قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

صلاح المختار : طارق عزيز وعبدالغني عبدالغفور يتعرضان مع رفاقهم للتعذيب البشع

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
طارق عزيز وعبدالغني عبدالغفور يتعرضان مع رفاقهم للتعذيب البشع
شبكة البصرة
صلاح المختار
نعجب للصمت على مأساة شعب العراق الذي يتعرض لاسوأ انواع التعذيب والاذلال بصورة متعمدة ومنهجية، لذلك نتساءل : هل الانسان العراقي خارج معايير حقوق الانسان؟لو حصل في بلد اخر غير عربي ما يحصل في العراق منذ غزوه في عام 2003 وحتى الان فهل كان العالم سيمارس الصمت الذي نراه الان تجاه الجرائم البشعة التي ترتكب بحق الشعب العراقي؟ ان شعب العراق لم يتعرض للاذلال المنظم والمتعمد مثلما يجري الان، فهناك تصفيات منهجية للسكان قتلا وتهجيرا وحرمانا من ابسط مقومات الحياة الانسانية كالماء والكهرباء والطرق والدواء والغذاء والامن والحرية، وهناك التدمير المنظم للجسد البشري بنشر المخدرات والايدز بصورة مخططة، وهناك القتل العمد شبه العلني والذي يتجرا فيه القتلة على تصوير افاعيلهم الشنيعة وتعميمها في الانترينت وكأنهم يتحدون العالم، كل ذلك يحصل ولا صوت استنكار يرتفع من منظمات حقوق الانسان ولا من الامم المتحدة التي تعرف بالتفاصيل حقيقة كارثة العراق! وان ارتفع فلاسقاط فرض ليس الا! لذلك سرعان ما يعم صمت الموتى اروقة تلك المنظمات.

تتواتر الاخبار يوميا من سجن الكاظمية في بغداد والتي تؤكد بان الاسرى من مسؤولي النظام الوطني يتعرضون لابشع انواع التعذيب والاهانات والقتل البطئ يوميا وباوامر من المالكي ووزير عدله شخصيا حسن الشمري، ومن بين وسائل التعذيب لشخصيات كلها كبيرة السن وتعاني من امراض كثيرة مثل الاستاذ طارق عزيز والاستاذ عبدالغني عبدالغفور وغيرهما، اخراجهم من زنزاناتهم وهم شبه عراة ووضعهم في ساحة مكشوفة في شتاء بارد وتركهم هناك ساعات طويلة ولا يدخل منهم الا من يغمى عليه او ينهار جسديا ويسقط على الارض، كما انهم يربطون الايدي والارجل ويضربون الاسرى في كل مكان من اجسادهم، يأخذون الادوية التي تجلبها عوائل الاسرى منهم ويتركونهم بلا دواء مع انهم مصابون بامراض خطيرة كالسكري وارتفاع ضغط الدم وسرطان البروستات والروماتزم وغيره. كل ذلك يحصل وسط سيل من الشتائم والكلام البذي، واخيرا وليس اخرا يسرقون كل ما لديهم من مواد وكتب وملابس واشياء ضرورية ومال جلب لهم من عوائلهم.

وكمثال على ذلك ماحصل مؤخرا وهو ان قوة عسكرية اقتحمت سجن الكاظمية الخاص بمعتقلي اركان النظام الوطني العراقي السابق وقامت بالعبث بمقتنياتهم ومصادرتها وروى شاهد عيان تفاصيل الحادث قائلا ان المعتقلين فوجئوا قبل ايام بهجوم لفوج الطوارىء على اماكن وجودهم داخل السجن وتجميعهم بغرفة واحدة لاتتوفر فيها المستلزمات الصحية ومقفلة الابواب والشبابيك واوضح ان امر سجن الكاظمية سيد علاء هو من قاد عملية الاقتحام واشرف بنفسه على عملية الاساءة وترويع المعتقلين بمعاونة حراس السجن وكشف ان المعتقلين فوجئوا بقيام القوة المهاجمة باطلاق الكلاب البوليسية عليهم وبتقييد ارجلهم وايديهم بطريقة همجية وحجرهم بزنزانة واحدة لمدة ثلاثة ايام! واشار الى ان المعتقلين حاولوا معرفة اسباب هذا الاجراء الذي فسره امر السجن بانه جاء بامر من وزير العدل حسن الشمري موضحا انه تلقى اتصالا هاتفيا من الوزير الذي كان في القاهرة لتنفيذ ماقام به فوج الطوارىء!

وقال شاهد العيان ان حراس سجن الكاظمية قاموا بسرقة مقتنيات المعتقلين والاساءة اليهم واصفا اوضاع المعتقلين بالصعبة والمزرية لاسيما انهم حرموا من تناول الطعام والحصول على ادويتهم طيلة الايام الثلاثة بعد ان قام حراس السجن بمصادرة ما بحوزة المعتقلين من غذاء وأدوية.

ان حكومة المالكي تحاول قتل الاسرى ببطء ودون تنفيذ حكم الاعدام لكي تقول للعالم انهم ماتوا بصورة طبيعية، لذلك نكرر مطالبتنا للامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان ومحكمة بروكسل وكل الشرفاء في العالم من صحفيين وكتاب ورجال قانون وساسة بالتدخل الفوري لمنع القتل البطيء للاسرى، وتوفير المعاملة الانسانية التي تضمنها القوانين الدولية. اما السكوت خصوصا سكوت الحكومة الامريكية فهو امتدا لموقفها الاصلي وهو تصفية قادة العراق ورموزه عمدا بدليل انها سلمت هؤلاء الاسرى لحكومة المالكي مع انها اعترفت بان اغلبهم اسرى حرب، سلمتهم وهي تعلم بان تلك الحكومة سوف تنفذ اومر اسيادها في ايران بقتل الاسرى وتصفيتهم بصورة كاملة.
لذلك نحمل ليس حكومة المالكي ووزير عدله مسوؤلية هذه الجرائم بل نحمل ايضا الحكومة الامريكية التي سلمتهم للمالكي المسؤولية وهي تعلم بانه سوف يقوم بتصفيتهم تدريجيا بعد ان يعرضهم لكافة اشكال التعذيب والاهانات والحرمان من الدواء والغذاء والمكان الصحي.

واخيرا نوجه نداءنا ل(رفاقنا) الكتاب (البعثيين) – وكانوا كثر جدا ويكتبون اكثر- ونسألهم لم تصمتون على ما يجري لرفاقكم؟ لو كتب كل واحد منكم مقالا واحدا يكشف فيه ما يجري لقادة دولتنا الوطنية من ظلم فادح لرأينا يوميا عشرات المقالات، كما كان الحال قبل الغزو حيث كان الكتاب يتابرون في نشر مقالاتهم ومن لا ينشر له مقال يقلب الدنيا! اين هم هؤلاء الان؟ ولم يصمتون؟ وهل يظنون ان الضمير الحي يحتاج لمن ينبهه كي يكتب ويصرخ ويفضح الجرائم؟ انكم بقوائم اسمائكم الطويلة امام انظار شعبنا وهو يتذكركم بكل تقاطيع وجوهكم وباصغر مقالاتكم وهم لذلك يسألون بحزن اين هؤلاء؟ ولم اختفوا؟ بل لم لا يكتبون حتى باسماء مستعارة دفاعا عن وطنهم ورفاقهم اذا كانوا يواجهون مشاكل؟
3/12/2012
شبكة البصرة
الاثنين 19 محرم 1434 / 3 كانون الاول 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق