الاستخبارات على مجمل العملية في تموز من عام 1986 باشر فريق العمل المُشكّلْ من قبل مدير الاستخبارات العسكرية برئاسة العميد عبد الرحيم السوس معاون مدير الاستخبارات العسكرية بالتنفيذ والإشراف على خطوات العملية وكان وفيق أحد أفراد ذلك الفريق، تمت العملية كما خطط لها رجال الاستخبارات الشجعان وبإشراف مباشر من مدير الاستخبارات العسكرية العامة خطوة بخطوة وفي آب من العام 1987 هبط الطيار الخاص لرفسنجاني، علي اكبر محمدي، في مطار الموصل مع شقيق زوجته التي كانت قد وصلت إلى العراق حسب الخطة قبل تنفيذ العملية بأيام، ومن ثم إلى مطار المثنى ووثقت وسائل الأعلام ومراسلي القنوات هذا الحدث العظيم الذي هزَّ ثقة الإيرانيين بطياريهم واثبت شجاعة ضباط الاستخبارات العسكرية العراقية وقدراتهم على اختراق الحلقات القريبة من الخط الأول لنظام خميني، وعرضت صورة الطيار الإيراني مع رفسنجاني على مراسلي وكالات الأنباء ... وصرفت المبالغ المخصصة والمتفق عليها مع علي قاضي بعد استحصال موافقة مدير الاستخبارات العسكرية العامة، بعد عرض تقرير يؤكد نجاح العملية حسب السياقات المتبعة، وسافر الطيار إلى البلد التي اختار العيش فيها ليتم إغتياله هناك على أيدي السافاك الإيراني!!! فقدمت زوجته طلبا لدفنه في مدينة النجف الاشرف فوافقت الدولة على طلبها ودفن هناك.
ولكن لم تنته القصة بعد ....
بعد فترة، قدّم مدير شعبة إيران وفيق عبجل وحسب وثائق الاستخبارات مذكّرة إلى مدير الاستخبارات العسكرية العامة قال فيها [إن علي قاضي هدد بأنه سيكشف شبكة المتعاونين التي يديرها للإيرانيين ما لم يصرف لهُ مبلغ مليون دولار أسوة بالطيار، فلولا جهوده – على حد قول وفيق عبجل - لما تمَّت هكذا عملية لا تقدر بثمن ... واقترح مدير شعبة إيران في مذكرته المرفوعة إلى المدير العام والمحفوظة في إرشيف الاستخبارات باعتقال وحجز علي قاضي لحين انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، وقد همّشَ عليها المدير العام (تفاتح الرئاسة لمنعه من السفر مؤقتا ولحين إقناعه وتسوية الموضوع والاطمئنان على انه لن يلحق ضرراً بنا)، رفع كتاب مدير الاستخبارات العسكرية العامة إلى الرئاسة – مكتب السكرتير، وصل التوجيه بأمر الرئيس إن يحجز علي قاضي لحين انتهاء الحرب! فجاء أمر الرئاسة مُطابقاً لمقترح وفيق عبجل مدير شعبة إيران المرفوع في مذكرتهِ الداخلية إلى المدير العام والذي رفضهُ المدير العام ولم يضمِّنهُ في كتابه إلى الرئاسة، والذي تضمن فقط (حجز علي قاضي لحين تسوية الموضوع والاطمئنان على انه لن يضر بنا).
فكيف جاء أمر الرئاسة مخالفاً لرأي مدير الاستخبارات العسكرية العامة؟! ومطابقا لما اقترحه وفيق عبجل في مذكرة داخلية لا يطلع عليها سوى المعنيين داخل المديرية!؟
تبادر إلى ذهني هذا السؤال وأنا اقلّبْ أوراق الماضي في ذاكرتي بعد أن قرأت ما كتبهُ وفيق عبجل حول هذا الموضوع، فجاءتني فكرة أن اسأل الأستاذ (ج) مسؤول مراسلات الأجهزة الأمنية في مكتب سكرتير رئيس الجمهورية عله يجيب على تساؤلاتي، وبعد سؤالي له أجاب بما يلي:
[بالفعل أخي عميد ركن احمد فقد اتصل على الخط المباشر الخاص بي السيد وفيق السامرائي يطلب إيصال تقرير عاجل ومهم إلى السيد سكرتير رئيس الجمهورية فأبلغته بالحضور حالا إلى استعلامات المجلس وتسلمتُ منه تقريراً كان محفوظاً في أرشيف الأجهزة الأمنية، يقول وفيق السامرائي فيه (إن مدير الاستخبارات الفريق صابر الدوري رفض مقترحا قدمته له بحجز واعتقال علي قاضي الوكيل الإيراني المتعاون مع الاستخبارات لحين انتهاء الحرب بعد أن هددنا بفضح شبكة الوكلاء المرتبطة به في حال عدم إعطائه مبلغ مليون دولار، وهذا قد يهدد أمن الاستخبارات والمتعاونين معها في ظل ظروف الحرب الراهنة، وقد أصر المدير العام على عدم رفع مقترحي إلى الرئاسة والاكتفاء بالحجز لحين تسوية الموضوع كون علي قاضي أخ لزوجة سردار الجاف الذي تربطه علاقة صداقة مع خضر الدوري شقيق المدير العام. فصدر أمر الرئيس بعد اطلاعه على التقرير (إبلاغ مدير الاستخبارات بأمرنا بحجز علي قاضي لحين انتهاء الحرب)] .
كان هذا رد الأستاذ (ج) مشكورا عن سؤالي حول هذا الموضوع،
بعد ورود كتاب الرئاسة وبتوقيع السيد سكرتير رئيس الجمهورية نفذ أمر الرئيس بحجز علي قاضي لحين انتهاء الحرب، وأمر مدير الاستخبارات بوضعه في احد دور الاستخبارات المخصصة له، كمقر بديل، في منطقة الكاظمية ببغداد والقريبة من مقر المديرية لفضله الكبير على العراق وخصوصا في تنفيذ تلك العملية المهمة، وقد سمح لأخته وزوجها، سردار الجاف، بمراجعته واللقاء به، فهل انتهت القصة إلى هذا الحد؟!!!!
بالطبع لا !!!!
فقد ربطتني علاقة صداقة بأحد أفراد عائلة الجاف لفترة طويلة بعد العام 1995 وتوطدت علاقتنا بمرور الأيام والسنين حتى أصبحنا كأخوين وصديقين حميمين، وتهامسنا حينها حول عملية الطائرة ودور علي قاضي فيها، فأخبرني بأن عائلة الجاف على علم بأن وفيق السامرئي هو من وقف وراء احتجاز علي قاضي، حيث تحدث سردار الجاف عن الموضوع وقال إن[ سردار الجاف استحصل موافقة مدير الاستخبارات على أن تقوم زوجته، أخت قاضي، بزيارته في مكان حجزهِ وقد اخبرها علي قاضي شخصيا في احدى الزيارات بهذا الموضوع قائلا: إن وفيق جاءهُ بصحبة ضابط آخر لا يعرف اسمه طالباً منه مبلغ 100 ألف دولار فرفض علي قاضي طلبهُ وقال له (هل تريد إن تبتزني ونسيت كل ما قدمت لكم من خدمات في حربكم) فهدده وفيق بأنه سيعتقله إن رفض ذلك] وفعلا نفذ تهديده وقام بالوشاية عليه وحجزه حتى انتهاء الحرب العراقية الإيرانية!!! وهذه هي أخلاق وفيق الحقيقية.
إذن هذه هي القصة الحقيقة لطائرة رفسنجاني وقصة اعتقال وحجز علي قاضي ووشاية وفيق عبجل به بعد كل التعاون والخدمات التي قدمها قاضي للاستخبارات العسكرية وللعراق في حربهِ مع إيران، والذي تبرأ منها وفيق في كتابهِ بنفس أسلوبهِ المتلون الذي اعتاد عليه حتى الان!
وقد اعترف وفيق في ردهِ الهابط على اللواء محمود شكر شاهين والمنشور في احد مواقع الانترنت بأنه كان يكتب التقارير على الفريق صابر الدوري، بالإضافة إلى اعترافه في كتابه الأول بأنه أراد أن يهز ثقة الرئيس صدام حسين بقادته وخصوصا مدير الاستخبارات الأقرب إليه على حد وصف وفيق.
في الصفحات 134-135-136 وتحت عنوان (الاستطلاع العميق والعمليات الخاصة خلف الخطوط) يقول
((................. حتى مطلع 1984 عندما سافرنا بمهمة رسمية إلى القاهرة ضمن الاجتماعات الدورية المقررة مع المخابرات الحربية المصرية ضمن وفد ضم اللواء الركن محمود شكر شاهين وضباط مختصين بالاستخبارات النفسية والأجهزة السرية للوكلاء ............. واستدرجوا اللواء محمود لزيارة قبر السادات وقراءة الفاتحة على روحه وغطوا ذلك بالطبع بتصوير فديوي وفوتوغرافي وصوتي ولم نكن قد استحصلنا الموافقة على هذه الزيارة، فيما كان الأعلام العراقي وصدام شخصيا مستمرين بقدح السادات بالأوصاف المعروفة ( زيارة العار وغيرها) وكان الإخوة المصريون في هذه الخطوة كمن يقول: كفوا عن ضجيجكم يا من تنتمون إلى البعثيين العراقيين فهذا هو واقعكم السريى انتم هنا في القاهرة وتقرأون الفاتحة على روح من تتهمونه بالخيانة ............ وعدنا إلى بغداد وبعد ثلاثة أيام تقريبا استدعيت للحضور إلى مكتب وزير الدفاع عدنان خير الله في القصر الجمهوري وإذا به يبادرني بأن اشرح له الأسباب التي أدت باللواء محمود شكر شاهين إلى زيارة قبر السادات، وقد كان واضحا انه حصل على معلومات وافية لم يشأ الكشف عن مصدرها بالطبع ، فحاولت أن أخفف من وطأة الحدث بقولي إنه استدرج بغتة .......... ولم تمنع الفريق عدنان العلاقة الوثيقة القديمة التي تربطه باللواء محمود وتردده إلى مزرعة والده الكبيرة في منطقة الفحامة على ضفاف دجلة الشرقية شمال بغداد فقال محمود إنسان بسيط وعلى الفطرة إنه يتصرف كالأطفال في عفويته، وأضاف كان أبوه قبل أن يصبح ثريا حافي القدمين ويركب حمارا أجرباً، وأعطيناه ما أعطيناه وعيّناه في أفضل المواقع ويضعنا أمام السيد الرئيس بهذا الموقف المحرج ......... إلا إن صدام اكتفى على ما يبدو بتأنيبه مباشرة وقد شاهدته بعد حوالي الساعتين وهو يدمدم ويلعن الساعة التي أتت به إلى الاستخبارات ويشير إلى صدام بكلمة (هذا) " هذا ذبحني سواها جريمة ............))
التعليق:
أن وفد الاستخبارات العسكرية العامة الذي زارَ جمهورية مصر العربية برئاسة مدير الاستخبارات العسكرية اللواء الركن محمود شكر شاهين كان يضم المعاون الأول لمدير الاستخبارات العقيد الركن صالح محيسن والمعاون الرابع لشؤون الإدارة والتدريب ومدير الشعبة الفنية في المعاونية الثالثة إضافة إلى المقدم وفيق عبجل مدير شعبة إيران وهو اصغر رتبة في الوفد المرافق لمفخرة الجيش العراقي اللواء الركن شاهين، فلماذا يُستدعى وفيق تحديداً إلى وزارة الدفاع للاستفسار منهُ عن هذه الحادثة ولا يُستدعى من هو أقدم منه رتبة ومنصب من أعضاء الوفد؟!
أليس هذا دليل أثبات على أن وفيق كان سيد المنافقين والمُرائين الذين يطعنون مدراء الاستخبارات وزملائهم بتقاريرهم الكيدية؟! ومن أين لهُ هذهِ الكذبة الكبيرة؟! فهل سمع احد ولا أقول من ضباط الجيش العراقي والاستخبارات العسكرية بل من السادة المدنيين والصحفيين بأن مهمة رسمية استخبارية تختص بالتعاون الاستخباري بين بلدين تصوّر وتُبثْ في وكالات الأنباء؟! وعلى مستوى مدراء الاستخبارات في الدول العربية؟ حدِّث العاقل بما لا يعقل فإن صدّقْ فلا عقل له!
حدثني احد قادتي الأبطال الذي كان يشغل منصب عضو القيادة العامة للقوات المسلحة في العام 1987 بأنه [في احد أيام القادسية المجيدة وبينما كان أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة في قاعة الاجتماع ينتظرون وصول القائد العام إلى الاجتماع وجه نائب القائد العام وزير الدفاع الفريق أول الركن عدنان خير الله، يرحمه الله، سؤالا للفريق صابر الدوري مدير الاستخبارات عن زيارته الأخيرة إلى مصر العربية والتي عاد منها قبل أيام، وبعد أن شرح للوزير ما تم في الزيارة روى لهم المرحوم وزير الدفاع ما حصل في حادثة زيارة قبر السادات قائلا [إن سكرتير رئيس الجمهورية حامد يوسف حمادي أرسل لوزير الدفاع، التقرير السنوي للاستخبارات العسكرية الموجَّه إلى الرئيس مع تقرير آخر مرفق معه بتوقيع المقدم وفيق السامرائي يتحدث فيه عن قيام مدير الاستخبارات العسكرية اللواء الركن محمود شكر شاهين بالطلب من مدير المخابرات الحربية المصرية أثناء زيارة وفد الاستخبارات لمصر بزيارة قبر الرئيس السادات وقراءة الفاتحة على روحه!! وقد همّش الرئيس صدام حسين على التقرير بخط يده (يقوم وزير الدفاع بالتحقق من الموضوع وإذا ثبت أن مدير الاستخبارات هو الذي طلب من المصريين بزيارة القبر يستدعيه وينبهه)، وقال الوزير (استدعيتُ عدداً من الضباط الذين رافقوا اللواء محمود في زيارته تلك وأكدوا لي أن المصريين هم الذين استدرجوا الوفد الذي كان في زيارة إلى مقر المخابرات الحربية في طريق العودة، حيث توقف الموكب الرسمي أمام قبر السادات وطلبوا زيارة القبر)].
هذا نص ما قالهُ احد قادة الجيش من اعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة عن تلك الحادثة نقلا عن الشهيد الفريق أول الركن عدنان خير الله وزير الدفاع، يرحمه الله.
إذن وفيق عبجل هو من كتبَ تقريراً قاتلاً إلى الرئاسة عن مديره اللواء محمود متهما إياه بالطلب من مدير المخابرات المصرية بزيارة قبر السادات! وليس كما يدعي في كتابه الذي يظهر فيه حملاً وديعاً مسكيناً!! وقد اعترف وفيق عبجل في رده الهابط أيضا قبل أيام على الحقائق الناصعة التي ذكرها اللواء محمود بأنه كتب أكثر من 30 صفحة إلى الرئاسة ضد اللواء محمود شكر شاهين.
أما إدعاء وفيق عبجل بأن الفريق أول الركن عدنان خير الله تكلم بكلام سلبي عن اللواء محمود ووالده فإنني أجزم أن وفيق كاذب محتال ولا صحة لما ذكر عن لسان السيد الوزير، يرحمه الله ... وان هذا الكلام هو من تأليف وفيق،... وحاشا أبا علي (الفريق أول الركن عدنان خير الله) يرحمه الله صاحب الأخلاق الرفيعة والسريرة النقية والشخصية القيادية أن يتكلم بسوء على أحد أصدقائه المقربين، وخاصة اللواء محمود شكر شاهين، فهو المعروف بالاصالة والشهامة وحفظ الصديق في حضوره وغيابهِ.
وليعلم وفيق إنهُ عندما يصف والد اللواء محمود، الشخصية العراقية المعروفة في المنطقة وابن العائلة الكريمة بهذا الوصف، فليعلم أن العمل ليس عيبا ... العيب هو أن يمد الإنسان يده إلى الآخرين... وأقول الآن لوفيق أن العيب الأكبر هو التجسس والعمالة للأجنبي والتزوير وتشويه الحقائق وتشويه سمعة قادة حملوا العراق على أكتافهم ولم ينحنوا للأجنبي وعملائه ولم يعاونوا الأعداء على احتلال بلدهم ولم يغيروا مواقفهم ومالوا أينما تميل الريح كما فعل هو.
وهؤلاء القادة الأبطال لم يدنِّسوا شرف العسكرية العراقية وزيها الرسمي القيافة ( رقم 1) كما دنَّسها هو أثناء استقباله قادة فيلق ( 9 غدر) الإيراني، وهو مفتخر بهذا، فهل يقبل وفيق عبجل أن يناديهُ الناس كما قال عنه احد ضباط شعبة إيران حينها واصفا عمل والده بابن الــــحـــ .... فكسر نفسيته؟؟!! فلماذا يتهجم على سادة الناس وأكرمهم؟!! انها لعقدة نفسية قديمة في داخله تجاه أبناء العوائل التي يفتقدها وفيق، وأنا هنا لن اذكر الأمور الخاصة فنحن في صدد كشف تزييف وتشويه سمعة جيش العراق؛ أما ما قاله عن إن اللواء محمود خرج من الرئيس بهذه الحال فأترك الحديث عنها للسيد اللواء محمود شكر شاهين رغم يقيني بأنه لا يصدر منه هكذا أقوال بحق رئيسه حتى وان صدرت فلن تكون أمام الجاسوس الأول في المديرية كونه أول المشخِّصين لدواخله.
المرتد وفيق عبجل مستقبلاً العميل عادل عبد المهدي بالبدلة العسكرية الرسمية |
وهؤلاء القادة الأبطال لم يدنِّسوا شرف العسكرية العراقية وزيها الرسمي القيافة ( رقم 1) كما دنَّسها هو أثناء استقباله قادة فيلق ( 9 غدر) الإيراني، وهو مفتخر بهذا، فهل يقبل وفيق عبجل أن يناديهُ الناس كما قال عنه احد ضباط شعبة إيران حينها واصفا عمل والده بابن الــــحـــ .... فكسر نفسيته؟؟!! فلماذا يتهجم على سادة الناس وأكرمهم؟!! انها لعقدة نفسية قديمة في داخله تجاه أبناء العوائل التي يفتقدها وفيق، وأنا هنا لن اذكر الأمور الخاصة فنحن في صدد كشف تزييف وتشويه سمعة جيش العراق؛ أما ما قاله عن إن اللواء محمود خرج من الرئيس بهذه الحال فأترك الحديث عنها للسيد اللواء محمود شكر شاهين رغم يقيني بأنه لا يصدر منه هكذا أقوال بحق رئيسه حتى وان صدرت فلن تكون أمام الجاسوس الأول في المديرية كونه أول المشخِّصين لدواخله.
في الصفحة 146 وتحت عنوان كره الملك حسين يقول عبجل
((عندما بدأت الحرب العراقية – الإيرانية وقف الأردن إلى جانب العراق بطريقة متميزة ... منها إرسال كتيبة اليرموك مع المتطوعين من الجيش العربي الأردني إلى قاطع الاحواز وتأمين مشتريات عسكرية غربية وتأمين معلومات من مصادر مهمة جدا ................. وزيارات العاهل الأردني المتكررة إلى جبهات القتال،............... ومع ذلك فإن صدام دأب على الاحتفاظ بغاطس من الكراهية للعاهل الأردني لأسباب ...................... وإثناء سقوط الفاو في فبراير شباط 1986 وبينما كان صدام يتنقل جواً بطائرة هليكوبتر ومعه مدير الحركات العسكرية آنذاك العميد الركن صابر الدوري أخذ صدام يتحدث عن المواقف العربية من الحرب وتطرق إلى الموقف الأردني ..... فبدل الإشادة بالمساندة ..... أخذ يلعن الظروف التي اضطرته للتعامل مع الملك حسين ................)).
التعليق:
تصوروا إخوتي الأفاضل أن لوفيق القدرة للتنصت على ما يتحدث به الرئيس صدام حسين وحتى وهو يحلِّق في الجو؟!!!!! ... فهل هذه موهبة ربانية أم انه قام بحياكة خيوط البدلة العسكرية للرئيس وزرعها بلاقطات للتنصت أثناء حياكتها؟!! يبدو واضحاً من خلال كتابهِ تهجّمهُ المستمر على ولي نعمته، ومن جعل له وزناً في المديرية وهو الفارغ!! حيثُ انهُ يذكرهُ حِـــقداً وغيضاً في اغلب فقرات كتابه.
بات واضحا أن وفيق عبجل مكلف من أسيادة الكويتيين ومن الجهة الاستخبارية التي يرتبط بها بالتشويش وتحريض الدول التي تمتلك علاقة ايجابية متينة مع العراق بقصد استعدائها بأقوالهِ المُلفقة، فلم يبقِ في كتابيهِ المُلفقّين أي رئيس دولة عربية لم يرو عن لسان الرئيس، زوراً وبهتاناً، شيئاً سلبياً عنه، للحيلولة دون رفع الحصار عن العراق وزيادة عزلتهِ!! فلم يبقى لوفيق غير عاهل الأردن الملك حسين يرحمهُ الله الذي يشهد له العراق بوقوفهِ معه في حرب الثمان سنوات، وحتى بعد أن تكالبت قوى الشر والعدوان عليه في العدوان الثلاثيني لم يبقى غير الأردن يفتح أبوابه للعراق، ولم يكن غير العراق يحتضن الأردن ويدعمهُ في سنين الرخاء إنطلاقا من مبادئ الرئيس صدام حسين ،يرحمه الله، القومية، إن أهداف وفيق المستقبلية التي حددها له أسياده جعلته يكتب كل هذا الكذب والتلفيق على الرئيس صدام حسين وعلى المللك حسين بن طلال، يرحمهما الله.
يقول وفيق عبجل في الصفحة 354
(( كما جرى تكليفي في عام 1981 من قبل رئاسة الجمهورية بزيارة الأردن لإلقاء محاضرة مطولة عن الحرب في كلية القيادة والأركان الأردنية حيث أبدى الضباط الأردنيين خلال المحاضرة اهتماما كبيرا بمتابعة الموقف واستخلاص الدروس ........ وحرصت رئاسة الجمهورية – مكتب الرئيس على معرفة تقييمنا لانطباعات وآراء ومواقف الضباط الأردنيين، ولا شك في انه كان تقييما مشجعا بما فيه الكفاية)).
التعليق:
وفيق كان في هذا الوقت (العام 1981) برتبة رائد ركن!! ويشغل منصب ضابط قسم إيران في الشعبة الثانية والتي مديرها (العقيد الركن صالح محيسن) والمرتبطة بمعاون مدير الاستخبارات لشؤون الاستخبارات العميد الركن فاورق العبللي، والمعاون طبعا يرتبط بمدير الاستخبارات العسكرية اللواء الركن عبد الجواد ذنون، الأسئلة المنطقية التي تطرح نفسها هنا:
1. لماذا يكلف ضابط برتبة رائد ركن وهو اصغر رتبة ومنصب في مديرية الاستخبارات العسكرية بالذهاب إلى الأردن والى كلية القيادة والأركان الأردنية؟!!!
2. لماذا يكلف هذا الرائد الركن من قبل رئاسة الجمهورية شخصياً؟!!!
3. أليس من الأفضل لوفيق أن يقول: إن الرئاسة وجهت مدير الاستخبارات العسكرية بإرسال أحد الضباط إلى الأردن للقيام بهذه المهمة ... وقد أمر المدير العام أن ان يقوم المعاون بترشيح احد الضباط فقام مدير الشعبة الثانية بترشيح ضابط قسم إيران في الشعبة الثانية الرائد وفيق، وحصلت موافقة الرئاسة على الترشيح؟ فهل تكلف الرئاسة ضابطاً برتبة رائد مباشرة ؟ أم إن الرائد وفيق عبجل حالة خاصة ونادرة في الجيش العراقي؟!
إن عنوان المحاضرة المزعومة هي الحرب العراقية الإيرانية وليست إلقاء محاضرة بعنوان (معلومات عن إيران) وأن أفضل من يقوم بهذا الواجب ولديه تصور عن مجريات الحرب هو احد أعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة ــــــ معاون رئيس أركان الجيش لشؤون العمليات في ذلك الوقت الفريق الركن عبد الجبار الاسدي أو مدير التخطيط اللواء الركن شاكر وجر الإمارة أو مدير الحركات العسكرية اللواء الركن ميسر الجبوري، وجميعهم من قادة الجيش المعروفين بقدراتهم وكفاءتهم ... أو أي ضابط من الأركان العامة وليس ضابط برتبة رائد ركن لم يتواجد حتى ذلك التاريخ في جبهات القتال!!!
ولكن هذا هو وفيق على حقيقته!!! فهو يدعي لنفسه أموراً اكبر من حجمه ورتبته متوقعا مكانة لدى رعاع القوم الذين لفظوه بعد ان خدمهم بخيانته للعراق وجيشه.
وإذا جئنا إلى أحد زملاء وفيق بالمعارضة كما تُسمى، فإننا نجد أنه حتى هؤلاء قد كشفوه وبصورة واضحة!! فقد ذكر المعارض (احمد الدليمي) صديق وفيق بعد هروبه أربعة نقاط عنه خلال تواجدهم معاً، وأحد هذه النقاط تبين مدى وضاعة وكذب وتلفيق وفيق واستعداده لبيع الأرض والعرض مقابل المال، فقد ذكر المعارض (احمد الدليمي) في النقطة الأولى في مقالة له تعقيباً على قراءاتي لهذه الكتب الملفقة بعنوان (تعقيبا على دراسة العميد الركن استخبارات، أضف اربعة نقاط هذا هو الطفيلي المنبوذ وفيق
(في عام 1996 زار وفيق السامرائي السعودية بناء على دعوى وجّهت له من قبل المخابرات السعودية وكان بصحبته رفيقه المقرب له (سعد البزاز) وكان وفيق قد طلب من السلطات السعودية منحه (400) مليون دولار ليقوم بواسطة أتباعه ومساعدة البشيمركة الكردية بالزحف إلى بغداد وإسقاط النظام. وحسب ما أدلى به انه قام بالاتصال بعدد من قادة الجيش العراقي وابدوا استعدادهم للانضمام إلى حركته بعد إعلانه ساعة الصفر، وفي وقتها قلت: كيف يا وفيق يرضى هؤلاء القادة أن توجه فوهات الدروع والدبابات صوب بغداد والغالبية منهم في بغداد وأهلهم وذويهم؟ ثم من يخون شرفه من القادة ويرضى أن تدمر عاصمة بلاده على يده؟ ثم أنت تدعي انك مدير الاستخبارات العسكرية فهل تصمد فرقة أو فرقتين أم الطيران أمام الحرس الجمهوري؟ ثم من هم أتباعك وأنت لا تملك من الأتباع ما لا يزيد عن أصابع اليد أو القدم؟! وقد خاب مسعاه رغم مساندة رفيقه سعد البزاز)).
هذا هو حجم وفيق حتى في نظر ما يُسمى المعارضة التي تتبع اجهزة المخابرات الأجنبية، فكيف بالعراقيين الأبطال؟
* أحد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق