عبير المحمودية وعبير البصرة.. ودوامة الجنون والقتل والتمثيل بالطفولة العراقية والجناة (حماة الوطن) .! - شواهد ووقائع
سأحنث بقسمي وأكتب عن عبير، رغم أني أقسمت في مقالة نشرتها عام 2006 ألا أعود إلى الكتابة عنها مرة أخرى. كتبت حينها في ختام مقالتي (لن أكتب عنها بعد اليوم، فلا فائدة من الكلام . لقد فوضنا أمرنا وأمرها وأمر أمة بكاملها الى الله).
عبير ابنة المحمودية، ذات الأربعة عشر ربيعا، أو خريفا، اغتصبها جنود أمريكيون بشكل جماعي عام 2006، قبل أن يقتلوها مع أمها وأبيها وأختها هديل ذات الخمسة أعوام. وعبير ابنة البصرة، ذات الخمسة أعوام اختطفها اربعة (عراقيين) الأسبوع الماضي
في محافظة البصرة واغتصبوها قبل أن يشنقوها، وهي ثاني جريمة من نوعها في البصرة خلال أسابيع بعد حادثة الطفلة بنين، ذات الأعوام الأربعة، التي قتلها مغتصبها ومثل بجثتها، وبعد يوم واحد تتكشف خيوط جريمة ثالثة في حي المعالف ببغداد، بطلها شاب في الثامنة عشرة اغتصب وذبح طفلة بين السادسة والثامنة من العمر ودفنها خلف دكانه.
ستيفن غرين الذي تفاخر خلال حفل شواء أجنحة دجاج، عقب جريمة المحمودية، قال بأن ما فعله بث الرعب في النفوس وأنه يشعر بالفخر لإنجازه، ويتمنى أن يعيد الكرة مع كل عراقي يصادفه. ترى مع من يتمنى مجرمو البصرة، وحي المعالف إعادة الكرة، وعلى من يحقدون كل هذا الحقد؟
ستيفن غرين يقول أنه وجد نفسه وسط دوامة مثالية من الجنون دفعته لفعلته (وهي الدوامة ذاتها التي قادت بوش لشن سلسلة حروب لا مبرر لها حول العالم)ز ترى ما هي دوافع وحوش البصرة، وأية دوامة جنون يمكن أن تجعل أربعة (رجال) يغتصبون ويشنقون طفلة عمرها أربع سنوات؟ هذا ما يفعله المارينز أينما حلوا، فهل شربنا الصنعة عنهم؟ اغتصاب، وقتل، وإيهام بالغرق، وحرمان من النوم، هل بدأ غرسهم يثمر وعلينا بعد اليوم مواجهة ما جره علينا (تحرير العراق)؟
مجرم المعالف في الثامنة عشرة، أي أنه كان في الثامنة من العمر عندما رأى لأول مرة في حياته جنديا أمريكيا يتبختر في الحي بكامل عدته العسكرية، ولا شك أنه قلده بمشيته وحمل مثله بندقية بومباكشن، وإن كانت مصنوعة من البلاستك، وشاهد جرائمه على أقراص الباب الشرقي قبل أن يصبح مهيأً للقيام بجريمةٍ بنفسه.
هذه الجرائم المتسارعة والمتشابهة لا يمكن أبدا أن نكتفي بوصفها جرائم ضعاف النفوس، ولا يمكن إدراجها ضمن الحوادث الفردية التي تحصل في أي مجتمع فلقد أصبحت ظاهرة. ضعيف النفس قد يسرق أو يتحرش بسيدة بالغة لكن أن يشترك أربعة شبان في اغتصاب طفلة لا يزيد طولها، إذا وقفت، عن ارتفاع ركبة أحدهم فهذا ما يجب دراسته كإحدى الظواهر الناتجة عن الاحتلال، لا كجريمة عابرة تنتهي بدفع دية القتيل.
منذ 2006 وبيانات شهيدة المحمودية على حاسوبي، على سطح المكتب لا أجرؤ على محوها. تاريخ الجريمة وتفاصيلها، الحكم الذي صدر بحق المجرمين، تفاصيل المحاكمة، الحُجج التي استخدمها الدفاع، لكني أيضا لا أجرؤ على الاقتراب من هذه البيانات، لأني أرى أنني جزء من أمة ساكتة لا تقوم بواجبها كما ينبغي في مثل هذه القضايا. ليست الصدفة وحدها صنعت التشابه بالأسماء بين عبير المحمودية وعبير البصرة، وبين عبير وعبيرعشرات القصص لم تأخذ طريقها الى الاعلام لأسباب كثيرة، ويبدو أننا بين الحين والآخر سنعود لبياناتنا القديمة ولجراحنا القديمة لنفتحها بأيدينا فموسم جني ثمار الاحتلال المُرة الآن قد حان، ولم يعد من حقنا أن نشيح بوجوهنا عن بياناتنا القديمة.
المرابط العراقي: تابع من قام بارتكاب الجريمة النكراء.. رابط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق